کتابخانه روایات شیعه
وَ أَنَا فِي لَيْلَةٍ بِبَغْدَادَ لَهَا 511 رِيحٌ وَ ظُلْمَةٌ فَفَزِعْتُ فَزَعاً شَدِيداً وَ فَكَّرْتُ فِيمَا عَلَيَّ وَ فِيَّ وَ قُلْتُ فِي نَفْسِي لِي حَوَانِيتُ اشْتَرَيْتُهَا بِخَمْسِمِائَةٍ وَ ثَلَاثِينَ دِينَاراً قَدْ جَعَلْتُهَا لِلْغَرِيمِ بِخَمْسِمِائَةِ دِينَارٍ قَالَ فَجَاءَنِي مَنْ يَتَسَلَّمُ مِنِّي الْحَوَانِيتَ وَ قَدْ كَتَبَ 512 إِلَيَّ بِذَلِكَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْطِقَ لِسَانِي أَوْ أُخْبِرَ بِهِ أَحَداً. 513 .
وَ عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي حُلَيْسٍ قَالَ: أَوْصَلْتُ إِلَى حَاجِزٍ عَشَرَةَ الدَّنَانِيرِ فَنَسِيَهَا حَاجِزٌ أَنْ يُوصِلَهَا فَبَعَثَ إِلَيْهِ ابْعَثْ بِدَرَاهِمِ ابْنِ أَبِي حُلَيْسٍ ابْتِدَاءً 514 وَ كَتَبَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الصَّيْمَرِيُّ يَسْأَلُ كَفَناً فَوَرَدَ أَنَّهُ يَحْتَاجُ إِلَيْهِ سَنَةَ ثَمَانِينَ أَوْ إِحْدَى وَ ثَمَانِينَ فَمَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي الْوَقْتِ الَّذِي حَدَّهُ وَ بَعَثَ إِلَيْهِ بِالْكَفَنِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ. 515 .
وَ بِالطَّرِيقِ الْمَذْكُورِ يَرْفَعُهُ إِلَى أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ الْخَضِرِ بْنِ صَالِحٍ 516 الْخَجَنْدِيِ أَنَّهُ خَرَجَ إِلَيْهِ مِنْ صَاحِبِ الزَّمَانِ ع تَوْقِيعٌ بَعْدَ أَنْ كَانَ 517 قَدْ
أَلَحَّ فِي الْفَحْصِ وَ الطَّلَبِ وَ سَارَ فِي الْبِلَادِ وَ كَتَبَ عَلَى يَدِ الشَّيْخِ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ رَوْحٍ إِلَى الصَّاحِبِ ع يَشْكُو إِلَيْهِ تَعَلُّقَ قَلْبِهِ وَ إِشْغَالِهِ بِالْفَحْصِ وَ طَلَبِ الْحَقِّ وَ سَأَلَ الْجَوَابَ بِمَا تَسْكُنُ إِلَيْهِ نَفْسُهُ وَ يَنْكَشِفُ لَهُ بِمَا يَعْمَلُ عَلَيْهِ فَخَرَجَ 518 إِلَيْهِ تَوْقِيعٌ مَنْ بَحَثَ فَقَدْ طَلَبَ وَ مَنْ طَلَبَ فَقَدْ دُلَّ وَ مَنْ دُلَّ فَقَدْ أَشَاطَ وَ مَنْ أَشَاطَ 519 فَقَدْ أَغْرَى وَ مَنْ أَغْرَى فَقَدْ أَشْرَكَ قَالَ فَكَفَفْتُ عَنِ الطَّلَبِ وَ سَكَنَتْ نَفْسِي وَ عُدْتُ إِلَى مَنْزِلِي مَسْرُوراً وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ 520 .
وَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيِّ قَالَ: خَرَجَ التَّوْقِيعُ إِلَى الشَّيْخِ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْعَمْرِيِّ فِي التَّعْزِيَةِ بِأَبِيهِ أَجْزَلَ اللَّهُ لَكَ الثَّوَابَ وَ أَحْسَنَ لَكَ الْعَزَاءَ رُزِئْتَ [وَ] رُزِئْنَا وَ أَوْحَشَكَ فِرَاقُهُ وَ أَوْحَشَنَا فَسَرَّهُ اللَّهُ فِي مُنْقَلَبِهِ وَ كَانَ مِنْ كَمَالِ سَعَادَتِهِ أَنْ رَزَقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَلَداً مِثْلَكَ يُخَلِّفُهُ مِنْ بَعْدِهِ وَ يَقُومُ مَقَامَهُ بِأَمْرِهِ وَ يَتَرَحَّمُ عَلَيْهِ وَ أَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَإِنَّ الْأَنْفُسَ طَيِّبَةٌ بِمَكَانِكَ وَ مَا جَعَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِيكَ وَ عِنْدَكَ أَعَانَكَ اللَّهُ وَ قَوَّاكَ وَ عَضَدَكَ وَ وَفَّقَكَ وَ كَانَ لَكَ وَلِيّاً وَ رَاعِياً وَ حَافِظاً وَ كَافِياً وَ مُعِيناً 521 .
وَ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: خَرَجَ تَوْقِيعٌ مِنْ مَوْلَانَا صَاحِبِ الزَّمَانِ إِلَى الْعَمْرِيِّ وَ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
وَفَّقَكُمَا اللَّهُ لِطَاعَتِهِ وَ ثَبَّتَكُمَا عَلَى دِينِهِ وَ أَسْعَدَكُمَا بِمَرْضَاتِهِ انْتَهَى إِلَيْنَا مَا ذَكَرْتُمَا أَنَّ الْمِيثَمِيَ 522 أَخْبَرَكُمَا عَنِ الْمُخْتَارِ وَ مُنَاظَرَتِهِ مَنْ لَقِيَ وَ احْتِجَاجِهِ بِأَنْ لَا خَلَفَ غَيْرُ جَعْفَرِ بْنِ عَلِيٍّ وَ تَصْدِيقِهِ إِيَّاهُ وَ فَهِمْتُ جَمِيعَ مَا كَتَبْتُمَا بِهِ مِمَّا قَالَ أَصْحَابُكُمَا عَنْهُ وَ أَنَا أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْعَمَى بَعْدَ الْجَلَاءِ وَ مِنَ الضَّلَالَةِ بَعْدَ الْهُدَى وَ مِنْ مُوبِقَاتِ 523 الْأَعْمَالِ وَ مُرْدِيَاتِ 524 الْفِتَنِ الم أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ 525 كَيْفَ يَتَسَاقَطُونَ فِي الْفِتْنَةِ وَ يَتَرَدَّدُونَ فِي الْحَيْرَةِ وَ يَأْخُذُونَ يَمِيناً وَ شِمَالًا فَارَقُوا دِينَهُمْ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ عَانَدُوا الْحَقَّ أَمْ جَهِلُوا مَا جَاءَتْ بِهِ الرِّوَايَاتُ الصَّادِقَةُ وَ الْأَخْبَارُ الصَّحِيحَةُ أَوْ عَلِمُوا ذَلِكَ فَتَنَاسَوْا أَ مَا عَلِمُوا 526 أَنَّ الْأَرْضَ لَا تَخْلُو مِنْ حُجَّةٍ إِمَّا ظَاهِراً وَ إِمَّا مَغْمُوراً أَ وَ لَمْ 527 يَرَوْا انْتِظَامَ أَئِمَّتِهِمْ بَعْدَ نَبِيِّهِمْ ص وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ إِلَى أَنْ أَفْضَى الْأَمْرُ بِأَمْرِ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ إِلَى الْمَاضِي يَعْنِي الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ ع فَقَامَ مَقَامَ آبَائِهِ ع يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَ إِلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ كَانَ نُوراً وَ شِهَاباً لَامِعاً وَ قَمَراً زَاهِراً ثُمَّ اخْتَارَ اللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ لَهُ مَا عِنْدَهُ فَمَضَى عَلَى مِنْهَاجِ آبَائِهِ ع حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ عَلَى عَهْدٍ عَهِدَهُ وَ وَصِيَّةٍ أَوْصَى بِهَا إِلَى وَصِيٍّ سَتَرَهُ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِلَى غَايَةٍ وَ أَخْفَى مَكَانَهُ بِمَشِيئَتِهِ لِلْقَضَاءِ السَّابِقِ وَ الْقَدَرِ النَّافِذِ وَ فِينَا مَوْضِعُهُ وَ لَنَا فَضْلُهُ وَ لَوْ أَذِنَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِيمَا قَدْ مَنَعَهُ عَنْهُ وَ أَزَالَ عَنْهُ مَا قَدْ جَرَى بِهِ حُكْمُهُ لَأَرَاهُمُ الْحَقَّ ظَاهِراً بِأَحْسَنِ حِلْيَةٍ وَ أَبْيَنِ دَلَالَةٍ وَ أَوْضَحِ عَلَامَةٍ وَ لَأَبَانَ عَنْ نَفْسِهِ وَ قَامَ بِحُجَّتِهِ وَ لَكِنْ أَقْدَارُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَا تُغَالَبُ وَ إِرَادَتُهُ لَا تُرَدُّ وَ تَوْفِيقُهُ لَا يُسْبَقُ فَلْيَدَعُوا عَنْهُمُ اتِّبَاعَ الْهَوَى وَ لْيُقِيمُوا عَلَى أَصْلِهِمُ الَّذِي كَانُوا عَلَيْهِ وَ لَا يَبْحَثُوا عَمَّا سَتَرَهُ اللَّهُ
عَنْهُمْ فَيَأْثَمُوا وَ لَا يَكْشِفُوا سَتْرَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَيَنْدَمُوا وَ لْيَعْلَمُوا أَنَّ الْحَقَّ مَعَنَا وَ فِينَا لَا يَقُولُ ذَلِكَ سِوَانَا إِلَّا كَذَّابٌ مُفْتَرٍ وَ لَا يَدَّعِيهِ غَيْرُنَا إِلَّا ضَالٌّ غَوِيٌّ فَلْيَقْتَصِرُوا مِنَّا عَلَى هَذِهِ الْجُمْلَةِ دُونَ التَّفْسِيرِ وَ يَقْنَعُوا مِنْ ذَلِكَ بِالتَّعْرِيضِ دُونَ التَّصْرِيحِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ 528 .
وَ بِالطَّرِيقِ الْمَذْكُورِ يَرْفَعُهُ إِلَى أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمُكَتِّبِ قَالَ: كُنْتُ بِمَدِينَةِ السَّلَامِ فِي السَّنَةِ الَّتِي تُوُفِّيَ فِيهَا الشَّيْخُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّمُرِيُّ فَحَضَرْتُهُ قَبْلَ وَفَاتِهِ بِأَيَّامٍ فَأَخْرَجَ إِلَى النَّاسِ تَوْقِيعاً نُسْخَتُهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ يَا عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ السَّمُرِيَّ أَعْظَمَ [اللَّهُ] أُجُورَ إِخْوَانِكَ فِيكَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ مَا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ سِتَّةِ أَيَّامٍ فَاجْمَعْ أَمْرَكَ وَ لَا تُوصِ إِلَى أَحَدٍ يَقُومُ مَقَامَكَ بَعْدَ وَفَاتِكَ فَقَدْ وَقَعَتِ الْغَيْبَةُ التَّامَّةُ 529 فَلَا ظُهُورَ إِلَّا بَعْدَ إِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ذَلِكَ بَعْدَ طُولِ الْأَمَدِ وَ قَسْوَةِ الْقَلْبِ وَ امْتِلَاءِ الْأَرْضِ جَوْراً وَ سَيَأْتِي شِيعَتِي مَنْ يَدَّعِي الْمُشَاهَدَةَ أَلَا مَنِ ادَّعَى الْمُشَاهَدَةَ قَبْلَ خُرُوجِ السُّفْيَانِيِّ وَ الصَّيْحَةِ فَهُوَ كَاذِبٌ مُفْتَرٍ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ. قَالَ فَنَسَخْنَا هَذَا التَّوْقِيعَ وَ خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ السَّادِسُ غَدَوْنَا 530 وَ هُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ فَقِيلَ لَهُ مَنْ وَصِيُّكَ فَقَالَ لِلَّهِ أَمْرٌ هُوَ بَالِغُهُ وَ مَضَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَ كَانَ هَذَا آخِرُ كَلَامٍ سُمِعَ مِنْهُ 531 وَ كَانَ وَفَاةُ الشَّيْخِ عَلِيٍّ السَّمُرِيِّ الْمَذْكُورِ فِي النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ 328..
وَ مِمَّا صَحَّ لِي رِوَايَتُهُ عَنِ السَّيِّدِ هِبَةِ اللَّهِ الرَّاوَنْدِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ يَرْفَعُهُ إِلَى الشَّيْخِ
الْمُفِيدِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصَّفْوَانِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ عَلَاءٍ وَ قَدْ أَتَى عَلَيْهِ مِائَةُ سَنَةٍ وَ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً مِنْهَا ثَمَانُونَ سَنَةً صَحِيحُ الْعَيْنَيْنِ لَقِيَ الْعَسْكَرِيَّيْنِ وَ حُجِبَ بَعْدَ الثَّمَانِينَ وَ رُدَّتْ عينيه [عَيْنَاهُ] قَبْلَ وَفَاتِهِ بِسَبْعَةِ أَيَّامٍ وَ ذَلِكَ أَنِّي كُنْتُ بِمَدِينَةِ الرَّانِ مِنْ أَرَاضِي آذَرْبِيجَانَ فَكَانَ لَا يَنْقَطِعُ تَوْقِيعَاتُ صَاحِبِ الْأَمْرِ ع عَلَى يَدِ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْعَمْرِيِّ وَ بَعْدَهُ عَلَى يَدِ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ رَوْحٍ فَانْقَطَعَتْ عَنْهُ الْمُكَاتَبَاتُ نَحْواً مِنْ شَهْرَيْنِ وَ قَلِقَ 532 لِذَلِكَ فَبَيْنَا نَحْنُ عِنْدَهُ نَأْكُلُ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ الْبَوَّابُ مُسْتَبْشِراً فَقَالَ لَهُ فَيْجُ 533 الْعِرَاقِ وَرَدَ لَا يُسَمَّى بِغَيْرِهِ فَاسْتَبْشَرَ الْقَاسِمُ وَ حَوَّلَ وَجْهَهُ إِلَى الْقِبْلَةِ فَسَجَدَ وَ دَخَلَ كَهْلٌ قَصِيرٌ يُرَى أَثَرُ الْفُيُوجِ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِ جُبَّةٌ مِصْرِيَّةٌ 534 وَ فِي رِجْلِهِ نَعْلٌ مَحَامِلِيٌّ وَ عَلَى كَتِفِهِ مِخْلَاةٌ فَقَامَ إِلَيْهِ الْقَاسِمُ فَعَانَقَهُ وَ وَضَعَ الْمِخْلَاةَ عَنْ عُنُقِهِ وَ دَعَا بِطَسْتٍ وَ مَاءٍ فَغَسَلَ يَدَهُ وَ أَجْلَسَهُ إِلَى جَانِبِهِ فَأَكَلْنَا وَ غَسَلْنَا أَيْدِيَنَا فَقَامَ الرَّجُلُ وَ أَخْرَجَ كِتَاباً أَفْضَلَ 535 مِنْ نِصْفِ الْمَدْرَجِ فَنَاوَلَهُ الْقَاسِمَ فَأَخَذَهُ وَ قَبَّلَهُ وَ دَفَعَهُ إِلَى كَاتِبٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ ابْنُ 536 أَبِي سَلَمَةَ فَأَخَذَهُ 537
وَ فَضَّهُ وَ قَرَأَهُ 538 حَتَّى أَحَسَّ الْقَاسِمُ بِبُكَائِهِ 539 فَقَالَ خَبَرٌ خَرَجَ فِيَّ شَيْءٌ مِمَّا يُكْرَهُ قَالَ لَا قَالَ فَمَا هُوَ؟ قَالَ يَنْعَى الشَّيْخَ إِلَى نَفْسِهِ بَعْدَ وُرُودِ هَذَا الْكِتَابِ بِأَرْبَعِينَ يَوْماً وَ أَنَّهُ يَمْرَضُ يَوْمَ السَّابِعِ بَعْدَ وُصُولِ الْكِتَابِ وَ أَنَّ اللَّهَ يَرُدُّ عَلَيْهِ عَيْنَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ 540 وَ قَدْ حَمَلَ إِلَيْهِ سَبْعَةَ أَثْوَابٍ فَقَالَ الْقَاسِمُ فِي سَلَامَةٍ مِنْ دِينِي فَقَالَ فِي سَلَامَةٍ مِنْ دِينِكَ فَضَحِكَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ قَالَ وَ مَا أُؤَمِّلُ بَعْدَ هَذَا الْعُمُرِ حَيَاةً 541 . فَقَامَ 542 الرَّجُلُ الْوَارِدُ فَأَخْرَجَ مِنْ مِخْلَاتِهِ ثَلَاثَةَ أَثْوَابٍ أُزُرٍ وَ حِبَرَةً 543 يَمَانِيَّةً حَمْرَاءَ وَ عِمَامَةً وَ ثَوْبَيْنِ وَ مِنْدِيلًا فَأَخَذَهُ الْقَاسِمُ وَ كَانَ عِنْدَهُ قَمِيصٌ خَلَعَهُ عَلَيْهِ عَلِيٌّ النَّقِيُ 544 ع وَ كَانَ لِلْقَاسِمِ صَدِيقٌ فِي أُمُورِ الدُّنْيَا شَدِيدُ النَّصْبِ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّبْزِيُ 545 وَافَي الدَّارَ فَقَالَ الْقَاسِمُ اقْرَءُوا الْكِتَابَ عَلَيْهِ فَإِنِّي أُحِبُّ هِدَايَتَهُ قَالُوا هَذَا لَا يَحْتَمِلُهُ خَلْقٌ مِنَ الشِّيعَةِ فَكَيْفَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَأَخْرَجَ الْقَاسِمُ إِلَيْهِ الْكِتَابَ وَ قَالَ اقْرَءُوا فَقَرَءُوهُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَى مَوْضِعِ