کتابخانه روایات شیعه
أَنْ يَسْمَعَ الْحَدِيثَ الْمَكْنُونَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (ع) قَالَ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ وَ أَقْبَلَ يُحَدِّثُهُمْ بِالْعَجَائِبِ، قَالَ، وَ خَرَجَ عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ وَ هُوَ يُرِيدُ مَنْزِلَهُ فَقَالَ مَا هَذِهِ الْجَمَاعَةُ قَالُوا مِيثَمٌ التَّمَّارُ يُحَدِّثُ النَّاسَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ فَانْصَرَفَ مُسْرِعاً فَقَالَ أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ بَادِرْ فَابْعَثْ إِلَى هَذَا مَنْ يَقْطَعُ لِسَانَهُ فَإِنِّي لَسْتُ آمَنُ أَنْ تَتَغَيَّرَ 287 قُلُوبَ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَيَخْرُجُوا عَلَيْكَ، قَالَ فَالْتَفَتَ إِلَى حَرِسِيٍ 288 فَوْقَ رَأْسِهِ فَقَالَ اذْهَبْ فَاقْطَعْ لِسَانَهُ، قَالَ، فَأَتَاهُ الْحَرَسِيُّ فَقَالَ لَهُ يَا مِيثَمُ! قَالَ مَا تَشَاءُ قَالَ أَخْرِجْ لِسَانَكَ قَدْ أَمَرَنِي الْأَمِيرُ بِقَطْعِهِ، قَالَ مِيثَمٌ أَلَا زَعَمَ ابْنُ الْأَمَةِ الْفَاجِرَةِ أَنَّهُ يُكَذِّبُنِي وَ يُكَذِّبُ مَوْلَايَ هَاكَ لِسَانِي، قَالَ، فَقَطَعَ لِسَانَهُ وَ تَشَحَّطَ سَاعَةً فِي دَمِهِ ثُمَّ مَاتَ، وَ أَمَرَ بِهِ فَصُلِبَ، قَالَ صَالِحٌ فَمَضَيْتُ بَعْدَ ذَلِكَ بِأَيَّامٍ فَإِذَا هُوَ قَدْ صُلِبَ عَلَى الرُّبُعِ الَّذِي كُنْتُ دَقَقْتُ 289 فِيهِ الْمِسْمَارَ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادِ [بْنِ] الْهَادِ
141 وَجَدْتُ فِي كِتَابِ مُحَمَّدِ بْنِ شَاذَانَ بْنِ نُعَيْمٍ بِخَطِّهِ، رَوَى 290 عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ، أَنَّهُ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (ع) يُحَدِّثُ عَنْ آبَائِهِ 291 (عَلَيْهِمْ السَّلَامُ)
أَنَّ رَجُلًا كَانَ مِنْ شِيعَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (ع) مَرِيضاً شَدِيدَ الْحُمَّى، فَعَادَهُ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ (ع) فَلَمَّا دَخَلَ بَابَ الدَّارِ طَارَتِ الْحُمَّى عَنِ الرَّجُلِ، فَقَالَ لَهُ قَدْ رَضِيتُ بِمَا أُوتِيتُمْ بِهِ حَقّاً حَقّاً وَ الْحُمَّى تَهْرُبُ مِنْكُمْ، فَقَالَ: وَ اللَّهِ مَا خَلَقَ اللَّهُ شَيْئاً إِلَّا وَ قَدْ أَمَرَهُ بِالطَّاعَةِ لَنَا، يَا كِبَاسَةُ 292 قَالَ فَإِذَا نَحْنُ نَسْمَعُ الصَّوْتَ وَ لَا نَرَى الشَّخْصَ يَقُولُ لَبَّيْكَ، قَالَ أَ لَيْسَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَمَرَكَ أَلَّا تَقْرَبِي إِلَّا عَدُوّاً أَوْ مُذْنِباً لِكَيْ تَكُونَ 293 كَفَّارَةً لِذُنُوبِهِ، فَمَا بَالُ هَذَا وَ كَانَ الرَّجُلُ الْمَرِيضُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ اللَّيْثِيُّ.
الحارث الأعور
142 حَمْدَوَيْهِ وَ إِبْرَاهِيمُ، قَالَ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ نُوحٍ، عَنْ صَفْوَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ فُضَيْلٍ الرَّسَّانِ، عَنْ أَبِي عُمَرَ الْبَزَّازِ، قَالَ سَمِعْتُ الشَّعْبِيُّ، وَ هُوَ يَقُولُ وَ كَانَ إِذَا غَدَا إِلَى الْقَضَاءِ جَلَسَ فِي مَكَانِي فَإِذَا رَجَعَ جَلَسَ فِي مَكَانِي، فَقَالَ لِي ذَاتَ يَوْمٍ يَا أَبَا عُمَرَ إِنَّ لَكَ عِنْدِي حَدِيثاً أُحَدِّثُكَ بِهِ! قَالَ قُلْتُ لَهُ يَا أَبَا عَمْرٍو 294 مَا زَالَ لِي ضَالَّةٌ عِنْدَكَ، قَالَ، فَقَالَ: لِي لَا أُمَّ لَكَ فَأَيُّ ضَالَّةٍ تَقَعُ لَكَ عِنْدِي، قَالَ، فَأَبَى أَنْ يُحَدِّثَنِي يَوْمَئِذٍ، قَالَ: ثُمَّ سَأَلْتُهُ
بَعْدُ فَقُلْتُ يَا أَبَا عَمْرٍو حَدِّثْنِي بِالْحَدِيثِ الَّذِي قُلْتَ لِي قَالَ سَمِعْتُ الْحَارِثَ الْأَعْوَرَ وَ هُوَ يَقُولُ أَتَيْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيّاً (ع) ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ يَا أَعْوَرُ مَا جَاءَكَ قَالَ فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ جَاءَ بِي وَ اللَّهِ حُبُّكَ، قَالَ، فَقَالَ أَمَا إِنِّي سَأُحَدِّثُكَ لِتَشْكُرَهَا 295 ، أَمَا إِنَّهُ لَا يَمُوتُ عَبْدٌ يُحِبُّنِي فَتَخْرُجُ نَفْسُهُ حَتَّى يَرَانِي حَيْثُ يُحِبُّ وَ لَا يَمُوتُ عَبْدٌ يُبْغِضُنِي فَتَخْرُجُ نَفْسُهُ حَتَّى يَرَانِي حَيْثُ يَكْرَهُ.
قَالَ، ثُمَّ قَالَ لِيَ الشَّعْبِيُّ بَعْدُ: أَمَا إِنَّ حُبَّهُ لَا يَنْفَعُكَ وَ بُغْضَهُ لَا يَضُرُّكَ.
143 جَعْفَرُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ عَلِيٍّ (ع) قَالَ قَالَ لِيَ الْحَارِثُ تَدْخُلُ مَنْزِلِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ (ع) عَلَى شَرْطِ أَنْ لَا تَدَّخِرَ لِي 296 شَيْئاً مِمَّا فِي بَيْتِكَ وَ لَا تَكَلَّفَ لِي شَيْئاً مِمَّا وَرَاءَ بَابِكَ، قَالَ نَعَمْ، فَدَخَلَ يَتَحَرَّقُ 297 وَ يُحِبُّ أَنْ يَشْتَرِيَ لَهُ وَ هُوَ يَظُنُّ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ لَهُ، حَتَّى قَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (ع) يَا حَارِثُ، قَالَ هَذِهِ دَرَاهِمُ مَعِي وَ لَسْتُ أَقْدِرُ عَلَى أَنْ أَشْتَرِيَ لَكَ مَا أُرِيدُ، قَالَ أَ وَ لَيْسَ قُلْتُ لَكَ لَا تَكَلَّفْ مَا وَرَاءَ بَابِكَ فَهَذِهِ 298 مِمَّا فِي بَيْتِكَ.
تم الجزء الأول، و يتلوه حديث نُعَيْمِ بْنِ دَجَاجَةَ الْأَسَدِيِّ، وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ أولا و آخرا و صلى الله على محمد و آله
الجزء الثاني
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ و صلى الله على محمد و آله الطيبين الطاهرين و سلم تسليما
نُعَيْمُ بْنُ دَجَاجَةَ الْأَسَدِيُ
144 حَدَّثَنَا حَمْدَوَيْهِ بْنُ نُصَيْرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ: بَعَثَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (ع) إِلَى بِشْرِ بْنِ عُطَارِدٍ التَّمِيمِيِّ فِي كَلَامٍ بَلَغَهُ عَنْهُ، فَمَرَّ بِهِ رَسُولُ عَلِيٍّ إِلَى بَنِي أَسَدٍ، فَقَامَ إِلَيْهِ نُعَيْمُ بْنُ دَجَاجَةَ الْأَسَدِيُّ فَأَفْلَتَهُ 299 ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (ع) فَأَتَوْا بِهِ فَأَمَرَ بِهِ أَنْ يُضْرَبَ، فَقَالَ لَهُ نُعَيْمٌ أَمَا وَ اللَّهِ إِنَّ الْمُقَامَ مَعَكَ لَذُلٌّ وَ إِنَّ فِرَاقَكَ لَكُفْرٌ، قَالَ فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ عَلِيٌّ (ع) قَالَ لَهُ قَدْ عَفَوْتُ عَنْكَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ ، أَمَّا قَوْلُكَ إِنَّ الْمُقَامَ مَعَكَ لَذُلٌّ فَسَيِّئَةٌ اكْتَسَبْتَهَا وَ أَمَّا قَوْلُكَ إِنَّ فِرَاقَكَ لَكُفْرٌ حَسَنَةٌ اكْتَسَبْتَهَا، فَهَذِهِ بِهَذِهِ.
الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ
145 قِيلَ لِلْأَحْنَفِ إِنَّكَ تُطِيلُ الصَّوْمَ قَالَ أُعِدُّهُ لِشَرِّ يَوْمٍ عَظِيمٍ ثُمَّ قَرَأَ- وَ يَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً .
وَ رُوِيَ أَنَّ الْأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ وَفَدَ إِلَى مُعَاوِيَةَ وَ جَارِيَةَ بْنِ قُدَامَةَ وَ الْخَبَّاتِ 300 بْنِ يَزِيدَ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لِلْأَحْنَفِ أَنْتَ السَّاعِي عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ وَ خَاذِلُ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ وَ الْوَارِدُ الْمَاءَ عَلَى عَلِيٍّ بِصِفِّينَ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ ذَاكَ مَا أَعْرِفُ وَ مِنْهُ مَا أُنْكِرُ، أَمَّا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانُ:
فَأَنْتُمْ مَعْشَرَ قُرَيْشٍ حَصَرْتُمُوهُ بِالْمَدِينَةِ وَ الدَّارُ مِنَّا عَنْهُ نَازِحَةٌ 301 ، وَ قَدْ حَصَرَهُ الْمُهَاجِرُونَ، وَ الْأَنْصَارُ عَنْهُ بِمَعْزِلٍ، وَ كُنْتُمْ بَيْنَ خَاذِلٍ وَ قَاتِلٍ، وَ أَمَّا عَائِشَةُ:
فَإِنِّي خَذَلْتُهَا فِي طُولِ بَاعٍ وَ رُحْبِ سِرْبٍ 302 ، وَ ذَلِكَ أَنِّي لَمْ أَجِدْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَّا أَنْ تَقِرَّ فِي بَيْتِهَا، وَ أَمَّا وُرُودِي الْمَاءَ بِصِفِّينَ: فَإِنِّي وَرَدْتُ حِينَ أَرَدْتَ أَنْ تَقْطَعَ رِقَابَنَا عَطَشاً، فَقَامَ مُعَاوِيَةُ وَ تَفَرَّقَ النَّاسُ، ثُمَّ أَمَرَ مُعَاوِيَةُ لِلْأَحْنَفِ بِخَمْسِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ وَ لِأَصْحَابِهِ بِصِلَةٍ، وَ قَالَ 303 لِلْأَحْنَفِ حِينَ وَدَّعَهُ حَاجَتُكَ قَالَ تُدِرُّ عَلَى النَّاسِ عَطِيَّاتِهِمْ وَ أَرْزَاقَهُمْ فَإِنْ سَأَلْتَ الْمَدَدَ أَتَاكَ مِنَّا رِجَالٌ سَلِيمَةُ الطَّاعَةِ شَدِيدَةُ النِّكَايَةِ، وَ قِيلَ إِنَّهُ كَانَ يَرَى رَأْيَ الْعَلَوِيَّةِ وَ وَصَلَ الْخَبَّاتَ بِثَلَاثِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ وَ كَانَ يَرَى رَأْيَ الْأُمَوِيَّةِ، فَصَارَ الْخَبَّاتُ إِلَى مُعَاوِيَةَ وَ قَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ تُعْطِي الْأَحْنَفَ وَ رَأْيُهُ رَأْيُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ وَ تُعْطِينِي وَ رَأْيِي رَأْيِي ثَلَاثِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ فَقَالَ يَا خَبَّاتُ إِنِّي اشْتَرَيْتُ بِهَا دِينَهُ،
فَقَالَ الْخَبَّاتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ تَشْتَرِي مِنِّي أَيْضاً دِينِي! فَأَتَمَّهَا لَهُ وَ أَلْحَقَهُ بِالْأَحْنَفِ، فَلَمْ يَأْتِ عَلَى الْخَبَّاتِ أُسْبُوعٌ حَتَّى مَاتَ وَ رُدَّ الْمَالُ بِعَيْنِهِ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ الْفَرَزْدَقُ يَرْثِي الْخَبَّاتَ:
أَ تَأْكُلُ مِيرَاثَ الْخَبَّاتِ ظُلَامَةً 304 وَ مِيرَاثُ حَرْبٍ جَامِدٌ لَكَ ذَائِبُهُ
أَبُوكَ وَ عَمِّي يَا مُعَاوِي أَوْرَثَا
تُرَاثاً فَيَخْتَارُ التُّرَاثَ أَقَارِبُهُ
وَ لَوْ كَانَ هَذَا الدِّينُ فِي جَاهِلِيَّةٍ
عَرَفْتَ مِنَ الْمَوْلَى الْقَلِيلُ حَلَائِبُهُ 305
وَ لَوْ كَانَ هَذَا الْأَمْرُ فِي غَيْرِ مُلْكِكُمْ
لَأَدَّيْتَهُ أَوْ غَصَّ بِالْمَاءِ شَارِبُهُ
فَكَمْ مِنْ أَبٍ لِي يَا مُعَاوِي لَمْ يَكُنْ
أَبُوكَ الَّذِي مِنْ عَبْدِ شَمْسٍ يُقَارِبُهُ .
146 وَ رَوَتْ 306 بَعْضُ الْعَامَّةِ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، قَالَ حَدَّثَنِي الْأَحْنَفُ ، أَنَّ عَلِيّاً (ع) كَانَ يَأْذَنُ لِبَنِي هَاشِمٍ وَ كَانَ يَأْذَنُ لِي مَعَهُمْ، قَالَ، فَلَمَّا كَتَبَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الصُّلْحَ فَامْحُ عَنْكَ اسْمَ الْخِلَافَةِ، فَاسْتَشَارَ بَنِي هَاشِمٍ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ: انْزَحْ هَذَا الِاسْمَ نَزَحَهُ اللَّهُ قَالُوا فَإِنَّ كُفَّارَ قُرَيْشٍ لَمَّا كَانَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ (ص) وَ بَيْنَهُمْ مَا كَانَ، كَتَبَ هَذَا مَا قَضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ أَهْلَ مَكَّةَ، كَرِهُوا ذَلِكَ وَ قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ مَا مَنَعْنَاكَ أَنْ تَطُوفَ بِالْبَيْتِ، قَالَ: فَكَيْفَ إِذَا قَالُوا اكْتُبْ هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَ أَهْلُ مَكَّةَ فَرَضِيَ. فَقُلْتُ لِذَلِكَ الرَّجُلِ كَلِمَةٌ فِيهَا غِلْظَةٌ وَ قُلْتُ لِعَلِيٍّ أَيُّهَا الرَّجُلُ وَ اللَّهِ مَا لَكَ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) إِنَّا مَا حَابَيْنَاكَ 307 فِي بَيْعَتِنَا وَ لَوْ نَعْلَمُ أَحَداً فِي الْأَرْضِ الْيَوْمَ أَحَقَّ بِهَذَا الْأَمْرِ مِنْكَ لَبَايَعْنَاهُ وَ لَقَاتَلْنَاكَ مَعَهُ، أُقْسِمُ بِاللَّهِ إِنْ مَحَوْتَ عَنْكَ هَذَا الِاسْمَ الَّذِي دَعَوْتَ النَّاسَ إِلَيْهِ وَ بَايَعْتَهُمْ عَلَيْهِ لَا يَرْجِعُ إِلَيْكَ أَبَداً.
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِيُّ و أَبُو دَاوُدَ