کتابخانه روایات شیعه
دلّني على اللّه، ما هو؟ فقد كثر 215 عليّ المجادلون. و حيّروني.
فقال له: يا عبد اللّه! هل ركبت سفينة قط؟
قال: نعم.
قال: فهل كسر بك حيث لا سفينة تنجيك و لا سباحة تعينك 216 ؟
قال: نعم.
قال: فهل تعلق قلبك هنالك أن شيئا من الأشياء قادر على أن يخلصك من ورطتك؟
قال: نعم.
قال الصادق- عليه السلام: فذلك الشيء هو اللّه، القادر على الانجاء، حيث لا منجي. و على الاغاثة، حيث لا مغيث. [ثم قال الصادق] 217 : و قام رجل الى علي بن الحسين- عليهما السلام- فقال: أخبرني ما 218 معنى بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ؟
فقال علي بن الحسين- عليهما السلام-: حدثني أبي، عن أخيه، الحسن عن أبيه، أمير المؤمنين عليهم السلام-: ان رجلا قام اليه. فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، ما معناه؟
فقال: [ان] 219 قولك اللَّهِ أعظم اسم من أسماء اللّه- عز و جل- و هو الاسم الذي لا ينبغي أن يسمى به غير اللّه. و لم يتسم به مخلوق.
فقال الرجل: فما تفسير قول 220 اللَّهِ ؟
فقال: هو الذي يتألّه اليه عند الحوائج و الشدائد، كل مخلوق، عند انقطاع الرجاء من جميع من [هو] 221 دونه. و تقطع الأسباب من كل من سواه. و ذلك أن كل مترائس في هذه الدنيا و متعظم فيها و ان عظم غناؤه و طغيانه و كثرت حوائج من دونه اليه، فإنهم سيحتاجون حوائج لا يقدر عليها هذا المتعاظم. و كذلك هذا المتعاظم يحتاج حوائج لا يقدر عليها، فينقطع الى اللّه عند ضرورته و فاقته، حتى إذا كفى همه، عاد الى شركه. أما تسمع اللّه- عز و جل- يقول: قُلْ أَ رَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَ غَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ. بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ ما تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شاءَ وَ تَنْسَوْنَ ما تُشْرِكُونَ 222 . فقال اللّه- جل جلاله- لعباده: أيها الفقراء الى رحمتي! اني قد ألزمتكم الحاجة الي، في كل حال و ذلة العبودية في كل وقت. قال: فافزعوا في كل أمر تأخذون فيه و ترجون تمامه و بلوغ غايته، فاني ان أردت أن أعطيكم، لم يقدر غيري على منعكم. و ان أردت أن أمنعكم، لم يقدر غيري على إعطائكم. فأنا أحق من سئل. و أولى من تضرع اليه. فقولوا عند افتتاح كل أمر صغير، أو عظيم: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، أي: أستعين على هذا الامر، باللّه. الذي لا تحق العبادة لغيره. المغيث إذا استغيث. المجيب إذا دعي. الرحمن الذي يرحم، و يبسط الرزق علينا.
الرحيم بنا، في أدياننا و دنيانا و آخرتنا. و خفف علينا الدين، و جعله سهلا خفيفا و هو يرحمنا بتمييز من أعدائه) 223 .
( و في الحديث 224 : إذا قال العبد: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، قال اللّه- عز و جل-: بدأ عبدى باسمي. حق عليّ أن أتمم 225 أموره، و أبارك له في أحواله.
و في الكافي 226 : محمد بن يحيى، عن علي بن الحسين بن علي، عن عباد ابن يعقوب، عن عمر بن مصعب، عن فرات بن أحنف، عن أبي جعفر- عليه السلام- قال: سمعته يقول: أول كتاب نزل من السماء بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فإذا قرأت بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، فلا تبالي الا تستعيذ. إذا قرأت بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، سدّتك فيما بين السماء و الأرض.
و في أصول الكافي 227 : محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عمر بن عبد العزيز، عن جميل بن دراج، قال أبو عبد اللّه- عليه السلام -: لا تدع بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، و ان كان بعده شعر.
عدة من أصحابنا 228 ، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي، عن الحسن بن علي، عن يوسف بن عبد السلام، عن سيف بن هارون، مولى آل جعدة قال : لا تكتب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ لفلان، و لا بأس أن تكتب على ظهر الكتاب لفلان.
عدة من أصحابنا 229 ، عن سهل بن زياد، عن إدريس الحارثي، عن محمد ابن سنان، عن مفضل بن عمر، قال: قال أبو عبد اللّه- عليه السلام - أكتب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ من أجود كتابك. و لا تمد الباء، حتى ترفع السين.
عنه 230 : عن علي بن حكم، عن الحسن بن السري، عن أبي عبد اللّه- عليه السلام -: احتجبوا 231 من الناس- كلهم- « بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* »، و «بقل هو اللّه أحد»، اقرأها عن يمينك و عن شمالك [و من بين يديك] 232 و من خلفك و من فوقك و من تحتك. و إذا 233 دخلت على سلطان جائر، فاقرأها، حتى 234 تنظر اليه ثلاث مرات. و اعقد بيدك اليسرى. ثم لا تفارقها (حتى) تخرج من عنده.
و في كتاب التوحيد 235 : بإسناده الى أبي عبد اللّه- عليه السلام- في حديث طويل- فيه: قال رسول اللّه- صلى اللّه عليه و آله -: من حزنه أمر يتعاطاه، فقال بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، و هو مخلص للّه و يقبل بقلبه اليه، لم ينفك من احدى اثنتين: اما بلوغ حاجته في الدنيا، و ما يعد له و يدخر لديه. و ما عند اللّه خير و أبقى للمؤمنين.
و فيه 236 : عن الصادق- عليه السلام-، في حديث طويل، فيه: و لربما ترك بعض شيعتنا في افتتاح أمره بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، فيمتحنه اللّه- عز و جل- بمكروه. و لينبهه على شكر اللّه- تبارك و تعالى- و الثناء عليه. و يمحق عنه و صمه و تقصيره عند تركه قول «بسم اللّه [الرحمن الرحيم»] 237 .
و في عيون الاخبار 238 ، في تأويل بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ : بإسناده الى الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، قال: سألت الرضا- عليه السلام-، عن بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، قال: معنى قول القائل «بسم اللّه»: اسم على نفسي بسمة من سمات اللّه- عز و جل- و هي العبادة.
قلت له: ما السمة؟
قال: العلامة.
و بالإسناد 239 ، الى عبد اللّه بن سنان، قال : سألت أبا عبد اللّه- عليه السلام- عن 240 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ .
فقال 241 : الباء بهاء اللّه. و السين، سناء اللّه. و الميم، مجد اللّه- و روى بعضهم: ملك اللّه 242 - و «اللّه»، اله كل شيء. «الرحمن»، بجميع خلقه.
و «الرحيم»، بالمؤمنين خاصة.
و في كتاب التوحيد 243 بإسناده الى صفوان بن يحيى، عمن حدثه، عن أبي عبد اللّه- عليه السلام -، أنه سئل عن بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ . فقال: الباء بهاء اللّه. و السين، سناء اللّه. و الميم، ملك اللّه.
قال: قلت: اللّه؟
قال: الألف، آلاء اللّه على خلقه من النعيم بولائنا 244 . و اللام، الزام اللّه
خلقه ولايتنا.
قلت: فالهاء؟
قال: هوان لمن خالف محمدا و آل محمد- صلوات اللّه عليهم.
قلت: الرحمن؟
قال: بجميع العالم.
قلت: الرحيم؟
قال: بالمؤمنين خاصة.
و بإسناده 245 الى الحسن بن أبي راشد، عن أبي الحسن موسى بن جعفر- عليهما السلام- قال: سألته عن معنى «اللّه».
قال: استوى على ما دقّ و جلّ. و خص التسمية بهذه الأسماء، ليعلم العارف أن الحقيق لأن يستعان به في جميع الأمور، هو المعبود الحقيقي، الذي هو مولى النعم، كلها، عاجلها و آجلها، جليلها و حقيرها. فيتوجه بشراشره الى جنابه) 246 .
«الحمد»: هو الثناء باللسان، على الجميل الاختياري، من نعمة أو غيرها.
و المدح: هو الثناء على الجميل، مطلقا.
و في الكشاف 247 : انهما اخوان لتخصيصه المدح، أيضا، بالجميل الاختياري.
و قد صرح به في تفسير قوله تعالى: وَ لكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ 248 .
لا يقال: إذا خص «الحمد» بالجميل الاختياري، لزم أن لا يحمد اللّه تعالى على صفاته الذاتية، كالعلم و القدرة و الارادة. بل اختص بأفعاله الصّادرة عنه،
باختياره. لأنا نقول: تجعل تلك الصفات، لكون ذاته كافية فيها بمنزلة أفعال اختيارية، يستقل بها فاعلها.
و لا يخفى على المتأمل، أن ذلك الجعل، لا يقتضي صحة «الحمد» على الصفات الذاتية. بل يقتضي صحة اطلاق لفظ «الحمد»، على الثناء على صفاته، تجوّزا. و أين أحدهما عن الاخر؟
و حقيقته عند العارفين، اظهار كمال المحمود- قولا أو فعلا أو حالا- سواء كان ذلك الكمال اختياريا، أو غير اختياري.
و الشكر، مقابلة النعمة- قولا و عملا و اعتقادا.
قال:
أفادتكم النعماء مني ثلاثة
يدي و لساني و الضمير المحجب
فهو أعم منها، من وجه. و أخص من آخر. و لما كان «الحمد» من شعب «الشكر»، أشيع للنعمة، و أدل على مكانها، لخفاء الاعتقاد و ما في آداب الجوارح، من الاحتمال جعل رأس الشكر و العمدة فيه.
فقال- عليه السلام-: «الحمد للّه»، رأس الشكر. ما شكر اللّه من لم يحمده.
«و الذم»، نقيض «الحمد».
و الكفران، نقيض الشكر.
و رفعه بالابتداء، و خبره، للّه. و أصله النصب. و قد قرئ به 249 .
و انما عدل به الى الرفع، دلالة على الدوام و الثبات.