کتابخانه روایات شیعه
وصف النسخة:
تقع النسخة في 146 ورقة، بطول 24 و عرض 17 سم، مختلفة عدد الأسطر، تبدو عليها آثار القدم، و يغلب على الظنّ أنّها كتبت في حياة المؤلّف، كما يظهر من الورقة الأولى حيث ورد ما لفظه: «كتاب أعلام الدين في صفات المؤمنين و كنز علوم العارفين تصنيف الشيخ الأوحد العالم العامل العارف الزاهد العابد الورع الفقيه أمين الدين تاج الإسلام أبي محمّد الحسن بن أبي الحسن بن محمّد الديلميّ رفع اللّه في الدارين قدره و أطال في التأييد عمره، و ختم بالصالحات أمره، و حشره مع مواليه المصطفين الأخيار محمّد و آله الأخيار الأبرار» و لا يخفى أنّ عبارة «و أطال في التأييد عمره تدلّ على أنّ النسخة كتبت في حياة المؤلّف».
و جاء فيها- أيضا- أنّها وقف الشيخ بهاء الدين عليه الرحمة.
و في نفس الورقة وردت عدة تملّكات بالعربية و الفارسية عدت عليها يد المجلّد: منها تملّك (... هلال الكركي عامله ... الخفيّ بمحمّد و علي و ا ...
الأطهار في شهر ... القعدة الحرام من سنة ... و ستين و تسعمائة) و تحتها ختم المالك.
و وردت عدّة أختام لم تتّضح لنا قراءتها في النسخة المصورة التي بأيدينا.
و في الورقة الأخيرة من الكتاب ورد تأريخ الفراغ منه و لم يتّضح لنا الخط كاملا في المصورة، لكن ذكر مفهرس المكتبة:
«بصره؟؟؟ (كذا) من أوله إلى آخره أضعف عباد اللّه و أحوجهم محمّد بن عبد الحسين (أو عبد الحبيب) ابن موحد (أو أبو منصور) المؤذن بالحرم الشريف الغروي (تلفت عند التجليد) و ذلك من ستة 3 ك و سبعمائة».
قال مفهرس النسخة: و الظاهر أنّ قصده من هذا التاريخ 723 و يحتمل 763 40 .
و قد ورد في الورقة الأخيرة أيضا أبيات من الشعر، هي:
يقولون لي أصدقاء الصفا
لم لا تشفّى من الحاسدين
فقلت ذروني على غصّتي
و أملي لهم إن كيدي متين
و فيها أيضا: «لمحرره:
إليكم معشر الأصحاب نصحي
ألا لا تنظروا نظر التلهى
إلى الخود الحسان الناعمات
فقد أنذرتكم نارا تلظّى
حرّره ناظمه أقل الخليفة- بل لا شيء في الحقيقة- أبو الحسن بن محمّد الرضوي في يوم الفطر من شهور سنة 1028 ه في المشهد المقدّس الرضوي».
و اشتركت عدّة لجان في تحقيق الكتاب موزّعة حسب الاختصاصات و هي:
1- لجنة المقابلة: و مهمّتها مقابلة النسخة الخطيّة بعد الاستنساخ، و كذلك مقابلة الكتاب بعد طبعه، و تألفت من: الاخوة الاماجد الحاجّ عزّ الدين عبد الملك و عبد الرضا كاظم كريدي.
2- لجنة تخريج الأحاديث: و قد عنيت بتخريج الأحاديث و الروايات، و المتون المنقولة من المصادر الأصلية.
3- لجنة تقويم النصّ، و ضبط عباراته، و تعيين المصحف من الصحيح حيث لم تسلم النسخة المذكورة من التصحيف و التحريف، فاعتمدنا تصحيح عبارة المتن بالاستفادة من مصادر الرواية و الحديث، و في حالة نقل المؤلّف بحوث كلامية و عقائدية لا مصدر لها ك «كتاب البرهان على ثبوت الإيمان» لأبي الصلاح الحلبيّ، فضّلنا إبقاء المتن كما ورد في مصورة المخطوطة، مع الإشارة لما نستظهره من صواب العبارة في الهامش، و قد قام بهذه المهمة الأستاذ المحقّق الفاضل أسد مولوي.
4- لجنة ضبط الاختلافات الرجاليّة: و مهمّتها تصحيح و ضبط ما ورد من أعلام في الكتاب بقرينة ما ورد في المعاجم الرجاليّة، و الإشارة إلى ذلك في الهامش، و قد قام بهذه المهمّة حجّة الإسلام الشيخ أحمد الأهري و الأخ الفاضل
كاظم الجواهري.
5- الملاحظة النهائية: و مهمّتها ملاحظة الكتاب ملاحظة نهائية لجوانبه كافّة- متنا و هامشا- لعلّ فيه ما زاغ عن البصر، لإصلاحه. و كانت على كاهل الأخ المحقّق الفاضل حامد الخفّاف مسئول لجنة تحقيق مصادر «بحار الأنوار».
مؤسّسة آل البيت (ع) لاحياء التراث
صفر الخير 1408 ه
[مقدمة المؤلف]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أحمد الله ذا القدرة و الجلال و الرفعة و الكمال الذي عم عباده بالفضل و الإحسان و ميزهم بالعقول و الأذهان و شرفهم بالعلوم و مكن لهم الدليل و البرهان و هداهم إلى معرفة الحق و الصواب بما نزل من الوحي و الكتاب الذي جاء به أفضل أولي العزم الكرام مولانا و سيدنا محمد بن عبد الله خاتم النبيين و أشرف العالمين صلى الله عليه و على الأطايب من عترته ذوي الفضائل و المناقب حجج الله على كافة المسلمين الهادين المهديين الذين يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ .
يقول العبد الفقير إلى رحمة ربه و رضوانه الحسن بن أبي الحسن الديلمي أعانه الله على طاعته و تغمده برأفته و رحمته إنني حيث بليت بدار الغربة و فقدت الأنيس الصالح في الوحشة و حملتني معرفة الناس على الوحدة خفت على ما عساه حفظته من الآداب الدينية و العلوم العلوية و هو قليل من كثير و يسير من كبير أن يشذ عن خاطري و يزول عن ناظري لعدم المذاكر أثبت ما سنح لي إيراده و سهل علي إسناده ليكون لي تذكرة و عدة و لمن يقف عليه بعدي تبصرة و عبرة وفق الله المراعاة له و العمل به و جعله خالصا لوجهه الكريم و موجبا لثوابه الجزيل العظيم و هو حسبنا وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ .
فأول ما أبدأ به ذكر المعارف بالله تعالى و برسوله ص و حججه من بعده و ما يجوز عليه و عليهم و ما لا يجوز.
ثم أثني بذكر فضل العالم و العلوم و ما يتبع ذلك من العلوم الدينية و الآداب الدنيائية و لم ألتزم ذكر سندها لشهرتها عند العلماء في كتبها المصنفة المروية عن مشايخنا رحمهم الله تعالى و أحلت في ذلك على كتبهم و أسانيدهم إلا ما شذ عني من ذلك فلم أذكر إلا فص 41 القول.
و سميت هذا الكتاب كتاب أَعلام الدين في صِفات المؤمنين و كنز علوم العارفين فحق على من وقف عليه و استفاد به أن يدعو لمصنفه و يترحم عليه و يدع الهوى و الميل في إِعابة شيء منه فإنه يشتمل على ترك الدنيا و الرغبة في الآخرة حسب ما يأتي ذكره و تفصيله
[بيان ما يتعلق بالتوحيد]
فصل في الدليل على حدث الإنسان و إثبات محدثه
أقرب ما يستدل به الإنسان على حدثه و إثبات محدثه ما يراه من حاله و تغيره الواقع بغير اختياره و قصده كالزيادة و النقص المعترضين في جسمه و حسه و ما 42 يتعاقب عليه من صحته و سقمه و ينتقل إليه من شيبته و هرمه و أنه لا يدفع فيه من ذلك طارئا موجودا و لا يعيد ماضيا مفقودا لو نقصت منه جارحة لم يقدر على التعويض منها و لا يستطيع الاستغناء في الإدراك بغيرها عنها لا يعلم غيب أمره و لا يتحقق مبلغ عمره و قدر 43 متناهية و بنية ضعيفة واهية.
فيعلم بذلك أن له مصورا صوره و مدبرا دبره لأن التصوير و التدبير فعلان لم يحدثهما الإنسان لنفسه و لا كانا بقدرته و الفعل فلا بد له من فاعل كما أن الكتابة لا غنى بها عن كاتب.
ثم يعلم أن مصوره صانعه و محدثه و أن مدبره خالقه و موجده لأنه لا يصح وجوده إلا مصورا مدبرا.
ثم يعلم أيضا أن محدثه قادر إذ كان لا يصح الفعل من عاجز.
و يعلم أنه حكيم عالم لأن الأفعال المحكمة لا تقع إلا من عالم.
ثم يعلم أنه واحد إذ لو كان اثنين لجاز اختلاف مراديهما فيه بأن يريد أحدهما أن يميته و يريد الآخر أن يحييه فيؤدي ذلك إلى وجود المحال و كونه ميتا حيا في حال أو إلى انتفاء الحالين و تمانع المرادين فيبطل ذلك أيضا و يستحيل و هذا يبين أن صانعه واحد ليس باثنين.
و يعلم أنه لا يجوز على محدثه النقص و التغيير و ما هو جائز على المحدثين لأن في جواز ذلك عليه مشابهة للمصنوعين و هو يقتضي وجود صانع له أحدثه و صوره و دبره إما محدث مثله أو قديم و في استحالة تنقل ذلك إلى ما لا يتناهى دلالة على أن صانعه قديم.
و يعلم بمشابهة حال غيره لحاله أن حكمه كحكمه و أنه لا بد من الإقرار بوجود صانع للجميع لبطلان التثنية حسب ما شهد به الدليل
[فصل الدليل على حدوث الإنسان]
(فصل)
وَ قَدْ وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ 44 أَنَّ أَبَا شَاكِرٍ الدَّيَصَانِيَّ وَقَفَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي مَجْلِسِ الْإِمَامِ الصَّادِقِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ص فَقَالَ لَهُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّكَ لَأَحَدُ النُّجُومِ الزَّوَاهِرِ وَ كَانَ آبَاؤُكَ بُدُوراً بَوَاهِرَ وَ أُمَّهَاتُكَ عَقِيلَاتٍ طَوَاهِرَ 45 وَ عُنْصُرُكَ مِنْ أَكْرَمِ الْعَنَاصِرِ وَ إِذَا ذُكِرَ الْعُلَمَاءُ فَبِكَ 46 تُثْنَى الْخَنَاصِرُ خَبِّرْنَا أَيُّهَا الْبَحْرُ الزَّاخِرُ مَا الدَّلِيلُ عَلَى حَدَثِ 47 الْعَالَمِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ص إِنَّ مِنْ أَقْرَبِ الدَّلِيلِ عَلَى ذَلِكَ مَا أَذْكُرُهُ لَكَ ثُمَّ دَعَا بِبَيْضَةٍ فَوَضَعَهَا فِي رَاحَتِهِ وَ قَالَ هَذَا حِصْنٌ مَلْمُومٌ دَاخِلُهُ غِرْقِئُ 48 رَقِيقٌ يُطِيفُ بِهِ كَالْفِضَّةِ السَّائِلَةِ وَ الذَّهَبَةِ الْمَائِعَةِ أَ شَكٌّ فِي ذَلِكَ قَالَ أَبُو شَاكِرٍ لَا شَكَّ فِيهِ قَالَ الْإِمَامُ ع ثُمَّ إِنَّهُ يَنْفَلِقُ عَنْ صُورَةٍ كَالطَّاوُسِ أَ دَخَلَهُ شَيْءٌ غَيْرُ مَا عَرَفْتَ قَالَ لَا قَالَ فَهَذَا الدَّلِيلُ عَلَى حَدَثِ الْعَالَمِ قَالَ أَبُو شَاكِرٍ دَلَلْتَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَأَوْضَحْتَ وَ قُلْتَ فَأَحْسَنْتَ وَ ذَكَرْتَ فَأَوْجَزْتَ وَ قَدْ عَلِمْتَ أَنَّا لَا نَقْبَلُ إِلَّا مَا أَدْرَكَتْ أَبْصَارُنَا أَوْ سَمِعْنَاهُ بِآذَانِنَا أَوْ ذُقْنَاهُ بِأَفْوَاهِنَا أَوْ شَمِمْنَاهُ بِأُنُوفِنَا أَوْ لَمَسْنَاهُ بِبَشَرِنَا فَقَالَ الصَّادِقُ ع ذَكَرْتَ الْحَوَاسَ 49 وَ هِيَ لَا تَنْفَعُ فِي الِاسْتِنْبَاطِ إِلَّا بِدَلِيلٍ كَمَا لَا تُقْطَعُ الظُّلْمَةُ بِغَيْرِ مِصْبَاحٍ.