کتابخانه روایات شیعه
السّلام- و لا أرجأ للنّاس 22606 منه، و كانت قراءته حزنا، فإذا قرأ فكأنّه يخاطب إنسانا.
عليّ بن إبراهيم 22607 ، عن أبيه. و عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد و سهل بن زياد، جميعا، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطيّة، عن يونس بن عمّار قال: قال أبو عبد اللّه- عليه السّلام-: إنّ الدّواوين يوم القيامة ثلاثة: ديوان فيه النّعم، و ديوان فيه الحسنات، و ديوان فيه السّيّئات. فيقابل بين ديوان النّعم و ديوان الحسنات فتستغرق [النعم] 22608 عامّة الحسنات، و يبقى ديوان السّيّئات، فيدعى بابن آدم المؤمن للحساب، فيتقدّم 22609 القرآن أمامه في أحسن صورة فيقول: يا ربّ، أنا القرآن، و هذا عبدك المؤمن قد كان يتعب نفسه بتلاوتي و يطيل ليله 22610 بترتيلي و تفيض عيناه إذا تهجّد، فأرضه، كما ارضاني.
قال: فيقول العزيز الجبّار: عبدي، ابسط يمينك. فيملأها من رضوان اللّه العزيز الجبّار و يملأ شماله من رحمة اللّه. ثمّ يقال: هذه الجنّة مباحة لك، اقرأ و اصعد. فإذا قرأ آية، صعد درجة.
و في كتاب الخصال 22611 : عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين- عليه السّلام- قال: سبعة لا يقرءون القرآن: الرّاكع، و السّاجد، و في الكنيف، و في الحمّام، و الجنب، و النّفساء، و الحائض.
و في عيون الأخبار 22612 ، في باب ما جاء عن الرّضا- عليه السّلام- من خبر الشّاميّ و ما سأل عنه أمير المؤمنين- عليه السّلام- في جامع الكوفة حديث طويل. و فيه: سأله:
كم حجّ آدم من حجّة؟
فقال له: سبعين حجّة ماشيا على قدميه 22613 ، و أوّل حجّة حجّها كان معه الصّرد يدلّه على مواضع الماء، و خرج معه من الجنّة، و قد نهي عن أكل الصّرد و الخطّاف 22614 .
و سأله: ما باله لا يمشي؟ 22615
قال 22616 : لأنّه ناح على بيت المقدس فطاف حوله أربعين عاما يبكي عليه، و لم يزل يبكي مع آدم، فمن هناك سكن البيوت، و معه آيات من كتاب اللّه- تعالى- ممّا كان آدم يقرأ 22617 في الجنّة و هي إلى يوم القيامة، ثلاث آيات من أوّل الكهف، و ثلاث آيات من سبحان [الّذي أسرى، و هي:] 22618 فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ و ثلاث آيات من يس 22619 [و هي:] 22620 وَ جَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا (الآية).
و في كتاب الاحتجاج 22621 للطبّرسيّ- رضي اللّه عنه-: عن أمير المؤمنين- عليه السّلام- حديث طويل، و فيه: و لو علم المنافقون- لعنهم اللّه- ما عليهم من ترك هذه الآيات الّتي بيّنت لك تأويلها لأسقطوها مع ما أسقطوا منه، و لكنّ اللّه- تبارك اسمه- ماض حكمه بإيجاب الحجّة على خلقه، كما قال 22622 : فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ أغشى أبصارهم و جعل على قلوبهم أكنّة عن تأمّل ذلك فتركوه بحاله 22623 ، و حجبوا عن تأكيده الملتبس بإبطاله، فالسّعداء يتنبّهون عليه و الأشقياء يعمهون 22624 عنه.
و في روضة الكافي 22625 : أحمد بن محمّد الكوفيّ، عن عليّ بن الحسين 22626 بن عليّ، عن عبد الرّحمن بن أبي نجران، عن هارون، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: قال 22627 لي:
كتموا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فنعم، و اللّه، الأسماء كتموها، كان رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- إذا دخل إلى منزله و اجتمعت عليه قريش يجهر ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ و يرفع بها صوته، فتولّي قريش فرارا، فأنزل اللّه- عزّ و جلّ- في ذلك: وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً .
و في مجمع البيان 22628 : قال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-: إنّ اللّه- تعالى- منّ عليّ
بفاتحة الكتاب، فيها من كنز الجنّة 22629 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الآية الّتي يقول اللّه- تعالى-: وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً 22630 .
في تفسير عليّ بن إبراهيم 22631 : و عن ابن أذينة قال: قال أبو عبد اللّه- عليه السّلام-:
قال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أحقّ ما أجهر به، و هي الآية الّتي قال اللّه- عزّ و جلّ-: وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً .
و فيه 22632 : قال: كان رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- إذا صلّى تهجّد بالقرآن و يستمع له قريش لحسن صوته، فكان إذا قرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فرّوا عنه.
و في تفسير العيّاشيّ 22633 : عن أبي حمزة، عن أبي جعفر- عليه السّلام- قال: كان رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- يجهر ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ و يرفع صوته بها، و إذا سمعها المشركون ولّوا مدبرين، فأنزل اللّه وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً .
عن زيد بن عليّ 22634 قال: دخلت على أبي جعفر- عليه السّلام- فذكر بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ .
فقال: أ 22635 تدري ما نزل في بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ؟
فقلت: لا.
فقال: إنّ رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- كان أحسن النّاس صوتا [بالقرآن] 22636 ، و كان يصلّي بفناء الكعبة فرفع صوته، و كان عتبة بن ربيعة و شيبة بن ربيعة و أبو جهل بن هشام و جماعة منهم يستمعون قراءته.
قال: و كان يكثر قراءة 22637 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فيرفع بها صوته.
قال: فيقولون: إنّ محمّدا ليردّد اسم ربّه تردادا، إنّه ليحبّه 22638 . فيأمرون من يقوم فيتسمّع عليه و يقولون: إذا جاز 22639 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فأعلمنا حتّى نقوم فنستمع قراءته. فأنزل اللّه [في ذلك] 22640 : وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ بسم اللّه الرّحمن الرّحيم وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً .
عن زرارة 22641 ، عن أحدهما- عليهما السّلام- قال: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ 22642 هو أحقّ ما جهر به، و هي الآية الّتي قال اللّه: وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ بسم اللّه الرّحمن الرّحيم وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً . كان المشركون يستمعون إلى قراءة النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- فإذا قرأ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ نفروا و ذهبوا، و إذا فرغ منه، عادوا و تسمّعوا.
عن منصور بن حازم 22643 ، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: كان رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- إذا صلّى بالنّاس 22644 جهر بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فتخلّف 22645 من خلفه من المنافقين عن الصّفوف، فإذا جازها في السّورة 22646 ، عادوا إلى مواضعهم، و قال بعضهم لبعض: إنّه ليردّد 22647 اسم ربّه تردادا، إنّه ليحبّ ربّه. فأنزل اللّه وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً .
عن أبي حمزة الثّماليّ 22648 قال: قال لي أبو جعفر- عليه السّلام-: يا ثماليّ، إنّ الشّيطان ليأتي قرين الإمام فيسأله: هل ذكر ربّه؟ فإن قال: نعم. اكتسع 22649 و ذهب، و إن قال: لا. ركب كتفه 22650 ، و كان إمام القوم حتّى ينصرفوا.
قال: قلت: جعلت فداك، و ما معنى قوله: ذكر ربّه؟
قال: الجهر ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ .
نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَسْتَمِعُونَ بِهِ : بسببه و لأجله، من الهزء بك و بالقرآن.
إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ : ظرف «لأعلم» و كذا وَ إِذْ هُمْ نَجْوى ، أي: نحن أعلم بغرضهم من الاستماع حين هم مستمعون إليك مضمرون له، و حين هم ذو و نجوى يتناجون به.
و «نجوى» مصدر، و يحتمل أن يكون جمع «نجيّ».
إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُوراً (47): مقدر «با ذكر». أو بدل من «إذ هم نجوى» على وضع «الظّالمون» موضع الضّمير، للدّلالة على أنّ تناجيهم بقولهم هذا [من باب الظّلم] 22651 .
و «المسحور» هو الّذي سحر به فزال عقله.
و قيل 22652 : الّذي له سحر، و هو الرّئة، أي: إلّا رجلا يتنفّس و يأكل و يشرب مثلكم.
انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ : مثّلوك بالشّاعر و السّاحر و الكاهن و المجنون.
فَضَلُّوا : عن الحقّ في جميع ذلك.
فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (48): إلى طعن موجّه، فيتهافتون و يخبطون كالمتحيّر في أمره لا يدري ما يصنع. أو إلى الرّشاد.
وَ قالُوا أَ إِذا كُنَّا عِظاماً وَ رُفاتاً : و حطاما.
أَ إِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً (49): على الإنكار و الاستبعاد، لما بين غضاضة الحيّ و يبوسة الرّميم من المباعدة و المنافاة 22653 .
و العامل في «إذا» ما دلّ عليه «مبعوثون» 22654 لا نفسه، لأنّ ما بعد «إنّ» لا يعمل فيما قبلها. و «خلقا» مصدر أو حال.
و في تفسير العيّاشي: عن الحلبيّ، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: جاء أبيّ بن خلف 22655 فأخذ عظما باليا من حائط ففتّه 22656 ، ثمّ قال: يا محمّد أَ إِذا كُنَّا عِظاماً وَ رُفاتاً أَ إِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً . فأنزل اللّه: مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ هُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ .
قُلْ كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِيداً (50) أَوْ خَلْقاً مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ قيل 22657 : أي: ممّا يكبر عندكم عن قبول الحياة لكونه أبعد شيء منها، فإنّ قدرته- تعالى- لا تقصر عن إحيائكم لاشتراك الأجسام في قبول الأعراض، فكيف إذا كنتم عظاما مرفوته و قد كانت غضّه موصوفة بالحياة قبل، و الشّيء أقبل لما عهد فيه ممّا لم يعهد.
و في تفسير 22658 عليّ بن إبراهيم 22659 : و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر- عليه
السّلام- قال: الخلق الّذي يكبر في صدورهم 22660 الموت.
فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ : و كنتم ترابا، و ما هو أبعد شيء من الحياة.
فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُسَهُمْ : فسيحرّكونها نحوك تعجّبا و استهزاء.
وَ يَقُولُونَ مَتى هُوَ قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَرِيباً (51): فإنّ كلّ ما هو آت قريب.
و انتصابه على الخبر. أو الظّرف، أي: يكون في زمان قريب.
و «أن يكون» اسم «عسى». أو خبره، و الاسم مضمر.
يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ ، أي: يوم يبعثكم فتنبعثون. استعار لهما الدّعاء و الاستجابة للتّنبيه على سرعتهما و تيسّر أمرهما، و إنّ المقصود منهما الإحضار للمحاسبة و الجزاء.
بِحَمْدِهِ : حال منهم، أي: حامدين اللّه على كمال قدرته، كما قيل: إنّهم ينفضون التّراب عن رؤوسهم و يقولون: سبحانك الّلهمّ و بحمدك. أو منقادين لبعثه انقياد الحامدين له.
و في الجوامع 22661 : روي أنّهم ينفضون التّراب عن رؤوسهم و يقولون: سبحانك الّلهمّ و بحمدك.
وَ تَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا (52): و تستقصرون مدّة لبثكم في القبور، كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ . أو مدّة حياتكم لما ترون من الهول.
وَ قُلْ لِعِبادِي ، يعني: المرضيّين.
يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ : الكلمة الّتي هي أحسن، و لا يخاشنوا المشركين.
إِنَّ الشَّيْطانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ : يهيّج بينهم المراء و الشّرّ، فلعلّ المخاشنة بهم تفضي إلى العناد و ازدياد الفساد.
إِنَّ الشَّيْطانَ كانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوًّا مُبِيناً (53): ظاهر العداوة.