کتابخانه روایات شیعه
الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها : من الرّجال.
فَنَفَخْنا فِيهِ : في فرجها.
و قرئ 22656 : «فيها»، أي: في مريم، أو في الجملة 22657 .
مِنْ رُوحِنا ، أي: من روح خلقناه بلا توسّط أصل.
وَ صَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها : بصفحة المنزّلة، أو بما أوحي إلى أنبيائه.
وَ كُتُبِهِ : و ما كتِب في اللّوح. أو جنس الكتب المنزّلة، و يدلّ عليه قراءة البصريّين و حفص بالجمع.
و قرئ 22658 : بكلمة الله و كتابه، أي: بعيسى و الإنجيل.
وَ كانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ (12): من عداد المواظبين على الطّاعة.
و التّذكير للتّغليب، و الإشعار بأنّ طاعتها لم تقصر عن طاعة الرّجال الكاملين حتّى عدّت من جملتهم، أو من نسلهم فيكون «من» ابتدائيّة.
و
في من لا يحضره الفقيه 22659 : و دخل رسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه و آله- على خديجة و هي لما بها، فقال لها: بالرّغم منّا ما نرى بك، يا خديجة، فإذا قدمت على ضرائرك فأقرئيهنّ 22660 السّلام.
فقالت: من هنّ، يا رسول اللَّه؟
فقال: مريم بنت عمران، و كلثم اخت موسى، و آسية امرأة فرعون.
فقالت: بالرفاء 22661 يا رسول اللَّه.
و
في مجمع البيان 22662 : و جاءت الرّاوية، عن معاذ بن جبل قال: دخل رسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه و آله- على خديجة و هي تجود بنفسها، فقال: أكره ما نزل بك، يا خديجة، و قد جعل اللَّه في الكره خيرا كثيرا، فإذا قدمت على ضرائرك فأقرئيهنّ 22663 منّي السّلام.
قالت: يا رسول اللَّه، و من هنّ؟
قال: مريم بنت عمران، و آسية بنت مزاحم، [و كلثم أو حكيمة 22664 أخت موسى- شكّ الراوي.
فقالت: بالرفاء 22665 و البنين.
و
عن أبي موسى 22666 ، عن النّبيّ- صلّى اللَّه عليه و آله- قال: كمل من الرجال كثير، و لم يكمل من النساء إلّا أربع: آسية بنت مزاحم،] 22667 امرأة فرعون، و مريم بنت عمران، و خديجة بنت خويلد، و فاطمة بنت محمّد.
و
في كتاب الخصال 22668 : عن جابر بن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه و آله-: ثلاثة لم يكفروا بالوحي طرفة عين 22669 : مؤمن آل يس، و عليّ بن أبي طالب- عليه السّلام- و آسية، امرأة فرعون.
عن عليّ بن حمزة 22670 ، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال: خطّ عبد اللَّه- عليه السّلام- قال: أربع خطط في الأرض، و قال: أ تدرون ما هذا؟
قلنا: اللَّه و رسوله أعلم.
فقال رسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه و آله-: أفضل نساء أهل الجنّة خديجة بنت خويلد، و فاطمة بنت محمّد، و مريم بنت عمران، و آسية بنت مزاحم، امرأة فرعون.
و
في كتاب المناقب 22671 لابن شهر آشوب: [في حلية الأولياء] 22672 قال النّبيّ- صلّى اللَّه عليه و آله-: إنّ فاطمة أحصنت فرجها، فرّحم اللَّه ذرّيّتها على النّار.
قال ابن مندة 22673 : خاصّ الحسن و الحسين.
و يقال: أي: من ولدته بنفسها. و هو المرويّ عن عليّ بن موسى- عليه السّلام-.
و الاولى كلّ مؤمن منهم.
و
فيه 22674 : قال النّبيّ- صلّى اللَّه عليه و آله-: إنّ فاطمة أحصنت فرجها، فحرّمها اللَّه
و ذرّيّتها على النّار.
و
في شرح الآيات الباهرة 22675 ، بالإسناد المتقدّم: عن أبي عبد اللَّه- عليه السّلام- أنّه قال: وَ مَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها هذا مثل ضربه اللَّه لفاطمة- عليها السّلام-.
و قال: إنّ فاطمة أحصنت فرجها، فحرّم اللَّه ذرّيّتها على النّار.
و
يؤيّده: ما رواه محمّد بن العبّاس 22676 ، عن أحمد بن القاسم، عن أحمد بن محمّد السّياري، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد اللَّه- عليه السّلام- في قوله: وَ مَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها قال: هذا مثل ضربه اللَّه لفاطمة- عليها السّلام- بنت محمّد [- صلّى اللَّه عليه و آله و على أهل بيته و سلّم تسليما-] 22677 .
سورة الملك
و تسمّى المنجية و الواقية، [لأنّها تنجي صاحبها من عذاب القبر] 22678 و هي مكّيّة.
و آياتها إحدى و ثلاثون [أو ثلاثون آية] 22679 .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
في كتاب ثواب الأعمال 22680 ، بإسناده: عن أبي عبد اللَّه- عليه السّلام- قال: من قرأ تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ في المكتوبة قبل أن ينام، لم يزل في أمان اللَّه حتّى يصبح، و في أمانه يوم القيامة حتّى يدخل الجنّة.
و
في مجمع البيان 22681 : ابيّ بن كعب، عن النّبيّ- صلّى اللَّه عليه و آله- قال: من قرأ سورة تبارك، فكأنّما أحيى ليلة القدر.
و
عن ابن عبّاس 22682 قال: قال رسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه و آله-: وددت أن تبارك [الذي بيده] 22683 الملك في قلب كلّ مؤمن.
و
روى ليث بن أبي الزّبير 22684 ، عن جابر قال: كان رسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه و آله- لا ينام حتّى يقرأ الم تَنْزِيلُ و تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ .
و
عن أبي هريرة 22685 ، أنّ رسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه و آله- قال: إنّ سورة من كتاب اللَّه ما هي إلّا ثلاثون آية شفعت لرجل فأخرجته يوم القيامة من النّار و أدخلته الجنّة، و هي سورة تبارك.
و
في أصول الكافي 22686 : عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، و محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، جميعا، عن ابن محبوب، عن جميل، عن سدير، عن أبي جعفر- عليه السّلام- قال: سورة الملك هي المانعة، تمنع من عذاب القبر، و هي مكتوبة في التّوراة: سورة الملك.
و من قرأها في ليلته 22687 فقد أكثر و أطاب، و لم يكتب من الغافلين. و إنّي لأركع بها بعد عشاء الآخرة و أنا جالس، و إنّ والدي كان يقرأها في يومه و ليلته.
و من قرأها، إذا دخل عليه [في القبر] 22688 ناكر و نكير من قبل رجليه، قالت رجلاه لهما: ليس لكما إلى ما قبلي سبيل، فقد كان هذا العبد يقوم عليّ فيقرأ سورة الملك في كلّ يوم و ليلته. و إذا أتياه من قبل جوفه قال لهما: ليس لكما إلى ما قبلي سبيل، قد كان هذا العبد او عاني سورة الملك. و إذا أتياه من قبل لسانه، قال لهما: ليس لكما إلى ما قبلي سبيل، قد كان هذا العبد يقرأ [بي] 22689 في كلّ يوم و ليلة سورة الملك.
تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ : بقبضة قدرته التّصرّف في الأمور كلّها.
وَ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَ الْحَياةَ : قدّر هما. أو أوجد الحياة و أزالها حسبما قدرّه.
و قدّم الموت لقوله: وَ كُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ، و لأنّه أدعى إلى حسن العمل.
و
في روضة الكافي 22690 : ابن محبوب، عن أبي جعفر الأحول، عن سلام بن المستنير، عن أبي جعفر- عليه السّلام- قال: إنّ اللَّه خلق الحياة قبل الموت.
و
في الكافي 22691 ، بإسناده إلى موسى بن بكر: عن زرارة، عن أبي جعفر- عليه السّلام- قال: الحياة و الموت خلقان من خلق اللَّه، فإذا جاء الموت فدخل في الإنسان أنّه
لم يدخل في شيء إلّا و خرجت منه الحياة.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 22692 : الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَ الْحَياةَ قال قدّرهما، و معناه: قدّر الحياة، ثمّ الموت.
و
في كتاب علل الشّرائع 22693 ، بإسناده إلى الحسن بن عليّ بن النّاصري 22694 : عن أبيه، عن محمّد بن عليّ، عن أبيه، الرّضا، عن أبيه، موسى بن جعفر- عليه السّلام- قال: قيل للصّادق- عليه السّلام-: صف لنا الموت.
قال: للمؤمن كأطيب ريح يشمّه فينعس لطيبه 22695 و ينقطع التّعب و الألم كلّه عنه، و للكافر كلسع الأفاعي و لدغ العقارب أو أشدّ.
قيل: فإنّ قوما يقولون: إنّه أصعب من نشر بالمناشير، و قرض بالمقاريض، و رضخ بالأحجار، و تدوير قطب 22696 الأرحية في الأحداق.
قال: كذلك على بعض الكافرين و الفاجرين باللَّه، ألا ترون منهم من يعاني 22697 تلك الشّدائد؟ فذلكم الّذي هو أشدّ من هذا، إلّا أنّ من عذاب الآخرة ما هو أشدّ من عذاب الدّنيا.
قيل: فما بالنا نرى كافرا يسهل عليه النّزع فينطفئ و هو يحدّث و يضحك و يتكلّم، [و في المؤمنين- أيضا- من يكون كذلك،] 22698 و في المؤمنين و الكافرين من يقاسي عند سكرات الموت هذه الشّدائد؟
فقال: ما كان من راحة للمؤمن هناك فهو عاجل ثوابه، و ما كان من شديدة فتمحيصه من ذنوبه ليرد الآخرة نقيّا نظيفا مستحقّا لثواب الأبد 22699 لا مانع له دونه، و ما كان من سهولة هناك على الكافر فليوف أجر حسناته في الدّنيا ليرد الآخرة و ليس له إلّا ما يوجب عليه العذاب، و ما كان من شدّة على الكافر هناك فهو ابتداء عذاب اللَّه بعد حسناته، ذلكم بأنّ اللَّه عدل لا يجوز.
و
في اعتقادات الإماميّة 22700 للصّدوق: قيل لعليّ بن الحسين- عليهما السّلام-: ما الموت؟
قال: للمؤمن كنزع ثياب وسخة قملة أو 22701 فكّ قيود و أغلال ثقيلة، و الاستبدال بأفخر الثّياب و أطيبها روائح و أوطأ 22702 المراكب و آنس المنازل، و للكافر 22703 كخلع ثياب فاخرة و النّقل عن منازل أنيسه، و الاستبدال بأوسخ الثّياب و أخشنها و أوحش المنازل و أعظم العذاب.
و
قيل لمحمّد بن عليّ الباقر- عليه السّلام-: ما الموت؟
قال: هو النّوم الّذي يأتيكم في كلّ ليلة، إلّا أنّه طويل مدته لا ينتبه منه إلى يوم القيامة.
لِيَبْلُوَكُمْ : ليعاملكم معاملة المختبر بالتّكليف، أيّها المكلّفون.
أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا : أصوبه و أخلصه. جملة واقعة موقع المفعول الثّاني لفعل البلوى المتضمّن معنى: العلم، و ليس هذا من باب التّعليق لأنّه يخلّ به وقوع الجملة خبرا فلا يعلّق الفعل عنها، بخلاف ما إذا وقعت موقع المفعولين 22704 .
و
في مجمع البيان 22705 : قال أبو قتادة: سألت النّبيّ- صلّى اللَّه عليه و آله- عن قوله:
أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ما عنى به؟
فقال: يقول: أيّكم أحسن عقلا.
ثمّ قال: أتمّكم عقلا، و أشدّكم للَّه خوفا، و أحسنكم فيما أمر اللَّه به و نهى عنه نظرا، و إن كان 22706 أقلّكم تطوّعا.
و