کتابخانه روایات شیعه
حقّها، تعصّبا على رسول اللّه و ذرّيته!!.
و لعمري لقد كان عمر بن عبد العزيز أعرف بحقّها حين ردّ إلى محمّد بن عليّ (ع) فدك، فقيل له: طعنت على الشّيخين؟!، فقال: هما طعنا على أنفسهما، و ذلك لمّا صار إليه محمّد بن علي (ع).
[موعظة الإمام محمّد بن عليّ الباقر ع لعمر بن عبد العزيز]
179 رَوَاهُ أَبُو صَالِحٍ الطَّائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحِمَّانِيُّ، 1154 قَالَ:
حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، 1155 عَنْ هِشَامِ بْنِ مُعَاذٍ، قَالَ: كُنْتُ جَلِيساً لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَيْثُ دَخَلَ الْمَدِينَةَ، فَأَمَرَ مُنَادِيَهُ أَنْ يُنَادِيَ: مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلِمَةٌ، أَوْ قَالَ: ظُلَامَةٌ، فَلْيَأْتِ الْبَابَ، فَأَتَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ (ع) فَدَخَلَ عَلَيْهِ مَوْلَاهُ مُزَاحِمٌ، 1156 فَقَالَ لَهُ: إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ (ع) بِالْبَابِ، فَقَالَ لَهُ: أَدْخِلْهُ يَا مُزَاحِمُ فَدَخَلَ مُحَمَّدٌ، وَ عُمَرُ تَسِحُ عَيْنَاهُ بِالدُّمُوعِ، فَيَمْسَحُهَا، فَقَالَ مُحَمَّدٌ (ع): مَا أَبْكَاكَ يَا عُمَرُ؟ فَقَالَ هِشَامٌ: أَبْكَاهُ كَذَا وَ كَذَا يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ.
فَقَالَ مُحَمَّدُ [بْنُ عَلِيٍّ ع]: يَا عُمَرُ، إِنَ 1157 الدُّنْيَا سُوقٌ مِنَ الْأَسْوَاقِ، مِنْهَا خَرَجَ النَّاسُ بِمَا يَنْفَعُهُمْ، وَ مِنْهَا خَرَجُوا بِمَا يَضُرُّهُمْ، وَ كَمْ مِنْ قَوْمٍ هُمْ قَدْ ضَرَّهُمْ مِثْلُ الَّذِي أَصْحَابُنَا فِيهِ حَتَّى أَتَاهُمُ الْمَوْتُ، فَاسْتَوْعَبُوا فَخَرَجُوا مِنَ الدُّنْيَا نَادِمِينَ 1158 ، لَمَّا لَمْ يَأْخُذُوا لِمَا أَحَبُّوا مِنَ الْآخِرَةِ عُدَّةً، وَ لَا لِمَا كَرِهُوا جُنَّةً، قَسَّمَ مَا جَمَعُوا مَنْ لَا يَحْمَدُهُمْ، وَ صَارُوا إِلَى مَا يُعْذِرُهُمْ، فَنَحْنُ وَ اللَّهِ مُحِقُّونَ أَنْ نَنْظُرَ إِلَى تِلْكَ الْأَعْمَالِ الَّتِي كُنَّا نَغْبِطُهُمْ بِهَا فَنُوَافِقُهُمْ فِيهَا، وَ نَنْظُرُ إِلَى تِلْكَ الْأَعْمَالِ الَّتِي كُنَّا نَتَخَوَّفُ عَلَيْهِمْ مِنْهَا، فَنَكُفُّ عَنْهَا؛ فَاتَّقِ اللَّهَ وَ اجْعَلْ فِي قَلْبِكَ اثْنَيْنِ تَنْظُرُ الَّذِي تُحِبُّ أَنْ يَكُونَ مَعَكَ إِذَا قَدِمْتَ عَلَى رَبِّكَ فَقَدِّمْهُ بَيْنَ يَدَيْكَ حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِ، وَ تَنْظُرُ الَّذِي تَكْرَهُ أَنْ يَكُونَ مَعَكَ إِذَا قَدِمْتَ عَلَى رَبِّكَ، فَابْتَغِ بِهِ الْبَدَلَ، وَ لَا تَذْهَبَنَّ إِلَى سِلْعَةٍ بَارَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكَ 1159 .
فَاتَّقِ اللَّهَ يَا عُمَرُ، وَ افْتَحِ الْأَبْوَابَ، وَ سَهِّلِ الْحُجَّابَ وَ انْصُرِ الْمَظْلُومَ،
وَ رُدَّ الْمَظَالِمَ، ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ بِاللَّهِ:
فَجَثَا عُمَرُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِيهِ أَهْلَ بَيْتِ النُّبُوَّةِ، قَالَ: نَعَمْ يَا عُمَرُ، مَنْ إِذَا رَضِيَ لَمْ يُدْخِلْ رِضَاهُ فِي الْبَاطِلِ، وَ مَنْ إِذَا غَضِبَ لَمْ يُخْرِجْهُ غَضَبُهُ مِنَ الْحَقِّ، وَ مَنْ إِذَا قَدَرَ لَمْ يَتَنَاوَلْ مَا لَيْسَ لَهُ.
قَالَ: فَدَعَا عُمَرُ بِدَوَاةٍ وَ قِرْطَاسٍ وَ كَتَبَ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* :
هَذَا مَا رَدَّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ظُلَامَةَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، فَدَكَ 1160 .
ثمّ كان، يجب على الأمّة أن ينظروها 1161 ، و لا يخذلوها، و لا يكذّبوها فإنّ فاطمة بضعة من رسول اللّه (ص) لا تدّعي غير حقّها، و عليّ بن أبي طالب و الحسن و الحسين لا يشهدون بالزّور.
فذكر هذا المحتجّ، أنّ من فعل هذا الفعال بآل رسول اللّه (ص) فلا نصيب له في الإسلام.
هذا و قد أعطيا ابنتيهما ما ادّعيا من ميراث رسول اللّه (ص) ثم منعهما عثمان.
رَوَى ذَلِكَ، شَرِيكٌ : أَنَّ عَائِشَةَ وَ حَفْصَةَ أَتَتَا عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ تَطْلُبَانِ مِنْهُ مَا كَانَ أَبَوَاهُمَا يُعْطِيَانِهِمَا، فَقَالَ لَهُمَا: لَا وَ اللَّهِ، وَ لَا كَرَامَةَ، مَا زَادَ لَكُمَا،
عِنْدِي، فَأَلَحَّتَا، وَ كَانَ مُتَّكِئاً فَجَلَسَ، وَ قَالَ: سَتَعْلَمُ فَاطِمَةُ، أَيُّ ابْنِ عَمٍّ لَهَا أَنَا الْيَوْمَ، ثُمَّ قَالَ لَهُمَا: أَ لَسْتُمَا اللَّتَيْنِ شَهِدْتُمَا عِنْدَ أَبَوَيْكُمَا؟ وَ لَفَّقْتُمَا مَعَكُمَا، أَعْرَابِيّاً يَتَطَهَّرُ بِبَوْلِهِ، مَالِكَ بْنَ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ 1162 ، فَشَهِدْتُمَا مَعَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ (ص) قَالَ: لَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَاهُ صَدَقَةٌ؟.
فَمَرَّةً تَشْهَدُونَ، أَنَّ مَا تَرَكَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَدَقَةٌ، وَ مَرَّةً تُطَالِبُونَ مِيرَاثَهُ،.
فهذا من أعاجيبهم.
180- وَ مِمَّا نَقَمُوا عَلَيْهِ:
أَنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَتَاهُ، وَ طَلَبَ قَطِيعَتَهُ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) أَقْطَعَهُ إِيَّاهَا مِنَ الْحِيرَةِ 1163 وَ الرُّصَافَةِ 1164 وَ الْغَائِظِ، 1165 فَلَمْ يَقْبَلْ قَوْلَهُ.
، وَ لَمْ يُجِزْ لَهُ مَا أَجَازَهُ النَّبِيُّ (ص) وَ هُوَ يُعْطِي الْأَعْرَابَ وَ الْأَحْزَابَ، وَ الطُّلَقَاءَ وَ أَبْنَاءَ الطُّلَقَاءِ، وَ يُصَدِّقُهُمْ عَلَى مَا ادَّعَوْهُ وَ مُنَادِيهِ فِي كُلِّ مَوْسِمٍ مَنْ كَانَتْ لَهُ عِدَةٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ، كَائِنَةً مَا كَانَتْ فَلْيَأْتِ، فَكَانَ يُعْطِيهِمْ، وَ يَقْبَلُ دَعْوَاهُمْ 1166 ،
و يكذّب عمّ رسول اللّه (ص) و يجرح شهادة عليّ (ع) و لا يقبل قول فاطمة الزّهراء (ع) و لا قول ابنيها،! ثمّ يسألهم البيّنة، فإذا أتوا بها تسلّق عليهم بالحيل جرأة على اللّه عزّ و جلّ، و عداوة لنبيّه (ص) و تغرّضا لأهل بيته.
181- وَ مِمَّا نَقَمُوا عَلَيْهِ:
أَنَّ فُقَهَاءَ الْأُمَّةِ اجْتَمَعُوا فِيمَا نَقَلُوا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) كَانَ يَقْسِمُ الْخُمُسَ مِنَ الْغَنَائِمِ فِي بَنِي هَاشِمٍ عَلَى مَا فَرَضَهُ اللَّهُ،.