کتابخانه روایات شیعه
مدينة معاجز الأئمة الإثني عشر
فقال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-: خذه يا أبا الحسن تحفة اللّه إليك، فمدّ يده اليمنى فصار في بطن راحته فقبله و اشتمه 9910 و قال: مرحبا بزلفة اللّه إلى رسوله و أهل بيته، و أكثر من حمد اللّه و الثناء عليه، و الجام يكبّر اللّه و يهلّله و يقول: يا رسول اللّه قل لعليّ يردّني إلى فاطمة و الحسن و الحسين كما أمرني اللّه عزّ و جلّ.
فقال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-: قم يا أبا الحسن و اردده 9911 في كف فاطمة و كفي الحسن و الحسين، فقام أمير المؤمنين- عليه السلام- يحمل الجام و نوره يزيد على نور الشمس، و رائحته قد اذهلت العقول طيبا حتى دخل [به] 9912 على فاطمة و الحسن و الحسين- عليهم السلام- و ردّه في أيديهم فتحيّوا به و قبّلوه و أكثروا من حمد اللّه و شكره و الثناء عليه ثم ردّه إلى رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-.
فلمّا صار في كفّ رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-، قام عمر على قدميه و قال: (يا رسول اللّه) 9913 ما لك تستأثر بكل ما أتاك من عند اللّه من تحية و هدية أنت و عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين؟!
فقال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-: ويحك يا عمر ما أجرأك أ ما سمعت ما قال الجام حتى تسألني ان أعطيك ما ليس لك؟
فقال: يا رسول اللّه أ فتأذن لي بأخذه و اشتمامه و تقبيله؟
فقال له: ويحك يا عمر و اللّه ما ذاك لك و لا لغيرك من الناس
أجمعين غيرنا.
فقال: يا رسول اللّه أ تأذن لي في لمسه بيدي؟
فقال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- ما أشدّ إلحاحك قم فإن نلته فما محمد رسول اللّه حقّا و لا جاء بالحقّ من عند اللّه.
فمدّ عمر بيده 9914 نحو الجام فلم تصل إليه و انصاع الجام و ارتفع نحو الغمام و هو يقول: (يا رسول اللّه) 9915 هكذا يفعل المزور بالزائر؟
فقال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-: (ويحك) 9916 يا عمر ما أجرأك على اللّه و رسوله؟ قم يا أبا الحسن على قدميك و امدد يدك إلى الغمام 9917 فخذ الجام و قل له: ما ذا أمرك اللّه (به) 9918 أن تؤدّيه إلينا فانسيته فنسيته؟
[فقام أمير المؤمنين- عليه السلام- فمدّ يده إلى الغمام، فتلقّاه الجام فاخذه و قال له: إنّ رسول اللّه- صلى اللّه عليه و آله- يقول لك: ما ذا أمرك اللّه أن تقوله فأنسيته] 9919 ؟
قال الجام: نعم يا أخا رسول اللّه أمرني اللّه أن أقول لكم: إني (قد) 9920 أوقفني اللّه على نفس كل مؤمن و مؤمنة من شيعتكم، و أمرني بحضور وفاته حتّى لا يستوحش من الموت، فيأنس بالنظر إليكم و أنا انزل على صدره، و ان اسكره بروائح طيبي 9921 فتقبض نفسه و هو لا يشعر.
فقال عمر لأبي بكر: يا ليت مضى [الجام] 9922 بالحديث الأوّل و لم يذكر شيئا 9923 .
التاسع و السبعون جام آخر
1039/ 92- الشيخ في أماليه: قال: أخبرنا الحفّار، قال: حدّثنا علي بن أحمد الحلواني، قال: حدّثنا أبو عبد اللّه محمد بن القاسم المقري قال: حدّثنا الفضل بن حباب الجمحي، قال: حدّثنا مسلم بن إبراهيم، عن أبان، عن قتادة، عن أبي العالية، عن ابن عباس، قال: كنّا جلوسا مع النبي- صلّى اللّه عليه و آله- اذ هبط عليه الامين جبرائيل- عليه السلام- و معه جام من البلور الأحمر مملوا مسكا و عنبرا، و كان إلى جنب رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- علي بن أبي طالب و ولداه الحسن و الحسين- عليهم السلام- فقال له: السلام عليك اللّه يقرأ 9924 عليك السلام و يحيّيك بهذه التحية و يأمرك أن تحيّي [بها] 9925 عليّا و ولديه.
فقال ابن عباس: فلمّا صارت في كف رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- هلّل ثلاثا و كبّر ثلاثا، ثم قال بلسان ذرب طلق يعني الجام: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى 9926 فاشتمها النبي- صلّى اللّه عليه و آله- و حيّا بها عليّا.
فلمّا صارت في كفّ عليّ قالت: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ . إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ 9927 فاشتمها عليّ- عليه السلام- و حيّا بها الحسن- عليه السلام-.
فلمّا صارت في كفّ الحسن- عليه السلام- قالت: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ 9928 فاشتمّها الحسن- عليه السلام- و حيّا بها الحسين- عليه السلام-.
فلمّا صارت في كفّ الحسين- عليه السلام- قالت: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ . قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ 9929 .
ثم ردّت إلى النبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- فقالت: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ 9930 .
قال ابن عباس: فلا أدري إلى السماء 9931 صعدت أم في الارض توارت بقدرة اللّه عزّ و جلّ؟ 9932
الثمانون التفّاحة النازلة
1040/ 93- ابن بابويه في أماليه: قال: حدّثنا أحمد بن الحسن
القطّان، قال: حدّثنا عبد الرحمن بن محمد الحسيني 9933 ، قال: حدّثني فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي، قال: حدّثني الحسن بن الحسين بن محمد، قال: أخبرني عليّ بن أحمد بن الحسين بن سليمان القطّان، قال:
حدّثنا الحسن بن جبرائيل الهمداني، قال: أخبرنا إبراهيم بن جبرائيل، قال: حدّثنا أبو عبد اللّه الجرجاني، عن نعيم النخعي، عن الضحاك، عن ابن عباس، قال: كنت جالسا بين يدي رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- ذات يوم و بين يديه علي بن أبي طالب و فاطمة و الحسن و الحسين- عليهم السلام- (إذ هبط جبرائيل- عليه السلام- بتفّاحة فتحيّا بها النبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- و حيّا بها علي- عليه السلام- فحيا بها الحسن و تحيّا بها الحسن- عليه السلام- و حيّا بها الحسين و تحيا بها الحسين- عليه السلام- و ردّها إلى النبيّ- صلى اللّه عليه و آله- و حيّا بها فاطمة- عليها السلام- فقبّلتها و ردّتها إلى النبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- فحيّا بها عليّ- عليه السلام- ثانية) 9934 .
فلمّا همّ أن يردّها إلى النبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- سقطت التفاحة من أطراف أنامله فانفلقت بنصفين، فسطع منها نور حتّى بلغ سماء الدنيا، و إذا عليه سطران مكتوبان [بسم اللّه الرحمن الرحيم فهذه] 9935 تحية من 9936
اللّه عزّ و جلّ إلى محمّد المصطفى، و عليّ المرتضى، و فاطمة الزهراء و الحسن و الحسين سبطي رسول اللّه و أمان لمحبّيهم يوم القيامة من النار 9937 .
الحادي و الثمانون السفرجلة
1041/ 94- أبو الحسن الفقيه محمد بن أحمد بن شاذان في المناقب المائة: عن سلمان الفارسي- رحمه اللّه-، قال: أتيت النبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- فسلّمت عليه، ثم دخلت على فاطمة- صلوات اللّه عليها- فسلّمت عليها فقالت: يا أبا عبد اللّه أن الحسن و الحسين 9938 جائعان يبكيان، فخذ بأيديهما فاخرج [بهما] 9939 إلى جدّهما.
فأخذت بأيديهما فحملتهما حتّى أتيت بهما إلى النبيّ- صلّى اللّه عليه و آله-، فقال (النبي- صلّى اللّه عليه و آله-) 9940 : ما لكما يا حبيبيّ؟
قالا: نشتهي طعاما يا رسول اللّه.
فقال النبي- صلّى اللّه عليه و آله-: اللّهم أطعمهما ثلاثا.
[قال] 9941 فنظرت فإذا سفرجلة في يد رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- شبيهة قلة من قلال هجر، أشدّ بياضا من اللّبن و أحلى من العسل و ألين من الزبد، ففركها بابهامه فصيّرها نصفين، ثم دفع إلى الحسن نصفها، و إلى
الحسين نصفها، فجعلت أنظر إلى النصفين في أيديهما و انا اشتهيها.
فقال: [لي] 9942 يا سلمان [أ تشتهيها؟
فقلت: نعم يا رسول اللّه.
قال يا سلمان] 9943 هذا طعام من الجنة لا يأكله أحد حتى ينجو من [النّار و] 9944 الحساب [و إنّك لعلى خير] 9945 9946 .
الثاني و الثمانون الأترجّة
1042/ 95- ثاقب المناقب: عن أبي الزبير، عن جابر- رضي اللّه عنه- [، قال:] 9947 اهديت إلى رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- اترجة من اترج الجنة، ففاح ريحها بالمدينة حتّى كاد أهل المدينة أن يعتبقوا بريحها.
فلمّا أصبح رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- في منزل أمّ سلمة- رضي اللّه عنها- دعا بالاترجة فقطّعها خمس قطع فأكل واحدة و أطعم عليّا واحدة و أطعم فاطمة واحدة و أطعم الحسن واحدة و أطعم الحسين واحدة.
فقالت [له] 9948 أمّ سلمة: أ لست من أزواجك؟
قال: بلى يا أمّ سلمة و لكنها تحفة من [تحف] 9949 الجنة، أتاني بها جبرائيل، أمرني أن آكل [منها] 9950 و أطعم عترتي.