کتابخانه روایات شیعه
و أمّا قوله: إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى ، يعني: إنّ عليّا هو الهدى، و إنّ له الآخرة و الأولى.
فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى قال: هو القائم إذا قام بالغضب 26219 ، فيقتل من كلّ ألف تسعمائة و تسعة 26220 و تسعين.
لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى قال: هو عدوّ آل محمّد.
وَ سَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى قال: ذاك أمير المؤمنين- عليه السّلام- و شيعته.
و روي 26221 بإسناد متّصل إلى سليمان بن سماعة، عن عبد اللّه بن القاسم، عن سماعة بن مهران قال: قال أبو عبد اللّه- عليه السّلام-: وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَ النَّهارِ إِذا تَجَلَّى اللّه خَلَقَ الذَّكَرَ وَ الْأُنْثى و لعليّ الآخرة و الأولى.
و روى محمّد بن خالد البرقيّ 26222 ، عن يونس بن ظبيان، عن عليّ بن أبي حمزة، عن فيض بن مختار، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- أنّه قرأ: إن عليا للهدى و إن له الآخرة و الأولى.
عن محمّد بن أورمة 26223 ، عن الرّبيع بن بكر، عن يونس بن ظبيان قال: قرأ أبو عبد اللّه: و الليل إذا يغشى، و النهار إذا تجلى، الله خالق الزوجين الذكر و الأنثى، و لعلي الآخرة و الأولى.
إسماعيل بن مهران 26224 ، عن أيمن 26225 بن محرز، عن سماعة، [عن أبي بصير] 26226 عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: نزلت هذه الآية هكذا [و اللّه] 26227 الله خالق 26228 الزوجين الذكر و الأنثى، و لعلي الآخرة و الأولى.
و روى أحمد بن القاسم 26229 ، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أيمن بن محرز، عن سماعة، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- أنّه قال: فَأَمَّا مَنْ أَعْطى
الخمس وَ اتَّقى ولاية الطّواغيت وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنى بالولاية فَسَنُيَسِّرُهُ [لِلْيُسْرى فلا يريد شيئا من الخير إلّا تيسّر له وَ أَمَّا مَنْ بَخِلَ بالخمس وَ اسْتَغْنى برأيه عن أولياء اللّه وَ كَذَّبَ بِالْحُسْنى بالولاية فَسَنُيَسِّرُهُ] 26230 لِلْعُسْرى فلا يريد شيئا من الشّر إلّا تيسّر له.
و أمّا قوله: وَ سَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى قال رسول اللّه: و من تبعه.
و الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى قال: ذاك أمير المؤمنين- عليه السّلام- و هو قوله 26231 - تعالى-: وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ .
و قوله: وَ ما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى فهو رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- الّذي ليس لِأَحَدٍ عِنْدَهُ (مِنْ) 26232 نِعْمَةٍ تُجْزى و نعمته جارية على جميع الخلق- صلوات اللّه عليه و على أهل بيته و أولي الحقّ المبين- صلاة باقية إلى يوم الدّين.
سورة الضّحى
مكّيّة.
و آيها إحدى عشرة بالإجماع.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
في كتاب ثواب الأعمال 26233 ، بإسناده: عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: من أكثر قراءة و الشمس و الليل و الضحى (الحديث) و قد تقدّم في وَ الشَّمْسِ وَ ضُحاها .
و في مجمع البيان 26234 : أبيّ بن كعب، عن النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- قال: و من قرأها كان ممّن يرضاه اللّه، و لمحمّد- صلّى اللّه عليه و آله- أن يشفع له، و له عشر حسنات بعدد كلّ يتيم وسائل.
و روى العيّاشي 26235 ، بإسناده: عن المفضّل بن صالح، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: سمعته يقول: لا تجمع سورتين في ركعة واحدة إلّا الضحى و أ لم نشرح، و أ لم تر كيف و لإيلاف قريش.
و فيه 26236 : و روى أصحابنا أن الضحى و ألم نشرح سورة واحدة، لتعلّق إحداهما بالأخرى.
و في تهذيب الأحكام 26237 : الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن العلا، عن زيد الشّحّام قال: صلّى بنا أبو عبد اللّه- عليه السّلام- [الفجر] 26238 فقرأ: الضحى و أ لم نشرح في ركعة واحدة.
وَ الضُّحى (1).
قيل: 26239 و وقت ارتفاع الشّمس، و تخصيصه، لأنّ النّهار يقوى فيه. أو لأنّ فيه كلّم موسى ربّه، و ألقى السّحرة سجّدا. أو النّهار، و يؤيّده قوله 26240 : أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى في مقابلة «بياتا».
وَ اللَّيْلِ إِذا سَجى (2): سكن أهله، أو ركد ظلامه، من سجا البحر سجوا:
إذا سكنت أمواجه.
و تقديم «اللّيل» في السّورة المتقدّمة باعتبار الأصل، و تقديم «النّهار» هاهنا باعتبار الشّرف.
ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ : ما قطعك قطع المودّع.
و قرئ 26241 بالتّخفيف، بمعنى: ما تركك. و هو جواب القسم.
و في مجمع البيان 26242 : في الشّواذّ، عن النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله-: ما وَدَّعَكَ بالتّخفيف، و القراءة المشهورة بالتّشديد.
وَ ما قَلى (3): و ما أبغضك. و حذف المفعول استغناء بذكره من قبل، و مراعاة للفواصل. 26243
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 26244 : و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر- عليه السّلام - في قوله: ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَ ما قَلى و ذلك أنّ جبرئيل أبطأ على رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- و أنّه كانت أوّل سورة نزلت اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ، ثمّ أبطأ عليه، فقالت خديجة- رضي اللّه عنها-: لعلّ ربّك قد تركك فلا يرسل إليك. فأنزل اللّه- تبارك و تعالى-: ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَ ما قَلى .
و في مجمع البيان 26245 : و قيل: إنّ المسلمين قالوا: ما ينزل عليك الوحي، يا رسول اللّه.
قال: و كيف ينزل عليّ الوحي و أنتم لا تنقّون 26246 براجمكم 26247 ، و لا تقلّون أظفاركم.
و لمّا نزلت السّورة قال النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- لجبرئيل: ما جئت حتّى اشتقت إليك.
فقال جبرئيل: و أنا كنت أشدّ إليك شوقا، و لكنّي عبد مأمور و ما ننزل إلّا بأمر ربّك.
و في جوامع الجامع 26248 : و روي أنّ الوحي كان قد احتبس عنه أيّاما، فقال المشركون: إنّ محمّدا ودّعه ربّه و قلاه، فنزلت.
وَ لَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى (4): فإنّها باقية خالصة عن الشّوائب، و هذه فانية مشوبة بالمضارّ، كأنّه لمّا بيّن أنّه- تعالى- لا يزال يواصله بالوحي و الكرامة في الدّنيا، وعد له ما هو أعلى و أجلّ من ذلك 26249 في الآخرة. أو لنهاية أمرك خير من بدايته، فإنّه- صلّى اللّه عليه و آله- لا يزال يتصاعد في الرّفعة و الكمال.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 26250 : حدّثنا [جعفر بن أحمد قال: حدّثنا] 26251 عبد اللّه بن موسى، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، [عن أبيه] 26252 عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام - في قوله: وَ لَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى ، يعني: الكرّة هي الآخرة للنّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله-.
وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى (5): وعد شامل لما أعطاه اللّه من كمال النّفس و ظهور الأمر و إعلاء الدّين، و لما ادّخر له ممّا لا يعرف كنهه سواه.
و اللّام للابتداء، دخل الخبر بعد حذف المبتدأ، و التّقدير: و لأنت سوف يعطيك. لا للقسم، فإنّها لا تدخل على المضارع إلّا مع النّون المؤكّدة، و جمعها مع
«سوف» للدّلالة على أنّ العطاء كائن لا محال، و إن تأخّر لحكمة.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 26253 متّصلا بقوله: الآخرة للنّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله-: قلت: قوله: وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى .
قال: يعطيك من الجنّة حتّى ترضى.
و في كتاب المناقب لابن شهر آشوب 26254 : تفسير الثّعلبي، عن جعفر بن محمّد- عليهما السّلام-. و تفسير القشيريّ، عن جابر الأنصاريّ أنّه رأى النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- فاطمة- عليها السّلام- و عليها كساء من أجلّة الإبل 26255 و هي تطحن بيديها و ترضع ولدها، فدمعت عينا رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-.
فقال: يا بنتاه، تعجّلي مرارة الدّنيا بحلاوة الآخرة.
فقالت: يا رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- الحمد للّه على نعمائه و الشّكر للّه على آلائه. فأنزل اللّه «و لسوف يرضى» (الآية).
و في مجمع البيان 26256 ، عن الصّادق- عليه السّلام- قال: دخل رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- على فاطمة- عليها السّلام- و عليها كساء من ثلّة 26257 الإبل، و هي تطحن بيدها و ترضع ولدها، فدمعت عينا رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- لمّا أبصرها.
فقال: يا بنتاه، تعجّلي مرارة الدّنيا بحلاوة الآخرة، فقد أنزل اللّه عليّ وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى .
و قال الصّادق 26258 - عليه السّلام-: رضا جدّي أن لا يبقى في النّار موحّد.