کتابخانه روایات شیعه
ثمّ قال: إنّي أدعو اللّه- عزّ و جلّ- باسمه العظيم، الّذي دعا به 7821 آصف حتّى جاء بسرير بلقيس و وضعه بين يدي سليمان- عليه السّلام- قبل ارتداد طرفه إليه حتّى يجمع بيني و بين ابني عليّ بالمدينة.
قال المسيّب: فسمعته- عليه السّلام- يدعو ففقدته عن مصلّاه فلم أزل قائما على قدمي حتّى رأيته قد عاد إلى مكانه و أعاد الحديد إلى رجليه 7822 ، فخررت للّه ساجدا لوجهي شكرا على ما أنعم به عليّ من معرفته.
و الحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.
و في أصول الكافي 7823 : محمّد بن يحيى، عن أحمد بن أبي زاهر، عن الخشّاب، عن عليّ بن حسّان، عن عبد الرّحمن بن كثير، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ .
قال: ففرج أبو عبد اللّه- عليه السّلام- بين أصابعه فوضعها في صدره، ثمّ قال:
و عندنا، و اللّه، علم الكتاب كلّه.
محمّد بن يحيى 7824 و غيره، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن محمّد بن الفضيل قال: أخبرني شريس 7825 الوابشيّ، عن جابر، عن أبي جعفر- عليه السّلام- قال: إنّ اسم اللّه الأعظم على ثلاث و سبعين حرفا، و إنّما كان عند آصف منها حرف واحد فتكلّم به فخسف به الأرض 7826 ما بينه و بين سرير بلقيس حتّى تناول السّرير بيده ثمّ عادت الأرض، كما كانت، أسرع من طرفة عين، و عندنا نحن 7827 من الاسم الأعظم اثنان و سبعون حرفا، و حرف عند اللّه- تبارك و تعالى- استأثر به في علم الغيب عنده، و لا حول و لا قوّة إلّا باللّه العليّ العظيم.
الحسين بن محمّد الأشعريّ 7828 ، عن معلّى بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، عن عليّ بن محمّد النّوفليّ، عن أبي الحسن، صاحب العسكر- عليه السّلام- قال: سمعته يقول: اسم اللّه الأعظم على ثلاثة و سبعين حرفا، كان عند آصف حرف فتكلّم به فانخرقت له الأرض فيما بينه و بين سبأ فتناول عرش بلقيس حتّى صيّره إلى سليمان، ثمّ انبسطت
الأرض في أقلّ من طرفة عين، و عندنا منه اثنان و سبعون حرفا، و حرف عند اللّه مستأثر به في علم الغيب.
أحمد بن محمّد 7829 ، عن محمّد بن الحسن، عن عبّاد بن سليمان، عن محمّد بن سليمان، عن أبيه، عن سدير، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: يا سدير، ألم تقرأ القرآن؟
قلت: بلى.
قال: فهل وجدت فيما قرأت من كتاب اللّه- عزّ و جلّ-: قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ [أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ؟
قال: قلت: جعلت فداك، قد قرأته.] 7830 قال: فهل عرفت الرّجل، و هل علمت ما كان عنده علم 7831 من علم الكتاب؟
قال: قلت له: أخبرني به.
قال: قدر قطرة من الماء في البحر الأخضر، فما يكون ذلك من علم [الكتاب] 7832 .
قال: قلت: جعلت فداك، ما أقلّ هذا!
عليّ بن إبراهيم 7833 [و أحمد بن مهران، جميعا، عن محمّد بن عليّ، عن الحسن بن راشد، عن يعقوب بن جعفر قال: كنت عند أبي إبراهيم] 7834 - عليه السّلام- و أتاه رجل من أهل نجران اليمن من الرّهبان و معه راهبة، فاستأذن لهما الفضل بن سوار.
فقال له: إذا كان غدا فأت بهما عند بئر أمّ خير.
قال: فوافينا من الغد فوجدنا القوم قد وافوا، فأمر بخصفة 7835 بواري، ثمّ جلس و جلسوا، فبدأت الرّاهبة بالمسائل فسألت عن مسائل كثيرة كلّ ذلك يجيبها، و سألها أبو إبراهيم- عليه السّلام- عن أشياء لم يكن عندها فيه شيء، ثمّ أسلمت، ثمّ أقبل الرّاهب يسأله فكان يجيبه في كلّ ما يسأله.
فقال الرّاهب قد كنت قويّا على ديني، و ما خلّفت أحدا من النّصارى [في
الأرض] 7836 يبلغ [مبلغي في العلم،] 7837 و لقد سمعت برج في الهند إذا شاء حجّ إلى بيت المقدس في يوم و ليلة ثمّ يرجع إلى منزله بأرض الهند، فسألت عنه: بأيّ أرض هو؟ فقيل لي: إنّه بسيدان 7838 . و سألت الّذي أخبرني، فقال: هو علم الاسم الّذي ظفر به آصف، صاحب سليمان، لما أتى بعرش سبأ، و هو الّذي ذكره اللّه لكم في كتابكم، و لنا معشر الأديان في كتبنا.
فقال أبو إبراهيم- عليه السّلام-: فكم للّه من اسم لا يردّ 7839 ؟
فقال الرّاهب: الأسماء كثيرة، فامّا المحتوم منها الذي لا يردّ سائله فسبعة.
و الحديث طويل أخذت مه موضع الحاجة.
و في مجمع البيان 7840 : قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ذكر في ذلك وجوه.
... إلى قوله: الخامس، أنّ الأرض طويت له. و هو المرويّ عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام-.
و روى 7841 العيّاشيّ في تفسيره، بالإسناد قال: التقى موسى بن محمّد بن عليّ بن موسى و يحيى بن أكثم، فسأله 7842 [عن مسائل] 7843 .
قال: فدخلت على أخي، عليّ بن محمّد- عليهما السّلام- 7844 إذ دار بيني و بينه من المواعظ حتّى انتهيت إلى طاعته، فقلت له: جعلت فداك، إنّ ابن أكثم سألني عن مسائل أفتيه فيها.
فضحك، ثمّ قال: هل أفتيته فيها؟
قلت: لا.
قال: و لم؟
قلت: لم أعرفها.
[قال: و ما هي؟ قلت] 7845 :
قال: 7846 أخبرني عن سليمان أ كان محتاجا إلى علم آصف بن برخيا، ثمّ ذكرت المسائل الأخر.
قال: اكتب، يا أخي: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* ، سألت عن قول اللّه- تعالى- في كتابه: قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ. فهو آصف بن برخيا، و لم يعجز سليمان عن معونة ما عرفه 7847 آصف، لكنّه- صلوات اللّه عليه- أحبّ أن يعرّف 7848 [امّته] 7849 من الجنّ و الإنس أنّه الحجّة من بعده، و ذلك من علم سليمان أودعه آصف بأمر اللّه ففهّمه اللّه ذلك لئلّا يختلف في إمامته و دلالته، كما فهم سليمان في حياة داود، لتعرف إمامته و نبوّته من بعده لتأكيد الحجّة على الخلق.
و في الخرائج و الجرائح 7850 : روي أنّ خارجيّا اختصم مع آخر إلى عليّ- عليه السّلام- فحكم بينهما بحكم اللّه و رسوله.
فقال الخارجيّ: لا عدلت في القضيّة.
فقال- عليه السّلام- اخسأ، يا عدوّ اللّه. فاستحال كلبا و طارت ثيابه في الهواء، فجعل يبصبص 7851 و قد دمعت عيناه، فرقّ له- عليه السّلام- فدعا اللّه فأعاده إلى حال الإنسانيّة و تراجعت إليه ثيابه من الهواء.
فقال: آصف وصيّ سليمان قصّ اللّه عنه بقوله: قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ أيّهما أكبر على اللّه نبيّكم أم سليمان؟
فقيل: ما حاجتك إلى قتال معاوية إلى الأنصار؟
قال: إنّما أدعو على هؤلاء بثبوت الحجّة و كمال المحنة 7852 ، و لو أذن لي في الدّعاء لما تأخّر.
و بإسناده 7853 إلى أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: إنّ اللّه أوحى إلى رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- علم النّبيّين بأسره، و علّمه اللّه ما لم يعلّمهم، و أسرّه إلى
أمير المؤمنين- عليه السّلام-. فيكون عليّ أعلم أو بعض الأنبياء؟ و تلا قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ ثمّ فرق بين أصابعه و وضعها على صدره و قال: و عندنا، و اللّه، علم الكتاب.
فَلَمَّا رَآهُ : رأى العرش.
مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ : حاصلا 7854 بين يديه.
قالَ : تلقّيا [للنّعمة] 7855 بالشّكر على شاكلة المخلصين من عباد اللّه هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي تفضّل به عليّ من غير استحقاق.
و الإشارة إلى التّمكّن من إحضار العرش في مدّة ارتداد الطّرف من مسيرة شهرين بنفسه، أو غيره.
لِيَبْلُوَنِي أَ أَشْكُرُ : بأن أراه فضلا من اللّه بلا حول منّي و لا قوّة، و أقوم بحقّه.
أَمْ أَكْفُرُ : بأن أجد نفسي في البين 7856 ، أو أقصّر في أداء مواجبه. و محلّهما النّصب [على البدل من الياء.
وَ مَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ : لأنّه به يستجلب لها دوام النّعمة و مزيدها، و يحطّ عنها عب الواجب،] 7857 و يحفظها عن و صمة الكفران.
وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌ : عن شكره.
كَرِيمٌ (40): بالإنعام عليه ثانيا.
و في أصول الكافي 7858 : عليّ بن إبراهيم عن أبيه 7859 ، عن بكر بن صالح، عن القاسم بن يزيد 7860 ، عن أبي عمرو الزّبيريّ، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: الوجه الثّالث من الكفر كفر النّعم، و ذلك قوله- تعالى- يحكي قول سليمان: هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَ أَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَ مَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ.
و الحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 7861 : و قول سليمان- عليه السّلام-: لِيَبْلُوَنِي أَ أَشْكُرُ لما 7862 آتاني اللّه من الملك أَمْ أَكْفُرُ إذا رأيت من هو أدون 7863 منّي أفضل منّي علما، فعزم اللّه له على الشّكر.
قالَ نَكِّرُوا لَها عَرْشَها : بتغيير هيئته و شكله نَنْظُرْ جواب الأمر.
و قرئ 7864 ، بالرّفع، على الاستئناف.
أَ تَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ 7865 (41): إلى معرفته، أو الجواب الصّواب.
و قيل 7866 : إلى الإيمان باللّه و رسوله إذا رأت تقدّم عرشها، و قد خلّفته مغلّقة عليه الأبواب موكّلة عليه الحرّاس.
فَلَمَّا جاءَتْ قِيلَ أَ هكَذا عَرْشُكِ : تشبيها عليها زيادة في امتحان عقلها، إذ ذكرت عنده بسخافة العقل، قالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ و لم تقل: هو هو. لاحتمال أن يكون مثله، و ذلك من كمال عقلها.
وَ أُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِها وَ كُنَّا مُسْلِمِينَ (42):
قيل 7867 : إنّه من تتمّة كلامها، كأنّها 7868 ظنّت أنّه أراد بذلك اختبار عقلها و إظهار معجزة لها فقالت 7869 : أُوتِينَا الْعِلْمَ بكمال قدرة اللّه- تعالى- و صحّة نبوّتك قبل هذه الحالة. أو المعجزة بما تقدّم من الآيات.
و قيل 7870 : إنّه من كلام سليمان و قومه، و عطفوه على جوابها لما فيه من الدّلالة على إيمانها باللّه و رسوله حيث جوّزت أن يكون ذلك عرشها تجويزا غالبا، و إحضاره ثمّة 7871 من المعجزات الّتي لا يقدر عليها غير اللّه- تعالى- و لا تظهر إلّا على [يد] 7872
الأنبياء- عليهم السّلام-، أي: و أوتينا العلم باللّه و قدرته، و صحّة ما جاء به من عنده قبلها، و كنّا منقادين لحكمه، و لم نزل على دينه. و يكون غرضهم فيه، التّحدّث بما أنعم اللّه عليهم من التّقدم في ذلك شكرا له.
و في مهج الدّعوات 7873 ، في دعاء العلويّ المصريّ: إلهي، و أسألك باسمك الّذي دعاك به آصف بن برخيا على عرش ملكة سبأ فكان أقلّ من لحظ الطّرف حتّى كان مصورا بين يديه، فلمّا رأته قِيلَ أَ هكَذا عَرْشُكِ قالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ .
وَ صَدَّها ما كانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ ، أي: و صدّها عبادتها الشّمس عن التّقدّم إلى الإسلام. أو و صدّها اللّه عن عبادتها بالتّوفيق للإيمان. إِنَّها كانَتْ مِنْ قَوْمٍ كافِرِينَ (43) و قرئ 7874 ، بالفتح، على الإبدال من فاعل «صدّ» 7875 على الأوّل، أي: صدّها نشؤها بين أظهر الكفّار. أو التّعليل له.
قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ قيل 7876 : القصر.
و قيل 7877 : عرصة الدّار.
فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَ كَشَفَتْ عَنْ ساقَيْها نقل 7878 : أنّه أمر قبل قدومها ببناء 7879 قصر صحنه من زجاج أبيض و أجري من تحته الماء، و ألقي فيه حيوانات البحر، و وضع سريره في صدره فجلس عليه، فلمّا أبصرته ظنته 7880 ماء راكدا فكشفت عن ساقيها.
و قرئ 7881 ابن كثير 7882 : «سأقيها» بالهمزة، حملا على جمعه سؤوق و أسؤق.
قالَ إِنَّهُ إنّ ما تظنّينه ماء.