کتابخانه روایات شیعه
التهبت نار المعدة. و لولا الماء، لما وجد 26449 لذّة الطعام [و الشّراب] 26450 .
عن أبي عبد اللّه 26451 - عليه السّلام- قال: بني الجسد على أربعة أشياء: على الرّوح و العقل و الدّم و النّفس. فإذا خرجت الروح، تبعهما العقل. و إذا رأت الرّوح شيئا، حفظه عليها العقل، و بقي الدّم 26452 و النفس] 26453 .
ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ (5).
قيل 26454 : بأن جعلناه من أهل النّار. أو إلى أسفل السافلين، و هو النّار.
و قيل 26455 : هو أرذل العمر.
و في كتاب المناقب 26456 لابن شهرآشوب، متّصلا بآخر ما نقلنا- أعني: «محمّد- صلّى اللّه عليه و آله-»-: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ قال: الأوّل. ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ ببغضه أمير المؤمنين.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 26457 : لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ قال:
نزلت في الأوّل 26458 ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ .
إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ : استثناء متّصل على المعنى الأوّل، و منقطع على الثّاني.
فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6): لا ينقطع، أو لا يمنّ به عليهم. و هو على الأوّل حكم مرتّب على الاستثناء مقرّر له.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 26459 : إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ قال: ذاك أمير المؤمنين- عليه السّلام-. فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ، أي: لا يمنّ عليهم به.
و في كتاب المناقب 26460 لابن شهر آشوب، [- متّصلا بآخر ما نقلناه من قوله: «ببغضه أمير المؤمنين»-: إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ عليّ بن أبي طالب- عليه
السّلام-] 26461 .
فَما يُكَذِّبُكَ ، أي: فأيّ شيء يكذّبك، يا محمّد، دلالة أو نطقا. بَعْدُ بِالدِّينِ (7): بالجزاء بعد ظهور هذه الدّلائل.
و قيل 26462 : «ما» 26463 بمعنى: من.
و قيل 26464 : الخطاب للإنسان على الالتفات، و المعنى: فما الّذي يحملك على هذا الكذب.
و في كتاب المناقب 26465 لابن شهرآشوب- متّصلا بقوله: «عليّ بن أبي طالب- عليه السّلام-»-: فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ ولاية علي بن أبي طالب- عليه السّلام-.
أَ لَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ (8): تحقيق لما سبق، و المعنى: أليس الّذي فعل ذلك من الخلق و الرّدّ بأحكم الحاكمين صنعا و تدبيرا، و من كان كذلك كان قادرا على الإعادة و الجزاء، على ما مرّ مرارا.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 26466 : ثمّ قال لنبيّه: فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ قال:
بأمير المؤمنين أَ لَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ .
و في مجمع البيان 26467 : و كان رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- إذا ختم هذه [السورة] 26468 قال: بلى، و أنا على ذلك من الشّاهدين.
و في عيون الأخبار 26469 ، في باب ذكر أخلاق الرّضا- عليه السّلام- و وصف عبادته: و إذا قرأ وَ التِّينِ وَ الزَّيْتُونِ قال عند الفراغ منها: بلى، و أنا على ذلك من الشّاهدين.
و في كتاب الخصال 26470 : فيما علّم أمير المؤمنين- عليه السّلام- أصحابه من الأربعمائة باب، ممّا يصلح للمسلم في دينه و دنياه: إذا قرأتم و التين فقولوا 26471 في آخرها: و نحن على ذلك من الشّاهدين.
و في شرح الآيات الباهرة 26472 : محمّد بن العبّاس- رحمه اللّه- رحمه اللّه- عن محمّد بن القاسم، عن محمّد بن زيد، عن إبراهيم بن محمّد بن سعيد، عن محمّد بن الفضيل قال: قلت لأبي الحسن الرضا- عليه السّلام-: أخبرني عن قول اللّه- عزّ و جلّ-: وَ التِّينِ وَ الزَّيْتُونِ (إلى آخر السّورة).
فقال: التّين و الزّيتون: الحسن و الحسين.
قلت: وَ طُورِ سِينِينَ .
قال: هو ليس طور سينين، و لكنّه طور سيناء.
قال: فقلت: و طور سيناء؟
فقال: نعم، هو أمير المؤمنين- عليه السّلام-.
قلت: وَ هذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ .
قال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- أمن النّاس به من النّار إذا أطاعوه.
قلت: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ .
قال ذاك: أبو فصيل حين أخذ اللّه ميثاقه له بالرّبوبيّة، و لمحمّد- صلّى اللّه عليه و آله- بالنّبوّة، و لأوصيائه بالولاية 26473 ، فاقرّ و قال: نعم، ألا ترى أنّه قال: ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ ، يعني: الدّرك الأسفل حين نكص و فعل بآل محمّد- صلوات اللّه عليهم- ما فعل. 26474
قال: قلت: إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ .
قال: و اللّه، هو أمير المؤمنين و شيعته. فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ .
قال: قلت: فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ .
قال: مهلا مهلا، لا تقل هكذا، هذا هو الكفر باللّه، لا و اللّه، ما كذب رسول اللّه باللّه طرفة عين.
قال: قلت: فكيف هي؟
قال: فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ [و الدّين] 26475 أمير المؤمنين- عليه السّلام-.
أَ لَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ .
سورة العلق
مكّيّة.
و آيها تسع عشرة أو عشرون.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
في كتاب ثواب الأعمال 26476 ، بإسناده: عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: من قرأ في يومه أو ليلته اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ثمّ مات في يومه أو ليلته، مات شهيدا، و بعثه اللّه شهيدا، و أحياه شهيدا، و كان كمن ضرب بسيفه في سبيل اللّه مع رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-.
[و روي 26477 عن عبد اللّه بن سنان، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام-] 26478 قال: العزائم الم تنزيل و حم السجدة و اقرأ باسم ربك و ما عداها في جميع القرآن مسنون ليس بمفروض.
و في كتاب الخصال 26479 : عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام-: إنّ العزائم اقرأ باسم ربك الذي خلق و النجم و تنزيل السجدة و حم السجدة.
و في عيون الأخبار 26480 ، بإسناده إلى الحسين بن خالد قال: قال الرّضا- عليه
السّلام-: سمعت أبي يحدّث، عن أبيه أنّ أوّل سورة نزلت بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ و آخر سورة نزلت 26481 : إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ .
و في أصول الكافي 26482 : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، و سهل بن زياد، عن منصور بن العبّاس، عن محمّد [بن الحسن] 26483 بن السّريّ، عن عمّه، عليّ بن السّريّ، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: أوّل ما نزل على رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ و آخره: إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ .
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 26484 : و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر- عليه السّلام-: و إنّه كانت أوّل سورة نزلت اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (الحديث).
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ، أي: اقرأ القرآن مفتتحا باسمه- تعالى-، أو مستعينا به.
الَّذِي خَلَقَ (1)، أي: الّذي له الخلق، أو الّذي خلق كلّ شيء، ثمّ أفرد ما هو أشرف و أظهر صنعا و تدبيرا، و أدلّ على وجوب العبادة المقصودة من القراءة، فقال: خَلَقَ الْإِنْسانَ . أو الّذي خلق الإنسان. فأبهم أوّلا ثمّ فسّر، تفخيما لخلقه و دلالة على عجيب فطرته.
مِنْ عَلَقٍ (2). جمعه 26485 ، لأنّ الإنسان في معنى الجمع. و لمّا كان أوّل الواجبات معرفة اللّه نزّل أوّلا ما يدلّ على وجوده و فرط قدرته و كمال حكمته.
اقْرَأْ : تكرير للمبالغة. أو الأوّل مطلق، و الثّاني للتّبليغ أو في الصّلاة. و لعلّه لمّا قيل له: اقرأ باسم ربّك، قال: ما أنا بقارئ، فقيل له: اقرأ.
وَ رَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3): الزّائد في الكرم على كلّ كريم، فإنّه ينعم بلا عوض و يحلم 26486 من غير تخوّف، بل هو الكريم وحده على الحقيقة.
الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4)، أي: الخطّ بالقلم 26487 ، و قد قرئ 26488 به، ليقيّد به العلم و يعلم به البعيد.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 26489 : قال عليّ بن إبراهيم: عَلَّمَ بِالْقَلَمِ قال: علّم الإنسان بالكتابة، الّتي بها تتمّ أمور الدّنيا في مشارق الأرض و مغاربها.
عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ (5): بخلق القوى و نصب الدّلائل و إنزال الآيات، فيعلّمك القراءة و إن لم تكن قارئا.
و قد عدّ- تعالى- مبدأ أمر الإنسان و منتهاه، إظهارا لما أنعم عليه، من أن نقله من أخسّ المراتب إلى أعلاها تقريرا لربوبيّته و تحقيقا لأكرميّته، و أشار أوّلا إلى ما يدلّ على معرفته عقلا، ثمّ نبّه على ما يدلّ عليها سمعا.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 26490 : حدّثنا أحمد بن محمّد الشّيباني قال: حدّثنا محمّد ابن أحمد قال: حدّثنا إسحاق بن محمّد قال: حدّثنا محمّد بن عليّ قال: حدّثنا عثمان بن يوسف، عن عبد اللّه بن كيسان، عن أبي جعفر- عليه السّلام- قال: نزل جبرئيل على محمّد فقال: يا محمّد، اقرأ.
قال: و ما أنا أقرأ 26491 ؟! قال: اقرأ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ، يعني: خلق نورك القديم 26492 قبل الأشياء. خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ ، يعني: خلقك من نطفة و شقّ منك عليّا. اقْرَأْ وَ رَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ، يعني: علّم عليّ بن أبي طالب- عليه السّلام-.
عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ ، يعني: علّم عليّا من الكتابة ما لم يعلم قبل ذلك.
كَلَّا : ردع لمن كفر بنعمة اللّه لطغيانه و إن لم يذكر لدلالة الكلام عليه.
إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى (7)، أي: رأى نفسه.
و «استغنى» مفعوله الثّاني، لأنّه بمعنى: علم، و لذلك جاز أن يكون فاعله و مفعوله ضميرين لواحد.
و قرأ 26493 قنبل، بقصر الهمزة.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 26494 : ثمّ قال: كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى قال: إنّ الإنسان إن استغنى يكفر و يطغى و ينكر.
إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى (8).
الخطاب للإنسان على الالتفات، تهديدا و تحذيرا من عاقبة الطّغيان.
و «الرّجعى» مصدر، كالبشرى.
أَ رَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى (9) عَبْداً إِذا صَلَّى (10).
قيل 26495 : نزلت في أبي جهل، قال: لو رأيت محمّدا ساجدا لوطأت عنقه، فجاءه ثمّ نكص على عقبيه.
فقيل له: مالك؟
فقال: إنّ بيني و بينه لخندقا من نار، و هولا، و أجنحة. فنزلت.
و لفظ «العبد» و تنكيره للمبالغة في تقبيح النّهي، و الدّلالة على كمال عبوديّة المنهيّ.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 26496 : قوله: أَ رَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى عَبْداً إِذا صَلَّى قال:
كان الوليد بن المغيرة ينهى النّاس عن الصّلاة و أن يطاع اللّه و رسوله، فقال: أَ رَأَيْتَ الَّذِي (الآية).
و في من لا يحضره الفقيه 26497 : روى عبد الواحد بن المختار الأنصاريّ، عن أبي جعفر- عليه السّلام- قال: سألته عن صلاة الضّحى.
فقال: أوّل من صلّاها قومك، إنّهم كانوا من الغافلين، فيصلّونها و لم يصلّها رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-.
و قال: إنّ عليّا- عليه السّلام- مرّ برجل و هو يصلّيها، فقال عليّ- عليه السّلام-:
ما هذه الصّلاة؟
قال: ادعها، يا أمير المؤمنين؟
فقال عليّ- عليه السّلام-: أكون أنهى عبدا إذا صلّى.
أَ رَأَيْتَ إِنْ كانَ عَلَى الْهُدى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوى (12).