کتابخانه روایات شیعه
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ في فاتحة الكتاب؟ 108 .
قال: نعم.
قلت: فإذا قرأت فاتحة الكتاب أقرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مع السورة؟
قال: نعم.
محمد بن يحيى 109 ، عن أحمد بن محمد، عن علي بن مهزيار، عن يحيى ابن أبي عمران الهمداني، قال: كتبت الى أبي جعفر- عليه السلام: جعلت فداك، ما تقول في رجل ابتدأ ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ في صلاته، وحده في أمّ الكتاب، فلما صار الى غير أمّ الكتاب من السورة، تركها؟
فقال العباسي: ليس بذلك بأس.
فكتب بخطه، يعيدها مرتين، على رغم أنفه، يعنى: العباسي.
محمد بن يحيى 110 ، عن احمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن القسم 111 ابن محمد، عن صفوان الجمال، قال: صليت خلف أبي عبد اللّه- عليه السلام- أياما. فكان إذا كانت صلاة لا يجهر فيها، جهر ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ . و كان يجهر في السورتين، جميعا.
و في تفسير علي بن ابراهيم 112 : عن ابن أذينة قال: قال ابو عبد اللّه- عليه السلام-: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أحق ما أجهر به. و هي الاية التي قال اللّه- عز و جل: وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً 113 .
و في مجمع البيان 114 : عن رسول اللّه- صلى اللّه عليه و آله: ان اللّه تعالى منّ عليّ بفاتحة الكتاب من 115 كنز الجنة فيها بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الاية التي يقول اللّه (تعالى) 116 : وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً 117 .
و في تفسير العياشي 118 : عن أبي بصير 119 ، عن أبي جعفر- عليه السلام- قال: كان رسول اللّه- صلى اللّه عليه و آله- يجهر بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ . و يرفع بها صوته. فإذا سمعها المشركون و لوا مدبرين. فأنزل اللّه وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً 120 .
و فيه 121 : عن عيسى بن عبد اللّه، عن أبيه، عن جده، عن علي- عليه السلام- قال: ان أناسا ينزعون بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ . فقال: هي آية من كتاب اللّه، أنساهم إياها الشيطان.
عن خالد بن المختار 122 ، قال: سمعت جعفر بن محمد- عليه السلام- يقول: ما لهم- قاتلهم اللّه- (و) 123 عمدوا الى أعظم آية في كتاب اللّه، فزعموا أنها بدعة إذا أظهروها، و هي بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ».
و في كتاب الخصال 124 : عن الأعمش، عن جعفر بن محمد- عليهما السلام- انه قال: و الإجهار ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ في الصلاة، واجب.
و اعلم: ان بعض تلك الأخبار يدل على أنها آية. و بعضها يؤيده.
و أما فضلها:
ففي تفسير العياشي 125 : عن صفوان الجمّال، قال: قال أبو عبد اللّه- عليه السلام- ما أنزل اللّه من السماء كتابا الا و فاتحته بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ . و انما كان يعرف انقضاء السورة، بنزول بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» ابتداء للأخرى.
و في الكافي 126 : محمد بن يحيى، عن علي بن الحسين بن علي، عن عباد ابن يعقوب، عن عمرو بن مصعب، عن فرات بن أخصف 127 ، عن أبي جعفر- عليه السلام- قال: سمعته يقول: أول كل كتاب نزل من السماء، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ . فإذا قرأت بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «فلا تبال أن لا» 128 تستعيذ.
و إذا قرأت بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* سترتك فيما بين السماء و الأرض.
و يمكن الجمع بين هذين الخبرين. و خبر سليمان السابق، أن غير سليمان أعطي البسملة، بغير العربية. و سليمان، أعطيها بالعربية.
و في أصول الكافي 129 : محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عمر بن عبد العزيز، عن جميل بن دراج، قال: قال أبو عبد اللّه- عليه السلام: لا تدع بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ و ان كان بعده شعر. 130
عدة من أصحابنا 131 ، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي، عن الحسن بن علي، عن يوسف بن عبد السلام، عن سيف بن هرون، مولى آل جعدة، قال: قال أبو عبد اللّه- عليه السلام: أكتب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ من أجود كتابك. و لا تمد الباء حتى ترفع السين.
عنه 132 : عن علي بن الحكم، عن الحسن بن السري، عن أبي عبد اللّه- عليه السلام- قال : تكتب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ لفلان. و لا بأس أن تكتب على ظهر الكتاب لفلان.
عدة من أصحابنا 133 ، عن سهل بن زياد، عن إدريس الحارثي، عن محمد ابن سنان، عن المفضل بن عمر، قال: قال أبو عبد اللّه- عليه السلام: احتجبوا 134 من الناس كلهم، «ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* » و «بقل هو اللّه أحد»، اقرأها عن يمينك و عن شمالك و من بين يديك و من خلفك و من فوقك و من تحتك. و إذا دخلت على سلطان جائر، فاقرأها حين تنظر اليه، ثلاث مرات. و اعقد بيدك اليسرى.
ثم لا تفارقها حتى تخرج من عنده.
و في كتاب التوحيد 135 : بإسناده الى أبي عبد اللّه- عليه السلام- حديث طويل و فيه: قال رسول اللّه- صلى اللّه عليه و آله: من حزنه أمر يتعاطاه 136 فقال بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ و هو يخلص 137 للّه و يقبل بقلبه اليه، لم ينفك من احدى اثنتين:
اما بلوغ حاجته في الدنيا، و اما يعد له عند ربه، و يدخر لديه. و ما عند اللّه خير
و أبقى للمؤمنين.
و فيه 138 : عن الصادق- عليه السلام- حديث طويل- و فيه: و لربما ترك بعض شيعتنا في افتتاح أمره بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ . فيمتحنه اللّه- عز و جل- بمكروه لينبّهه على شكر اللّه- تبارك و تعالى- و الثناء عليه، و يمحق عنه وصمة تقصيره عند تركه قول «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ».
و في تهذيب الأحكام 139 : محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن حماد بن زيد، عن عبد اللّه بن يحيى الكاهلي، عن أبي عبد اللّه، عن أبيه- عليهما السلام- قال : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أقرب الى اسم اللّه الأعظم من ناظر العين الى بياضها.
و في مهج الدعوات 140 : بإسناده الى محمد بن الحسن الصفار، من كتاب فضل الدعاء، بإسناده الى معاوية بن عمار، عن الصادق- عليه السلام- انه قال: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، اسم اللّه الأكبر. أو قال: الأعظم.
و برواية ابن عباس 141 : قال- صلى اللّه عليه و آله- : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اسم من أسماء اللّه الأكبر. و ما بينه و بين اسم اللّه الأكبر، الا كما بين سواد العين و بياضها.
و في عيون الأخبار 142 : بإسناده الى محمد بن سنان، عن الرضا 143 - عليه السلام قال : ان بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أقرب الى اسم اللّه الأعظم من سواد العين الى بياضها.
و في كتاب علل الشرائع 144 : بإسناده الى الصادق- عليه السلام- حديث طويل- يقول فيه- عليه السلام - بعد أن حكى عن النبي- صلى اللّه عليه و آله- ما رأى، إذ عرج به و علة الأذان و الافتتاح: فلما فرغ من التكبير و الافتتاح قال اللّه- عز و جل: الآن وصلت الي. فسمّ باسمي! فقال: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ».
فمن ذلك جعل بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ في أول السورة 145 .
ثم قال له: أحمدني.
فقال: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ».
و قال النبي- صلى اللّه عليه و آله- في نفسه: شكرا.
فقال اللّه: يا محمد! قطعت حمدي. فسم باسمي.
فمن 146 ذلك جعل في الْحَمْدُ لِلَّهِ ، الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مرتين.
فلما بلغ وَ لَا الضَّالِّينَ ، قال النبي- صلى اللّه عليه و آله-: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ، شكرا.
فقال العزيز الجبار: قطعت ذكري. فسم باسمي.
[فقال: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ »] 147 .
فمن [أجل] 148 ذلك جعل بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، بعد الحمد، في استقبال السورة الأخرى.
و في تفسير العياشي 149 : قال الحسن بن خرزاد، و روي عن أبي عبد اللّه- عليه السلام- قال : إذا أم الرجل القوم، جاء شيطان الى الشيطان الذي هو قريب الامام، فيقول: هل ذكر اللّه؟ يعني: [هل] 150 قرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» ؟
فان قال: نعم. هرب منه، و ان قال: لا. ركب عنق الامام، و دلى رجليه في صدره.
فلم يزل الشيطان أمام القوم حتى يفرغوا من صلاتهم.
و في الكافي: 151 علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير و محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير و صفوان بن يحيى- جميعا- عن معاوية بن عمار عن أبي عبد اللّه- عليه السلام- قال : فإذا جعلت رجلك في الركاب فقل « بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* ، بسم اللّه و اللّه أكبر».
«الباء»، متعلقة بمحذوف. تقديره، بسم اللّه أقرأ، لان الذي يتلوه مقروء.
و كذلك يضمر كل فاعل ما يجعل التسمية، مبدءا له، دون أبدء لعدم ما يطابقه، أو ابتدائي، لزيادة إضمار فيه.
و تقديم المفعول هنا، كما في بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها وَ مُرْساها 152 . لأنه أهم.
لكونه أدل على الاختصاص، و أدخل في التعظيم، و أوفق للوجود.
فان اسمه تعالى، متقدم على القراءة، من حيث أنه جعل آلة لها، من أجل أن الفعل لا يتم و لا يعتد به شرعا، ما لم يصدر باسمه تعالى 153 .