کتابخانه روایات شیعه
، يعني: عليا. وَ لَكُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ ] 21328 .
عن عبد الرّحمن 21329 [قال ابن عبّاس] 21330 بن سالم الأشلّ، عنه قال: كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً عائشة، هي نكثت أيمانها.
و في أصول الكافي 21331 ، [محمد بن يحيى عن] 21332 محمّد بن الحسين، عن محمّد بن إسماعيل، عن منصور بن يونس، عن زيد بن الجهم الهلاليّ 21333 ، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: سمعته يقول: لمّا نزلت ولاية عليّ بن أبي طالب و كان من قول رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- للنّاس: سلّموا على عليّ بإمرة المؤمنين، فكان مما أكّد اللّه- سبحانه- عليهما في ذلك اليوم، يا زيد، قول رسول اللّه [لهما] 21334 فسلّما عليه بإمرة المؤمنين.
فقالا: أمن اللّه أو من رسوله، يا رسول اللّه؟
فقال لهما رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-: من اللّه و من رسوله.
فأنزل اللّه- عزّ و جلّ-: وَ لا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها وَ قَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ ، يعني به: قول رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- لهما، و قولهما: أمن اللّه أو من رسوله. وَ لا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هي أزكى من أئمتكم.
قال: قلت: جعلت فداك، أئمّة؟
قال: اي، و اللّه، أئمّة.
قلت: فإنا نقرأ: «أربى».
قال: ما أربى- و أومأ بيده فطرحها. إِنَّما يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ ، يعني: بعليّ- عليه السّلام-. وَ لَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ ما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ، وَ لَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَ لكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَ لَتُسْئَلُنَ يوم القيامة عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ، وَ لا تَتَّخِذُوا أَيْمانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ [أئمة هي أزكى من أئمّتكم.
قال: قلت:- جعلت فداك- إنّما نقرأها أن تكون أمّة هي أربى من أمّة فقال:
ويحك يا زيد! و ما أربى ان تكون- و اللّه- أزكى من أئمّتكم إِنَّما يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ ، يعني: عليا. وَ لَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ ما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ وَ لا تَتَّخِذُوا أَيْمانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ] 21335 فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِها ، يعني: مقالة رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- في عليّ- عليه السّلام-. وَ تَذُوقُوا السُّوءَ بِما صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ، يعني به: عليّا. وَ لَكُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ .
وَ لا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ : و لا تستبدلوا بعهد اللّه و بيعة رسوله.
ثَمَناً قَلِيلًا : عوضا يسيرا من متاع الدّنيا.
إِنَّما عِنْدَ اللَّهِ : من النّصر و التّنعّم في الدّنيا و الثّواب في الآخرة.
هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ : مما يعدونكم.
إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (95): إن كنتم من أهل العلم و التّمييز.
ما عِنْدَكُمْ : من أعراض الدّنيا.
يَنْفَدُ : ينقضي و يفنى.
وَ ما عِنْدَ اللَّهِ : من خزائن رحمته.
باقٍ : لا ينفذ. و هو تعليل للحكم السّابق، و دليل على أنّ نعيم أهل الجنّة باق.
وَ لَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ : على مشاقّ التّكاليف.
بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (96): بجزاء أحسن من أعمالهم.
مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى : بيّنه بالنّوعين، دفعا للتّخصيص.
وَ هُوَ مُؤْمِنٌ : إذ لا اعتداد بأعمال الكفرة في استحقاق الثّواب.
فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً : في الدّنيا يعيش عيشا طيّبا. فإنّه إن كان موسرا فظاهر، و إن كان معسرا كان يطيب عيشه بالقناعة و الرّضا بالقسمة و توقع الأجر العظيم في الآخرة. بخلاف الكافر، فإنّه إن كان معسرا فظاهر، و إن كان موسرا لم يدعه الحرص و خوف الفوات أن يتهنّأ بعيشه.
و قيل 21336 : في الآخرة.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 21337 : قوله: مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً .
قال: القنوع بما رزقه اللّه.
و في مجمع البيان 21338 : [و سئل- عليه السّلام- عن قول اللّه- تعالى-: فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً .] 21339 فيه أقوال- إلى قوله-: ثانيها،
أنّها القناعة و الرّضا بما قسم اللّه- تعالى-.
و روي ذلك عن النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله-.
قال ابن عباس 21340 : إنّ رجلا من حضر موت يقال له: عبدان الأشرع 21341 .
قال: يا رسول اللّه، إنّ امرأ القيس الكنديّ جاورني في أرضي فاقتطع من أرضي فذهب بها منّي، و القوم يعلمون أنّي لصادق لكنّه أكرم عليهم منّي.
فسأل رسول اللّه امرأ القيس عنه.
فقال: لا أدري ما يقول.
فأمره أن يحلف.
فقال عبدان 21342 : إنّه فاجر لا يبالي أن يحلف.
فقال: إن لم يكن لك شهود، فخذ بيمينه.
فلمّا قام ليحلف، أنظره فانصرفا. فنزل 21343 قوله: وَ لا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ (الآيتان).
فلمّا قرأها رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- قال امرأ القيس: أمّا ما عندي فينفد و هو صادق فيما يقول، لقد اقتطعت أرضه و لا أدري 21344 كم هي. فليأخذ من أرضي ما شاء و مثلها معها بما أكلت من ثمرتها.
فنزل فيه: مَنْ عَمِلَ صالِحاً (الآية).
و في كتاب معاني الأخبار 21345 : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن أبي عمير، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: قيل له: أنّ أبا الخطّاب يذكر عنك أنّك قلت له: إذا عرفت الحقّ، فاعمل ما شئت.
[قال: لعن اللّه أبا الخطّاب، و اللّه ما قلت هكذا. و لكنّي قلت له: إذا عرفت الحقّ، فاعمل ما شئت] 21346 من خير يقبل منك. إنّ اللّه- عزّ و جلّ- يقول: مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ 21347 . و يقول- تبارك و تعالى-: مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً
وَ لَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (97): من الطّاعة.
فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ : إذا أردت قراءته، كقوله: «إذا قمتم إلى الصّلاة».
فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ (98): فاسأل اللّه أن يعيذك من وساوسه، لئلّا يوسوسك في القراءة.
و في الكافي 21348 : محمّد بن يحيى، عن عليّ بن الحسن بن عليّ، عن عبّاد بن يعقوب، عن عمرو بن مصعب، عن فرات بن أحنف، عن أبي جعفر 21349 - عليه السّلام- قال: سمعته يقول: أوّل كل كتاب نزل من السّماء بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ . فإذا قرأت بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، فلا تبالي ألّا تستعيذ. و إذا قرأت بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ . سترتك 21350 فيما بين السّماء و الأرض.
و في روضة الكافي 21351 ، في خطبة طويلة لأمير المؤمنين- عليه السّلام-. يقول فيها: أستعيذ باللّه من الشّيطان الرّجيم بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، وَ الْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ (إلى آخر السّورة).
و في عوالي اللّئالي 21352 : و روى عبد اللّه بن مسعود قال: قرأت على رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-. فقلت: أعوذ باللّه السّميع العليم.
فقال لي: قل 21353 : أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم. هكذا اقرأنيه جبرئيل، [عن القلم، عن اللّوح المحفوظ] 21354 .
و في قرب الإسناد 21355 للحميريّ، بإسناده إلى حنان بن سدير قال: صلّيت خلف أبي عبد اللّه- عليه السّلام- المغرب.
قال: فتعوّذ بإجهار 21356 : أعوذ باللّه السّميع العليم من الشّيطان الرّجيم، و أعوذ باللّه أن يحضرون. ثمّ جهر ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* .
و في تهذيب الأحكام 21357 : محمّد بن عليّ بن محبوب، عن عبد الصّمد بن محمّد، عن حنان بن سدير، مثله.
و في كتاب الاحتجاج 21358 للطّبرسيّ، بإسناده إلى محمّد بن عليّ، الباقر- عليه السّلام- حديث. يقول فيه حاكيا عن رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-: فأوحي إليّ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ (الآية).
و في تفسير العيّاشي 21359 : عن سماعة، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- في قول اللّه- عزّ و جلّ-: فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ .
قلت: فكيف أقول؟
قال: تقول: أستعيذ باللّه 21360 السّميع العليم من الشّيطان الرّجيم.
قال: إنّ الرّجيم أخبث الشّياطين.
قال: قلت: لم سمّي الرّجيم؟
قال: لأنّه يرجم.
قلت: فما ينفلت منه شيء؟
قال: لا.
قلت: فكيف سمّي الرّجيم و لم يرجم بعد؟
قال: يكون في العلم أنّه رجيم.
عن الحلبيّ 21361 ، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: سألته عن التّعوّذ من الشّيطان، عند كلّ سورة نفتحها؟
قال: نعم، فتعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم.
و ذكر: أنّ الرّجيم أخبث الشّياطين.
فقلت: لم سمّي الرّجيم؟
قال: لأنّه يرجم؟
فقلت 21362 : هل ينفلت شيئا إذا رجم؟
قال: لا، و لكن يكون في العلم أنّه رجيم.
و في كتاب معاني الأخبار 21363 ، بإسناده إلى عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ قال:
سمعت أبا الحسن، عليّ بن محمّد العسكريّ- عليهما السّلام- يقول: معنى الرّجيم: أنّه مرجوم باللّعن مطرود من [مواضع] 21364 الخير، لا يذكره مؤمن إلّا لعنه. و أنّ في علم [اللّه] 21365 السّابق [أنّه] 21366 إذا خرج القائم- عليه السّلام- لا يبقى مؤمن في زمانه إلّا رجمه بالحجارة، كما كان قبل ذلك مرجوما باللّعن.
و في مصباح الشّريعة 21367 : قال الصّادق- عليه السّلام- في كلام طويل: فقارئ القرآن يحتاج إلى ثلاثة أشياء: قلب جامع 21368 ، و بدن فارغ، و موضع خال. فإذا خشع للّه قلبه، فرّ منه الشّيطان الرّجيم. قال اللّه- تعالى-: فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ .
و في مجمع البيان 21369 : و الاستعاذة عند التّلاوة [مستحبة غير] 21370 واجبة بلا خلاف، في الصّلاة و خارج الصّلاة.
إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ : تسلّط و ولاية.
عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99): على أولياء اللّه المؤمنين به
و المتوكّلين. فإنّهم لا يطيعون أوامره و لا يقبلون وساوسه، إلّا فيما يحتقرون على ندور و غفلة. و لذلك أمروا بالاستعاذة، لئلّا يتوهّم منه أنّ له سلطانا.
إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ : يحبّونه و يطيعونه.
وَ الَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ (100): باللّه، أو بسبب الشّيطان.
و في الكافي 21371 : عليّ بن محمّد، عن عليّ بن العبّاس 21372 ، [عن الحسن بن عبد الرّحمن] 21373 ، عن منصور بن يونس، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: قلت له: فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ، إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ .
فقال: يا أبا محمّد، يسلّط و اللّه من المؤمن على بدنه و لا يسلّط على دينه. [و قد سلّط على أيّوب فشوّه خلقه، و لم يسلّط على دينه.] 21374 و قد يسلّط من المؤمنين على أبدانهم، و لا يسلّط على دينهم.
قلت: قوله- عزّ و جلّ-: إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَ الَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ .
قال: الَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ يسلّط على أبدانهم و على أديانهم.
و في تفسير العيّاشي 21375 : عن حمّاد بن عيسى، رفعه إلى أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: سألته عن قول اللّه: إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَ الَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ .
قال: ليس له أن يزيلهم عن الولاية. فأمّا الذّنوب و أشباه ذلك، فإنّه ينال منهم، كما ينال من غيرهم.
وَ إِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ : بالنّسخ، فجعلنا الآية النّاسخة مكان المنسوخة لفظا أو حكما.
وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ : من المصالح. فلعلّ ما يكون مصلحة في وقت يصير مفسدة بعده، فينسخه. و ما لا يكون مصلحة حينئذ يكون مصلحة الآن، فيثبته مكانه.