کتابخانه روایات شیعه
و سئل عبد اللَّه بن مسعود 21999 : كان النّبيّ- صلّى اللَّه عليه و آله- يخطب قائما؟
فقال: أما تقرأ: وَ تَرَكُوكَ قائِماً ؟! و
في كتاب الخصال 22000 : فيما أوصى به النّبيّ- صلّى اللَّه عليه و آله- عليّا: يا عليّ، ثلاث يقسين القلب: استماع اللّهو، و طلب الصّيد، و إتيان باب السّلطان.
و
عن أبي الحسن الأوّل 22001 - عليه السّلام- قال: قال رسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه و آله-: أربع خصال يفسدن القلب و ينبتن النّفاق في القلب، كما ينبت الماء الشّجر:
استماع اللّهو. (الحديث)
عن زرارة بن أعين 22002 ، عن أبي جعفر- عليه السّلام- قال: لهو المؤمن في ثلاثة أشياء: التّمتّع بالنّساء، و مفاكهة الإخوان، و الصّلاة باللّيل.
و
في عيون الأخبار 22003 ، في باب ذكر أخلاق الرّضا- عليه السّلام- و وصف عبادته:
و كان يقرأ في سورة الجمعة: قُلْ ما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَ مِنَ التِّجارَةِ للذين اتقوا وَ اللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ .
و في شرح الآيات الباهرة 22004 [قال: محمّد بن العبّاس- رحمه اللَّه- حدّثنا] 22005 عن عبد العزيز بن يحيى، عن المغيرة بن محمّد، عن عبد الغفّار بن محمّد، عن قيس بن الرّبيع، عن حصين، عن 22006 سالم بن أبي الجعد، عن جابر بن عبد اللَّه قال: ورد المدينة عير فيها تجارة من الشّام، فضرب أهل المدينة بالدّفوف و فرحوا و ضجّوا، و دخلت و النّبيّ- صلّى الله عليه و آله- على المنبر يخطب يوم الجمعة، فخرج النّاس من المسجد و تركوا رسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه و آله- قائما، و لم يبق معه في المسجد إلّا اثنا عشر رجلا عليّ بن أبي طالب- عليه السّلام- منهم.
و
قال- أيضا- 22007 : حدّثنا 22008 أحمد 22009 بن القاسم، عن أحمد بن محمّد بن سيّار 22010 ، عن
محمّد بن خالد، عن [الحسن بن] 22011 سيف بن عميرة، عن عبد الكريم بن عمر 22012 ، عن جعفر الأحمر بن سيّار، عن أبي عبد اللَّه- عليه السّلام- [في قوله- عزّ و جلّ-: وَ إِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَ تَرَكُوكَ قائِماً قال: انفضّوا عنه إلّا عليّ بن أبي طالب- عليه السّلام-] 22013 فأنزل اللَّه: قُلْ ما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ (الآية).
سورة المنافقون
مدنيّة بالإجماع.
و آياتها إحدى عشرة آية.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
في كتاب ثواب الأعمال 22014 ، بإسناده: عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: من الواجب على كلّ مؤمن، إذا كان لنا شيعة، أن يقرأ في ليلة الجمعة بالجمعة و سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى و في صلاة الظّهر بالجمعة و المنافقين. فإذا فعل ذلك فكأنّما يعمل بعمل رسول اللّه، و كان جزاؤه و ثوابه على اللّه الجنّة.
و
في مجمع البيان 22015 : ابيّ بن كعب، عن النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- قال: من قرأ سورة المنافقين، بريء من النّفاق.
إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ [الشهادة] 22016 إخبار عن علم، من الشهود و هو: الحضور و الاطّلاع. و لذلك صدّق المشهود به و كذّبهم في الشّهادة يقوله 22017 : وَ اللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَ اللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ (1): لأنّهم لم يعتقدوا ذلك.
اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ : حلفهم الكاذب. أو شهادتهم هذه، فإنّها تجري مجرى الحلف في التّوكيد.
و قرئ 22018 : «إيمانهم».
جُنَّةً : وقاية عن القتل و السّبي.
فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ : صدّا، أو صدودا.
إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (2): من نفاقهم و صدّهم.
ذلِكَ : إشارة إلى الكلام المتقدّم، أي: ذلك القول الشّاهد على سوء أعمالهم، أو إلى الحال المذكورة من النّفاق و الكذب و الاستجنان بالأيمان.
بِأَنَّهُمْ آمَنُوا : بسبب أنّهم آمنوا ظاهرا. ثُمَّ كَفَرُوا : سرّا.
أو آمنوا إذا رأوا آية، ثمّ كفروا حيثما سمعوا من شياطينهم شبهة.
فَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ : حتّى تمرّنوا على الكفر و استحكموا فيه.
فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ (3): حقيقة الإيمان، و لا يعرفون صحّته.
و
في تفسير عليّ بن إبراهيم 22019 : إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَ اللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ 22020 قال: نزلت في غزوة المريسيع 22021 ، و هي غزوة بني المصطلق في سنة خمس من الهجرة، و كان رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- خرج إليها.
فلمّا رجع منها نزل على بئر، و كان الماء قليلا فيها، و كان أنس بن سيّار حليف الأنصار، و كان جهجاه بن سعيد الغفاريّ أجيرا لعمر بن الخطّاب، فاجتمعوا على البئر فتعلّق دلو [ابن] 22022 سيّار بدلو جهجهاه، فقال [ابن] 22023 سيّار: دلوي، و قال جهجاه:
دلوي.
فضرب جهجاه يده على وجه [ابن] 22024 سيّار فسال منه الدّم، فنادى [ابن] 22025
السّيّار بالخزرج، و نادى جهجاه بقريش، و أخذ النّاس السّلاح و كاد أن تقع الفتنة.
فسمع عبد اللّه بن أبيّ النّداء، فقال: ما هذا؟ فأخبروه بالخبر، فغضب غضبا شديدا ثمّ قال: قد كنت كارها لهذا المسير، إنّي لأذلّ العرب، ما ظننت أنّي أبقى إلى أن أسمع مثل هذا فلا يكون عندي تعيير.
ثمّ أقبل على أصحابه فقال: هذا عملكم، أنزلتموهم منازلكم، و واسيتموهم بأموالكم، و وقيتموهم بأنفسكم، و أبرزتم نحوركم للقتل، فارمل نساؤكم، و أيتم صبيانكم، و لو أخرجتموهم لكانوا عيالا على غيركم.
ثمّ قال: لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَ .
و كان في القوم زيد بن أرقم، و كان غلاما قد راهق، و كان رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- في ظلّ شجرة في وقت الهاجرة و عنده قوم من أصحابه من المهاجرين و الأنصار، فجاء زيد فأخبره بما قال عبد اللّه بن أبيّ.
فقال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-: لعلّك و همت، يا غلام؟
فقال: لا، و اللّه، ما و همت.
فقال: و لعلّك غضبت عليه؟
قال: لا، و اللّه، ما غضبت عليه.
قال: فلعلّه سفّه عليك؟
فقال: لا، و اللّه.
فقال: رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- لشقران مولاه: احدج. فأحدج 22026 راحلة رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- و ركب.
و تسامع النّاس بذلك، فقالوا: ما كان رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- ليرحل في مثل هذا الوقت.
فرحل النّاس، و لحقه سعد بن عبادة فقال: السلام عليك، يا رسول اللّه، و رحمة اللّه و بركاته.
فقال: و عليك السّلام.
فقال: ما كنت لترحل في مثل هذا الوقت 22027 ؟
فقال: أو ما سمعت قولا قال صاحبكم 22028 ؟
قال 22029 : و أيّ صاحب لنا غيرك، يا رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-؟
قال: عبد اللّه بن أبيّ، زعم أنه إن رجع إلى المدينة ليخرجنّ الأعزّ منها الأذلّ.
فقال: يا رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- أنت و أصحابك الأعزّ [و هو و أصحابه الأذلّ] 22030 .
فسار رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- يومه كلّه لا يكلّمه أحد، فأقبلت الخزرج على عبد اللّه بن ابيّ يعذلونه، فحلف أنّه لم يقل شيئا من ذلك، فقالوا: فقم بنا إلى رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- حتى تعتذر إليه. فلو عنقه.
فلمّا جنّ اللّيل، سار رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- ليله 22031 كلّه و النّهار، فلم ينزلوا إلّا للصّلاة.
فلمّا كان من الغد، نزل رسول اللّه و نزل أصحابه و قد أمرهم الأرض 22032 من السّهر الّذي أصابهم، فجاء عبد اللّه بن ابيّ إلى رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- فحلف عبد له أنّه لم يقل ذلك، و أنّه ليشهد أن لا إله إلّا اللّه و أنّك لرسول اللّه،- صلّى اللّه عليه و آله- و أنّ زيدا قد كذب عليّ. فقيل منه رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-.
و أقبلت الخزرج على زيد بن أرقم يشتمونه، و يقولون له: كذبت على عبد اللّه، سيدنا.