کتابخانه روایات شیعه
أَنَّهُ قَالَ: لَا يَزُولُ قَدَمُ الْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْئَلَ عَنْ أَرْبَعٍ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَ عَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَ فِيمَا أَنْفَقَهُ وَ عَنْ عَمَلِهِ مَا ذَا عَمِلَ بِهِ وَ عَنْ حُبِّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ 1500 .
و يؤيد معنى ما قلناه أولا و هو ما
ذَكَرَهُ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي تَفْسِيرِهِ قَالَ: وَ أَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَ أَزْواجَهُمْ قَالَ الَّذِينَ ظَلَمُوا آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَزْواجَهُمْ قَالَ الْعَالِمُ أَشْبَاهُهُمْ وَ ما كانُوا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلى صِراطِ الْجَحِيمِ وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ 1501 عَنْ وَلَايَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع.
وَ يَعْضُدُهُ مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُؤْمِنٍ الشِّيرَازِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ 1502 حَدِيثاً يَرْفَعُهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَمَرَ اللَّهُ مَالِكاً أَنْ يُسَعِّرَ النِّيرَانَ السَّبْعَ وَ يَأْمُرُ رِضْوَانَ أَنْ يُزَخْرِفَ الْجِنَانَ الثَّمَانَ وَ يَقُولُ يَا مِيكَائِيلُ مَدُّ الصِّرَاطِ عَلَى مَتْنِ جَهَنَّمَ وَ يَقُولُ يَا جَبْرَئِيلُ انْصِبْ مِيزَانَ الْعَدْلِ تَحْتَ الْعَرْشِ وَ يَقُولُ يَا مُحَمَّدُ قَرِّبْ أُمَّتَكَ لِلْحِسَابِ ثُمَّ يَأْمُرُ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ يَعْقِدَ عَلَى الصِّرَاطِ سَبْعَ قَنَاطِرَ طُولُ كُلِّ قَنْطَرَةِ سَبْعَةَ عَشَرَ أَلْفَ فَرْسَخٍ وَ عَلَى كُلِّ قَنْطَرَةِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَسْأَلُونَ هَذِهِ الْأُمَّةَ نِسَاءَهُمْ وَ رِجَالَهُمْ عَلَى الْقَنْطَرَةِ الْأُولَى عَنْ وَلَايَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ حُبِّ أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ ع فَمَنْ أَتَى بِهِ جَازَ الْقَنْطَرَةَ الْأُولَى كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ وَ مَنْ لَا يُحِبُّ أَهْلَ بَيْتِهِ سَقَطَ عَلَى أُمِّ رَأْسِهِ فِي قَعْرِ جَهَنَّمَ وَ لَوْ كَانَ مَعَهُ مِنْ أَعْمَالِ الْبِرِّ عَمَلُ سَبْعِينَ صِدِّيقاً 1503 .
وَ ذَكَرَ الشَّيْخُ أَبُو جَعْفَرٍ الطُّوسِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي مِصْبَاحِ الْأَنْوَارِ حَدِيثاً يَرْفَعُهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِذَا
كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جَمَعَ اللَّهُ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ وَ نَصَبَ الصِّرَاطَ عَلَى شَفِيرِ جَهَنَّمَ فَلَمْ يَجُزْ عَلَيْهِ إِلَّا مَنْ كَانَتْ مَعَهُ بَرَاءَةٌ 1504 مِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع.
وَ ذَكَرَ أَيْضاً فِي الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ حَدِيثاً يَرْفَعُهُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَقِفُ أَنَا وَ عَلِيٌّ عَلَى الصِّرَاطِ بِيَدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا سَيْفٌ فَلَا يَمُرُّ بِهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ إِلَّا سَأَلْنَاهُ عَنْ وَلَايَةِ عَلِيٍّ فَمَنْ كَانَ مَعَهُ شَيْءٌ مِنْهَا نَجَا وَ فَازَ وَ إِلَّا ضَرَبْنَا عُنُقَهُ وَ أَلْقَيْنَاهُ فِي النَّارِ ثُمَّ تَلَا وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ .
و هذا التأويل يدل على أن ولاية أمير المؤمنين مفترضة على الخلق أجمعين و إذا كان الأمر كذلك فيكون أفضل منهم ما خلا خاتم النبيين و سيد المرسلين جعلنا الله و إياكم من الموالين المحبين له و لذريته الطيبين إنه أسمع السامعين و أرحم الراحمين.
و قوله تعالى وَ إِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ . معنى تأويله قال أبو علي الطبرسي رحمه الله الشيعة الجماعة التابعة لرئيس لهم و صار بالعرف عبارة 1505 عن الإمامية
لِمَا رُوِيَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع أَنَّهُ قَالَ لِلرَّاوِي لِيَهْنِئْكُمُ الِاسْمِ قَالَ قُلْتُ وَ مَا هُوَ قَالَ الشِّيعَةُ قُلْتُ إِنَّ النَّاسَ يُعَيِّرُونَّا بِذَلِكَ قَالَ أَ مَا تَسْمَعُ قَوْلَهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ إِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ وَ قَوْلَهُ فَاسْتَغاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ 1506 .
و معنى إِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ أي أَنَّ إِبْرَاهِيمَ ع مِنْ شِيعَةِ مُحَمَّدٍ ص
كما قال سبحانه وَ آيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ 1507 أي ذرية من هو أب لهم فجعلهم ذرية لهم و قد سبقوهم إلى الدنيا 1508 .
وَ رُوِيَ عَنْ مَوْلَانَا الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع أَنَّهُ قَالَ: قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ إِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ أَيْ أَنْ إِبْرَاهِيمَ ع مِنْ شِيعَةِ عَلِيٍّ ع.
و الخبران متوافقان لأن كل من كان من شيعة النبي ص فهو من شيعة علي و كل من كان من شيعة علي فهو من شيعة النبي صلى الله عليهما و على ذريتهما الطيبين.
و يؤيده هذا التأويل أن إبراهيم ع من شيعة أمير المؤمنين ع
مَا رَوَاهُ الشَّيْخُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبَانَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَحِيمٍ 1509 عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِي بَصِيرٍ يَحْيَى بْنَ الْقَاسِمِ قَالَ: سَأَلَ جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الصَّادِقَ ع عَنْ تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ وَ إِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ فَقَالَ ع إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمَّا خَلَقَ إِبْرَاهِيمَ كَشَفَ لَهُ عَنْ بَصَرِهِ فَنَظَرَ فَرَأَى نُوراً إِلَى جَنْبِ الْعَرْشِ فَقَالَ إِلَهِي مَا هَذَا النُّورُ فَقِيلَ لَهُ هَذَا نُورُ مُحَمَّدٍ صَفْوَتِي مِنْ خَلْقِي وَ رَأَى نُوراً إِلَى جَنْبِهِ فَقَالَ إِلَهِي وَ مَا هَذَا النُّورُ فَقِيلَ لَهُ هَذَا نُورُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع نَاصِرِ دِينِي وَ رَأَى إِلَى جَنْبِهِمْ 1510 ثَلَاثَةَ أَنْوَارٍ فَقَالَ إِلَهِي وَ مَا هَذِهِ الْأَنْوَارُ فَقِيلَ لَهُ هَذَا نُورُ فَاطِمَةَ فَطَمَتْ مُحِبِّيهَا مِنَ النَّارِ وَ نُورُ وَلَدَيْهَا الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ فَقَالَ إِلَهِي وَ أَرَى تِسْعَةَ أَنْوَارٍ قَدْ أَحْدَقُوا 1511 بِهِمْ قِيلَ يَا إِبْرَاهِيمُ هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّةُ مِنْ وُلْدِ عَلِيٍّ وَ فَاطِمَةَ فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ إِلَهِي بِحَقِّ هَؤُلَاءِ الْخَمْسَةِ إِلَّا عَرَّفْتَنِي مِنَ التِّسْعَةِ
قِيلَ يَا إِبْرَاهِيمُ أَوَّلُهُمْ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ وَ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ وَ ابْنُهُ جَعْفَرٌ وَ ابْنُهُ مُوسَى وَ ابْنُهُ عَلِيٌّ وَ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ وَ ابْنُهُ عَلِيٌّ وَ ابْنُهُ الْحَسَنُ وَ الْحُجَّةُ الْقَائِمُ ابْنُهُ فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ إِلَهِي وَ سَيِّدِي أَرَى أَنْوَاراً قَدْ أَحْدَقُوا بِهِمْ لَا يُحْصِي عَدَدَهُمْ إِلَّا أَنْتَ قِيلَ يَا إِبْرَاهِيمُ هَؤُلَاءِ شِيعَتُهُمْ شِيعَةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ وَ بِمَا تَعْرِفُ شِيعَتَهُ قَالَ بِصَلَاةِ إِحْدَى وَ خَمْسِينَ وَ الْجَهْرِ بِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* وَ الْقُنُوتِ قَبْلَ الرُّكُوعِ وَ التَّخَتُّمِ فِي الْيَمِينِ فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ إِبْرَاهِيمُ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ شِيعَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ فَأَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ فَقَالَ وَ إِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ .
تنبيه فإذا كان إبراهيم ع من شيعة أمير المؤمنين ع فيكون أفضل منه لأن المتبوع أفضل من التابع و هذا لا يحتاج إلى بيان و لا إلى دليل و برهان و مما يدل على أن إبراهيم و جميع الأنبياء و الرسل من شيعة أهل البيت ع
مَا رُوِيَ عَنِ الصَّادِقِ ع أَنَّهُ قَالَ: لَيْسَ إِلَّا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ نَحْنُ وَ شِيعَتُنَا وَ الْبَاقِي فِي النَّارِ.
فتعين أن جميع أهل الإيمان من الأنبياء و الرسل و أتباعهم من شيعتهم
وَ لِقَوْلِ النَّبِيِّ ص لَوِ اجْتَمَعَ الْخَلْقُ عَلَى حُبِّ عَلِيٍّ لَمْ يَخْلُقِ اللَّهُ النَّارَ 1512 .
فافهم ذلك.
و قوله تعالى وَ فَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ .
الذبح معناه المذبوح و ليس هو الكبش الذي ذبحه إبراهيم ع لقوله عَظِيمٍ و لكنه معناه
مَا رَوَاهُ الشَّيْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَابَوَيْهِ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي عُيُونِ الْأَخْبَارِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ رِجَالِهِ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا ع يَقُولُ لَمَّا أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى إِبْرَاهِيمَ ع أَنْ يَذْبَحَ مَكَانَ ابْنِهِ
إِسْمَاعِيلَ الْكَبْشَ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْهِ بِمِنًى تَمَنَّى إِبْرَاهِيمُ أَنْ يَكُونَ قَدْ ذَبَحَ ابْنَهُ بِيَدِهِ وَ أَنَّهُ لَمْ يُؤْمَرْ أَنْ يَذْبَحَ مَكَانَهُ الْكَبْشَ لِيَرْجِعَ إِلَى قَلْبِهِ مَا يَرْجِعُ 1513 إِلَى قَلْبِ الْوَالِدِ الَّذِي يَذْبَحُ أَعَزَّ وُلْدِهِ بِيَدِهِ فَيَسْتَحِقُّ بِذَلِكَ أَرْفَعَ دَرَجَاتِ أَهْلِ الثَّوَابِ عَلَى الْمَصَائِبِ فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ يَا إِبْرَاهِيمُ مَنْ أَحَبُّ خَلْقِي إِلَيْكَ فَقَالَ يَا رَبِّ مَا خَلَقْتُ خَلْقاً هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حَبِيبِكَ مُحَمَّدٍ ص فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ يَا إِبْرَاهِيمُ هُوَ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ نَفْسُكَ قَالَ بَلْ هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي قَالَ فَوُلْدُهُ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ وُلْدُكُ قَالَ بَلْ وُلْدُهُ قَالَ فَذَبْحُ وَلَدِهِ ظُلْماً عَلَى يَدِ أَعْدَائِهِ أَوْجَعُ لِقَلْبِكَ أَمْ ذَبْحُ وَلَدِكَ فِي طَاعَتِي قَالَ يَا رَبِّ بَلْ ذَبْحُ وَلَدِهِ عَلَى يَدِ أَعْدَائِهِ أَوْجَعُ لِقَلْبِي قَالَ يَا إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ طَائِفَةً تَزْعُمُ أَنَّهَا مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ سَتَقْتُلُ وَلَدَهُ الْحُسَيْنَ مِنْ بَعْدِهِ ظُلْماً وَ عُدْوَاناً كَمَا يُذْبَحُ الْكَبْشُ وَ يَسْتَوْجِبُونَ سَخَطِي قَالَ فَحَزِنَ إِبْرَاهِيمُ لِذَلِكَ وَ تَوَجَّعَ قَلْبُهُ وَ أَقْبَلَ يَبْكِي فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ فَدَيْتُ جَزَعَكَ 1514 عَلَى ابْنِكَ إِسْمَاعِيلَ لَوْ ذَبَحْتَهُ بِيَدِكَ لِجَزَعِكَ عَلَى الْحُسَيْنِ وَ قَتْلِهِ وَ أَوْجَبْتُ لَكَ أَرْفَعَ دَرَجَاتِ أَهْلِ الثَّوَابِ عَلَى الْمَصَائِبِ.
و هذا معنى قوله وَ فَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ 1515 .
و قوله تعالى وَ إِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَ إِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ .
تأويله
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ يُونُسَ الْحَنَفِيِّ الْيَمَانِيِ 1516 عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمَرْوَزِيِّ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِيِّ عَنْ أَشْيَاخٍ مِنْ آلِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع
قَالُوا قَالَ عَلِيٌّ ع فِي بَعْضِ خُطْبَتِهِ إِنَّا آلَ مُحَمَّدٍ كُنَّا أَنْوَاراً حَوْلَ الْعَرْشِ فَأَمَرَنَا اللَّهُ بِالتَّسْبِيحِ فَسَبَّحْنَا فَسَبَّحَتِ 1517 الْمَلَائِكَةُ بِتَسْبِيحِنَا ثُمَّ أَهْبَطَنَا إِلَى الْأَرْضِ فَأَمَرَنَا اللَّهُ بِالتَّسْبِيحِ فَسَبَّحْنَا فَسَبَّحَتْ أَهْلُ الْأَرْضِ بِتَسْبِيحِنَا فَ إِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَ إِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ .
وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رُوِيَ مَرْفُوعاً إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: سَأَلَ ابْنُ مِهْرَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى وَ إِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَ إِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِنَّا كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ص فَأَقْبَلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَلَمَّا رَآهُ النَّبِيُّ ص تَبَسَّمَ فِي وَجْهِهِ وَ قَالَ مَرْحَباً بِمَنْ خَلَقَهُ اللَّهُ قَبْلَ آدَمَ بِأَرْبَعِينَ أَلْفَ عَامٍ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَ كَانَ الِابْنُ قَبْلَ الْأَبِ قَالَ نَعَمْ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَنِي وَ خَلَقَ عَلِيّاً قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ بِهَذِهِ الْمُدَّةِ خَلَقَ نُوراً فَقَسَمَهُ نِصْفَيْنِ فَخَلَقَنِي مِنْ نِصْفِهِ وَ خَلَقَ عَلِيّاً مِنَ النِّصْفِ الْآخَرِ قَبْلَ الْأَشْيَاءِ كُلِّهَا ثُمَّ خَلَقَ الْأَشْيَاءَ فَكَانَتْ مَظْلِمَةٌ فَنُورُهَا مِنْ نُورِي وَ نُورِ عَلِيٍّ ثُمَّ جَعَلَنَا عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ ثُمَّ خَلَقَ الْمَلَائِكَةَ فَسَبَّحْنَا فَسَبَّحَتِ الْمَلَائِكَةُ وَ هَلَّلْنَا فَهَلَّلَتِ الْمَلَائِكَةُ فَكَبَّرْنَا فَكَبَّرَتِ الْمَلَائِكَةُ فَكَانَ ذَلِكَ مِنْ تَعْلِيمِي وَ تَعْلِيمِ عَلِيٍّ وَ كَانَ ذَلِكَ فِي عِلْمِ اللَّهِ السَّابِقِ أَنْ لَا يَدْخُلَ النَّارَ مُحِبٌّ لِي وَ لِعَلِيٍّ وَ لَا يَدْخُلَ الْجَنَّةَ مُبْغِضٌ لِي وَ لِعَلِيٍّ أَلَا وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مَلَائِكَةً بِأَيْدِيهِمْ أَبَارِيقُ اللُّجَيْنِ 1518 مَمْلُوَّةٌ مِنْ مَاءِ الْحَيَاةِ 1519 مِنَ الْفِرْدَوْسِ فَمَا أَحَدٌ مِنْ شِيعَةِ عَلِيٍّ إِلَّا وَ هُوَ طَاهِرُ الْوَالِدَيْنِ تَقِيٌّ نَقِيٌّ مُؤْمِنٌ بِاللَّهِ فَإِذَا أَرَادَ أَبٌ وَاحِدِهِمْ أَنْ يُوَاقِعَ أَهْلَهُ جَاءَ مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ بِأَيْدِيهِمْ أَبَارِيقُ مَاءِ الْجَنَّةِ فَيَطْرَحُ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ فِي آنِيَتِهِ الَّتِي يَشْرَبُ مِنْهَا فَيَشْرَبُ بِهِ ذَلِكَ الْمَاءَ فَيُنْبِتُ الْإِيمَانَ فِي قَلْبِهِ كَمَا يُنْبِتُ الزَّرْعَ فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِمْ وَ مِنْ نَبِيِّهِمْ وَ مِنْ وَصِيَّةِ عَلِيٍّ وَ مِنْ ابْنَتِي الزَّهْرَاءِ ثُمَّ الْحَسَنِ ثُمَّ الْحُسَيْنِ ثُمَّ الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ
فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَنْ هُمْ الْأَئِمَّةُ قَالَ أَحَدَ عَشَرَ مِنِّي وَ أَبُوهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ ص الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ مَحَبَّةَ عَلِيٍّ وَ الْإِيمَانَ سَبَبَيْنِ يَعْنِي سَبَباً لِدُخُولِ الْجَنَّةِ وَ سَبَباً لِلْفَوْزِ مِنَ النَّارِ.
و قوله تعالى سَلامٌ عَلى آلِ ياسِينَ 1520 .
تأويله
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ حُسَيْنِ بْنِ حَكَمٍ عَنْ حُسَيْنِ بْنِ نَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ قَيْسٍ 1521 عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص اسْمُهُ يَاسِينُ وَ نَحْنُ الَّذِينَ قَالَ اللَّهِ سَلَامٌ عَلَى آلِ يَاسِينَ 1522 .
وَ قَالَ أَيْضاً حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ الْعَطَّارُ 1523 عَنِ الْخَضِرِ بْنِ أَبِي فَاطِمَةَ الْبَلْخِيِّ عَنْ وُهَيْبِ بْنِ نَافِعٍ عَنْ كَادِحِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ ع فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ سَلَامٌ عَلَى آلِ يَاسِينَ قَالَ يَاسِينُ مُحَمَّدٌ وَ نَحْنُ آلُ مُحَمَّدٍ.