کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير نور الثقلين

الجزء الأول‏ مقدمة المؤلف‏ سورة الحمد سورة البقرة سورة آل عمران‏ سورة النساء سورة المائدة سورة الانعام‏ الفهرس‏ الجزء الثاني‏ سورة الأعراف‏ سورة الأنفال‏ سورة التوبة سورة يونس‏ سورة هود سورة يوسف‏ سورة الرعد سورة إبراهيم‏ الفهرست‏ الجزء الثالث‏ سورة الحجر سورة النحل‏ سورة الأسرى‏ سورة الكهف‏ سورة مريم‏ سورة طه‏ سورة الأنبياء سورة الحج‏ سورة المؤمنون‏ سورة النور الفهرست‏ الجزء الرابع‏ سورة الفرقان‏ سورة الشعراء سورة النمل‏ سورة القصص‏ سورة العنكبوت‏ سورة الروم‏ سورة لقمان‏ سورة السجدة سورة الأحزاب‏ سورة السباء سورة الفاطر سورة يس‏ سورة الصافات‏ سورة ص‏ سورة الزمر سورة الغافر سورة فصلت‏ سورة الشورى‏ سورة الزخرف‏ سورة الدخان‏ الفهرست‏ الجزء الخامس‏ سورة الجاثية سورة الأحقاف‏ سورة محمد سورة الفتح‏ سورة الحجرات‏ سورة ق‏ سورة الذاريات‏ سورة الطور سورة النجم‏ سورة القمر سورة الرحمن‏ سورة الواقعة سورة الحديد سورة المجادلة سورة الحشر سورة الممتحنة سورة الصف‏ سورة الجمعة سورة المنافقين‏ سورة التغابن‏ سورة الطلاق‏ سورة التحريم‏ سورة الملك‏ سورة القلم‏ سورة الحاقة سورة المعارج‏ سورة نوح‏ سورة الجن‏ سورة المزمل‏ سورة المدثر سورة القيامة سورة الدهر سورة المرسلات‏ سورة النباء سورة النازعات‏ سورة عبس‏ سورة التكوير سورة الانفطار سورة المطففين‏ سورة الانشقاق‏ سورة البروج‏ سورة الطارق‏ سورة الأعلى‏ سورة الغاشية سورة الفجر سورة البلد سورة الشمس‏ سورة الليل‏ سورة الضحى‏ سورة الشرح‏ سورة التين‏ سورة العلق‏ سورة القدر سورة البينة سورة الزلزلة سورة العاديات‏ سورة القارعة سورة التكاثر سورة العصر سورة الهمزة سورة الفيل‏ سورة الإيلاف‏ سورة الماعون‏ سورة الكوثر سورة الكافرون‏ سورة النصر سورة اللهب‏ سورة الإخلاص‏ سورة الفلق‏ سورة الناس‏ الفهرست‏

تفسير نور الثقلين


صفحه قبل

تفسير نور الثقلين، ج‏3، ص: 114

فقال: يا بنى أراد عليه السلام أن يحصل لامته التخفيف مع أجر خمسين صلوة، لقول الله عز و جل: «مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها» ألا ترى انه عليه السلام لما هبط الى الأرض نزل عليه جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد ان ربك يقرئك السلام و يقول: انها خمس بخمسين‏ «ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَ ما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ» قال فقلت له: يا أبة أليس الله جل ذكره لا يوصف بمكان؟ فقال: بلى تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. قلت: فما معنى قول موسى لرسول الله صلى الله عليه و آله: ارجع الى ربك؟ قال: معناه معنى قول إبراهيم:

«إِنِّي ذاهِبٌ إِلى‏ رَبِّي» و معنى قول موسى عليه السلام‏ «وَ عَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضى‏» و معنى قوله عز و جل: «فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ» يعنى حجوا الى بيت الله، يا بنى ان الكعبة بيت الله، فمن حج بيت الله فقد قصد الى الله، و المساجد بيوت الله فمن سعى إليها فقد سعى الى الله عز و جل، و قصد اليه، و المصلى ما دام في صلوته فهو واقف بين يدي الله تعالى، فان لله عز و جل بقاعا في سماواته فمن عرج به الى بقعة منها فقد عرج به اليه، الا تسمع الله عز و جل يقول: «تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ إِلَيْهِ» و يقول الله عز و جل في قصة عيسى بن مريم عليهما السلام: «بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ» و يقول الله عز و جل: «إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ» و قد أخرجت هذا الحديث مسندا في كتاب المعارج‏

انتهى.

22- في الكافي على بن محمد عن بعض أصحابنا عن على بن الحكم عن ربيع بن محمد المسلي عن عبد الله بن سليمان العامري عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما عرج برسول الله صلى الله عليه و آله نزل بالصلوة عشر ركعات ركعتين ركعتين‏

، و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

23- علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال: ما تروى هذه الناصبة؟ فقلت: جعلت فداك في ماذا؟ فقال: في أذانهم و ركوعهم و سجودهم، فقلت: انهم يقولون ان أبي بن كعب رآه في النوم، فقال: كذبوا فان دين الله عز و جل أعز من أن يرى في النوم، قال: فقال له سدير الصيرفي: جعلت فداك فأحدث لنا من ذلك ذكرا، فقال أبو عبد الله عليه السلام: ان الله عز و جل لما عرج‏

تفسير نور الثقلين، ج‏3، ص: 115

بنبيه صلى الله عليه و آله الى سماواته السبع اما أوليهن فبارك عليه و الثانية علمه فرضه، فأنزل الله محملا من نور فيه أربعون نوعا من أنواع النور، كانت محدقة بعرش الله، تغشى أبصار الناظرين، أما واحدا منها فأصفر، فمن أجل ذلك اصفرت الصفرة، و واحد منها أحمر فمن أجل ذلك احمرت الحمرة، و واحد منها ابيض فمن أجل ذلك ابيض البياض، و الباقي على ساير عدد الخلق من النور و الألوان في ذلك المحمل حلق و سلاسل من فضة ثم عرج به الى السماء فنفرت الملائكة الى أطراف السماء و خرت سجدا و قالت: سبوح قدوس ما أشبه هذا النور بنور ربنا! فقال جبرئيل عليه السلام: الله أكبر الله أكبر ثم فتحت أبواب السماء و اجتمعت الملائكة فسلمت على النبي صلى الله عليه و آله أفواجا و قالت: يا محمد كيف أخوك؟ إذا نزلت فاقرأه السلام قال النبي صلى الله عليه و آله: أ فتعرفونه؟

قالوا: و كيف لا نعرفه و قد أخذ ميثاقك و ميثاقه منا و ميثاق شيعته الى يوم القيمة علينا و انا لنتصفح وجوه شيعته كل يوم و ليلة خمسا يعنون في كل وقت صلوة و انا لنصلي عليك و عليه ثم زادني ربي أربعين نوعا من أنواع النور لا تشبه نور الاول و زادني حلقا و سلاسل.

و عرج بى الى السماء الثانية، فلما قربت من باب السماء الثانية نفرت الملائكة الى أطراف السماء و خرت سجدا و قالت: سبوح قدوس رب الملائكة و الروح، ما أشبه هذا النور بنور ربنا؟ فقال جبرئيل: أشهد ان لا اله الا الله، أشهد أن لا اله الا الله فاجتمعت الملائكة و قالت: يا جبرئيل من هذا معك؟ قال: هذا محمد صلى الله عليه و آله قالوا: و قد بعث؟

قال: نعم، قال النبي صلى الله عليه و آله: فخرجوا الى شبه المعانيق‏ 1530 فسلموا على و قالوا: اقرأ أخاك السلام فقلت: أ تعرفونه؟ قالوا: و كيف لا نعرفه و قد أخذ ميثاقك و ميثاقه و ميثاق شيعته الى يوم القيمة علينا، و انا لنتصفح وجوه شيعته في كل يوم و ليلة خمسا يعنون في كل وقت صلوة، قال: ثم زادني ربي أربعين نوعا من أنواع النور لا تشبه الأنوار الاولى.

ثم عرج بى الى السماء الثالثة فنفرت الملائكة و خرت سجدا و قالت سبوح‏

تفسير نور الثقلين، ج‏3، ص: 116

قدوس ربنا و رب الملائكة و الروح، ما هذا النور الذي يشبه نور ربنا؟ فقال جبرئيل:

اشهد ان محمدا رسول الله، فاجتمعت الملائكة و قالت: مرحبا بالأول و مرحبا بالآخر، و مرحبا بالحاشر و مرحبا بالناشر، محمد خير النبيين و على خير الوصيين، قال النبي صلى الله عليه و آله: ثم سلموا على و سألونى من أخى؟ قلت: هو في الأرض فتعرفونه؟

قالوا: و كيف لا نعرفه و قد يحج البيت المعمور كل سنة و عليه رق‏ 1531 ابيض فيه اسم محمد و اسم على و الحسن و الحسين عليهم السلام، و شيعتهم الى يوم القيمة، و انا لنبارك عليهم في كل يوم و ليلة خمسا يعنون في وقت كل صلوة، و يمسحون رؤسهم بأيديهم، قال: ثم زادني ربي أربعين نوعا من أنواع النور لا تشبه تلك الأنوار الاول.

ثم عرج بى حتى انتهيت الى السماء الرابعة، فلم تقل الملائكة شيئا، و سمعت دويا 1532 كأنه في الصدور، فاجتمعت الملائكة ففتحت أبواب السماء، و خرجت الى شبه المعانيق فقال جبرئيل: حي على الصلوة حي على الصلوة، حي على الفلاح حي على الفلاح فقالت الملائكة: صوتان مقرونان معروفان فقال جبرئيل عليه السلام: قد قامت الصلوة قد قامت الصلوة فقالت الملائكة: هي لشيعته الى يوم القيمة ثم اجتمعت الملائكة و قالت: كيف تركت أخاك؟ فقلت لهم: و تعرفونه؟ قالوا: نعرفه و شيعته و هم نور حول عرش الله، و ان في البيت المعمور لرقا من نور، فيه كتاب من نور، فيه اسم محمد و على و الحسن و الحسين و الائمة و شيعتهم الى يوم القيمة، لا يزيد فيهم رجل و لا ينقص منهم رجل، و انه لميثاقنا و انه ليقرء علينا كل جمعة، ثم قيل لي: ارفع رأسك يا محمد، فرفعت رأسى، فاذا أطباق السماء قد خرقت و الحجب قد رفعت ثم قال لي:

طأطئ رأسك انظر ماذا ترى فطأطأت رأسى فنظرت الى بيت مثل بيتكم هذا و حرم مثل حرم هذا البيت لو ألقيت شيئا من يدي لم يقع الا عليه فقيل لي: يا محمد ان هذا الحرم و أنت الحرام و لكل مثل ثم اوحى الله الى يا محمد اذن من صاد 1533

تفسير نور الثقلين، ج‏3، ص: 117

فاغسل مساجدك و طهرها و صلّ لربك فدنى رسول الله صلى الله عليه و آله من صاد و هو ماء يسيل من ساق العرش الأيمن، فتلقى رسول الله صلى الله عليه و آله الماء بيده اليمنى، فمن أجل ذلك صار الوضوء باليمين، ثم أوحى الله عز و جل اليه: ان اغسل وجهك فانك تنظر الى عظمتي، ثم اغسل ذراعيك اليمنى و اليسرى فانك تلقى بيدك كلامي، ثم امسح رأسك بفضل ما بقي في يدك من الماء و رجليك الى كعبيك، فانى أبارك عليك، و أوطيك موطئا لم يطأه أحد غيرك، فهذا علة الأذان و الوضوء، ثم أوحى الله عز و جل اليه: يا محمد استقبل الحجر الأسود و كبرني على عدد حجبي، فمن أجل ذلك صار التكبير سبعا، لان الحجب سبع، فافتتح عند انقطاع الحجب، فمن أجل ذلك صار الافتتاح سنة، و الحجب متطابقة بينهن بحار النور، و ذلك النور الذي أنزله الله على محمد صلى الله عليه و آله، فمن أجل ذلك صار الافتتاح ثلث مرات لافتتاح الحجب ثلث مرات، فصار التكبير سبعا و الافتتاح ثلاثا، فلما فرغ من التكبير و الافتتاح أوحى الله اليه سمّ باسمي، فمن أجل ذلك جعل‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ في أول السورة، ثم أوحى الله اليه: أن احمدني فلما قال: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ . قال النبي صلى الله عليه و آله في نفسه: شكرا فأوحى الله عز و جل اليه: قطعت حمدي فسم باسمي، فمن أجل ذلك جعل في الحمد الرحمن الرحيم مرتين، فلما بلغ و لا الضالين قال النبي صلى الله عليه و آله: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ شكرا فأوحى الله اليه: قطعت ذكرى فسم باسمي، فمن أجل ذلك جعل‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ في أول السورة، ثم أوحى الله عز و جل اليه: اقرأ يا محمد نسبة ربك تبارك و تعالى‏ «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ» ثم أمسك عنه الوحي، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله: الله الواحد الأحد الصمد، فأوحى الله اليه‏ لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ، ثم أمسك عنه الوحي فقال رسول الله صلى الله عليه و آله: كذلك الله ربي، كذلك الله ربنا، فلما قال ذلك، أوحى الله اليه: اركع لربك يا محمد فركع، فأوحى الله اليه و هو راكع قل: سبحان ربي العظيم و بحمده، ففعل ذلك ثلثا، ثم أوحى الله اليه: ان ارفع رأسك يا محمد، ففعل رسول الله صلى الله عليه و آله فقام منتصبا، فأوحى الله‏

تفسير نور الثقلين، ج‏3، ص: 118

عز و جل اليه: ان اسجد لربك يا محمد فخر رسول الله صلى الله عليه و آله ساجدا، فأوحى الله عز و جل اليه، قل سبحان ربي الأعلى ففعل صلى الله عليه و آله ذلك ثلثا ثم أوحى الله اليه: استو جالسا ففعل، فلما رفع رأسه من سجوده و استوى جالسا نظر الى عظمة تجلت له، فخر ساجدا من تلقاء نفسه لا لأمر ربه، فسبح الله ثلثا فأوحى الله اليه: انتصب قائما ففعل فلم ير ما كان رأى من العظمة، فمن أجل ذلك صارت ركعة و سجدتين ثم أوحى الله عز و جل اليه: اقرأ الحمد لله، فقرأها مثل ما قرأ اولا، ثم أوحى الله اليه: اقرأ انا أنزلناه فانها نسبتك و نسبة أهل بيتك الى يوم القيمة، و فعل في الركوع ما فعل في المرة الاولى، ثم سجد سجدة واحدة، فلما رفع رأسه تجلت له العظمة فخر ساجدا من تلقاء نفسه لا لأمر ربه فسبح أيضا، ثم أوحى الله اليه: ارفع رأسك يا محمد ثبتك ربك، فلما ذهب ليقوم قيل: يا محمد اجلس فجلس، فأوحى الله اليه: يا محمد إذا ما أنعمت عليك فسم باسمي فألهم ان قال: بسم الله و بالله و لا اله الا الله و الأسماء الحسنى كلها لله، ثم أوحى الله اليه: يا محمد صل على نفسك و على أهل بيتك، فقال:

صلى الله عليّ و على أهل بيتي و قد فعل، ثم التفت فاذا بصفوف الملائكة و المرسلين و النبيين فقيل يا محمد سلم عليهم فقال: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، فأوحى الله عز و جل اليه: ان السلام و التحية و الرحمة و البركات أنت و ذريتك، ثم أوحى الله عز و جل اليه: ان لا يلتفت يسارا، و أول آية سمعها بعد قل هو الله أحد و انا أنزلناه آية أصحاب اليمين و أصحاب الشمال، فمن أجل ذلك كان السلام واحدة تجاه القبلة، و من أجل ذلك كان التكبير في السجود شكرا.

و قوله: سمع الله لمن حمده، لان النبي صلى الله عليه و آله سمع ضجة الملائكة بالتسبيح و التحميد و التهليل فمن أجل ذلك قال: سمع الله لمن حمده، و من أجل ذلك صارت الركعتان الاوليان كلما أحدث فيهما حدثا كان على صاحبهما إعادتهما، فهذا الفرض الاول في صلوة الزوال يعنى صلوة الظهر.

24- في كتاب علل الشرائع باسناده الى ابن عباس قال: دخلت عائشة

تفسير نور الثقلين، ج‏3، ص: 119

على رسول الله صلى الله عليه و آله و هو يقبل فاطمة، فقالت له: أ تحبها يا رسول الله؟ قال: أما و الله لو علمت حبى لها لازددت لها حبا، انه لما عرج بى الى السماء الرابعة أذن جبرئيل و اقام ميكائيل، ثم قيل لي: ادن يا محمد، فقلت: أتقدم و أنت بحضرتي يا جبرئيل؟ قال: نعم ان الله عز و جل فضل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقربين، و فضلك أنت خاصة، فدنوت فصليت بأهل السماء الرابعة ثم التفت عن يميني فاذا أنا بإبراهيم عليه السلام في روضة من رياض الجنة و قد اكتنفها جماعة من الملائكة، ثم انى صرت الى السماء الخامسة و منها الى السادسة فنوديت: يا محمد نعم الأب أبوك إبراهيم، و نعم الأخ أخوك على، فلما صرت الى الحجب أخذ جبرئيل عليه السلام بيدي فأدخلنى الجنة، فاذا بشجرة من نور في أصلها ملكان يطويان الحلل و الحلي، فقلت حبيبي جبرئيل لمن هذه الشجرة؟ فقال: هذه لأخيك على بن أبي طالب عليه السلام و هذان الملكان يطويان له الحلي و الحلل الى يوم القيمة، ثم تقدمت امامى فاذا أنا برطب ألين من الزبد و أطيب رائحة من المسك، و أحلى من العسل، فأخذت رطبة فأكلتها فتحولت الرطبة نطفة في صلبي، فلما أن هبطت الى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة، ففاطمة حوراء انسية، فاذا اشتقت الى الجنة شممت رائحة فاطمة عليها السلام.

25- في عيون الاخبار حدثني محمد بن إبراهيم بن اسحق الطالقاني رضى الله عنه قال: حدثنا محمد بن هاشم قال: حدثنا أحمد بن بندار قال: حدثنا احمد بن هلال عن محمد بن أبي عمير عن المفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله: لما اسرى بى الى السماء أوحى الىّ ربي جل جلاله فقال: يا محمد انى اطلعت الى الأرض اطلاعة فاخترتك منها فجعلتك نبيا، و شققت لك من اسمى اسما فانا المحمود و أنت محمد ثم اطلعت الثانية فاخترت منها عليا و جعلته وصيك و خليفتك و زوج ابنتك و أبا ذريتك و شققت له اسما من أسمائي فانا العلى الأعلى و هو علي و جعلت فاطمة و الحسن و الحسين من نور كما ثم عرضت ولايتهم على الملائكة فمن قبلها كان عندي من المقربين‏

تفسير نور الثقلين، ج‏3، ص: 120

يا محمد لو ان عبدا عبدني حتى ينقطع و يصير كالشن البالي‏ 1534 ثم أتانى جاحدا بولايتهم ما أسكنته جنتي و لا أظللته تحت عرشي، يا محمد أ تحب أن تراهم؟ قلت: نعم يا رب، فقال عز و جل: ارفع رأسك، فرفعت رأسى فاذا انا بأنوار على و فاطمة و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن على و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و على بن موسى و محمد ابن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و الحجة بن الحسن القائم في وسطهم كأنه كوكب دري، قلت: يا رب من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الائمة و هذا القائم الذي يحل حلالي و يحرم حرامي، و به أنتقم من أعدائى، و هو راحة لأوليائي، و هو الذي يشفى قلوب شيعتك من الظالمين و الجاحدين و الكافرين، فيخرج اللات و العزى طريين فيحرقهما فلفتنة الناس بهما يومئذ أشد من فتنة العجل و السامري.

26- و باسناده الى عبد السلام بن صالح الهروي قال: قلت لعلي بن موسى الرضا عليه السلام: يا بن رسول الله أخبرنى عن الجنة و النار أ هما اليوم مخلوقتان؟ فقال: نعم و ان رسول الله صلى الله عليه و آله قد دخل الجنة و راى النار لما عرج به الى السماء، قال: فقلت له: ان قوما يقولون انهما اليوم مقدرتان غير مخلوقتين؟ فقال عليه السلام: لا هم منا و لا نحن منهم، من أنكر خلق الجنة و النار فقد كذب النبي صلى الله عليه و آله و كذبنا و ليس من ولايتهم على شي‏ء و يخلد في نار جهنم، قال الله تعالى: «هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ يَطُوفُونَ بَيْنَها وَ بَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ» و قال النبي صلى الله عليه و آله: لما عرج بى الى السماء أخذ بيدي جبرئيل عليه السلام فأدخلنى الجنة فناولني من رطبها فأكلته فتحول ذلك نطفة في صلبي، فلما هبطت الى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة عليهما السلام، ففاطمة حورية انسية، فكلما اشتقت الى رائحة الجنة شممت رائحة ابنتي فاطمة عليها السلام.

صفحه بعد