کتابخانه روایات شیعه
لمن يدعّهم و يمنع عنهم الماعون. فالسّورة كالمقابلة للسّورة المتقدّمة. و قد فسّرت الصّلاة بصلاة العيد، و النّحر بالأضحيّة.
و في مجمع البيان 27402 : فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَ انْحَرْ .
عن عمر بن يزيد قال: سمعت أبا عبد اللّه يقول في قوله: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَ انْحَرْ : هو رفع يديك حذاء وجهك.
و روى 27403 عنه عبد اللّه بن سنان مثله.
و عن جميل 27404 قال: قلت لأبي عبد اللّه- عليه السّلام-: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَ انْحَرْ .
فقال بيده هكذا، يعني: استقبل بيديه حذو وجهه القبلة في افتتاح الصّلاة.
و روي 27405 عن مقاتل بن حيّان، عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين- عليه السّلام- قال: لمّا نزلت هذه السّورة، قال النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- لجبرئيل: ما هذه النّحيرة الّتي أمرني بها ربّي؟
قال: ليست بنحيرة، و لكن يأمرك إذا تحرّمت الصّلاة أن ترفع يديك إذا كبّرت و إذا ركعت و إذا رفعت رأسك من الرّكوع و إذا سجدت، فإنّه صلاتنا و صلاة الملائكة في السّموات السّبع. فإنّ لكلّ شيء زينة، و إنّ زينة الصّلاة رفع الأيدي عند 27406 كلّ تكبيرة.
قال النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله-: رفع الأيدي من الاستكانة.
قلت: و ما الاستكانة؟
قال ألا تقرأ هذه الآية فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَ ما يَتَضَرَّعُونَ . أورده الثّعلبيّ و الواحديّ في تفسيريهما 27407 .
و أمّا ما روي 27408 عن عليّ- عليه السّلام - «أنّ معناه: ضع يدك اليمنى على اليسرى حذاء النّحر في الصّلاة» فممّا لا يصّح عنه. لأنّ جميع عترته الطّاهرين قد رووه عنه بخلاف ذلك، و هو أنّ معناه: ارفع يديك إلى النّحر في الصّلاة.
و في الكافي 27409 : محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن حمّاد، عن حريز، عن
رجل، عن أبي جعفر- عليه السّلام- قال: قلت له: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَ انْحَرْ .
قال: النحر الاعتدال في القيام، أن يقيم صلبه و نحره.
و في عوالي اللّآلي 27410 : [و روى] 27411 مقاتل، عن حمّاد بن عثمان قال: سألت الصّادق- عليه السّلام-: ما النّحر؟
فرفع يديه إلى صدره، فقال: هكذا. ثمّ رفعهما فوق ذلك، فقال: هكذا حتّى استقبل بيديه القبلة في افتتاح 27412 الصّلاة.
إِنَّ شانِئَكَ : إنّ من أبغضك لبغضه اللّه 27413 .
هُوَ الْأَبْتَرُ (3): الّذي لا عقب له، إذ لا يبقى له نسل و لا حسن ذكر. و أمّا أنت فتبقى ذرّيّتك [و حسن صيتك] 27414 . و آثار فضلك إلى يوم القيامة، و لك في الآخرة [ما لا] 27415 يدخل تحت الوصف.
و في الاحتجاج للطّبرسي- رحمه اللّه- 27416 : عن الحسن بن عليّ- عليهما السّلام- حديث طويل. يقول فيه- عليه السّلام-: و أمّا أنت، يا عمرو بن العاص، الشّانئ اللّعين الأبتر. فإنّما أنت كلب أوّل أمرك. إنّ أمّك لبغيّة، و إنّك ولدت على فراش مشترك، فتحاكمت فيك رجال قريش، منهم أبو سفيان بن حرب 27417 و الوليد بن المغيرة و عثمان بن الحرث و النّضر بن الحرث بن كلدة 27418 و العاص بن وائل، كلّهم يزعم أنّك ابنه، فغلبهم عليك من بين قريش ألأمهم حسبا و أخبثهم نسبا 27419 و أعظمهم بغيّة، ثم قمت خطيب و قلت: أنا شانئ [محمد] 27420 . و قال العاص بن وائل: إنّ محمّدا رجل أبتر لا ولد له. فلو مات انقطع ذكره، فأنزل اللّه- تبارك و تعالى-: إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ . و كانت أمّك تمشي إلى عبد قيس لطلب 27421 البغية، تأتيهم في دورهم و رحالهم و بطون أوديتهم.
و في الخصال 27422 : فقال أبو ذرّ: أنا أحدّثكم بحديث سمعتموه، ألستم تشهدون أنّ رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- قال: شرّ الأوّلين و الآخرين اثنا عشر، ستّة من الأوّلين و ستّة من الآخرين- إلى أن قال-: و أمّا السّتّة من الآخرين: فالعجل و هو نعثل، و فرعون و هو معاوية، و هامات هذه الأمّة زياد، و قارونها و هو سعيد، و السّامريّ و هو أبو موسى، عبد اللّه بن قيس، لأنّه قال كما قال سامريّ قوم موسى: لا مساس، أي: لا قتال، و الأبتر و هو عمرو بن العاص.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 27423 : قال دخل رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- المسجد و فيه عمرو بن العاص و حكم بن [أبي] 27424 العاص، فقال عمرو: يا أبا الأبتر. و كان الرّجل في الجاهليّة إذا لم يكن له ولد سمّي أبتر. ثمّ قال عمرو: إنّي لأشنأ محمّدا، أي:
أبغضه. فأنزل اللّه على رسوله إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ، فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَ انْحَرْ، إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ، أي: مبغضك، عمرو بن العاص هو الأبتر، يعني: لا دين له و لا نسب.
سورة الكافرون
قيل 27425 : مكّيّة.
و قيل: مدنيّة.
و آيها ستّ بالإجماع.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
في ثواب الأعمال 27426 ، بإسناده: عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام-: من قرأ قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ . و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ في فريضة من الفرائض، غفر اللّه له و لوالديه و ما ولد. و إن كان شقيّا، محي من ديوان الأشقياء و اثبت في ديوان السّعداء، و أحياه اللّه سعيدا، و أماته شهيدا، و بعثه شهيدا.
و في مجمع البيان 27427 : في حديث أبي: من قرأ قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ كأنّما قرأ ربع القرآن، و تباعدت عنه مردة الشّياطين، و بريء من الشّرك، و تعافى من الفزع الأكبر.
و عن أنس بن مالك 27428 قال: سأل النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- رجلا من أصحابه، فقال:
يا فلان، هل تزوّجت؟
قال: لا، و ليس عندي ما أتزوّج به.
قال: أليس معك قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ؟
قال: بلى.
قال: ربع القرآن. قال: أليس معك قل يا أيها الكافرون؟
قال: بلى.
قال: ربع القرآن. [قال: أليس معك إذا زلزلت؟
قال: بلى.
قال: ربع القرآن.
ثمّ قال: تزوّج تزوّج] 27429 .
و عن جبير بن مطعم 27430 ، قال: قال لي 27431 رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-: أ تحبّ، يا جبير، [أن تكون] 27432 إذا خرجت في سفر من أمثل 27433 أصحابك هيبة 27434 و أكثرهم زادا؟
قلت: نعم، بأبي أنت و أمّي يا رسول اللّه.
قال: فاقرأ هذه السّور الخمس: قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ و إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ . و افتتح قراءتك ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ .
قال جبير: و كنت غير كثير المال، و كنت أخرج مع من شاء اللّه أن أخرج، فأكون أكثرهم همّة و أمثلهم 27435 زادا حتّى أرجع من سفري ذلك.
و عن فروة بن نوفل الأشجعي 27436 ، عن أبيه، أنّه أتى النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- فقال: جئت، يا رسول اللّه،- صلّى اللّه عليه و آله- لتعلّمني شيئا أقول عند منامي.
قال: إذا أخذت مضجعك فاقرأ قل يا أيها الكافرون ثمّ نم على خاتمتها، فإنّها براءة من الشّرك.
شعيب الحدّاد 27437 ، عن أبي عبد اللّه [- عليه السّلام-] 27438 قال: كان أبي يقول: قل
يا أيها الكافرون ربع القرآن. و كان إذا فرغ منها قال: أعبد اللّه وحده 27439 .
و في عيون الأخبار 27440 ، في باب ما جاء عن الرّضا من الأخبار المجموعة، و بهذا الإسناد قال: قال عليّ- عليه السّلام-: صلّى بنا رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- صلاة السّفر، فقرأ في الأولى قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ و في الأخرى قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ .
ثمّ قال: قرأت لكم ثلث القرآن و ربعه.
و في باب ذكر أخلاق الرّضا- عليه السّلام- و وصف عبادته 27441 : و كان إذا قرأ قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ [قال في نفسه سرا: يا أيها الكافرون] 27442 فإذا فرغ منها قال: ربّي اللّه و ديني الإسلام، ثلاثا.
و في الكافي 27443 : أبو عليّ الأشعريّ، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن صفوان بن يحيى، عن يعقوب بن شعيب، [عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام-] 27444 قال: كان أبي [- صلوات اللّه عليه-] 27445 يقول: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثلث القرآن. و قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ ربع القرآن.
عدّة من أصحابنا 27446 ، عن سهل بن زياد، عن إسماعيل بن مهران، عن صفوان بن يحيى، عن عبد اللّه بن سنان، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- أنّه قال: من قرأ إذا آوى إلى فراشه قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ كتب اللّه له براءة من الشّرك.
و في الكافي 27447 : عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد اللّه بن المغيرة قال: حدّثني معاذ بن مسلم، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- أنّه قال: لا تدع أن تقرأ ب قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ و قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ في سبع مواطن: في الرّكعتين قبل الفجر، و ركعتي الزّوال، و الرّكعتين بعد المغرب، و ركعتين من أوّل صلاة اللّيل، و ركعتي الإحرام، و الفجر إذا أصبحت بها، [و ركعتي الطّواف] 27448 .
و في رواية أخرى 27449 : أنّه يبدأ في هذا كلّه ب قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ و في الرّكعة الثّانية
ب قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ . إلّا في الرّكعتين قبل الفجر، فإنّه يبدأ ب قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ ثمّ يقرأ في الرّكعة الثّانية ب قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ .
الحسين بن محمّد 27450 ، عن عبد اللّه بن عامر، عن عليّ بن مهزيار، عن فضالة بن أيّوب، عن الحسين بن عثمان 27451 ، عن عمرو بن أبي نصر قال: قلت لأبي عبد اللّه- عليه السّلام-: الرّجل يقوم في الصّلاة فيريد أن يقرأ سورة، فيقرأ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ و قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ .
فقال: يرجع من كلّ سورة إلّا من قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ و [من] 27452 قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ .
عليّ بن إبراهيم 27453 ، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن درّاج، عن بعض أصحابنا قال: قال أحدهما- عليهما السّلام-: يصلّي الرّجل ركعتي الطّواف طواف الفريضة و النّافلة ب قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ و قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ .
و في من لا يحضره الفقيه 27454 : و روي عن عمر بن يزيد أنّه قال: شكوت إلى أبي عبد اللّه- عليه السّلام- السّهو في المغرب.
فقال: صلّها ب قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ و قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ .
ففعلت، فذهب عنّي.
روى عبد اللّه بن سنان 27455 ، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال له: اقرأ [ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ] 27456 و قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ عند منامك، فإنّها براءة من الشّرك [و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ نسبة الربّ- عزّ و جلّ-] 27457 .
قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ (1)، يعني: كفرة مخصوصين، قد علم اللّه منهم أنّهم لا يؤمنون.