کتابخانه روایات شیعه
و في تفسير العيّاشي 22804 : عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر- عليه السّلام- قال: سألته عن شرك الشّيطان.
قال: قوله: وَ شارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ فإن كان من مال حرام فهو شريك الشّيطان.
قال: و يكون مع الرجل حين يجامع، فيكون من نطفته و نطفة الرّجل إذا كان حراما.
عن زرارة 22805 قال: كان يوسف، أبو الحجّاج صديقا لعليّ بن الحسين- صلوات اللّه عليه-، و أنّه دخل على امرأته فأراد أن يضمّها، أعني: أبو الحجّاج.
قال: فقالت له: أليس إنّما عهدك بذاك السّاعة؟
قال: فأتى عليّ بن الحسين- عليه السّلام- فأخبره، فأمره أن يمسك عنها، [فأمسك عنها] 22806 فولدت بالحجّاج، و هو ابن الشّيطان ذي الرّدهة 22807 .
عن عبد الملك بن أعين 22808 قال: سمعت أبا جعفر- عليه السّلام- يقول: إذا زنى الرّجل أدخل الشّيطان ذكره، ثمّ عملا جميعا، ثمّ تختلط النّطفتان فيخلق اللّه منهما فيكون شرك الشّيطان.
عن سليمان بن خالد 22809 قال: قلت لأبي عبد اللّه- عليه السّلام-: ما قول اللّه:
شارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ ؟
قال: فقال في ذلك قوله: أعوذ باللّه السّميع العليم من الشّيطان الرّجيم.
عن العلا بن رزين 22810 ، عن محمّد، عن أحدهما قال: شرك الشّيطان ما كان من مال حرام فهو من شركه، و يكون مع الرّجل حين 22811 يجامع فتكون نطفته مع نطفته إذا كان حراما. قال: كلتيهما جميعا تختلطان. و قال: ربّما خلق من واحدة، و ربّما خلق منهما جميعا.
[صفوان الجمّال] 22812 قال: كنت عند أبي عبد اللّه- عليه السّلام- فاستأذن عيسى بن منصور عليه.
فقال: مالك و لفلان، يا عيسى، أما إنّه ما يحبّك! فقال: بأبي و أمّي، يقول قولنا و يتولى من نتولى 22813 .
فقال: إنّ فيه نخوة 22814 إبليس.
فقال: بأبي و أمّي، أليس يقول إبليس: خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ؟
فقال أبو عبد اللّه- عليه السّلام-: و يقول اللّه: وَ شارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ . فالشّيطان يباضع ابن آدم هكذا. و قرن بين إصبعيه.
عن زرارة 22815 ، عن أبي جعفر- عليه السّلام- قال: سمعته يقول: كان الحجاج ابن شيطان يباضع ذي الرّدهة.
ثمّ قال: إنّ يوسف دخل على أمّ الحجّاج فأراد أن يضمّها، فقالت: أليس إنّما عهدك بذلك السّاعة؟ فأمسك عنها، فولدت الحجّاج.
عن يونس 22816 بن أبي الرّبيع الشّاميّ 22817 قال: كنت عنده 22818 ليلة، فذكر شرك الشّيطان فعظّمه حتّى أفزعني.
فقلت: جعلت فداك، فما المخرج منها و ما نصنع؟
قال: إذا أردت المجامعة فقل: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* ، الّذي لا إله إلّا هو بديع السّماوات و الأرض، الّلهمّ إن قضيت منّي في هذه اللّيلة خليفة فلا تجعل للشّيطان فيه نصيبا و لا شركا و لا حظّا، و اجعله عبدا صالحا خالصا مخلصا 22819 مصغيا و ذرّيته- جلّ ثناؤك-.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 22820 : وَ شارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ ما كان من مال حرام فهو شرك الشّيطان، فإذا اشترى به الإماء و نكحهنّ و ولد له فهو شرك [الشيطان] 22821 ، كما تلد [يلزمه] 22822 منه، و يكون مع الرّجل إذا جامع فيكون 22823 الولد من نطفته و نطفة الرّجل إذا كان حراما.
و
في حديث آخر 22824 : إذا 22825 جامع الرّجل أهله و لم يسمّ شاركه الشّيطان.
وَ عِدْهُمْ : المواعيد الباطلة، كشفاعة الآلهة، و الاتكال على كرامة الآباء، و تأخير التّوبة لطول الأمل.
وَ ما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلَّا غُرُوراً (64): اعتراض 22826 لبيان مواعيده [الباطلة] 22827 . و «الغرور» تزيين الخطأ بما يوهم أنّه صواب.
إِنَّ عِبادِي ، يعني: المخلصين. و تعظيم الإضافة و التّقييد في قوله: إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ يخصّصهم.
لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ ، أي: على إغوائهم قدرة.
وَ كَفى بِرَبِّكَ وَكِيلًا (65): يتوكّلون عليه في الاستعاذة منك على الحقيقة.
و في تفسير العيّاشي 22828 : عن جعفر بن محمّد الخزاعيّ، عن أبيه قال: سمعت أبا عبد اللّه- عليه السّلام- يذكر في حديث غدير خمّ، أنّه لمّا قال النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- لعليّ- عليه السّلام- ما قال و أقامه للنّاس صرخ إبليس صرخة فاجتمعت [له العفاريت.
فقالوا: سيّدنا، ما هذه الصّرخة؟
فقال: ويلكم، يومكم كيوم عيسى، و اللّه، لأضلّنّ فيه الخلق.
قال: فنزل القرآن: وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ 22829 . قال: فصرخ إبليس صرخة فرجعت] 22830 إليه العفاريت.
فقالوا: يا سيّدنا، ما هذه الصّرخة الأخرى؟
فقال: ويحكم، حكى اللّه، و اللّه، كلامي قرآنا و أنزل عليه وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ .
ثمّ رفع رأسه إلى السّماء، ثمّ قال: و عزّتك و جلالك، لألحقنّ 22831 الفريق بالجميع.
قال: فقال النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله-: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ .
قال: فصرخ إبليس صرخة فرجعت إليه العفاريت.
فقالوا: يا سيّدنا، ما هذه الصّرخة الثّالثة؟
قال: و اللّه، من أصحاب عليّ، و لكن و عزتك و جلالك، لأزيننّ لهم المعاصي حتّى أبغضهم إليك.
قال: فقال أبو عبد اللّه- عليه السّلام-: و الّذي بعث محمّدا بالحقّ، للعفاريت و الأبالسة على المؤمن أكثر من الزّنابير على اللّحم، و المؤمن أشدّ من الجبل، و الجبل تدنو إليه 22832 بالفأس فتنحت منه و المؤمن لا يستقلّ على دينه.
عن عبد الرّحمن بن سالم 22833 في قول اللّه: إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ وَ كَفى بِرَبِّكَ وَكِيلًا قال: نزلت في عليّ بن أبي طالب- عليه السّلام-. و نحن نرجو أن تجري لمن أحبّ اللّه من عباده.
رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي ، أي: هو الّذي يجري.
لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ : الرّبح و هو 22834 أنواع الأمتعة الّتي لا تكون عندكم.
إِنَّهُ كانَ بِكُمْ رَحِيماً (66): حيث هيّأ لكم ما تحتاجون إليه، و سهل عليكم ما تعسّر من أسبابه.
وَ إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ : خوف الغرق.
ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ : ذهب عن خواطر كم كلّ من تدعونه في حوادثكم.
إِلَّا إِيَّاهُ : وحده، فإنّكم حينئذ لا يخطر ببالكم سواه فلا تدعون لكشفه إلّا
إيّاه. أو ضلّ كلّ من تعبدونه عن إغاثتكم إلّا اللّه.
و في كتاب التّوحيد 22835 : حدّثنا محمّد بن القاسم الجرجانيّ، المفسّر- رحمه اللّه- قال:
حدّثنا أبو يعقوب، يوسف بن محمّد بن زياد و أبو الحسن، عليّ بن محمّد بن سيّار، و كانا من الشّيعة الإماميّة، عن أبويهما، عن الحسن بن علي بن محمّد- عليه السّلام- في قول اللّه- عزّ و جلّ-: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فقال: الله هو الّذي يتألّه إليه عند الحوائج و الشّدائد كلّ مخلوق عند انقطاع الرّجاء من كلّ من هو دونه، و تقطع 22836 الأسباب عن جميع من سواه، يقول: بسم الله، أي: استعين على أمور كلّها باللّه الّذي، لا تحقّ العبادة إلّا له، المغيث إذا استغيث، و الجيب إذا دعي.
و هو ما قال رجل للصّادق- عليه السّلام-: يا ابن رسول اللّه، دلّني على اللّه ما هو، فقد كثر عليّ المجادلون و حيّروني؟
فقال له: يا عبد اللّه، هل ركبت سفينة قطّ؟
قال: نعم.
قال: فهل كسر بك حيث لا سفينة تنجيك و لا سباحة تغنيك؟
قال: نعم.
قال: فهل تعلّق قلبك هنا لك أنّ شيئا من الأشياء قادر على أن يخلّصك من ورطتك؟
قال: نعم.
قال الصّادق- عليه السّلام-: فذلك الشّيء هو اللّه، القادر على الإنجاء حيث لا منجي، و على الإغاثة حيث لا مغيث.
و الحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.
فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ : عن التّوحيد. 22837
قيل 22838 : اتّسعتم في كفران النّعمة، كقول ذي الرّمّة:
عطاء فتى تمكن في المعالي
فأعرض في المكارم و استطالا
وَ كانَ الْإِنْسانُ كَفُوراً (67)، كالتّعليل للإعراض.
أَ فَأَمِنْتُمْ «الهمزة» فيه للإنكار، و «الفاء» للعطف على محذوف، تقديره: أ نجوتم فأمنتم فحملكم ذلك على الإعراض، فإنّ من قدر أن يهلككم في [البحر بالغرق قادر 22839 أن يهلككم في] 22840 البرّ بالخسف و غيره.
أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جانِبَ الْبَرِّ : أن يقلبه اللّه و أنتم عليه. أو يقلبه بسببكم، «فبكم» حال 22841 ، أو صلة «ليخسف».
و قرأ 22842 ابن كثير و أبو عمرو، بالنّون، فيه و في الأربعة الّتي بعده.
و في ذكر الجانب تنبيه على أنّهم كلّما و صلوا السّاحل كفروا و أعرضوا، و أنّ الجوانب و الجهات في قدرته سواء، لا معقل 22843 يؤمن فيه من أسباب الهلاك.
أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصِباً : ريحا تحصب: أي: ترمي بالحصباء.
ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا (68): يحفظكم من ذلك، فإنّه لا رادّ لفعله.
أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ : في البحر.
تارَةً أُخْرى : بخلق دواع تلجئكم إلى أن ترجعوا فتركبوه.
فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قاصِفاً مِنَ الرِّيحِ ، أي: لا تمرّ بشيء إلّا قصفته، أي:
كسرته.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 22844 : و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر- عليه السّلام- في قوله: قاصِفاً مِنَ الرِّيحِ قال: هي العاصف.
و عن يعقوب 22845 ، بالتّاء، على إسناده إلى ضمير الرّيح.
بِما كَفَرْتُمْ : بسبب إشراككم، أو كفرانكم نعمة الإنجاء.
ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنا بِهِ تَبِيعاً (69): مطالبا يتبعنا بانتصار أو صرف.
وَ لَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ : بحسن الصّورة، و المزاج الأعدل، و اعتدال القامة،
و التّمييز بالعقل، و الإفهام بالنّطق، و الإشارة و الخطّ، و التّهدّي إلى أسباب المعاش و المعاد، و التّسلّط على ما في الأرض، و التّمكّن من الصّناعات، و انسياق الأسباب و المسبّبات العلويّة و السّفليّة إلى ما يعود عليهم 22846 بالمنافع، إلى غير ذلك ممّا يقف الحصر دون إحصائه، و من ذلك ما ذكره ابن عباس عنه 22847 : و هو أنّ كلّ 22848 حيوان يتناول طعامه بفيه إلّا الإنسان، فإنّه يرفعه إليه بيده.
وَ حَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ : على الدّوابّ و السّفن، من حملته حملا: إذا جعلت له ما يركبه. أو حملناهم فيهما حتّى لم تخسف 22849 بهم الأرض، و لم يغرقهم الماء.
وَ رَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ : المستلذّات، ممّا يحصل بفعلهم و بغير فعلهم.
وَ فَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلًا (70): بالغلبة و الاستيلاء، أو بالشّرف و الكرامة.
[، و المستثنى جنس الملائكة- عليهم الصلاة و السلام- أو الخواص منهم، و لا يلزم من عدم تفضيل الجنس عدم تفضيل بعض أفراده.] 22850 .
و يجوز تفضيل الجنس باعتبار تفضيل بعض أفراده.
و في أمالي شيخ الطّائفة 22851 - قدّس سرّه- بإسناده إلى زيد بن عليّ- عليه السّلام-:
عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- في قوله- تعالى-: وَ لَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ يقول: فضّلنا بني آدم على سائر الخلق.
وَ حَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ يقول: على الرّطب و اليابس.
وَ رَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ يقول: من طيّبات الثّمار كلّها.
وَ فَضَّلْناهُمْ يقول: ليس من دابّة و لا طائر إلّا و هي تأكل و تشرب بفيها، و لا ترفع بيدها إلى فيها طعاما و لا شرابا غير ابن آدم، فإنّه يرفع إلى فيه بيده طعامه، فهذا من التّفضيل.