کتابخانه روایات شیعه
اللّه عليه و آله- يقول : قال اللّه تعالى: أنا الرحمن. و هي من 195 الرحم. شققت لها أسماء من اسمي. من وصلها وصلته. و من قطعها بتتّه 196 . ثم قال أمير المؤمنين- عليه السلام-: ان الرحم التي اشتقها اللّه تعالى من اسمه 197 بقوله «أنا الرحمن»، هي رحم محمد 198 - صلى اللّه عليه و آله-. و ان من إعظام اللّه، إعظام محمد- صلى اللّه عليه و آله- و ان من إعظام محمد- صلى اللّه عليه و آله-، إعظام رحم محمد.
و ان كل مؤمن و مؤمنة من شيعتنا، هو من رحم محمد 199 . و ان إعظامهم من إعظام محمد- صلى اللّه عليه و آله-. فالويل لمن استخف بشيء من «حرمة رحم محمد- صلى اللّه عليه و آله» 200 -. و طوبى لمن عظم حرمته و أكرم رحمه، و وصلها.
و قال الامام- عليه السلام: و أما قوله: الرَّحِيمِ ، فان أمير المؤمنين- عليه السلام- قال: رحيم بعباده المؤمنين. و من رحمته أنه خلق مائة رحمة و جعل منها رحمة واحدة في الخلق كلهم. فبها تتراحم الناس، و ترحم الوالدة ولدها 201 ، و تحن الأمهات من الحيوان على أولادها. فإذا كان يوم القيامة، أضاف هذه الرحمة الواحدة 202 الى تسع و تسعين رحمة، فيرحم بها أمة محمد- صلى اللّه عليه و آله- ثم يشفعهم فيمن يحبون له الشفاعة من أهل الملة، حتى أن الواحد ليجيء الى مؤمن
من الشيعة، فيقول له 203 : اشفع لي! فيقول له 204 : أي حق لك عليّ؟
يقول: سقيتك يوما ماء.
فيذكر ذلك، فيشفع له، فيشفع فيه.
و يجيء آخر فيقول: أنا 205 لي عليك حق [فاشفع لي!] 206 .
فيقول: [و] 207 ما حقك؟
فيقول: استظللت بظل جداري ساعة في يوم حارّ.
«فيشفع له» 208 فيشفع فيه. فلا يزال يشفع حتى يشفع في جيرانه و خلطائه و معارفه. و ان المؤمن أكرم على اللّه تعالى مما يظنون.
و في كتاب التوحيد 209 : بإسناده الى عبد اللّه بن سنان، قال : سألت أبا عبد اللّه- عليه السلام- عن بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ .
فقال: الباء، بهاء اللّه. و السين، سناء اللّه. و الميم، مجد اللّه- و روى بعضهم:
ملك اللّه-. و اللَّهِ ، اله كل شيء. و الرَّحْمنِ ، بجميع خلقه. و الرَّحِيمِ» ، بالمؤمنين، خاصة.
و في أصول الكافي 210 مثله، سواء.
و في كتاب التوحيد 211 - أيضا-: بإسناده الى صفوان بن يحيى، عمن حدّثه،
عن أبي عبد اللّه- عليه السلام -: انه سئل عن بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ .
فقال: الباء، بهاء اللّه. و السين، سناء اللّه. و الميم، ملك اللّه.
قال: قلت: اللَّهِ ؟
قال: الف، آلاء اللّه على خلقه من النعيم بولايتنا. و اللام، الزام اللّه خلقه ولايتنا.
قلت: فالهاء؟
قال: هوان لمن خالف محمدا و آل محمد- صلوات اللّه عليهم-.
قلت: الرَّحْمنِ ؟
قال: بجميع العالم.
قلت: الرَّحِيمِ ؟
قال: بالمؤمنين خاصة.
و
فيه 212 - أيضا: حدثنا محمد بن القسم الجرجاني المفسر- رحمه اللّه- قال: حدثنا أبو يعقوب يوسف بن محمد بن زياد و أبو الحسن علي بن محمد بن سيار- و كانا من الشيعة الامامية- عن أبويهما، عن الحسن بن علي بن محمد- عليهم السلام -، في قول اللّه- عز و جل- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، فقال:
اللَّهِ هو الذي يتألّه اليه عند الحوائج و الشدائد، كل مخلوق، عند انقطاع الرجاء من كل من دونه 213 . و تقطع الأسباب 214 عن جميع ما سواه يقول: بسم اللّه، أي: أستعين على أموري كلها باللّه. الذي لا تحق العبادة الا له. المغيث إذا استغيث المجيب إذا دعي
. و هو ما قال رجل للصادق- عليه السلام-: يا بن رسول اللّه!
دلّني على اللّه، ما هو؟ فقد كثر 215 عليّ المجادلون. و حيّروني.
فقال له: يا عبد اللّه! هل ركبت سفينة قط؟
قال: نعم.
قال: فهل كسر بك حيث لا سفينة تنجيك و لا سباحة تعينك 216 ؟
قال: نعم.
قال: فهل تعلق قلبك هنالك أن شيئا من الأشياء قادر على أن يخلصك من ورطتك؟
قال: نعم.
قال الصادق- عليه السلام: فذلك الشيء هو اللّه، القادر على الانجاء، حيث لا منجي. و على الاغاثة، حيث لا مغيث. [ثم قال الصادق] 217 : و قام رجل الى علي بن الحسين- عليهما السلام- فقال: أخبرني ما 218 معنى بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ؟
فقال علي بن الحسين- عليهما السلام-: حدثني أبي، عن أخيه، الحسن عن أبيه، أمير المؤمنين عليهم السلام-: ان رجلا قام اليه. فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، ما معناه؟
فقال: [ان] 219 قولك اللَّهِ أعظم اسم من أسماء اللّه- عز و جل- و هو الاسم الذي لا ينبغي أن يسمى به غير اللّه. و لم يتسم به مخلوق.
فقال الرجل: فما تفسير قول 220 اللَّهِ ؟
فقال: هو الذي يتألّه اليه عند الحوائج و الشدائد، كل مخلوق، عند انقطاع الرجاء من جميع من [هو] 221 دونه. و تقطع الأسباب من كل من سواه. و ذلك أن كل مترائس في هذه الدنيا و متعظم فيها و ان عظم غناؤه و طغيانه و كثرت حوائج من دونه اليه، فإنهم سيحتاجون حوائج لا يقدر عليها هذا المتعاظم. و كذلك هذا المتعاظم يحتاج حوائج لا يقدر عليها، فينقطع الى اللّه عند ضرورته و فاقته، حتى إذا كفى همه، عاد الى شركه. أما تسمع اللّه- عز و جل- يقول: قُلْ أَ رَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَ غَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ. بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ ما تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شاءَ وَ تَنْسَوْنَ ما تُشْرِكُونَ 222 . فقال اللّه- جل جلاله- لعباده: أيها الفقراء الى رحمتي! اني قد ألزمتكم الحاجة الي، في كل حال و ذلة العبودية في كل وقت. قال: فافزعوا في كل أمر تأخذون فيه و ترجون تمامه و بلوغ غايته، فاني ان أردت أن أعطيكم، لم يقدر غيري على منعكم. و ان أردت أن أمنعكم، لم يقدر غيري على إعطائكم. فأنا أحق من سئل. و أولى من تضرع اليه. فقولوا عند افتتاح كل أمر صغير، أو عظيم: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، أي: أستعين على هذا الامر، باللّه. الذي لا تحق العبادة لغيره. المغيث إذا استغيث. المجيب إذا دعي. الرحمن الذي يرحم، و يبسط الرزق علينا.
الرحيم بنا، في أدياننا و دنيانا و آخرتنا. و خفف علينا الدين، و جعله سهلا خفيفا و هو يرحمنا بتمييز من أعدائه) 223 .
( و في الحديث 224 : إذا قال العبد: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، قال اللّه- عز و جل-: بدأ عبدى باسمي. حق عليّ أن أتمم 225 أموره، و أبارك له في أحواله.
و في الكافي 226 : محمد بن يحيى، عن علي بن الحسين بن علي، عن عباد ابن يعقوب، عن عمر بن مصعب، عن فرات بن أحنف، عن أبي جعفر- عليه السلام- قال: سمعته يقول: أول كتاب نزل من السماء بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فإذا قرأت بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، فلا تبالي الا تستعيذ. إذا قرأت بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، سدّتك فيما بين السماء و الأرض.
و في أصول الكافي 227 : محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عمر بن عبد العزيز، عن جميل بن دراج، قال أبو عبد اللّه- عليه السلام -: لا تدع بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، و ان كان بعده شعر.
عدة من أصحابنا 228 ، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي، عن الحسن بن علي، عن يوسف بن عبد السلام، عن سيف بن هارون، مولى آل جعدة قال : لا تكتب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ لفلان، و لا بأس أن تكتب على ظهر الكتاب لفلان.
عدة من أصحابنا 229 ، عن سهل بن زياد، عن إدريس الحارثي، عن محمد ابن سنان، عن مفضل بن عمر، قال: قال أبو عبد اللّه- عليه السلام - أكتب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ من أجود كتابك. و لا تمد الباء، حتى ترفع السين.
عنه 230 : عن علي بن حكم، عن الحسن بن السري، عن أبي عبد اللّه- عليه السلام -: احتجبوا 231 من الناس- كلهم- « بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* »، و «بقل هو اللّه أحد»، اقرأها عن يمينك و عن شمالك [و من بين يديك] 232 و من خلفك و من فوقك و من تحتك. و إذا 233 دخلت على سلطان جائر، فاقرأها، حتى 234 تنظر اليه ثلاث مرات. و اعقد بيدك اليسرى. ثم لا تفارقها (حتى) تخرج من عنده.
و في كتاب التوحيد 235 : بإسناده الى أبي عبد اللّه- عليه السلام- في حديث طويل- فيه: قال رسول اللّه- صلى اللّه عليه و آله -: من حزنه أمر يتعاطاه، فقال بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، و هو مخلص للّه و يقبل بقلبه اليه، لم ينفك من احدى اثنتين: اما بلوغ حاجته في الدنيا، و ما يعد له و يدخر لديه. و ما عند اللّه خير و أبقى للمؤمنين.