کتابخانه روایات شیعه
ربّه 21774 ، فسبّح اللّه 21775 ثلاثا، فأوحى اللّه إليه: انتصب قائما. ففعل فلم يرما كان رأى من العظمة، فمن أجل ذلك صارت الصّلاة ركعة و سجدتين.
ثمّ أوحى [اللّه] 21776 إليه: اقرأ الْحَمْدُ 21777 لِلَّهِ . فقرأها مثلما قرأ أوّلا. ثمّ أوحى [اللّه] 21778 إليه: اقرأ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فإنّها نسبتك و نسبة أهل بيتك إلى يوم القيامة. و فعل في الرّكوع [مثل] 21779 ما فعل في المرّة الأولى، ثمّ سجد سجدة واحدة، فلمّا رفع رأسه تجلّت له العظمة فخرّ ساجدا من تلقاء نفسه لا لأمر ربّه 21780 ، فسبّح أيضا.
ثمّ أوحى اللّه إليه: ارفع رأسك، يا محمّد، ثبّتك ربّك. فلمّا ذهب ليقوم قيل:
يا محمّد، اجلس. فجلس، فأوحى اللّه إليه: يا محمّد، إذا ما أنعمت عليك فسمّ باسمي.
فألهم أن قال: بسم اللّه و باللّه و لا إله إلّا اللّه و الأسماء الحسنى كلّها للّه.
ثمّ أوحى اللّه إليه: يا محمّد، صلّ على نفسك و على أهل بيتك. فقال: صلّى اللّه عليّ و على أهل بيتي و قد فعل.
ثمّ التفت فإذا بصفوف الملائكة و المرسلين و النّبيّين، فقيل: يا محمّد، سلّم عليهم. فقال: السّلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته. فأوحى اللّه- عزّ و جلّ- إليه: إنّ السّلام و التّحيّة و الرّحمة و البركات أنت و ذرّيّتك.
ثمّ أوحى اللّه- عزّ و جلّ- إليه: أن لا يلتفت يسارا. و أوّل آية سمعها بعد قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ و إِنَّا أَنْزَلْناهُ آية أصحاب اليمين و أصحاب الشّمال، فمن أجل ذلك كان السّلام واحد تجاه القبلة، و من أجل ذلك كان التّكبير في السّجود شكرا.
و قوله: «سمع اللّه لمن حمده» لأنّ النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- سمع ضجّة الملائكة بالتّسبيح و التّحمد و التّهليل، فمن أجل ذلك قال: سمع اللّه لمن حمده. و من أجل ذلك صارت الرّكعتان الأوليان كلّما أحدث فيهما حدثا كان على صاحبهما إعادتهما. فهذا الفرض الأوّل في صلاة الزّوال، يعني: صلاة الظّهر.
و في كتاب علل الشّرائع 21781 ، بإسناده إلى ابن عبّاس قال: دخلت عائشة على
رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- و هو يقبّل فاطمة- عليها السّلام-.
فقال له: أ تحبّها، يا رسول اللّه؟
قال: أما- و اللّه- لو علمت حبّي لها، لازددت لها حبّا، إنّه لمّا عرج بي إلى السّماء الرّابعة أذّن جبرئيل و أقام ميكائيل، ثمّ قيل لي: ادن 21782 ، يا محمّد.
فقلت: أتقدّم و أنت بحضرتي، يا جبرئيل؟
قال: نعم، إنّ اللّه- عزّ و جلّ- فضّل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقرّبين، و فضّلك أنت خاصّة.
فدنوت فصلّيت بأهل السّماء الرّابعة، ثمّ التفتّ عن يميني فإذا أنا بإبراهيم- عليه السّلام- في روضة من رياض الجنّة و قد اكتنفها جماعة من الملائكة.
[ثمّ] 21783 إنّي صرت إلى السّماء الخامسة و منها إلى السّماء 21784 السّادسة، فنوديت:
يا محمّد، نعم الأب أبوك إبراهيم و نعم الأخ أخوك عليّ. فلمّا صرت إلى الحجب أخذ جبرئيل- عليه السّلام- بيدي فأدخلني الجنّة، فإذا [أنا] 21785 بشجرة من نور في 21786 أصلها ملكان يطويان الحلل و الحلّي.
فقلت: حبيبي جبرئيل، لمن هذه الشّجرة؟
قال: هذه لأخيك عليّ بن أبي طالب- عليه السّلام-. و هذا الملكان يطويان له الحلّي و الحلل] 21787 إلى يوم القيامة.
ثمّ تقدّمت أمامي فإذا أنا 21788 برطب ألين من الزّبد و أطيب رائحة من المسك و أحلى من العسل، فأخذت رطبة منها فأكلتها فتحوّلت الرّطبة نطفة في صلبي. فلمّا أن هبطت إلى الأرض، واقعت خديجة، فحملت بفاطمة- عليها السّلام-. ففاطمة حوراء إنسيّة، فإذا اشتقت إلى الجنّة، شممت رائحة فاطمة- عليها السّلام-.
و بإسناده 21789 إلى هشام بن سالم: عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: لمّا اسري برسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- و حضرت الصّلاة أذّن جبرئيل و أقام الصّلاة، فقال:
تقدم، يا محمّد.
فقال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-: تقدّم، يا جبرئيل.
فقال له: إنّا لا نتقدم على الآدميين منذ أمرنا بالسجود لآدم- عليه السّلام-.
و بإسناده 21790 إلى هشام بن الحكم: عن أبي الحسن موسى- عليه السّلام- قال: قلت له: لأيّ علّة صار التّكبير في الافتتاح سبع تكبيرات أفضل، و لأيّ علّة يقال في الرّكوع: سبحان ربّي العظيم و بحمده، و يقال في السّجود: سبحان ربّي الأعلى و بحمده؟
قال: يا هشام، إنّ اللّه- تبارك و تعالى- خلق السّماوات سبعا و الأرضين سبعا و الحجب سبعا. فلمّا اسري بالنّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- و كان من ربّه كقاب قوسين أو أدنى رفع له حجاب من حجبه، فكبّر رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- و جعل يقول الكلمات الّتي تقال في الافتتاح. فلمّا رفع له الثّاني كبّر، فلم يزل كذلك حتى بلغ سبع حجب و كبّر سبع تكبيرات، فلتلك العلّة تكبير الافتتاح 21791 في الصّلاة سبع تكبيرات. فلمّا ذكر ما رأى من عظمة اللّه ارتعدت فرائصه فابترك على ركبتيه، و أخذ يقول: سبحان ربّي العظيم و بحمده. فلمّا اعتدل من ركوعه قائما نظر إليه في موضع أعلى من ذلك الموضع خرّ على وجهه، و هو يقول 21792 : سبحان ربّي الأعلى و بحمده.
فلمّا قال سبع مرّات سكن ذلك الرّعب، فلذلك جرت به السّنّة.
و بإسناده 21793 إلى إسحاق بن عمّار قال: سألت أبا الحسن، موسى بن جعفر- عليه السّلام-: كيف صارت الصّلاة ركعة و سجدتين، و كيف إذا صارت سجدتين لم تكن ركعتين؟
فقال: إذا سألت عن شيء ففرّغ قلبك لتفهم، إنّ أوّل صلاة صلّاها رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- إنّما صلاها في السّماء بين يدي اللّه- تبارك و تعالى- قدّام عرشه- جلّ جلاله-. و ذلك أنّه لمّا اسري به و صار عند عرشه- تبارك و تعالى- [فتجلّى له عن وجهه
حتّى رآه بعينه] 21794 قال: يا محمّد، ادن من صاد 21795 فاغسل مساجدك و طهّرها و صلّ لرّبّك.
فدنا رسول اللّه إلى حيث أمره اللّه- تبارك و تعالى- فتوضّأ و أسبغ 21796 وضوءه، ثمّ استقبل الجبّار- تبارك و تعالى- قائما فأمره بافتتاح الصّلاة فقال: يا محمّد، اقرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (إلى آخرها). ففعل ذلك، ثمّ أمره أن يقرأ نسبة ربّه- تبارك و تعالى-: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ [ثمّ أمسك عنه 21797 القول.
فقال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ .
فقال: قل:] 21798 لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ . فأمسك عنه القول.
فقال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-: كذلك اللّه ربّي، كذلك اللّه ربّي، [كذلك اللّه ربّي] 21799 .
فلمّا قال ذلك قال: اركع، يا محمّد لربّك. فركع رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- فقال له و هو راكع: [قل:] 21800 سبحان ربّي العظيم و بحمده. ففعل ذلك ثلاثا، ثمّ قال: ارفع رأسك، يا محمّد. ففعل 21801 رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- [فقام منتصبا] 21802 بين يدي اللّه- عزّ و جلّ-.
فقال: اسجد، يا محمّد، لرّبّك. فخرّ رسول اللّه ساجدا، فقال: سبحان ربّي الأعلى و بحمده. ففعل ذلك رسول اللّه ثلاثا، فقال له: استو جالسا، يا محمّد. ففعل، فلمّا استوي [جالسا] 21803 ذكر جلال 21804 ربّه- جلّ جلاله- فخرّ رسول اللّه ساجدا من تلقاء نفسه لا لأمر 21805 ربّه- عزّ و جلّ-، فسبّح- أيضا- ثلاثا.
فقال: انتصب قائما. ففعل فلم يرما كان رأى من عظمة ربّه- جلّ جلاله-.
فقال له: اقرأ، يا محمّد، و افعل كما فعلت في الرّكعة الأولى. ففعل ذلك رسول اللّه ثمّ
سجد سجدة واحدة، فلمّا رفع رأسه ذكر جلالة ربه- تبارك و تعالى- الثّانية فخرّ رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- ساجدا من تلقاء نفسه لا لأمر 21806 ربّه- عزّ و جلّ-، فسبّح- أيضا-.
ثمّ قال له: ارفع رأسك، ثبّتك اللّه، و اشهد أن لا إله إلّا اللّه، و أنّ محمّدا رسول اللّه، و أنّ السّاعة آتية لا ريب فيها، و أنّ اللّه يبعث من في القبور، الّلهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد، و ترحّم على محمّد 21807 و آل محمّد، كما صلّيت و باركت و ترحّمت [و مننت] 21808 على إبراهيم و آل إبراهيم إنّك حميد مجيد، اللّهمّ تقبّل شفاعته [في أمّته] 21809 و ارفع درجته.
ففعل، فقال: [سلّم] 21810 يا محمّد، و 21811 استقبل. [فاستقبل] 21812 رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- ربّه- تبارك و تعالى- مطرقا، فقال: السّلام [عليك] 21813 . فأجابه الجبّار- جلّ جلاله- فقال: و عليك السّلام، يا محمّد، بنعمتي قوّيتك على طاعتي و بعصمتي إيّاك اتّخذتك نبيّا و حبّيبا.
ثمّ قال أبو الحسن- عليه السّلام-: و إنّما كانت الصّلاة الّتي امر بها ركعتين و سجدتين، و هو- صلّى اللّه عليه و آله- إنّما سجد سجدتين في كلّ ركعة عمّا أخبرتك من تذكّره 21814 [لعظمة] 21815 ربّه- تبارك و تعالى- فجعله اللّه- عزّ و جلّ- فرضا.
قلت: جعلت فداك، و ما «صاد» 21816 الّذي امر أن يغتسل 21817 منه؟
فقال: عين تنفجر 21818 من ركن من أركان العرش يقال له: ماء الحياة، و هو ما قال اللّه- عزّ و جلّ-: ص وَ الْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ . إنّما أمره أن يتوضّأ و يقرأ و يصلّي.
أبي 21819 - رحمه اللّه- قال: حدّثنا محمّد بن يحيى 21820 العطّار، عن محمّد بن الحسن الصّفّار و لم يحفظ إسناده قال: قال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-: لمّا اسري بي إلى السّماء سقط [قطرة] 21821 من عرقي فنبت منه الورد فوقع في البحر، فذهب السّمك 21822 ليأخذها و ذهب
الدّعموص 21823 ليأخذها، فقالت السّمكة: هي لي. و قال الدّعموص 21824 : هي لي. فبعث اللّه- عزّ و جلّ- إليهما ملكا ليحكم بينهما، فجعل نصفها للسّمكة و نصفها للدّعموص 21825 .
و في عيون الأخبار 21826 : حدّثني محمّد [بن إبراهيم بن إسحاق الطّالقانيّ- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا محمّد بن] 21827 همّام 21828 قال: حدّثنا أحمد بن بندار قال: حدّثنا أحمد بن هلال، عن محمّد بن أبي عمير، عن المفضّل بن عمر، عن الصّادق، جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين- عليهم السّلام- قال: قال رسول اللّه: لمّا اسري بي إلى السّماء أوحى إليّ ربّي- جلّ جلاله- فقال:
يا محمّد، إنّي اطّلعت على 21829 الأرض اطّلاعة فاخترتك منها فجعلتك نبيّا و شققت لك من اسمي اسما فأنا المحمود و أنت محمّد، ثمّ اطّلعت ثانية فاخترت منها عليّا و جعلته وصيّك و خليفتك و زوج ابنتك و أبا ذرّيّتك و شققت له اسما من أسمائي فأنا العليّ الأعلى و هو عليّ، و جعلت فاطمة و الحسن و الحسين من نور كما، ثمّ عرضت ولايتهم على الملائكة فمن قبلها كان عندي من المقرّبين.
يا محمّد، لو أنّ عبدا عبدني حتّى ينقطع و يصير كالشّنّ البالي 21830 ، ثمّ أتاني جاحدا لولايتهم ما أسكنته جنّتي و لا أظللته 21831 تحت عرشي.
يا محمّد، أ تحبّ أن تراهم؟
قلت: نعم، يا ربّ.
فقال- عزّ و جلّ-: ارفع رأسك.
فرفعت رأسي، فإذا أنا بأنوار عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين و عليّ بن الحسين و محمّد بن عليّ و جعفر بن محمّد و موسى بن جعفر و عليّ بن موسى و محمّد بن عليّ و عليّ بن محمّد و الحسن بن عليّ و الحجّة بن الحسن القائم في وسطهم، كأنّه كوكب درّيّ.
قلت: يا ربّ، من هؤلاء؟
قال: هؤلاء الأئمّة، و هذا القائم الّذي يحلّ 21832 حلالي و يحرّم حرامي، و به أنتقم من أعدائي، و هو راحة لأوليائي، و هو الّذي يشفي قلوب شيعتك من الظّالمين و الجاحدين و الكافرين، فيخرج اللّات و العزّى طريّين 21833 فيحرقهما، فلفتنة النّاس بهما يومئذ أشدّ من فتنة العجل و السّامريّ.
و بإسناده 21834 إلى عبد السّلام بن صالح الهرويّ قال: قلت لعليّ بن موسى الرّضا- عليه السّلام-: يا ابن رسول اللّه، أخبرني عن الجنّة و النّار أ هما اليوم 21835 مخلوقتان؟
فقال: نعم، و أنّ رسول اللّه قد دخل الجنّة و رأى النّار لمّا عرج به إلى السّماء.
قال: فقلت له: إنّ قوما يقولون: إنّهما اليوم مقدرتان غير مخلوقتين.
فقال:- عليه السّلام-: لا هم منّا و لا نحن منهم، من أنكر خلق الجنّة و النّار، فقد كذّب النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- [و كذّبنا] 21836 و ليس من ولايتنا 21837 على شيء و يخلّد في نار جهنّم، قال اللّه 21838 - تعالى-: هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ، يَطُوفُونَ بَيْنَها وَ بَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ . و قال النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله-: لمّا عرج بي إلى السّماء أخذ بيدي جبرئيل فأدخلني الجنّة، فناولني من رطبها فأكلته فتحوّل ذلك نطفة في صلبي، فلمّا هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة- عليها السّلام-. ففاطمة حوريّة 21839 إنسيّة، فكلّما اشتقت إلى رائحة الجنّة، شممت رائحة 21840 ابنتي فاطمة- عليها السّلام-.