کتابخانه روایات شیعه
و بإسناده 164 الى محمد بن سنان، قال: سألت الرضا- عليه السلام- عن الاسم، ما هو؟ قال: صفة لموصوف.
و بإسناده 165 الى الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، قال : سألت الرضا- عليه السلام- عن بِسْمِ اللَّهِ ، قال: معنى قول القائل بِسْمِ اللَّهِ ، أي: اسم على نفسي بسمة من سمات اللّه- عز و جل- و هي العبادة 166 .
قلت له: ما السمة؟ قال: العلامة.
و في كتاب التوحيد 167 ، عن أبي عبد اللّه- عليه السلام - حديث طويل- و قد سأله بعض الزنادقة عن اللّه- عز و جل- و فيه: قال السائل: فما هو؟
قال: أبو عبد اللّه- عليه السلام-: هو الرب، و هو المعبود، و هو اللّه. و ليس قولي «اللّه» اثبات هذه الحروف: أ- ل- ه. و «لكن راجع» 168 الى معنى: هو 169 خالق الأشياء و صانعها. وقعت عليه هذه الحروف. و هو المعنى الذي سمّي به «اللّه» و «الرحمن» و «الرحيم» و «العزيز» و أشباه ذلك من أسمائه. و هو المعبود- جل و عز.
و بإسناده 170 الى امير المؤمنين- عليه السلام- انه قال - و قد سئل ما الفائدة في حروف الهجاء؟ ما من حرف الا و هو اسم من أسماء اللّه- عز و جل.
و بإسناده 171 الى هشام بن الحكم ، أنه سأل أبا عبد اللّه- عليه السلام- عن أسماء اللّه- عز و جل- و اشتقاقها. فقال: «اللّه» هو مشتق من «اله». و «اله» يقتضى مألوها. و الاسم غير المسمى. فمن عبد الاسم دون المعنى، فقد كفر. و لم يعبد شيئا.
و من عبد الاسم و المعنى، فقد أشرك و عبد اثنين. و من عبد المعنى دون الاسم فذلك التوحيد. أ فهمت يا هشام؟
قال: قلت: زدني.
قال: للّه- عز و جل- تسعة و تسعون اسما. فلو كان الاسم هو المسمى، لكان كل اسم منها هو إلها، و لكن اللّه- عز و جل- معنى يدل عليه هذه الأسماء. و كلها غيره.
يا هشام! الخبز، اسم للمأكول. و الماء، اسم للمشروب. و الثوب، اسم للملبوس. و النار، اسم للمحرق. أ فهمت يا هشام؟ فهما تدفع به و تنافر به أعداءنا و الملحدين في اللّه و المشركين مع اللّه- عز و جل- غيره؟
قلت: نعم.
قال: نفعك اللّه به. و ثبتك يا هشام.
قال هشام: فواللّه ما قهرني أحد في التوحيد [حينئذ] 172 ، حتى قمت مقامي هذا.
و بإسناده 173 الى عبد الأعلى، عن أبي عبد اللّه- عليه السلام- حديث طويل- قال- عليه السلام- في آخره : و اللّه يسمى بأسمائه. و هو 174 غير أسمائه. و الأسماء
غيره.
و فيه: و اسم اللّه، غير اللّه. و كل شيء وقع عليه اسم شيء، فهو مخلوق، ما خلا اللّه.
و بإسناده 175 الى الحسن بن راشد، عن أبي الحسن، موسى بن جعفر- عليهما السلام- قال : سألته عن معنى «اللّه».
قال: استولى على ما دقّ و جلّ.
و في كتاب معاني الأخبار 176 ، بإسناده الى أبي إسحاق الخزاعي، عن أبيه، قال : دخلت مع أبي عبد اللّه- عليه السلام- على بعض مواليه، يعوده. فرأيت الرجل يكثر من قول «آه».
فقلت له: يا اخي، أذكر ربك، و استغث به.
فقال أبو عبد اللّه- عليه السلام: ان «آه»، اسم من اسماء اللّه- عز و جل.
فمن قال «آه»، فقد استغاث باللّه- تبارك و تعالى) 177 .
(و في تهذيب الأحكام 178 : محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن حماد بن زيد، عن عبد اللّه بن يحيى الكاهلي، عن أبى عبد اللّه، عن أبيه- عليهما السلام- قال : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، أقرب الى اسم اللّه الأعظم من ناظر العين الى بياضها.
و في مهج الدعوات 179 : باسنادنا الى محمد بن الحسن الصفار، من كتاب فضل الدعاء، بإسناده الى معاوية بن عمار، عن الصادق- عليه السلام- أنه قال: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ من 180 اسم اللّه الأكبر. و قال: الأعظم.
و برواية ابن عباس 181 ، قال- صلى اللّه عليه و آله : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اسم من أسماء اللّه الأكبر. و ما بينه و بين اسم اللّه الأكبر، الا كما بين سواد العين و بياضها) 182 .
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ : صفتان للمبالغة. من «رحم»، بالضم. كالغضبان من غضب. و العليم من علم، بعد نقله الى فعل. و هي انعطاف 183 للقلب. يصير سبب الإحسان. و منه الرحم، لانعطافها على ما فيها.
و أسماء اللّه تعالى، تؤخذ باعتبار الغايات التي هي الأفعال دون المبادئ التي هي الانفعالات.
في نهج البلاغة 184 : رحيم لا يوصف بالرقّة.
و في كتاب الأهليلجة 185 : قال الصادق- عليه السلام- : ان الرحمة و ما يحدث لنا، منها شفقة و منها جود. و ان رحمة اللّه، ثوابه لخلقه. و الرحمة من العباد شيئان:
أحدهما: يحدث في القلب الرأفة و الرقّة، لما يرى بالمرحوم من الضرر و الحاجة و ضروب البلاء.
و الاخر: ما يحدث منا بعد 186 الرأفة و اللطف على المرحوم. و الرحمة منا بما نزلت به.
و قد يقول القائل: أنظر الى رحمة فلان، و انما يريد الفعل الذي أحدث 187 عن الرأفة 188 التي في قلب فلان. و انما يضاف الى اللّه- عز و جل- من فعل «ما عنى» 189 من هذه الأشياء.
و أما المعنى الذي في 190 القلب، فهو منفي عن اللّه. كما وصف عن نفسه فهو رحيم، لا رحمة 191 رقّة.
و في الرَّحْمنِ من المبالغة، ما ليس في الرَّحِيمِ ، لأن زيادة البناء يكون لزيادة المعنى، كما يكون للإلحاق و التزيين. و يكون ذلك باعتبار الكمية أو الكيفية.
فعلى الأول: يقال: رحمان الدنيا، لأنه يعم المؤمن و الكافر. و رحيم الاخرة، لأنه يخص المؤمن.
و على الثاني: رحمن الدنيا و الاخرة و رحيم الدنيا، لأن النعم الأخروية، كلها جسام.
و أما الدنيوية فجليلة و حقيرة و قدم. و القياس يقتضي الترقّي من الأدنى الى الأعلى، لأنه صار كالعلم، من حيث أنه لا يوصف به غيره.
أو، لأن الرَّحْمنِ لما دل على أصول النعم، ذكر الرَّحِيمِ ليشمل ما يخرج منها، فيكون كالتتمة له.
أو، للمحافظة على رؤوس الآي.
أو، لتقدم نعم الدنيا.
أو، لما ذهب اليه الصوفية، من أن الرحمة هي الوجود.
فان اعتبرت من حيث وحدتها و إطلاقها، نظرا الى وحدتها، اشتق منه الرَّحْمنِ .
و ان اعتبرت من حيث تخصصها و تخصصها باعتبار متعلقاتها، اشتق منه الرَّحِيمِ .
و لا شك أن الحيثية الأولى متقدمة على الثانية. و هو غير منصرف، حملا على نظيره في بابه، و ان منع اختصاصه باللّه، أن يكون له مؤنث على فعلى أو فعلانة.
(و في مجمع البيان 192 : و روى أبو سعيد الخدري عن النبي- صلى اللّه عليه و آله -: ان عيسى بن مريم قال: الرَّحْمنِ ، رحمن الدنيا. و الرَّحِيمِ ، رحيم الاخرة.
و روى عن الصادق- عليه السلام- : الرَّحْمنِ اسم خاص، بصفة عامة.
و الرَّحِيمِ اسم عام، بصفة خاصة.
و في عيون الأخبار 193 : بإسناده عن الرضا- عليه السلام- انه قال في دعائه:
رحمن الدنيا و الاخرة و رحيمهما. صل على محمد و آل محمد.
و في شرح الآيات الباهرة: و ذكر في تفسير الامام الحسن العسكري- عليه السلام 194 - قال : و تفسير قوله- عز و جل- الرَّحْمنِ ، أن الرَّحْمنِ مشتق من الرحمة.
و قال: قال أمير المؤمنين- صلوات اللّه عليه-: سمعت رسول اللّه- صلى
اللّه عليه و آله- يقول : قال اللّه تعالى: أنا الرحمن. و هي من 195 الرحم. شققت لها أسماء من اسمي. من وصلها وصلته. و من قطعها بتتّه 196 . ثم قال أمير المؤمنين- عليه السلام-: ان الرحم التي اشتقها اللّه تعالى من اسمه 197 بقوله «أنا الرحمن»، هي رحم محمد 198 - صلى اللّه عليه و آله-. و ان من إعظام اللّه، إعظام محمد- صلى اللّه عليه و آله- و ان من إعظام محمد- صلى اللّه عليه و آله-، إعظام رحم محمد.
و ان كل مؤمن و مؤمنة من شيعتنا، هو من رحم محمد 199 . و ان إعظامهم من إعظام محمد- صلى اللّه عليه و آله-. فالويل لمن استخف بشيء من «حرمة رحم محمد- صلى اللّه عليه و آله» 200 -. و طوبى لمن عظم حرمته و أكرم رحمه، و وصلها.