کتابخانه روایات شیعه
و قال 25349 - أيضا-: حدّثنا محمّد بن محمّد الواسطيّ، بإسناده إلى مجاهد ، في قوله:
إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا (الآية) قال: إنّ نفرا من قريش كانوا يقعدون بفناء الكعبة، فيتغامزون بأصحاب رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- و يسخرون منهم، فمرّ بهم يوما عليّ- عليه السّلام- في نفر من أصحاب رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- فضحكوا منهم و تغامزوا عليهم، و قالوا: هذا أخو 25350 محمّد. فأنزل اللّه: إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا (الآية).
فإذا كان يوم القيامة دخل عليّ- عليه السّلام- و من كان معه الجنّة، فأشرفوا على هؤلاء الكفّار و نظروا إليهم و سخروا منهم و ضحكوا، و ذلك قوله: فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ .
و قال 25351 - أيضا-: حدّثنا محمّد بن عيسى، عن يونس عن 25352 عبد الرّحمن بن مسلم 25353 ، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام - في قوله: إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (إلى آخر السّورة). نزلت في عليّ و في الّذين استهزؤوا به من بني أميّة، [و ذلك أنّ عليّا- عليه السّلام- مرّ على قوم من بني أميّة] 25354 و المنافقين فسخروا منه.
و أحسن ما قيل في هذا التّأويل:
ما رواه 25355 - أيضا-، عن محمّد بن القاسم [بإسناده عن أبيه] 25356 ، بإسناده، عن أبي حمزة الثّماليّ، عن عليّ بن الحسين- عليه السّلام- قال: إذا كان يوم القيامة أخرجت أريكتان من الجنّة فبسطتا على شفير جهنّم، ثمّ يجيء عليّ- عليه السّلام- حتّى يقعد عليها، فإذا قعد ضحك، [و إذا ضحك] 25357 انقلبت جهنّم فصار عاليها سافلها، ثمّ يخرجان فيوقفان بين يديه، فيقولان: يا أمير المؤمنين، يا وصيّ رسول اللّه، ألا ترحمنا؟! ألا تشفع لنا عند ربّك؟! قال: فيضحك منها، ثمّ يقوم فيدخل (و ترفع) 25358 الأريكتان و يعادان إلى
موضعهما، فذلك قوله: فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ .
سورة الانشقاق
مكّيّة.
و آيها خمس، أو ثلاث و عشرون آية.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
في كتاب ثواب الأعمال 25359 ، بإسناده إلى الحسين بن أبي العلا قال: سمعت أبا عبد اللّه- عليه السّلام- يقول: من قرأ هاتين السّورتين. و الحديث مذكور في أوّل إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ .
و في مجمع البيان 25360 : ابيّ بن كعب عن النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- قال: و من قرأ إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ أعاذه اللّه أن يعطيه كتابه وراء ظهره.
إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ (1)، أي: تصدّعت و انفرجت. و انشقاقها من علامات القيامة، و ذكر ذلك في مواضع من القرآن.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 25361 : إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ قال: يوم القيامة.
[و في مصباح شيخ الطائفة 25362 - قدّس سرّه-: و في دعاء مرويّ عن الصادق- عليه السّلام-: و أسألك باسمك الّذي وضعته على الجبال فنسفت و وضعته على السّماء فانشقّت] 25363 .
وَ أَذِنَتْ لِرَبِّها : و استمعت له، أي: انقادت لتأثير قدرته، حين أراد انشقاقها، انقياد المطواع الّذي يأذن للأمير و يذعن له.
و في جوامع الجامع 25364 : و الإذن الاستماع. قال 25365 عدي:
في سماع يأذن الشّيخ له
و حديث مثل ما ذيّ 25366 مشار 25367
و منه قوله- عليه السّلام-: ما أذن اللّه لشيء كإذنه لنبيّ يتغنّى بالقرآن.
وَ حُقَّتْ (2): و جعلت حقيقة بالاستماع و الانقياد. يقال: حقّ بكذا، فهو محقوق و حقيق.
وَ إِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (4): بسطت، بأن تزال جبالها و آكامها.
وَ أَلْقَتْ ما فِيها : ما في جوفها من الكنوز و الأموات.
و في مجمع البيان 25368 : روى أبو هريرة، عن النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- قال: تبدّل الأرض غير الأرض و السماوات، فيبسطها و يمدّها مدّ الأديم العكاظيّ، لا ترى فيها عوجا و لا أمتا.
وَ تَخَلَّتْ (4): و تكلّفت في الخلوّ أقصى جهدها، حتّى لم يبق شيء في باطنها.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 25369 : وَ إِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ، وَ أَلْقَتْ ما فِيها وَ تَخَلَّتْ قال: تمدّ الأرض فتنشقّ، فيخرج النّاس منها.
وَ أَذِنَتْ لِرَبِّها : في الإلقاء و التّخلّي.
وَ حُقَّتْ (5): للإذن.
و تكرير «إذا» لاستقلال كلّ من الجملتين بنوع من القدرة، و جوابه محذوف للتّهويل بالإبهام. أو الاكتفاء بما مرّ في سورة التّكوير و الانفطار. أو لدلالة قوله: يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ (6): عليه، و تقديره: لاقى الإنسان كدحه، أي: جهدا يؤثّر فيه، من كدحه: إذا خدشه.
أو فَمُلاقِيهِ 25370 ، و يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ [إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ ] 25371 اعتراض.
و الكدح إليه: السّعي إلى لقاء جزائه.
فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً (8): سهلا لا يناقش فيه.
و في كتاب معاني الأخبار 25372 : حدّثنا أبي- رحمه اللّه- قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن ابن سنان 25373 ، عن أبي جعفر- عليه السّلام- قال: قال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-: كلّ محاسب معذّب.
فقال له: قائل: يا رسول اللّه، فأين قول اللّه- عزّ و جلّ-: فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً ؟
قال: ذلك العرض، يعني: التّصفّح.
و في مجمع البيان 25374 : فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً يريد: أنّه لا يناقش في الحساب، و [لا] 25375 يواقف على ما عمل من الحسنات و ماله عليها من الثّواب، و ما حطّ عنه من الأوزار إمّا بالتّوبة أو بالعفو.
و قيل 25376 : الحساب اليسير التّجاوز عن السّيّئات و الإثابة على الحسنات. و من نوقش في الحساب عذّب، في خبر مرفوع.
و في رواية أخرى 25377 : يعرّف بعمله ثمّ يتجاوز عنه.
و في حديث آخر 25378 : ثلاث من كنّ فيه حاسبه اللّه حسابا يسيرا و أدخله الجنّة برحمته.
قالوا: و ما هي، يا رسول اللّه؟
قال: تعطي من حرمك، و تصل من قطعك، و تعفو عمّن ظلمك.
و في محاسن البرقيّ 25379 : عنه، عن الحسن بن عليّ بن يقطين، عن محمّد بن سنان،
عن أبي الجارود، عن أبي جعفر- عليه السّلام- قال: إنّما يداقّ اللّه العباد في الحساب يوم القيامة على قدر ما آتاهم من العقول في الدّنيا.
و في جوامع الجامع 25380 : حِساباً يَسِيراً ، أي: سهلا هيّنا لا يناقش فيه.
و روي 25381 ، أنّ الحساب اليسير هو الإثابة على الحسنات و التّجاوز عن السّيّئات.
و من نوقش في الحساب عذّب.
وَ يَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ مَسْرُوراً (9)، أي: عشيرته المؤمنين، أو فريق المؤمنين، أو أهله في الجنّة من الحور.
و في أصول الكافي 25382 : محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن سدير الصّيرفيّ قال: قال أبو عبد اللّه- عليه السّلام- في حديث طويل: إذا بعث اللّه- عزّ و جلّ- المؤمن من قبره خرج معه مثال يقدمه أمامه، كلّ ما رأى المؤمن هؤلا من أهوال يوم القيامة قال له المثال: لا تفزع و لا تحزن و أبشر بالسّرور و الكرامة من اللّه- جلّ و عزّ-. حتّى يقف بين يدي اللّه- جلّ و عزّ- فيحاسبه حسابا يسيرا و يأمر به إلى الجنّة و المثال أمامه.
فيقول له المؤمن: رحمك اللّه، نعم الخارج خرجت معي من قبري و ما زلت تبشّرني بالسّرور و الكرامة من ربّي حتّى رأيت ذلك، فيقول: من أنت؟
فيقول: أنا السّرور الّذي كنت أدخلته 25383 على أخيك المؤمن في الدّنيا، خلقني اللّه- جلّ و عزّ- منه لأبشّرك.