کتابخانه روایات شیعه
وَ نَظَراً لِلْإِسْلَامِ وَ الْمُسْلِمِينَ وَ طَلَباً لِلسَّلَامَةِ وَ ثَبَاتِ الْحَقِ 1808 وَ النَّجَاةِ فِي الْيَوْمِ الَّذِي يَقُومُ النَّاسُ فِيهِ لِرَبِّ الْعالَمِينَ .
وَ دَعَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وُلْدَهُ وَ أَهْلَ بَيْتِهِ وَ خَاصَّتَهُ وَ قُوَّادَهُ وَ خَدَمَهُ فَبَايِعُوا مُسْرِعِينَ مَسْرُورِينَ عَالِمِيْنَ بِإِيثَارِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ طَاعَةَ اللَّهِ عَلَى الْهَوَى فِي وُلْدِهِ وَ غَيْرِهِمْ مِمَّنْ هُوَ أَشْبَكُ مِنْهُ رَحِماً وَ أَقْرَبُ قَرَابَةً وَ سَمَّاهُ الرِّضَا إِذْ كَانَ رِضًا عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَبَايِعُوا مَعْشَرَ أَهْلِ بَيْتِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ مَنْ بِالْمَدِينَةِ الْمَحْرُوسَةِ مِنْ قُوَّادِهِ وَ جُنْدِهِ وَ عَامَّةَ الْمُسْلِمِينَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ لِلرِّضَا مِنْ بَعْدِهِ كَتَبَ بِقَلَمِهِ الشَّرِيفِ بَعْدَ قَوْلِهِ وَ لِلرِّضَا مِنْ بَعْدِهِ بَلْ آلَ مِنْ بَعْدِهِ 1809 عَلِيُّ بْنُ مُوسَى عَلَى اسْمِ اللَّهِ وَ بَرَكَتِهِ وَ حُسْنِ قَضَائِهِ لِدِينِهِ وَ عِبَادِهِ بَيْعَةً مَبْسُوطَةً إِلَيْهَا أَيْدِيكُمْ مُنْشَرَحِةً لَهَا صُدُورُكُمْ عَالِمَيْنِ بِمَا أَرَادَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِهَا وَ آثَرَ طَاعَةَ اللَّهِ وَ النَّظَرَ لِنَفْسِهِ وَ لَكُمْ فِيهَا شَاكِرِينَ لِلَّهِ عَلَى مَا أُلْهِمَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ قَضَاءِ حَقِّهِ فِي رِعَايَتِكُمْ وَ حِرْصِهِ عَلَى رُشْدِكُمْ وَ صَلَاحِكُمْ رَاجِينَ عَائِدَةً ذَلِكَ فِي جَمْعِ أُلْفَتِكُمْ وَ حَقْنِ دِمَائِكُمْ وَ لَمِّ شَعْثِكُمْ وَ سَدِّ ثُغُورِكُمْ وَ قُوَّةِ دِينِكُمْ وَ رَغْمِ عَدُوِّكُمْ وَ اسْتِقَامَةِ أُمُورِكُمْ وَ سَارِعُوا إِلَى طَاعَةِ اللَّهِ وَ طَاعَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّهُ الْأَمْنُ إِنْ سَارَعْتُمْ إِلَيْهِ 1810 وَ حَمَدْتُمُ اللَّهَ عَلَيْهِ عَرَفْتُمُ الْحَظَّ فِيهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ
كَتَبَ بِيَدِهِ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ بِسَبْعِ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَ مِائَتَيْنِ صُورَةُ مَا كَانَ عَلَى ظَهْرِ الْعَهْدِ بِخَطِّ الْإِمَامِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا ع ..
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الْفَعَّالِ لِمَا يَشَاءُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَ لَا رَادَّ لِقَضَائِهِ يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَ ما تُخْفِي الصُّدُورُ وَ صَلَاتُهُ عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ وَ آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ أَقُولُ وَ أَنَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا بْنِ جَعْفَرٍ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَضَّدَهُ اللَّهُ بِالسَّدَادِ وَ وَفَّقَهُ لِلرَّشَادِ عَرَفَ مِنْ حَقِّنَا مَا جَهِلَهُ غَيْرُهُ فَوَصَلَ أَرْحَاماً قُطِعَتْ وَ آمَنَ نُفُوساً فَزِعَتْ بَلْ أَحْيَاهَا وَ قَدْ تَلِفَتْ وَ أَغْنَاهَا إِذْ افْتَقَرَتْ مُبْتَغِياً رِضَا رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا يُرِيدُ جَزَاءً مِنْ غَيْرِهِ وَ سَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ وَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ وَ إِنَّهُ جَعَلَ إِلَيَّ عَهْدَهُ وَ الْإِمْرَةَ الْكُبْرَى إِنْ بَقِيتُ بَعْدَهُ فَمَنْ حَلَّ عُقْدَةً أَمَرَ اللَّهُ بِشَدِّهَا وَ فَصَمَ عُرْوَةً أَحَبَّ اللَّهُ إِيْثَاقَهَا فَقَدْ أَبَاحَ حَرِيمَهُ وَ أَحَلَّ مُحَرَّمَهُ إِذْ كَانَ بِذَلِكَ زَارِياً عَلَى الْإِمَامِ مُنْهَتِكاً حُرْمَةَ الْإِسْلَامِ بِذَلِكَ جَرَى السَّالِفُ فَصَبَرَ عَنْهُ عَلَى الْفَلَتَاتِ وَ لَمْ يَعْتَرِضْ بَعْدَهَا عَلَى الْعَزَمَاتِ خَوْفاً مِنْ شَتَاتِ الدِّينِ وَ اضْطِرَابِ حَبْلِ الْمُسْلِمِينَ وَ لِقُرْبِ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ وَ رَصَدِ فُرْصَةٍ تُنْتَهَزُ وَ بَائِقَةٍ تُبْتَدَرُ وَ قَدْ جَعَلْتُ اللَّهَ عَلَى نَفْسِي إِنِ اسْتَرْعَانِي أَمْرَ الْمُسْلِمِينَ وَ قَلَّدَنِي خِلَافَتَهُ الْعَمَلَ فِيهِمْ عَامَّةً وَ فِي بَنِي الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ خَاصَّةً بِطَاعَتِهِ وَ طَاعَةِ رَسُولِهِ ص وَ أَنْ لَا أَسْفِكَ دَماً حَرَاماً وَ لَا أُبِيحَ فَرْجاً وَ لَا مَالًا إِلَّا مَا سَفَكَتْهُ حُدُودُ اللَّهِ وَ أَبَاحَتْهُ فَرَائِضُهُ وَ أَنْ أَتَخَيَّرَ الْكُفَاةَ جُهْدِي وَ طَاقَتِي وَ جَعَلْتُ بِذَلِكَ عَلَى نَفْسِي عَهْداً مُؤَكَّداً يَسْأَلُنِي اللَّهُ عَنْهُ فَإِنَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ وَ أَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلًا وَ إِنْ أَحْدَثْتُ أَوْ غَيَّرْتُ أَوْ بَدَّلْتُ كُنْتُ لِلْغِيَرِ مُسْتَحِقّاً وَ لِلنَّكَالِ مُتَعَرِّضاً وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ سَخَطِهِ وَ إِلَيْهِ أَرْغَبُ فِي التَّوْفِيقِ لِطَاعَتِهِ وَ الْحَوْلِ بَيْنِي وَ بَيْنَ مَعْصِيَتِهِ فِي عَافِيَةٍ لِي وَ لِلْمُسْلِمِينَ.
وَ الْجَامِعَةُ وَ الْجَفْرُ يَدُلَّانِ عَلَى ضِدِّ ذَلِكَ وَ ما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَ لا بِكُمْ إِنِ الْحُكْمُ
إِلَّا لِلَّهِ يَقْضِي بِالْحَقِ وَ هُوَ خَيْرُ الْفاصِلِينَ لَكِنِّي امْتَثَلْتُ أَمْرَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ آثَرْتُ رِضَاهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُنِي وَ إِيَّاهُ وَ أَشْهَدْتُ اللَّهَ عَلَى نَفْسِي بِذَلِكَ وَ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً وَ كَتَبْتُ بِخَطِّي بِحَضْرَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَطَالَ اللَّهُ بَقَاءَهُ وَ الْفَضْلِ بْنِ سَهْلٍ وَ سَهْلِ بْنِ الْفَضْلِ وَ يَحْيَى بْنِ أَكْثَمَ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ وَ ثُمَامَةَ بْنِ أَشْرَسَ وَ بِشْرِ بْنِ الْمُعْتَمَرِ وَ حَمَّادِ بْنِ النُّعْمَانِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَ مِائَتَيْنِ.
الشُّهُودُ عَلَى جَانِبِ الْأَيْمَنِ شَهِدَ يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ عَلَى مَضْمُونِ هَذَا الْمَكْتُوبِ ظَهْرِهِ وَ بَطْنِهِ وَ هُوَ يَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُعَرِّفَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ كَافَّةَ الْمُسْلِمِينَ بِبَرَكَةِ هَذَا الْعَهْدِ وَ الْمِيثَاقِ وَ كَتَبَ بِخَطِّهِ فِي التَّارِيخِ الْمُبَيَّنِ فِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَاهِرِ بْنِ الْحُسَيْنِ أَثْبَتَ شَهَادَتَهُ فِيهِ بِتَارِيخِهِ شَهِدَ حَمَّادُ بْنُ النُّعْمَانِ بِمَضْمُونِهِ ظَهْرِهِ وَ بَطْنِهِ وَ كَتَبَ بِيَدِهِ فِي تَارِيخِهِ بِشْرُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ يَشْهَدُ بِمِثْلِ ذَلِكَ الشُّهُودُ عَلَى الْجَانِبِ الْأَيْسَرِ.
رَسَمَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَطَالَ اللَّهُ بَقَاءَهُ قِرَاءَةَ هَذِهِ الصَّحِيفَةِ الَّتِي هِيَ صَحِيفَةُ الْمِيثَاقِ نَرْجُو أَنْ نَجُوزَ بِهَا الصِّرَاطَ ظَهْرِهَا وَ بَطْنِهَا بِحَرَمِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ ص بَيْنَ الرَّوْضَةِ وَ الْمِنْبَرِ عَلَى رُءُوسِ الْأَشْهَادِ بِمَرْأًى وَ مَسْمَعٍ مِنْ وُجُوهِ بَنِي هَاشِمٍ وَ سَائِرِ الْأَوْلِيَاءِ وَ الْأَجْنَادِ بَعْدَ اسْتِيفَاءِ شُرُوطِ الْبَيْعَةِ عَلَيْهِمْ بِمَا أَوْجَبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْحُجَّةَ بِهِ عَلَى جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ وَ لِتَبْطُلِ الشُّبْهَةُ الَّتِي كَانَتْ اعْتَرَضَتْ آرَاءَ الْجَاهِلِينَ وَ ما كانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلى ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَ كَتَبَ الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ بِأَمْرِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بِالتَّارِيخِ فِيهِ 1811 .
قَالَ الْفَقِيرُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى عَلِيُّ بْنُ عِيسَى أَثَابَهُ اللَّهُ وَ رَأَيْتُ خَطَّهُ ع فِي وَاسِطٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَ سَبْعِينَ وَ سِتَّمِائَةِ جَوَاباً عَمَّا كَتَبَهُ إِلَيْهِ الْمَأْمُونُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* وَصَلَ كِتَابُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَطَالَ اللَّهُ بَقَاءَهُ يَذْكُرُ مَا ثَبَتَ مِنَ الرِّوَايَاتِ وَ رَسَمَ أَنْ أَكْتُبَ لَهُ مَا صَحَّ عِنْدِي مِنْ حَالِ هَذِهِ الشَّعْرَةِ الْوَاحِدَةِ وَ الْخَشَبَةِ الَّتِي لِرَحَا الْيَدِ- لِفَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهَا وَ عَلَى أَبِيهَا وَ زَوْجِهَا وَ بَنِيهَا فَهَذِهِ الشَّعْرَةُ الْوَاحِدَةُ شَعْرَةٌ مِنْ شَعْرِ رَسُولِ اللَّهِ ص لَا شُبْهَةَ وَ لَا شَكَّ وَ هَذِهِ الْخَشَبَةُ الْمَذْكُورَةُ لِفَاطِمَةَ ع لَا رَيْبَ وَ لَا شُبْهَةَ وَ أَنَا قَدْ تَفَحَّصْتُ وَ تَحَدَّيْتُ وَ كَتَبْتُ إِلَيْكَ فَاقْبَلْ قَوْلِي فَقَدْ أَعْظَمَ اللَّهُ لَكَ فِي هَذَا الْفَحْصِ أَجْراً عَظِيماً وَ بِاللَّهِ التَّوْفِيقُ وَ كَتَبَ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ وَ عَلَيَّ سَنَةَ إِحْدَى وَ مِائَتَيْنِ مِنْ هِجْرَةِ صَاحِبِ التَّنْزِيلِ جَدِّي ص..
قال الفقير إلى الله تعالى عبد الله علي بن عيسى أثابه الله مناقب الإمام علي بن موسى الرضا ع رضا في المناقب و أمداد فضله متوالية توالي المقانب و موالاته محمودة المبادئ مباركة العواقب و عجائب أوصافه من غرائب العجائب و شرفه و نبله قد حلا من الشرف في الذروة و الغارب و صيت سؤدده قد شاع و ذاع في المشارق و المغارب فلمواليه السعد الطالع و لشانيه النحس الغارب أما شرف الآباء فأشهر من الصباح المنير و أضوأ من عارض الشمس المستدير و أما أخلاقه و سماته و سيرته و صفاته و دلائله و علاماته و نفسه الشريفة و ذاته فناهيك من فخار و حسبك من علو منار و قدرك من سمو مقدار يجاري الهواء كرم أخلاق و يجاوز السماء طهارة أعراق لو ولج السماء شريف ولجها بشرفه أو طال الملائكة الكرام لطالهم بنفسه الزاكية و سلفه و فضلهم بولده و خلفه نور مشرق من أنوار
و سلالة طاهرة من أطهار و غصن فخر من سرحة فخار و ثمرة جنية من الدوحة الكريمة العليا و نبعة ناضرة قويمة من الشجرة التي أَصْلُها ثابِتٌ وَ فَرْعُها فِي السَّماءِ أخباره ع كلها عيون و سيرته السرية كاللؤلؤ الموضون و مقالاته و مقاماته قيد القلوب و جلاء الأسماع و نزهة العيون و معارفه الإلهية واحدة في العلم بما كان و ما يكون محدث في خاطره الشريف بالسر المكتوم و العلم المكنون ملهم بمعرفة الظاهر المشهور و الباطن المخزون مطلع على خفايا لا تتخيلها الأفكار و لا تخيلها الظنون جار من فضائله و فواضله على طريقة ورثها عن الآباء و ورثها عنه البنون فهم جميعا في كرم الأرومة و زكاء الجرثومة كأسنان المشط متعادلون فشرفا لهذا البيت العظيم الرتبة العلي المحلة السامي المكانة لقد طال السماء علاء و نبلا و سما على الثوابت منزلة و محلا و استوفى صفات الكمال فما يستثني في شيء منه بغير و لا إلا انتظم هؤلاء الأئمة ع انتظام اللئالي و تناسبوا في الشرف فاستوى المقدم و التالي و نالوا مرتبة مجد هلك دونها المقصر و العالي و حين اقتسمت شمل مراتب السيادة كان لغيرهم السافل و لهم العالي كم اجتهد الأعداء في خفض منارهم و الله يرفعه و كم ركبوا الصعب و الذلول في تشتيت شمل عزهم و الله يجمعه و كم ضيعوا من حقوقهم ما لا يهمله الله و لا يضيعه و مع كثرة عداتهم و تظاهر الناس عليهم و غلبة شناتهم و مدهم أيدي القهر إليهم لم يزدادوا على الاختبار إلا صبرا و احتسابا و على القتل و التشريد إلا إغراقا في الحمد و إطنابا و تحصيلا للأجر و اكتسابا و اعتزاء إلى أعلى منازل الطاعة و انتسابا حتى خلصوا خلوص الذهب من النار و سلموا في أعراضهم و أديانهم من العاب و العار فالولي و العدو يشهدان لهم بعلو المنصب و سمو المقدار
قال فيه البليغ ما قال ذو
العي فكل بفضله منطيق
و كذلك العدو لم يعد أن
قال جميلا كما يقول الصديق
و هذا الإمام الرضا هو لله سبحانه رضا و قد قضى من شرفه و مجده بما قضى و نصبه دليلا لمن يأتي و على من مضى فظهر من فضائله و أخباره و اشتهر من
صفاته و آثاره ما كان أمضى من السيف المنتضى و أبى أن يكون هذا النعت الرضى إلا لذلك السيد المرتضى و لم أزل مذ كنت حدثا أهش لذكره و أطرب لما يبلغني من خلاله و سجاياه و سمو قدره فرزقني الله و له الحمد أن أثبت شيئا من مناقبه و شاهدت بعين الاعتبار جملة من عجائبه و أعجبتني نفسي حين عرفت اختيارها في حالة الشباب و سرني أن عددت من واصفي فضله و فضل آبائه و أبنائه في هذا الكتاب و المنة لله تعالى فهو الذي أمد بالتوفيق و هدى إلى الطريق و لا منة عليهم ع فإن الواجب على العبد مدح سيده و وصف فخاره و سؤدده و الذب عنه بلسانه و يده و قد سمح خاطري بشعر في مدحه موسوم و بشريف اسمه و اسمي مرقوم و أنا أعتذر إلى محله الشريف و مقامه العالي المنيف من التقصير عما يجب لقدره الخطير و لكن لا مرما جزع أنفه قصير فإني أحب أن أكون من شعراء مجدهم و إن كنت مقصرا عما يجب لعبدهم أو لأحد من أهل ودهم- (و الشعر)
أيها الراكب المجد قف العيش
إذا ما حللت في أرض طوسا
لا تخف من كلالها و دع التأديب
دون الوقوف و التعريسا
و الثم الأرض إن رأيت ثرى
مشهد خير الورى علي بن موسى
و أبلغنه تحية و سلاما
كشذي المسك من علي بن عيسى
قل سلام الإله في كل وقت
يتلقى ذاك المحل النفيسا
منزل لم يزل به ذاكر الله
يتلو التسبيح و التقديسا
دار عز ما انفك قاصدها
يزجي إليها آماله و العيسا
بيت مجد ما زال وقفا عليه
الحمد و المدح و الثناء حبيسا
ما عسى أن يقال في مدح قوم
أسس الله مجدهم تأسيسا
ما عسى أن أقول في مدح قوم
قدس الله ذكرهم تقديسا
هم هداة الورى و هم أكرم
الناس أصولا شريفة و نفوسا
إن عرت أزمة تندوا غيوثا
أو دجت شبهة تبدوا شموسا
شرفوا الخيل و المنابر لما
افترعوها و الناقة العنتريسا 1812
معشر حبهم يجلي هموما
و مزاياهم تجلي طروسا
كرموا مولدا و طابوا أصولا
و زكوا محتدا و طالوا غروسا
ليس يشقي بهم جليس و من كان
ابن شورى إذا أرادوا جليسا
قمت في نصرهم بمدحي لما
فاتني أن أجر فيه خميسا
ملئوا بالولاء قلبي رجاء
و بمدحي لهم ملأت الطروسا
فتراني لهم مطيعا حنينا
و على غيرهم أبيا شموسا
يا علي الرضا أبثك ودا
غادر القلب بالغرام وطيسا
مذهبي فيك مذهبي و بقلبي
لك حب أبقي جوي و رسيسا
لا أرى داءه بغيرك يشفي
لا و لا جرحه بغيرك يوسى
أتمني لو زرت مشهدك
العالي و قبلت ربعك المأنوسا
و إذا عز أن أزورك يقظان
فزرني في النوم و اشف السيسا
أنا عبد لكم مطيع إذا ما
كان غيري مطاوعا إبليسا
قد تمسكت منكم بولاء
ليس يلقى القشيب منه دريسا 1813
أترجي به النجاة إذا ما
خاف غيري في الحشر ضرا و بؤسا
فأراني و الوجه مني طلق
و أرى أوجه الشنأة عبوسا
لا أقيس الأنام منكم بشسع
جل مقدار مجدكم أن أقيسا
من عددنا من الورى كان
مرءوسا و منكم من عد كان رئيسا
فقد العاملون مثل الذنابى