کتابخانه روایات شیعه
الْبَصِيرُ و هو المبصر أي عالم بالخفيات و قيل الْبَصِيرُ العالم بالمبصرات.
الْقَدِيرُ بمعنى القادر و هو من القدرة على الشيء و التمكن منه فلا يطيق الامتناع عن مراده و لا يستطيع الخروج عن إصداره و إيراده.
الْقاهِرُ* هو الذي قهر الجبابرة و قهر عباده بالموت و لا يطيق الأشياء الامتناع منه مما يريد الإنفاذ فيها.
الْعَلِيُّ* المتنزه عن صفات المخلوقين تعالى أن يوصف بها و قد يكون بمعنى العالي فوق خلقه بالقدرة عليهم أو الترفع بالتعالي عن الأشباه و الأنداد و عما خاضت فيه وساوس الجهال و ترامت إليه أفكار الضلال- فهو متعال عما يقول الظالمون علوا كبيرا.
الْأَعْلَى بمعنى الغالب كقوله تعالى لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى و قد يكون بمعنى المتنزه عن الأمثال و الأضداد و الأشباه و الأنداد.
الباقي هو الذي لا تعرض عليه عوارض الزوال و بقاؤه غير متناه و لا محدود و ليست صفة بقائه و دوامه كبقاء الجنة و النار و دوامهما لأن بقاءه أزلي أبدي و بقاءهما أبدي غير أزلي و معنى الأزل ما لم يزل- و معنى الأبد ما لا يزال و الجنة و النار مخلوقتان بعد أن لم تكونا فهذا فرق ما بين الأمرين.
البديع هو الذي فطر الخلق مبتدعا لها لا على مثال سابق و هو فعيل على مفعل كأليم بمعنى مؤلم و البدع هو الذي يكون أولا في كل شيء كقوله تعالى قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ أي لست بأول مرسل.
الْبارِئُ الخالق و يقال برأ الله الخلق أي خلقهم كما يقال بارئ النسم و هو الذي فلق الحبة و برأ النسمة و بارئ البرايا أي خالق الخلائق و البرية الخليقة.
الْأَكْرَمُ معناه الكريم و قد يجيء أفعل في معنى فعيل كقوله تعالى وَ هُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ أي هين عليه و لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى - وَ سَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى يعني الشقي و التقي و أنشد في هذا المعنى (شعر)-
إن الذي سمك السماء بنى لنا
بيتا قوائمه أعز و أطول
.
الظَّاهِرُ بحججه الباهرة و براهينه النيرة و شواهد أعلامه الدالة على ثبوت ربوبيته و صحة وحدانيته فلا موجود إلا و هو يشهد بوجوده و لا مخترع إلا و هو يعرب عن توحيده شعر
و في كل شيء له آية
تدل على أنه واحد
و قد يكون بمعنى الغالب القادر كقوله تعالى- فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ 874 .
الْباطِنُ المحتجب عن إدراك الأبصار و تلوث الخواطر و الأفكار فهو الظاهر الخفي الظاهر بالدلائل و الأعلام و الخفي بالكنه عن الأوهام- احتجب بالذات و ظهر بالآيات فهو الباطن بلا حجاب و الظاهر بلا اقتراب و قد يكون بمعنى البطون و هو الخبر و بطانة الرجل وليجته- الذين يداخلهم و يداخلونه في أمره و المعنى أنه عالم بسرائرهم فهو عالم بسرائر القلوب و المطلع على ما بطن من الغيوب.
الْحَيُّ* هو الفعال المدرك و هو حي بنفسه لا يجوز عليه الموت و الفناء- و ليس بمحتاج إلى حياة بها يحيى.
الْحَكِيمُ* هو المحكم لخلق الأشياء و معنى الإحكام لخلق الأشياء إتقان التدبير و حسن التصوير و التقدير و قيل الْحَكِيمُ* العالم و الحكم في اللغة العلم لقوله تعالى يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ و الْحَكِيمُ* أيضا الذي لا يفعل القبيح و لا يخل بالواجب و الْحَكِيمُ* هو الذي يضع الأشياء في مواضعها فلا يعترض عليه في تقديره و لا يتسخط عليه في تدبيره.
الْعَلِيمُ* هو العالم بالسرائر و الخفيات التي لا يدركها عالم الخلق لقوله تعالى- وَ هُوَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ و لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَ لا فِي الْأَرْضِ عالم بتفاصيل المعلومات قبل حدوثها و بعد وجودها.
الحليم ذو الصفح و الأناة الذي لا يغيره جهل جاهل و لا غضب غاضب و لا عصيان عاص.
الحفيظ هو الحافظ يحفظ السماوات و الأرض و ما بينهما و يحفظ عبده من المهالك و المعاطب و يقيه مصارع السوء.
الْحَقُّ* هو المتحقق كونه و وجوده و كل شيء يصح وجوده و كونه فهو حق كما يقال الجنة حق كائنة و النار حق كائنة.
الحسيب هو الكافي تقول حسبك درهم أي كفاك كقوله تعالى حَسْبُكَ اللَّهُ وَ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أي هو كافيك و الحسيب أيضا بمعنى المحاسب كقوله تعالى كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً أي محاسبا و الحسيب أيضا المحصي و العالم.
الْحَمِيدُ هو المحمود الذي استحق الحمد بفعاله أي يستحق الحمد في السراء و الضراء و في الشدة و الرخاء.
الحفي معناه العالم قال الله تعالى يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها أي عالم بوقت مجيئها و قد يكون الحفي بمعنى اللطيف و معناه المحتفي بك يبرك و يلطفك.
الرب المالك و كل من ملك شيئا فهو ربه و منه قوله ارْجِعْ إِلى رَبِّكَ أي سيدك و مليكك و قال قائل يوم حنين لأن يربني رجل من قريش أحب إلي من أن يربني رجل من هوازن يريد يملكني و يصير لي ربا و مالكا و لا يدخل الألف و اللام على غير المعبود سبحانه تعالى- لأنهما للعموم و هو المالك لكل شيء و إنما يطلق على غيره بالنسبة إلى
ما يملكه و يضاف إليه و الربانيون نسبوا إلى التأله و العبادة للرب- لانقطاعهم إليه و إلمامهم بحضرة خدمته و الربانيون الصابرون مع الأنبياء الملازمون لهم.
الرَّحْمنُ* بجميع خلقه إذ هو ذو الرحمة الشاملة التي وسعت الخلق في أرزاقهم و أسباب معاشهم و عمت المؤمن و الكافر و الصالح و الطالح.
الرَّحِيمُ* بالمؤمنين يخصهم برحمته قال الله تعالى وَ كانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً - و الرَّحْمنُ* و الرَّحِيمُ* اسمان موضوعان للمبالغة و مشتقان من الرحمة و هي النعمة قال الله تعالى وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ أي نعمة عليهم- و قد يتسمى بالرحيم غيره تعالى و لا يتسمى بالرحمن سواه لأن الرحمن هو الذي يقدر على كشف البلوى و الرحيم من خلقه قد لا يقدر على كشفها و يقال للقرآن رحمة و الغيث رحمة و يقال لرقيق القلب من الخلق رحيم لكثرة وجود الرحمة منه بسبب رقة القلب و أقلها الدعاء للمرحوم و التوجع له و ليست في حقه تعالى بمعنى الرقة بل معناها إيجاد النعمة للمرحوم و كشف البلوى عنه فالحد الشامل أن تقول هي التخلص من أقسام الآفات و إيصال الخيرات إلى أرباب الحاجات 875 .
الذارئ الخالق و الله ذرأ الخلق و برأهم أي خلقهم و أكثرهم على ترك الهمزة.
الرازق المتكفل بالرزق و القائم على كل نفس بما يقيمها من قوتها- وسع الخلق كلهم رزقه و لم يخص بذلك مؤمنا دون كافر و لا برأ دون فاجر.
الرقيب الحافظ الذي لا يغيب عنه شيء و منه قوله تعالى ما يَلْفِظُ
مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ .
الرءوف هو العاطف برأفته على عباده و قيل الرأفة أبلغ من الرحمة و يقال الرأفة أخص من الرحمة و الرحمة أعم.
الرائي معناه العالم و الرؤية العلم و منه قوله تعالى أَ لَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ أراد أ لم تعلم و قد يكون الرائي بمعنى المبصر و الرؤية الإبصار.
السَّلامُ معناه ذو السلام و السلام في صفته تعالى هو الذي سلم من كل عيب و برأ من كل آفة و نقص و قيل معناه المسلم لأن السلامة تنال من قبله و السلام و السلامة مثل الرضاع و الرضاعة و قوله تعالى لَهُمْ دارُ السَّلامِ يجوز أن يكون مضافة إليه و يجوز أن يكون قد سمى الجنة سلاما لأن السائر إليها تسلم فيها من كل آفات الدنيا فهي دار السلام.
الْمُؤْمِنُ أصل الإيمان في اللغة التصديق فالمؤمن المصدق أي يصدق وعده و يصدق ظنون عباده المؤمنين و لا يخيب آمالهم و قد يكون بمعنى أنه آمنهم من الظلم و الجور-
وَ عَنِ الصَّادِقِ ع سُمِّيَ الْبَارِئُ عَزَّ وَ جَلَّ مُؤْمِناً لِأَنَّهُ يُؤْمِنُ عَذَابَهُ مَنْ أَطَاعَهُ وَ سُمِّيَ الْعَبْدُ مُؤْمِناً لِأَنَّهُ يُؤْمِنُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فيجير [فَيُجِيزُ] اللَّهُ أَمَانَهُ.
الْمُهَيْمِنُ هو الشهيد و منه قوله تعالى مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتابِ وَ مُهَيْمِناً عَلَيْهِ فالله المهيمن أي الشاهد على خلقه بما يكون منهم من قول و فعل و إذ لا يغيب عنه مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لا فِي السَّماءِ - و قيل الْمُهَيْمِنُ الأمين و قيل الرقيب على الشيء الحافظ له و قيل إنه اسم من أسماء الله عز و جل في الكتب.
الْعَزِيزُ هو المنيع الذي لا يغلب و هو أيضا الذي لا يعادله شيء- و أنه لا مثال له و لا نظير له و يقال من عزيز أي من غلب سلب- و قوله تعالى حكاية عن الخصم- وَ عَزَّنِي فِي الْخِطابِ أي غلبني في
مجاوبة الكلام و قد يقال للملك كما قال إخوة يوسف يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ أي يا أيها الملك 876 .
الْجَبَّارُ هو الذي جبر مفاقر الخلق و كسرهم و كفاهم أسباب المعاش و الرزق و قيل الْجَبَّارُ العالي فوق خلقه و القامع لكل جبار و قيل القاهر الذي لا ينال يقال للنخلة التي لا تنال جبارة و الجبر أن تجبر إنسانا على ما تلزمه قهرا على أمر من الأمور-
وَ قَالَ الصَّادِقُ ع لَا جَبْرَ وَ لَا تَفْوِيضَ وَ لَكِنْ أَمْرٌ بَيْنَ أَمْرَيْنِ
عنى بذلك أن الله لم يجبر عباده على المعاصي و لم يفوض إليهم أمر الدين حتى يقولوا فيه بآرائهم و مقايسهم فالله عز و جل قد حد و وصف و شرع و فرض و سن و أكمل لهم الدين فلا تفويض مع التحديد و التوصيف.
الْمُتَكَبِّرُ هو المتعالي عن صفات الخلق و يقال المتكبر على عتات خلقه إذ نازعوه العظمة و هو مأخوذ من الكبرياء و هي اسم للتكبر و التعظم.
السيد معناه الملك و يقال لملك القوم و عظيمهم سيد و قد سادهم-
و قيل للقيس بن عاصم بم سدت قومك قال ببذل الندى و كف الأذى و نصر المولى
-
وَ قَالَ النَّبِيُّ ص عَلِيٌّ سَيِّدُ الْعَرَبِ فَقَالَتْ عَائِشَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَ لَسْتَ سَيِّدَ الْعَرَبِ فَقَالَ أَنَا سَيِّدُ وُلْدِ آدَمَ وَ عَلِيٌّ ع سَيِّدُ الْعَرَبِ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا السَّيِّدُ فَقَالَ هُوَ مَنِ افْتُرِضَتْ طَاعَتُهُ كَمَا افْتُرِضَتْ طَاعَتِي
فعلى هذا الحديث السيد هو الملك الواجب الطاعة.
السبوح هو المنزه عن كل ما لا ينبغي أن يوصف به و هو حرف مبني على فعول و ليس في كلام العرب فعول بضم الفاء إلا سبوح
و قدوس و معناهما واحد.
الشهيد هو الذي لا يغيب عنه شيء يقال شاهد و شهيد و عالم و عليم أي كأنه الحاضر الشاهد الذي لا يعزب عنه شيء و يكون الشهيد بمعنى العليم لقوله تعالى شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ الْمَلائِكَةُ 877 قيل معناه أي علم.
الصادق معناه الذي يصدق في وعده و لا يبخس ثواب من يفي بعهده.
الصانع الصانع المطلق هو الصانع لكل مصنوع أي خالق لكل مخلوق و مبدع جميع البدائع و في هذا دلالة على أنه لا يشبهه شيء- لأنا لم نجد فيما شاهدنا فعلا يشبه فاعلا البتة و كل موجود سواه فهو فعله و صنعته و جميع ذلك دليل على وحدانيته شاهد على انفراده- و على أنه بخلاف خلقه و أنه لا شريك له و قال بعض الحكماء في هذا المعنى يصف النرجس.
(شعر)
عيون في جفون في فنون
بدت و أجاد صنعتها المليك
بأبصار التغنج طامحات
كأن حداقها ذهب سبيك
على قصب الزمرد مخبرات
بأن الله ليس له شريك