کتابخانه روایات شیعه
عن عليّ بن أبي طالب- عليهم السّلام- قال: قال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-: كاد الحسد أن يسبق القدر.
و في الخصال 28087 : عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: قال لقمان لابنه: يا بنيّ، لكلّ شيء علامة يعرف بها و يشهد عليها- إلى قوله- و للحاسد ثلاث علامات: يغتاب إذا غاب، و يتملّق إذا شهد، و يشمت بالمصيبة.
و عن الحارثيّ 28088 ، عن أبي عبد اللّه 28089 - عليه السّلام- قال: لا يؤمن رجل فيه الشّحّ و الحسد و الجبن، و لا يكون المؤمن جبانا و لا حريصا و لا شحيحا.
عن سالم 28090 ، عن أبيه قال: قال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-: لا حسد إلّا في اثنتين: رجل آتاه اللّه مالا فهو ينفق منه أناء اللّيل و أطراف النّهار، رجل آتاه اللّه القرآن فهو يقوم أناء اللّيل و أناء النّهار.
عن سماعة 28091 ، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- أنّه 28092 قال: يا سماعة، لا ينفكّ المؤمن من خصال أربع 28093 : من جار يؤذيه، و شيطان يغويه، و منافق يقفو أثره، و مؤمن يحسده.
ثمّ قال: يا سماعة، أما إنّه أشدّهم عليه.
قلت: كيف ذلك؟
قال: إنّه يقول فيه القول، فيصدّق عليه.
و بإسناده 28094 إلى حريز بن عبد اللّه: [عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام-] 28095 قال: قال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-: رفع عن أمّتي تسعة أشياء- الخطأ و النسيان، و ما أكرهوا عليه، و ما لا يطيقون، و ما لا يعلمون، و ما اضطرّوا إليه و الحسد، و الطير، و التفكّر، و الوسوسة في الخلق ما لن ينطق بشفة 28096 . 28097
و بإسناده 28098 إلى [محمّد بن أحمد بن يحيى بن] 28099 عمران الأشعريّ، بإسناده يرفعه إلى أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: ثلاثة لم يعر منها 28100 نبيّ فمن دونه: الطّيرة و الحسد و التّفكّر في الوسوسة في الخلق.
عن زيد بن عليّ 28101 ، [عن آبائه] 28102 ، عن عليّ- عليه السّلام- قال: شكوت إلى رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- حسد من يحسدني.
فقال: يا عليّ، أما ترضى أنّ أوّل أربعة يدخلون الجنّة: أنا، و أنت، و ذرارينا خلف ظهورنا، و شيعتنا عن أيماننا و شمائلنا؟
و في صحيفة الرّضا- عليه السّلام- 28103 و بإسناده قال: حدّثني عليّ بن الحسين- عليهما السّلام- قال: أخذنا ثلاثة عن ثلاثة: أخذنا الصّبر عن أيّوب، و الشّكر عن نوح، و الحسد عن بني يعقوب.
و في روضة الكافي 28104 : عليّ، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، [عن أبي] 28105 مالك الحضرميّ 28106 ، عن حمزة بن حمران، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: ثلاثة لم ينج منها نبيّ فمن دونه: التّفكر في الوسوسة في الخلق و الطّيرة و الحسد، إلّا أنّ المؤمن لا يستعمل حسده.
سورة النّاس
مختلف فيها. و آيها ستّ.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
في ثواب الأعمال 28107 ، بإسناده: عن أبي جعفر- عليه السّلام- قال: من أوتر بالمعوذّتين و قُلْ هُوَ اللَّهُ قيل: يا عبد اللّه، أبشر فقد قبل اللّه وترك.
و في مجمع البيان 28108 : الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا جعفر- عليه السّلام- يقول: إنّ رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- اشتكى شكوة 28109 شديدة و وجع وجعا شديدا، فأتاه جبرئيل و ميكائيل، فقعد جبرئيل عند رأسه و ميكائيل عند رجليه، فعوّذه جبرئيل بقل أعوذ برب الفلق و عوّذه ميكائيل بقل أعوذ برب الناس.
أبو خديجة 28110 ، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: جاء جبرئيل إلى النبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- و هو شاك، فرقاه بالمعوذّتين و قل هو الله أحد و قال: بسم اللّه أرقيك و اللّه يشفيك من كلّ داء يؤذيك، خذها فلتهنئك، فقال: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (السّورة).
قرئ 28111 في السّورتين بحذف الهمزة، و نقل حركتها إلى اللّام.
بِرَبِّ النَّاسِ (1).
لمّا كانت الاستعاذة في السّورة المتقدمّة من المضارّ البدنيّة و هي تعمّ الإنسان و غيره، و الاستعاذة في هذه السّورة من الأضرار الّتي تعرض النّفوس البشريّة و تخصّها، عمّم الإضافة ثمّة 28112 و خصّها بالنّاس هاهنا. فكأنّه قيل: أعوذ من شرّ الموسوس إلى النّاس بربّهم الّذي يملك أمورهم و يستحقّ عبادتهم.
مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلهِ النَّاسِ (3): عطفا بيان له، فإنّ الرّبّ قد لا يكون ملكا و الملك قد لا يكون إلها.
و في هذا النّظم دلالة 28113 على أنّه حقيق بالإعاذة قادر عليها غير ممنوع عنها، و إشعار على مراتب النّاظر في المعارف، فإنّه يعلم أوّلا بما يرى عليه من النّعم الظّاهرة و الباطنة أنّ له ربّا، ثمّ يتغلغل في النّظر حتّى يتحقّق أنّه غنيّ عن الكلّ و ذات كلّ شيء له و مصارف أمره منه فهو الملك الحقّ، ثمّ يستدلّ به على أنّه المستحقّ للعبادة لا غير.
و تدرّج في 28114 وجوه الاستعاذة المعتادة، تنزيلا لاختلاف الصّفات منزلة اختلاف الذّات، إشعارا بعظم الآفة المستعاذ منها.
و تكرير «النّاس» لما في الإظهار من مزيد البيان، و الإشعار بشرف الإنسان.
مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ ، أي: الوسوسة، كالزّلزال بمعنى: الزّلزلة. و أمّا المصدر فبالكسر، كالزّلزال، و المراد به: الموسوس. و سمّي بفعله، مبالغة.
الْخَنَّاسِ (4): الّذي عادته أن يخنس، أي: يتأخّر إذا ذكر الإنسان ربّه.
و في مجمع البيان 28115 : و قوله: مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ فيه أقوال: أحدها، أنّ معناه- إلى قوله-: و ثانيها، أنّ معناه: من شرّ ذي الوسواس، و هو الشّيطان، كما جاء في الحديث: أنّه يوسوس، فإذا ذكر العبد ربّه خنس.
و روي 28116 عن أنس بن مالك أنّه قال: قال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-: إنّ
الشّيطان واضع خطمه 28117 على قلب ابن آدم. فإذا ذكر اللّه خنس، و إذا نسي التقم قلبه، فذلك الوسواس الخنّاس.
و روى العيّاشي 28118 ، بإسناده إلى ابن تغلب، عن جعفر بن محمّد قال: قال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-: ما من مؤمن إلّا و لقلبه في صدره أذنان: أذن ينفث فيها [الملك، و أذن ينفث فيها] 28119 الوسواس الخنّاس، فيؤيّد اللّه المؤمن بالملك، و هو قوله- تعالى-: وَ أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ .
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 28120 : قال الصّادق- عليه السّلام-: ما من قلب إلّا و له أذنان، على أحدهما ملك مرشد و على الأخرى شيطان مغتر 28121 ، هذا يأمره و هذا يزجره.
كذلك من النّاس شيطان يحمل النّاس على المعاصي، كما يحمل الشّيطان من الجنّ.
و فيه 28122 عن العالم- عليه السّلام- حديث طويل ، ذكر فيه ما طلب إبليس من اللّه و إجابته له. و فيه قال: قال: يا ربّ، زدني.
[قال: قد] 28123 جعلت لك و لذرّيّتك صدورهم أوطانا.
قاله: حسبي.
و في الكافي 28124 : محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن سيف بن عمرة، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: ما من مؤمن إلّا و لقلبه أذنان في جوفه: أذن ينفث فيها الوسواس الخنّاس، و أذن ينفث فيها الملك 28125 ، فيؤيّد اللّه المؤمن بالملك، فذلك قوله: وَ أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ .
و في الكافي 28126 : أبو عليّ الأشعريّ، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن صفوان بن يحيى، عن منصور بن حازم، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: من أكل حبّة من الرّمان، أمرضت شيطان الوسوسة أربعين يوما.
و في أمالي الصّدوق 28127 ، بإسناده إلى الصّادق- عليه السّلام- قال: لمّا نزلت هذه الآية وَ الَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ صعد إبليس جبلا بمكّة يقال له: ثور، فصرخ بأعلى صوته بعفاريته.
فاجتمعوا إليه، فقالوا: يا سيّدنا، لم دعوتنا؟
قال: نزلت هذه الآية، فمن لها؟ فقام عفريت من الشّياطين، فقال: أنا لها بكذا و كذا.
قال: لست لها.
فقام آخر، فقال مثل ذلك.
فقال: ليست لها.
فقام الوسواس الخنّاس، فقال 28128 : أنا 28129 لها.
قال: بماذا؟
قال: أعدهم و أمنّيهم حتّى يواقعوا الخطيئة، ثمّ انسيهم 28130 الاستغفار.
فقال: أنت لها. فوكّله بها إلى يوم القيامة.
و في الخصال 28131 ، فيما أوصى به النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- عليّا- عليه السّلام-: يا عليّ، ثلاث من الوسواس: أكل الطّين، و تقليم الأظفار بالأسنان، و أكل اللّحية.
عن أبي الحسن الأوّل- عليه السّلام- 28132 قال: أربعة من الوسواس: أكل الطّين، [وفتّ الطّين،] 28133 و تقليم الأظفار بالأسنان، و أكل اللّحية.
الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5): إذا غفلوا عن ذكر ربّهم. و ذلك، كالقوّة الوهميّة، فإنّها تساعد العقل في المقدّمات، فإذا آل الأمر إلى النّتيجة خفت 28134 و أخذت توسوسه و تشكّكه.