کتابخانه روایات شیعه
السديد أبي عبد اللّه محمد بن مكّي الملقّب بالشهيد، سقى اللّه ثراه، و جعل الجنة مثواه بحقّ روايتي الأربعين المذكور، و سائر مصنفات الشيخ المزبور، بعضها سماعا، و بعضها إجازة.
عن شيخي شيخ الإسلام، بركة المؤمنين، و هو أعظم علماء الخاصة في زمانه «زين الملة و الدين» العاملي، أيدت ميامن بركاته إلى يوم الدين، بحق روايته.
عن شيخه و هو شيخ الإسلام و المسلمين، شيخ الشيوخ أبو الحسن علي بن هلال الجزائري، و هو أعظم علماء الخاصة في زمانه عن الشيخ الفقيه المشهور أحمد بن فهد الحلي عن الشيخ زين الدين علي بن الحسن بن الخازن الحائري و الشيخ الفقيه ضياء الدين- و هو ابن الشيخ السعيد الشهيد- كلاهما عن حضرته بلا واسطة قدس سره العلي و سائر الأحاديث النبوية، و الأخبار المرتضوية، و الآثار المروية عن الأئمة المعصومين- صلوات اللّه و سلامه عليهم أجمعين عن مشايخ من العامة و الخاصة، أعلاها شيخنا المقدّم ذكره «الشيخ زين الدين العاملي» سلّمه اللّه و أبقاه إلى يوم الدين، إجازة إن لم يكن سماعا عن مشائخه من طرق العامة و الخاصة المعتبرة، المسندة، المسلسلة، المعنعنة إلى الأئمة الطاهرين المعصومين، صلوات اللّه و الملائكة و الناس عليهم أجمعين.
فأجزت الفاضل الأديب المذكور أن يروي عنّي الأربعين المذكور، و سائر ما يجوز لي، و عنّي روايته بالشرط المعتبر عند أهل الأثر.
و كان ذلك في المشهد الأقدس الأطهر العلي الرضي الرضوي بتاريخ شهر رمضان المعظم ذي القدر من سنة إحدى و ستين و تسعمائة.
و الصلاة على محمد و عليّ خير البشر، و على أولادهما الأطهار- أعني الأئمة الأحد عشر إلى يوم المحشر.
قاله و كتبه العبد الأضعف الأقل الأحقر سيف الدين محمد الخادم بن مخدوم الحسيني أبقى ذكره فيما بين أهل الحديث و الخبر، بحق ساقي حوض الكوثر و قسيم الجنة و السقر.
2- نسخة «ج»: و هي النسخة المحفوظة في المكتبة التي أسسها آية اللّه العظمى أستاذنا الأكبر الطباطبائي البروجردي (قدس سره الشريف) في المسجد الأعظم- بقم المقدسة و هي نسخة جيدة نفيسة، يرجع تاريخها إلى القرن الثامن أو التاسع، تنتهي عند قوله: و من صلّى ليلة تسع و عشرين من شهر رمضان ركعتين بفاتحة الكتاب و عشرين 3- نسخة «أ»: و هي النسخة المطبوعة مع كتاب غيبة النعماني عام 1318 و التي أشار إليها الشيخ آغا بزرگ الطهراني في الذريعة: 1/ 427.
و قد تمّ مقابلة هذه النسخ الثلاث، و لضبط النصّ بشكل أدقّ، قابلناها مع بعض المصادر التي نقلت عن كتابنا، كالبحار و الوسائل، و مع مصادر أخرى كالعلل و المعاني و غيرها، و قد أشرنا إلى موارد الاختلاف في الهامش.
كما قمنا بتخريج الآيات القرآنية، و الأحاديث، و اتحادها بأكثر ما يمكن من المصادر، مع توضيح لغوي بسيط لبعض المفردات.
طبعات الكتاب: طبع هذا الكتاب قبل ذلك:
1- مع نثر اللئالي. عام 1314 2- مع غيبة النعماني عام 1318
[مقدمة المؤلف]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ، أكمل الحمد على كلّ حال، و الصلاة و السلام على سيّد المرسلين، كلما ذكر الذاكرون، و كلّما غفل عن ذكره الغافلون، اللهم صلّ عليه و آله و سائر النبيين و آل كل، و سائر الصالحين نهاية ما سعى أن يسأله السائلون 11 قال عبد اللّه الفقير الى غفران اللّه «محمد بن مكى» وفّقه اللّه لمراضيه- بعد حمد اللّه تبارك و تعالى على جميع النعم و الصلاة على نبيّه محمّد أفضل العرب و العجم و على آله مصابيح الظلم-:
إنّه لما كثرت عناية العلماء السالفين و الفضلاء المتقدمين بجمع أربعين حديثا من الأحاديث النبويّة و الألفاظ الإماميّة بما اشتهر في النقل الصحيح عنه بألفاظ مختلفة بهذا العدد المخصوص.
فَمِنْهَا مَا أَخْبَرَنِي بِهِ شَيْخِي الْإِمَامُ السَّعِيدُ الْمُرْتَضَى، الْعَلَّامَةُ الْمُحَقِّقُ، فَقِيهُ أَهْلِ الْبَيْتِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، عَمِيدُ الْمِلَّةِ وَ الدِّينِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ الْمَوْلَى السَّيِّدِ الْفَقِيهِ مَجْدِ الدِّينِ أَبِي الْفَوَارِسِ مُحَمَّدِ بْنِ مَوْلَى السَّيِّدِ الْعَلَّامَةِ النَّسَّابَةِ فَخْرِ الدِّينِ عَلِيِّ بْنِ الْأَعْرَجِ الْحُسَيْنِيُّ- قَدَّسَ اللَّهُ سِرَّهُ- فى الْحَضْرَةِ الْمُقَدَّسَةِ الْحَائِرِيَّةِ، صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَى مُشَرِّفِهَا
وَ سَلَامُهُ، تَاسِعَ عَشَرَ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَ خَمْسِينَ وَ سَبْعِمِائَةٍ عَنْ خَالِهِ السَّعِيدِ الْإِمَامِ مُحْيِي السُّنَّةِ، وَ قَامِعِ الْبِدْعَةِ شَيْخِ الْإِسْلَامِ- حَقّاً جَمَالِ الْمِلَّةِ وَ الدِّينِ أَبِي مَنْصُورٍ «الْحَسَنِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ الْمُطَهَّرِ» الْحِلِيِّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ وَ نَوَّرَ ضَرِيحَهُ عَنْ وَالِدِهِ الشَّيْخِ الْفَقِيهِ الْإِمَامِ سَدِيدِ الدِّينِ أَبِي الْمُظَفَّرِ يُوسُفَ [عَنِ السَّيِّدِ الْفَقِيهِ الْإِمَامِ النَّسَّابَةِ شَمْسِ الدِّينِ فَخَّارِ بْنِ مَعَدٍّ الْمُوسَوِيِ] 12 عَنِ السَّيِّدِ عِزِّ الدِّينِ أَبِي الْحَارِثِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْحُسَيْنِيِّ عَنِ السَّيِّدِ الشَّرِيفِ الْفَقِيهِ أَبِي الْمَكَارِمِ حَمْزَةَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زُهْرَةَ الْحُسَيْنِيِ 13 عَنِ الشَّيْخِ أَبِي عَلِيٍّ الْحَسَنِ بْنِ طَارِقِ بْنِ الْحَسَنِ الْحَلَبِيِ 14 عَنِ السَّيِّدِ الْإِمَامِ أَبِي الرِّضَا الرَّاوَنْدِيِ 15 عَنِ السُّكَّرِيِ 16 عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْعَيَّارِ عَنِ الشَّيْخِ أَبِي الْحَسَنِ الْحَافِظِ التَّمِيمِيِ 17
عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْرَوَيْهِ الْقَزْوِينِيِّ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ 18 الْقَزْوِينِيِّ الْغَازِي 19 عَنِ الْإِمَامِ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى (عَنْ أَبِيهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ زَيْنِ الْعَابِدِينَ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثاً يَنْتَفِعُونَ بِهَا بَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقِيهاً عَالِماً» 20 .
إلى غير ذلك من الأحاديث.
فرأيت أن أكثر الأشياء نفعا و أهمها العبادات الشرعية لعموم البلوى بها 21 و شدة الحثّ عليها، فخرجت أكثرها فيها، و باقيها في [مسائل] 22 غيرها.
و اللّه تعالى وليّ التوفيق، و الهادي إلى سواء الطريق.
الحديث الأول