کتابخانه روایات شیعه
ذَلِكَ وَ لَا تَأْخِيرِهِ، لَا أَشْقَاكُمُ اللَّهُ 1378 بِعِصْيَانِ أَوْلِيَائِهِ، وَ رَحِمَهُمُ وَ إِيَّاكَ مَعَهُمْ بِرَحْمَتِي لَهُمْ، إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ كَرِيمٌ..
مَا رُوِيَ فِي عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
984 حَمْدَوَيْهِ بْنِ نُصَيْرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، قَالَ حَدَّثَنَا 00 عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَأَلْتُهُ أَنْ يُنْسِئَ فِي أَجَلِي! فَقَالَ أَ وَ يَكْفِيكَ رَبُّكَ لِيَغْفِرَ لَكَ خَيْراً 1379 لَكَ، فَحَدَّثَ بِذَلِكَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ إِخْوَانَهُ بِمَكَّةَ، ثُمَّ مَاتَ بِالْخُزَيْمِيَّةِ فِي الْمُنْصَرَفِ مِنْ سَنَتِهِ، وَ هَذَا فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَ عِشْرِينَ وَ مِائَتَيْنِ رَحِمَهُ اللَّهُ، فَقَالَ وَ قَدْ نَعَى إِلَيَّ نَفْسِي، قَالَ وَ كَانَ وَكِيلَ الرَّجُلِ (ع) 1380 قَبْلَ أَبِي عَلِيِّ بْنِ رَاشِدٍ.
985 مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُصَيْرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، قَالَ: ، كَتَبَ إِلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ 1381 يَسْأَلُهُ الدُّعَاءَ فِي زِيَادَةِ عُمُرِهِ حَتَّى يَرَى مَا يُحِبُّ! فَكَتَبَ إِلَيْهِ فِي جَوَابِهِ: تَصِيرُ إِلَى رَحْمَةِ اللَّهِ خَيْرٌ لَكَ، فَتُوُفِّيَ الرَّجُلُ بِالْخُزَيْمِيَّةِ..
فِي أَبِي عَلِيٍّ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ الْمَرْوَزِيِّ الْمَحْمُودِيِ
986 ابْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْمَحْمُودِيُّ، قَالَ: ، كَتَبَ أَبُو جَعْفَرٍ (ع) إِلَيَّ بَعْدَ وَفَاةِ أَبِي: قَدْ مَضَى أَبُوكَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَ عَنْكَ، وَ هُوَ عِنْدَنَا عَلَى حَالٍ مَحْمُودَةٍ وَ لَمْ يَتَعَدَّ 1382 مِنْ تِلْكَ الْحَالِ.
. 987 وَجَدْتُ بِخَطِّ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الشَّاذَانِيِّ فِي كِتَابِهِ، سَمِعْتُ الْفَضْلَ بْنَ هِشَامٍ 1383 الْهَرَوِيَّ، يَقُولُ، ذُكِرَ لِي كَثْرَةُ مَا يَحُجُّ الْمَحْمُودِيُّ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ مَبْلَغِ حَجَّاتِهِ فَلَمْ يُخْبِرْنِي بِمَبْلَغِهَا، وَ قَالَ: رُزِقْتُ خَيْراً كَثِيراً وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ، فَقُلْتُ لَهُ فَتَحُجُّ عَنْ نَفْسِكَ أَوْ عَنْ غَيْرِكَ فَقَالَ: عَنْ غَيْرِي بَعْدَ حَجَّةِ الْإِسْلَامِ أَحُجُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (ص)، وَ أَجْعَلُ مَا أَجَازَنِي اللَّهُ عَلَيْهِ لِأَوْلِيَاءِ اللَّهِ، وَ أَهَبُ مَا أُثَابُ عَلَى ذَلِكَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ، فَقُلْتُ فَمَا تَقُولُ فِي حَجِّكَ فَقَالَ، أَقُولُ:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَهْلَلْتُ لِرَسُولِكَ مُحَمَّدٍ (ص) وَ جَعَلْتُ جَزَائِي مِنْكَ وَ مِنْهُ لِأَوْلِيَائِكَ الطَّاهِرِينَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، وَ وَهَبْتُ ثَوَابِي لِعِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ بِكِتَابِكَ وَ سُنَّةِ نَبِيِّكَ، إِلَى آخِرِ الدُّعَاءِ.
988 ذَكَرَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الشَّاذَانِيُّ مِمَّا قَدْ وَجَدْتُ فِي كِتَابِهِ بِخَطِّهِ، قَالَ سَمِعْتُ الْمَحْمُودِيَّ، يَقُولُ : إِنَّمَا لُقِّبْتُ بِالْخَيْرِ: لِأَنِّي وَهَبْتُ لِلْحَقِ 1384 غُلَاماً اسْمُهُ خَيْرٌ، فَحَمِدَ أَمْرَهُ فَلَقَّبَنِي بِاسْمِهِ، وَ قَالَ: وَجَّهْتُ إِلَى النَّاحِيَةِ بِجَارِيَةٍ،
فَكَانَتْ عِنْدَهُمْ سِنِينَ ثُمَّ أَعْتَقُوهَا، فَتَزَوَّجْتُهَا، فَأَخْبَرَتْنِي أَنَّ مَوْلَاهَا وَلَّانِي وَكَالَةَ الْمَدِينَةِ وَ أَمَرَ بِذَلِكَ، وَ لَمْ أَعْلَمْ حَسَداً 1385 .
فِي أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى وَ أَخِيهِ بُنَانٍ
989 قَالَ نَصْرُ بْنُ الصَّبَّاحِ ، أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى لَا يَرْوِي عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، مِنْ أَجْلِ أَنَّ أَصْحَابَنَا يَتَّهِمُونَ ابْنَ مَحْبُوبٍ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ 1386 ، ثُمَّ تَابَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ فَرَجَعَ قَبْلَ مَا مَاتَ، وَ كَانَ يَرْوِي عَمَّنْ كَانَ أَصْغَرَ سِنّاً مِنْهُ، وَ أَحْمَدُ لَمْ يُرْزَقْ، وَ يَرْوِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ النَّوْفَلِيِّ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ حَدِيثَ الرُّؤْيَا وَ حَمَّادُ بْنُ عِيسَى وَ حَمَّادُ بْنُ الْمُغِيرَةِ وَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ يَرْوِي عَنْهُمْ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى فِي وَقْتِ الْعَسْكَرِيِّ، وَ مَا رَوَى أَحْمَدُ قَطُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَ لَا عَنْ حَسَنِ بْنِ خُرَّزَاذَ، وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْمُلَقَّبِ بِبُنَانٍ أَخُو أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى.
فِي الْحُسَيْنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمُحَرِّرِ
990 قَالَ أَبُو عَمْرٍو: ذَكَرَهُ أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ السَّلُولِيُّ شُقْرَانُ، قَرَابَةُ الْحَسَنِ بْنِ خُرَّزَاذَ وَ خَتَنُهُ عَلَى أُخْتِهِ : إِنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ الْقُمِّيَّ أُخْرِجَ مِنْ قُمَّ فِي وَقْتٍ كَانُوا يُخْرِجُونَ مِنْهَا مَنِ اتَّهَمُوهُ بِالْغُلُوِّ.
فِي أَبِي عَلِيِّ بْنِ بِلَالٍ وَ أَبِي عَلِيِّ بْنِ رَاشِدٍ
991 وَجَدْتُ بِخَطِّ جِبْرِيلَ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْيَقْطِينِيُ
قَالَ: ، كَتَبَ (ع) إِلَى عَلِيِ 1387 بْنِ بِلَالٍ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَ ثَلَاثِينَ وَ مِائَتَيْنِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، أَحْمَدُ اللَّهَ إِلَيْكَ وَ أَشْكُرُ طَوْلَهُ وَ عَوْدَهُ 1388 ، وَ أُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَ رَحْمَتُهُ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ إِنِّي أَقَمْتُ أَبَا عَلِيٍ 1389 مَقَامَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ 1390 وَ ائْتَمَنْتُهُ عَلَى ذَلِكَ بِالْمَعْرِفَةِ بِمَا عِنْدَهُ الَّذِي لَا يَتَقَدَّمُهُ أَحَدٌ، وَ قَدْ أَعْلَمُ أَنَّكَ شَيْخُ نَاحِيَتِكَ، فَأَحْبَبْتُ إِفْرَادَكَ وَ إِكْرَامَكَ بِالْكِتَابِ بِذَلِكَ، فَعَلَيْكَ بِالطَّاعَةِ لَهُ وَ التَّسْلِيمِ إِلَيْهِ جَمِيعَ الْحَقِّ قَبْلَكَ، وَ أَنْ تَخُصَّ مَوَالِيَّ عَلَى ذَلِكَ، وَ تُعَرِّفَهُمْ مِنْ ذَلِكَ مَا يَصِيرُ سَبَباً إِلَى عَوْنِهِ وَ كِفَايَتِهِ، فَذَلِكَ تَوْفِيرٌ عَلَيْنَا وَ مَحْبُوبٌ لَدَيْنَا، وَ لَكَ بِهِ جَزَاءٌ مِنَ اللَّهِ وَ أَجْرٌ، فَإِنَّ اللَّهَ يُعْطِي مَنْ يَشَاءُ، ذُو الْإِعْطَاءِ 1391 وَ الْجَزَاءِ بِرَحْمَتِهِ، وَ أَنْتَ فِي وَدِيعَةِ اللَّهِ، وَ كَتَبْتُ بِخَطِّي، وَ أَحْمَدُ اللَّهَ كَثِيراً.
. 992 مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ نُصَيْرٍ، قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، قَالَ نُسْخَةُ الْكِتَابِ مَعَ ابْنِ رَاشِدٍ إِلَى جَمَاعَةِ الْمَوَالِي الَّذِينَ هُمْ بِبَغْدَادَ الْمُقِيمِينَ بِهَا وَ الْمَدَائِنِ وَ السَّوَادِ وَ مَا يَلِيهَا: أَحْمَدُ اللَّهَ إِلَيْكُمْ مَا أَنَا عَلَيْهِ مِنْ عَافِيَتِهِ وَ حُسْنِ عَادَتِهِ، وَ أُصَلِّي عَلَى نَبِيِّهِ وَ آلِهِ أَفْضَلَ صَلَوَاتِهِ
وَ أَكْمَلَ رَحْمَتِهِ وَ رَأْفَتِهِ، وَ إِنِّي أَقَمْتُ أَبَا عَلِيِّ بْنِ رَاشِدٍ مَقَامَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ وَ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ مِنْ وُكَلَائِي، وَ صَارَ فِي مَنْزِلَتِهِ عِنْدِي، وَ وَلَّيْتُهُ مَا كَانَ يَتَوَلَّاهُ غَيْرُهُ مِنْ وُكَلَائِي قَبْلَكُمْ، لِيَقْبِضَ 1392 حَقِّي، وَ ارْتَضَيْتُهُ لَكُمْ وَ قَدَّمْتُهُ عَلَى غَيْرِهِ فِي ذَلِكَ، وَ هُوَ أَهْلُهُ وَ مَوْضِعُهُ، فَصِيرُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ إِلَى الدَّفْعِ إِلَيْهِ ذَلِكَ وَ إِلَيَّ، وَ أَنْ لَا تَجْعَلُوا لَهُ عَلَى أَنْفُسِكُمْ عِلَّةً، فَعَلَيْكُمْ بِالْخُرُوجِ عَنْ ذَلِكَ وَ التَّسَرُّعِ إِلَى طَاعَةِ اللَّهِ وَ تَحْلِيلِ أَمْوَالِكُمْ وَ الْحَقْنِ لِدِمَائِكُمْ، وَ تَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَ التَّقْوى وَ اتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ، وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَ لا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ، فَقَدْ أَوْجَبْتُ فِي طَاعَتِهِ طَاعَتِي وَ الْخُرُوجِ إِلَى عِصْيَانِهِ الْخُرُوجَ إِلَى عِصْيَانِي، فَالْزَمُوا الطَّرِيقَ يَأْجُرُكُمُ اللَّهُ وَ يَزِيدُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا عِنْدَهُ وَاسِعٌ كَرِيمٌ، مُتَطَوِّلٌ عَلَى عِبَادِهِ رَحِيمٌ، نَحْنُ وَ أَنْتُمْ فِي وَدِيعَةِ اللَّهِ وَ حِفْظِهِ، وَ كَتَبْتُهُ بِخَطِّي، وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيراً.
وَ فِي كِتَابٍ آخَرَ: وَ أَنَا آمُرُكَ يَا أَيُّوبَ بْنَ نُوحٍ أَنْ تَقْطَعَ الْإِكْثَارَ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ أَبِي عَلِيٍّ، وَ أَنْ يَلْزَمَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا مَا وُكِّلَ بِهِ وَ أُمِرَ بِالْقِيَامِ فِيهِ بِأَمْرِ نَاحِيَتِهِ، فَإِنَّكُمْ إِذَا انْتَهَيْتُمْ إِلَى كُلِّ مَا أُمِرْتُمْ بِهِ اسْتَغْنَيْتُمْ بِذَلِكَ عَنْ مُعَاوَدَتِي وَ آمُرُكَ يَا أَبَا عَلِيٍّ بِمِثْلِ مَا آمُرُكَ يَا أَيُّوبُ: أَنْ لَا تُقْبَلَ مِنْ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ بَغْدَادَ وَ الْمَدَائِنِ شَيْئاً يَحْمِلُونَهُ، وَ لَا تَلِي لَهُمُ اسْتِيذَاناً عَلَيَّ وَ مُرْ مَنْ أَتَاكَ بِشَيْءٍ مِنْ غَيْرِ أَهْلِ نَاحِيَتِكَ أَنْ يُصَيِّرَهُ إِلَى الْمُوَكَّلِ بِنَاحِيَتِهِ، وَ آمُرُكَ يَا أَبَا عَلِيٍّ فِي ذَلِكَ بِمِثْلِ مَا أَمَرْتُ بِهِ أَيُّوبَ، وَ لْيَقْبَلْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا قِبَلَ مَا أَمَرْتُهُ بِهِ 1393 ..
فِي الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ الْكُوفِيِ
993 قَالَ أَبُو عَمْرٍو قَالَ الْفَضْلُ بْنُ شَاذَانَ إِنِّي كُنْتُ فِي قَطِيعَةِ الرَّبِيعِ فِي مَسْجِدِ الزَّيْتُونَةِ أَقْرَأُ عَلَى مُقْرِئٍ يُقَالُ لَهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبَّادٍ، فَرَأَيْتُ يَوْماً فِي الْمَسْجِدِ نَفَراً يَتَنَاجَوْنَ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ إِنَّ بِالْجَبَلِ رَجُلًا يُقَالُ لَهُ ابْنُ فَضَّالٍ، أَعْبَدُ مَنْ رَأَيْتُ أَوْ سَمِعْتُ بِهِ، قَالَ: وَ إِنَّهُ لَيَخْرُجُ إِلَى الصَّحْرَاءِ فَيَسْجُدُ السَّجْدَةَ فَيَجِيءُ 1394 الطَّيْرُ فَيَقَعُ عَلَيْهِ، فَمَا يُظَنُّ إِلَّا أَنَّهُ ثَوْبٌ أَوْ خِرْقَةٌ، وَ إِنَّ الْوَحْشَ لَيَرْعَى حَوْلَهُ فَمَا يَنْفِرُ مِنْهُ لِمَا قَدْ آنَسَتْ بِهِ، وَ إِنَّ عَسْكَرَ الصَّعَالِيكِ 1395 لَيَجِيئُونَ يُرِيدُونَ الْغَارَةَ أَوْ قِتَالَ قَوْمٍ: فَإِذَا رَأَوْا شَخْصَهُ طَارُوا فِي الدُّنْيَا فَذَهَبُوا حَيْثُ لَا يُرِيهِمْ وَ لَا يَرَوْنَهُ، قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: فَظَنَنْتُ أَنَّ هَذَا رَجُلٌ كَانَ فِي الزَّمَانِ الْأَوَّلِ: فَبَيْنَا أَنَا بَعْدَ ذَلِكَ بِسِنِينَ قَاعِدٌ فِي قَطِيعَةِ الرَّبِيعِ مَعَ أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ: إِذْ جَاءَ شَيْخٌ حُلْوُ الْوَجْهِ حَسَنُ الشَّمَائِلِ عَلَيْهِ قَمِيصٌ نِرْسِيٌ 1396 وَ رِدَاءٌ نِرْسِيٌّ وَ فِي رِجْلِهِ نَعْلٌ مُخَصَّرٌ فَسَلَّمَ عَلَى أَبِي، فَقَالَ إِلَيْهِ أَبِي فَرَحَّبَ بِهِ وَ بَجَّلَهُ، فَلَمَّا أَنْ مَضَى يُرِيدُ ابْنَ أَبِي عُمَيْرٍ: قُلْتُ لِشَيْخِي هَذَا رَجُلٌ حَسَنُ الشَّمَائِلِ، مَنْ هَذَا الشَّيْخُ فَقَالَ: هَذَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ، قُلْتُ لَهُ هَذَا ذَاكَ الْعَابِدُ الْفَاضِلُ قَالَ هُوَ ذَاكَ، قُلْتُ لَيْسَ هُوَ ذَاكَ! قَالَ: هُوَ ذَاكَ، قُلْتُ أَ لَيْسَ ذَاكَ بِالْجَبَلِ قَالَ: هُوَ ذَاكَ
كَانَ يَكُونُ بِالْجَبَلِ، قُلْتُ لَيْسَ ذَاكَ، قَالَ مَا أَقَلَّ عَقْلَكَ مِنْ غُلَامٍ! فَأَخْبَرْتُهُ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أُولَئِكَ الْقَوْمِ فِيهِ، قَالَ: هُوَ ذَاكَ، فَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ يَخْتَلِفُ إِلَى أَبِي.
ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَيْهِ بَعْدُ إِلَى الْكُوفَةِ، فَسَمِعْتُ مِنْهُ كِتَابَ ابْنِ بُكَيْرٍ وَ غَيْرَهُ مِنَ الْأَحَادِيثِ، وَ كَانَ يَحْمِلُ كِتَابَهُ وَ يَجِيءُ إِلَى حُجْرَتِي فَيَقْرَؤُهُ عَلَيَّ، فَلَمَّا حَجَّ سَدَّ وَ شَبَ 1397 خَتَنُ طَاهِرِ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَ عَظَّمَهُ النَّاسُ لِقَدْرِهِ وَ حَالِهِ وَ مَكَانِهِ مِنَ السُّلْطَانِ، وَ قَدْ كَانَ وَصَفَ لَهُ فَلَمْ يَصِرْ إِلَيْهِ الْحَسَنُ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أُحِبُّ أَنْ تَصِيرَ إِلَيَّ فَإِنَّهُ لَا يُمْكِنُنِي الْمَصِيرُ إِلَيْكَ! فَأَبَى، وَ كَلَّمَهُ أَصْحَابَنَا فِي ذَلِكَ، فَقَالَ مَا لِي وَ لِطَاهِرٍ وَ آلِ طَاهِرٍ لَا أَقْرَبَهُمْ لَيْسَ بَيْنِي وَ بَيْنَهُمْ عَمَلٌ، فَعَلِمْتُ بَعْدَهَا أَنَّ مَجِيئَهُ إِلَيَّ وَ أَنَا حَدَثٌ غُلَامٌ وَ هُوَ شَيْخٌ لَمْ يَكُنْ إِلَّا لِجَوْدَةِ النِّيَّةِ، وَ كَانَ مُصَلَّاهُ بِالْكُوفَةِ فِي الْمَسْجِدِ عِنْدَ الْأُسْطُوَانَةِ الَّتِي يُقَالُ لَهَا السَّابِعَةُ، وَ يُقَالُ لَهَا أُسْطُوَانَةُ إِبْرَاهِيمَ (ع)، وَ كَانَ يَجْتَمِعُ هُوَ وَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ الْحَجَّالُ وَ عَلِيُّ بْنُ أَسْبَاطٍ، وَ كَانَ الْحَجَّالُ يَدَّعِي الْكَلَامَ وَ كَانَ مِنْ أَجْدَلِ النَّاسِ، فَكَانَ ابْنُ فَضَّالٍ يُغْرِى 1398 بَيْنِي وَ بَيْنَهُ فِي الْكَلَامِ فِي الْمَعْرِفَةِ، وَ كَانَ يُحِبُّنِي حُبّاً شَدِيداً.
فِي الْغُلَاةِ فِي وَقْتِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيِّ ع 1399 مِنْهُمْ عَلِيُّ بْنُ حَسَكَةَ وَ الْقَاسِمُ بْنُ يَقْطِينٍ الْقُمِّيَّانِ