کتابخانه روایات شیعه
قال: لو كنت آمر أحدا يسجد لأحد أمرت المرأة أن تسجد لزوجها.
فقال جابر: فو اللّه، ما خرجت حتّى نزلت الآية الكريمة: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى .
قال 15140 : حدّثني عبيدة 15141 بن كثير قال: حدّثنا عليّ بن الحكم قال: أخبرنا شريك، عن إسحاق قال: [سألت] 15142 عمرو بن شعيب 15143 في قوله- تعالى-: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى .
قال: قرابته من أهل بيته.] 15144 .
و قال 15145 : حدّثنا الحسين بن سعيد قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن خلف العطّار قال:
حدّثنا الحسين الأشعريّ 15146 ، عن قيس بن الرّبيع، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس- رحمه اللّه- قال: لمّا نزلت: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى قلت: يا رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- من قرابتك الّذين افترض اللّه علينا مودّتهم؟
قال: عليّ و فاطمة و ولدهما، ثلاث مرّات يقولها.
و قال 15147 : حدّثنا جعفر بن محمّد الفزاريّ قال: حدّثنا عبّاد بن عبد اللّه بن حكيم 15148 قال: كنت عند جعفر بن محمّد- عليهما السّلام- فسأله رجل عن قول اللّه: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى .
قال نزعم إنّا قرابة ما بيننا و بينه، و تزعم قريش أنّها قرابة ما بينه و بينهم، و كيف يكون هذا و قد أنبأ اللّه أنّه معصوم.
و قال 15149 : حدّثنا عبد السّلام بن مالك قال: حدّثنا محمّد بن موسى بن أحمد قال:
حدّثنا محمّد بن الحارث الهاشميّ قال: حدّثنا الحكم بن سنان الباهليّ، عن أبي جريح، عن عطاء بن أبي رياح قال: قلت لفاطمة بنت الحسين 15150 : أخبريني، جعلت فداك، بحديث
أحدّث و أحتجّ به على النّاس.
قالت: نعم، أخبرني أبي أنّ النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- كان نازلا بالمدينة، و أنّ من أتاه من المهاجرين حرصوا أن 15151 يفرضوا لرسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- فريضة يستعين بها على من أتاه، فأتوا رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- و قالوا: قد رأينا ما ينوبك من النّوائب، و إنّا أتيناك لنفرض من أموالنا فريضة تستعين بها على من أتاك.
قال: فأطرق النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- طويلا، ثمّ رفع رأسه و قال: إنّي لم أؤمر أن آخذ منكم على ما جئتكم 15152 به شيئا، و انطلقوا فإنّي لم أؤمر بشيء، و إن أمرت به أعلمتكم.
قال فنزل جبرئيل فقال: يا محمّد، إنّ ربّك قد سمع مقالة قومك و ما عرضوا عليك، و قد أنزل اللّه عليهم فريضة قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى . فخرجوا و هم يقولون: ما أراد رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- إلّا أن يذلّ له الأشياء و يخضع له الرّقاب ما دامت السّموات و الأرض 15153 و لبني عبد المطّلب.
قال: فبعث النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- إلى عليّ بن أبي طالب- عليه السّلام- أن اصعد المنبر و ادع النّاس إليك، ثمّ قل: يا أيّها النّاس، من انتقص 15154 أجيرا أجره، فليتبوّأ مقعده من النّار. [و من دعا إلى غير مواليه، فليتبوّأ مقعده من النّار.] 15155 و من انتفى 15156 من والديه فليتبوّأ مقعده من النّار.
فقام رجل و قال: يا أبا الحسن، ما لهنّ من تأويل؟
فقال: اللّه و رسوله أعلم. ثمّ أتى رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- فأخبره.
فقال النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله-: ويل لقريش من تأويلهنّ، ثلاث مرّات.
ثمّ قال: يا عليّ، انطلق فأخبرهم أنّي أنا الأجير الّذي أثبت اللّه مودّته 15157 من السّماء، أنا و أنت مولى المؤمنين، و أنا و أنت أبو المؤمنين.
ثمّ خرج رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- فقال: يا معشر قريش و المهاجرين
و الأنصار! فلمّا اجتمعوا قال: يا أيّها النّاس، إنّ عليّا أوّلكم ايمانا باللّه 15158 و أقومكم بأمر اللّه، و أوفاكم بعهد اللّه، و أعلمكم بالقضيّة، و أقسمكم بالسّويّة، و أرحمكم بالرّعيّة، و أفضلكم عند اللّه حرمة 15159 .
ثمّ قال: إنّ اللّه مثّل لي أمّتي في الطّين و علّمني أسماءهم، كما عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها ، ثمّ عرضهم فمرّ بي أصحاب الرّايات فاستغفرت لعليّ و شيعته و سألت ربّي 15160 أن يستقيم أمّتي على عليّ من بعدي، فأبى إلّا أن يضلّ من يشاء و يهدي من يشاء، ثمّ ابتدأني ربّي في عليّ بسبع خصال:
أمّا أولاهنّ فإنّه أوّل من ينشقّ عنه الأرض معي و لا فخر، و أمّا الثّانية فإنّه [يذود مبغضيه من الحوض، كما] 15161 يذود الرّعاة غريبة 15162 الإبل، و أمّا الثّالثة فإنّ من فقراء شيعة عليّ ليشفع في مثل ربيعة و مضر، و أمّا الرّابعة فإنّه أوّل من يقرع باب الجنّة معي و لا فخر، و أمّا الخامسة فإنّه يزوّج من الحور العين معي و لا فخر، و أمّا السّادسة فإنّه أوّل من يسكن في العلّيّين 15163 معي [و لا فخر] 15164 و أمّا السابعة فإنّه اوّل من يسقى من رحيق مختوم 15165 ختامه مسك، و في ذلك فليتنافس المتنافسون.
و قال 15166 : حدّثنا عبد السّلام قال: حدّثنا هارون بن أبي بردة قال: حدّثنا جعفر بن الحسن، عن يوسف، عن الحسين بن إسماعيل بن صيم 15167 الأسديّ، عن سعد بن طريف 15168 التّميميّ، عن الأصبغ بن نباتة قال: كنت جالسا عند أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب- عليه السّلام- في مسجد الكوفة، فأتاه رجل من بجيلة 15169 مكنّى 15170 بأبي خديجة، و معه ستّون رجلا من بجيلة 15171 ، فسلّم و سلّموا 15172 ، ثمّ جلس و جلسوا، ثمّ أنّ أبا خديجة قال:
يا أمير المؤمنين- عليه السّلام- أ عندك سرّ من سرّ رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- تحدّثنا به؟
قال: نعم، يا قنبر، ائتني بالكتابة. ففضّها فإذا في أسفلها سليفة مثل ذنب الفأرة، مكتوب فيها: « بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* » إنّ لعنة اللّه و ملائكته و النّاس أجمعين على من انتمى إلى غير مواليه، و لعنة اللّه و الملائكة و النّاس أجمعين على من أحدث في الإسلام حدثا أو آوى محدثا، و لعنة اللّه [و ملائكة و النّاس أجمعين] 15173 على من ظلم أميرا 15174 [أجره] 15175 ، و لعنة اللّه على من سرق منار الأرض و حدودها، يكلّف يوم القيامة أن يجيء بذلك من سبع سموات و سبع أرضين.
ثمّ التفت إلى النّاس فقال: و اللّه، لو كلّفت هذا دوابّ الأرض، ما أطاقته.
فقال أبو خديجة: و لكنّ أهل البيت موالي كلّ مسلم، فمن تولّى غير مواليه 15176 [فعليه مثل ذلك] 15177 .
فقال: ليست حيث ذهبت، يا أبا خديجة، ليس بالدّينار و لا بالدّينارين و لا بالدّرهم و لا بالدّرهمين، بل من ظلم رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- أجره في قرابته، [قال اللّه- تعالى-:] 15178 قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى . 15179 فمن ظلم رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- أجره في قرابته، فعليه لعنة اللّه و الملائكة و النّاس أجمعين.
و قال 15180 : حدّثنا محمّد بن أحمد بن عثمان بن ذليل قال: حدّثنا إبراهيم، يعني:
الصّينيّ، عن عبد اللّه بن حكيم [، عن سعيد] 15181 بن جبير أنّه قال: سألت عليّ بن الحسين- عليه السّلام- عن هذه الآية قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى .
قال: هي قرابتنا، أهل البيت، من محمّد- صلّى اللّه عليه و آله.
قال 15182 : حدّثنا محمّد بن أحمد قال: حدّثنا إبراهيم بن عبد اللّه بن حكيم، [عن حكيم] 15183 بن جبير، عن حبيب بن أبي ثابت أنّه أتى مسجد قباء فإذا فيه مشيخة من الأنصار، فحدّثوه أنّ عليّ بن الحسين بن عليّ- عليهم السّلام- أتاهم 15184 يصلّي في مسجد قباء فسلّموا عليه، ثمّ قالوا: إنّ كنتم سلّمتم إلينا فيما كان بينكم، نشهدكم، فإنّ مشيختنا حدّثونا أنّهم أتوا نبيّ اللّه في مرضه الّذي مات فيه فقالوا 15185 : يا نبيّ اللّه، قد أكرمنا اللّه و هدانا بك، و آمنّا و فضّلنا بك، فاقسم في أموالنا ما أحببت.
فقال لهم نبيّ اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى . [فأمرنا بمودّتكم.
قال 15186 : حدّثني عبيد بن كثير قال: حدّثنا الحسين بن نصر 15187 قال: حدّثنا أيّوب بن سليمان الفزاريّ قال: حدّثنا أيّوب بن عليّ بن الحسين بن سمط: سمعت أبي يقول:
سمعت عليّ بن أبي طالب- عليه السّلام- يقول: سمعت رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- يقول: لمّا نزلت هذه الآية قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ] 15188 قال جبرئيل- عليه السّلام-: يا محمّد- صلّى اللّه عليه و آله- إنّ لكلّ دين أصلا و دعامة و فرعا و بنيانا، و إنّ أصل الدّين و دعامته قول: لا إله إلّا اللّه، و إنّ فرعه و بنيانه محبّتكم أهل البيت- عليهم السّلام- و موالاتكم فيما وافق الحقّ و دعا إليه.
و قال 15189 : حدّثني عليّ بن محمّد بن عليّ بن عمر النّصريّ 15190 قال: حدّثنا القاسم بن أحمد، يعني: إسماعيل قال: حدّثنا جعفر، يعني: ابن عاصم، و نصر و عبد اللّه، يعني: ابن المغيرة، عن محمّد، يعني: ابن مروان، عن الكلبيّ 15191 ، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس في قوله- تعالى-: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى .
قال ابن عبّاس- رحمه اللّه-: إنّ رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- قدم المدينة، فكانت تنوبه فيها 15192 نوائب و حقوق و ليس في يديه سعة لذلك.
فقالت الأنصار: إنّ هذا الرّجل قد هدانا اللّه على يديه، و هو ابن أختكم، تنوبيه نوائب و حقوق و ليس في يديه لذلك سعة، فاجمعوا له من أموالكم مالا يضرّكم فتأتونه فيستعين به على ما ينوبه.
ففعلوا ثمّ أتوه، فقالوا: يا رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- إنّك من أختنا و قد هدانا اللّه على يديك، و تنوبك نوائب و حقوق و ليس عندك لها سعة، فرأينا أن نجمع من أموالنا فنأتيك به فتستعين به على ما 15193 ينوبك، و هوذا.
فأنزل اللّه هذه الآية: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى يقول: ألّا تؤذوني في قرابتي 15194 .
و قال 15195 : حدّثنا الحسين بن الحكم قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان، عن سلام بن أبي عمرو 15196 ، عن أبي 15197 هارون السّديّ 15198 ، عن محمّد بن بشر، عن محمّد بن الحنفيّة أنّه خرج إلى أصحابه ذات يوم و هم ينتظرون خروجه، فقال: تنجّزوا البشرى من اللّه، فو اللّه، ما من أحد يتنجّز البشرى من اللّه غيركم.
ثمّ قرأ هذه الآية: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى قال: نحن من أهل البيت قرابته، جعلنا اللّه منه و جعلكم اللّه منّا.
ثمّ قرأ هذه الآية 15199 : قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ الموت و دخول الجنّة و ظهور أمرنا، فيريكم 15200 اللّه ما تقرّبه أعينكم.
ثمّ قال: أما ترضون أنّ صلاتكم تقبل و صلاتهم لا تقبل، و حجّكم يقبل و حجّهم لا يقبل.
قالوا: لم 15201 ، يا أبا القاسم؟
قال: فإنّ ذلك لذلك 15202 .
و قال 15203 : حدّثنا جعفر بن أحمد بن يوسف قال: حدّثنا عليّ بن برزخ 15204 الخيّاط 15205 قال:
حدّثني عليّ بن حسّان، عن عمّه [محمّد] 15206 ، عبد الرّحمن بن كثير، عن أبي جعفر- عليه السّلام - في قوله- تعالى-: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى :
ثم إن جبرئيل أتاه فقال:
يا محمّد، إنّك قضيت 15207 نوبتك و أسلبتك أيّامك، فاجعل الاسم الأكبر و ميراث العلم و آثار علم النّبوّة عند عليّ- عليه السّلام- فإنّي لا أترك الأرض إلّا و فيها عالم يعرف به طاعتي، و يعرف به ولايتي، و يكون حجّة لمن ولد فيما يتربّص 15208 النّبيّ إلى خروج النّبيّ الآخر، فأوصى إليه بالاسم الأكبر و 15209 ميراث العلم و آثار علم النّبوّة، و أوصى إليه بألف باب يفتح لكلّ باب ألف 15210 و كلّ كلمة ألف كلمة، و مرض يوم الاثنين ثلاثة أيّام حتّى يؤلّف كتاب اللّه كي 15211 لا يزيد فيه الشّيطان شيئا 15212 و لا ينقص منه شيئا، فإنّك في ضدّ سنّة وصيّ سليمان- عليه السّلام. فلم يضع عليّ- عليه السّلام- رداءه على ظهره حتّى يضع ألف باب من القرآن، قلم يزد فيه الشيطان شيئا [و لم ينقص منه شيئا] 15213 .
وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً : و من يكتسب طاعة سيما حبّ آل الرّسول [الّذي به تقبل سائر الطاعات] 15214 .
نَزِدْ لَهُ فِيها : في الحسنة حُسْناً بمضاعفة الثّواب.
و قرئ 15215 : «يزد»، أي: يزد اللّه- تعالى- حسنا.
و في مجمع البيان 15216 : و صحّ عن الحسن بن عليّ- عليهما السّلام- أنّه خطب النّاس، فقال في خطبته: أنا من أهل البيت الّذين افترض اللّه مودّتهم على كلّ مسلم فقال: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً . فاقتراف الحسنة مودّتنا، أهل البيت.