کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

الهداية الكبرى

لمحات عن الكتاب و المؤلف‏ من هو الحسين بن حمدان الخصيبي الجنبلائي أو الجنبلاني؟ مؤلفاته كثيرة يوجد الآن من أتباعه في إيران‏ فهو في العرض الشعري‏ و نعود إلى موضوع الهداية الكبرى، التواقيع للزعماء: المرسوم التشريعي: المادة الأولى: المادة الثانية: القرار رقم 8: المادة الأولى: المادة الثانية: [مقدمة المؤلف‏] [خطبة المؤلف‏] الباب الأول باب رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلّم) أسماؤه: كنيته و ألقابه: أولاده: أزواجه: دلائله و براهينه: الباب الثاني بَابُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) الباب الثالث باب سيّدة النساء (عليها السلام) الباب الرابع باب الامام الحسن المجتبى (عليه السلام) الباب الخامس باب الإمام الحسين الشهيد (عليه السلام) الباب السادس باب الإمام عليّ السجّاد (عليه السلام) الباب السابع باب الإمام محمد الباقر (عليه السلام) الباب الثامن باب الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) الباب التاسع باب الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) الباب العاشر باب الإمام علي الرضا (عليه السلام) الباب الحادي عشر باب الإمام محمد الجواد (عليه السلام) الباب الثاني عشر باب الإمام علي الهادي (عليه السلام) الباب الثالث عشر باب الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) الباب الرابع عشر باب الإمام المهدي المنتظر (عليه السلام)

الهداية الكبرى


صفحه قبل

الهداية الكبرى، ص: 140

اكْتُبْ بِاسْمِكَ وَ اسْمِ أَبِيكَ فَكَتَبْتَ إِلَيْهِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* مِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ صَخْرٍ، فَلَمَّا أَجَبْتَ مُعَاوِيَةَ إِلَى إِخْرَاجِ نَفْسِكَ مِنْ إِمْرَةِ الْمُؤْمِنِينَ كُنَّا نَحْنُ فِي إِخْرَاجِكُمْ، عَنِ الْآمِرِيَّةِ أَوْلَى.

قَالَ: هِيهِ ثُمَّ مَا ذَا؟

قَالُوا: وَ الْخَامِسَةُ أَنَّكَ قُلْتَ: هَذَا كِتَابُ اللَّهِ فَاحْكُمُوا بِهِ وَ اتْلُوهُ مِنْ فَاتِحَتِهِ إِلَى خَاتِمَتِهِ فَإِنْ وَجَدْتُمْ مُعَاوِيَةَ أَثْبَتَ مِنِّي فَأَثْبِتُوهُ وَ إِنْ وَجَدْتُمُونِي أَثْبَتَ مِنْهُ فَأَثْبِتُونِي فَشَكَكْتَ فِي نَفْسِكَ فَنَحْنُ فِيكَ أَعْظَمُ شَكّاً.

قَالَ لَهُمْ: بَقِيَ لَكُمْ شَيْ‏ءٌ تَقُولُونَهُ؟ قَالُوا: لَا.

فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فِي الْجَوَابِ:

1- أَمَّا مَا ذَكَرْتُمْ وَ أَقْرَرْتُمْ مِنِّي مِنَ الْأَمْرِ فِيمَا أَخَذَهُ اللَّهُ لِي وَ رَسُولُهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مِنَ الْبَيْعَةِ فِي أَرْبَعَةِ مَوَاطِنَ إِلَى أَنْ تَشَاغَلْتُ فِيمَا ذَكَرْتُمُوهُ وَ فَعَلْتُمْ وَ فَعَلَتْ قُرَيْشٌ وَ الْمُهَاجِرُونَ وَ الْأَنْصَارُ مَا فَعَلُوا إِلَى أَنْ عَقَدُوا الْأَمْرَ لِأَبِي بَكْرٍ، فَمَا تَقُولُونَ مَعَاشِرَ الْخَوَارِجِ هَلْ تُوجِبُونَ عَلَى آدَمَ إِذَا أَمَرَ اللَّهُ بِالسُّجُودِ لَهُ فَعَصَى اللَّهَ إِبْلِيسُ وَ خَالَفَهُ وَ لَمْ يَسْجُدْ لآِدَمَ أَنْ يَدْعُوَ إِبْلِيسَ إِلَى السُّجُودِ لَهُ ثَانِيَةً، فَقَالُوا: لَا، قَالَ: وَ لِمَ؟ قَالُوا: لِأَنَّ اللَّهَ أَمَرَ إِبْلِيسَ بِالسُّجُودِ فَعَصَى اللَّهَ وَ خَالَفَهُ وَ لَمْ يَفْعَلْ فَلَمْ يَجِبْ لِآدَمَ أَنْ يَدْعُوَهُ بَعْدَهَا.

قَالَ: فَهَذَا بَيْتُ اللَّهِ الْحَرَامُ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ أَمَرَ اللَّهُ النَّاسَ بِالْحَجِ‏ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا فَإِنْ تَرَكَ النَّاسُ الْحَجَّ وَ لَمْ يَحُجُّوا لِلْبَيْتِ كَفَرَ الْبَيْتُ أَوْ كَفَرَ النَّاسُ بِتَرْكِهِمْ مَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ الْحَجِّ إِلَيْهِ؟ قَالُوا: بَلْ كَفَرَ النَّاسُ، قَالَ: وَيْحَكُمْ مَعَاشِرَ الْخَوَارِجِ أَ تُعْذِرُونَ آدَمَ وَ تَقُولُونَ لَا يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَدْعُوَ إِبْلِيسَ إِلَى السُّجُودِ لَهُ بَعْدَ أَنْ أَمَرَ اللَّهُ بِذَلِكَ فَعَصَى، وَ خَالَفَ، وَ لَمْ يَفْعَلْ وَ إِنَّمَا أَمَرَهُ مَرَّةً وَاحِدَةً وَ لَا تُعْذِرُونَنِي وَ تَقُولُونَ: كَانَ يَجِبُ عَلَيْكَ أَنْ تَدْعُوَ النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ وَ قَدْ أَقْرَرْتُمْ أَنَّ الْمُسْلِمِينَ سَمَّوْنِي بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى‏

الهداية الكبرى، ص: 141

اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) أَخَذَ لِيَ الْبَيْعَةَ عَلَيْهِمْ فِي أَرْبَعَةِ مَوَاطِنَ، وَ هَذَا بَيْتُ اللَّهِ فَرِيضَةٌ، وَ الْإِمَامُ فَرِيضَةٌ، كَسَائِرِ الْفَرَائِضِ الَّتِي تُؤْتَى وَ لَا تُؤْتَى فَتُعْذِرُونَ الْبَيْتَ وَ تُعْذِرُونَ آدَمَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، وَ لَا تُعْذِرُونَنِي؟

فَقَالَ الْخَوَارِجُ: صَدَقْتَ وَ كَذَبْنَا، وَ الْحَقُّ وَ الْحُجَّةُ مَعَكَ.

ثُمَّ قَالَ:

2- وَ أَمَّا فِي يَوْمِ الْجَمَلِ بِمَا خَالَفْتُهُ فِي صِفِّينَ فَإِنَّ أَهْلَ الْجَمَلِ أَخَذُوا عَلَيْهِمْ بَيْعَتِي فَنَكَثُوا وَ خَرَجُوا عَنْ حَرَمِ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) إِلَى الْبَصْرَةِ وَ لَا إِمَامَ لَهُمْ وَ لَا دَارُ حَرْبٍ تَجْمَعُهُمْ، وَ إِنَّمَا خَرَجُوا مَعَ عَائِشَةَ زَوْجَةُ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) مَعَهُمْ لِإِكْرَاهِهَا لِبَيْعَتِي وَ قَدْ أَخْبَرَهَا رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بِأَنَّ خُرُوجَهَا خُرُوجُ بَغْيٍ وَ عُدْوَانٍ مِنْ أَجْلِ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ: يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ‏ وَ مَا مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ وَاحِدَةٌ أَتَتْ بِفَاحِشَةٍ غَيْرُهَا فَإِنَّ فَاحِشَتَهَا كَانَتْ عَظِيمَةً، أَوَّلُهَا خِلَافٌ لِلَّهِ فِيمَا أَمَرَهَا فِي قَوْلِهِ: وَ قَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَ لا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى‏ فَأَيُّ تَبَرُّجٍ أَعْظَمُ مِنْ خُرُوجِهَا وَ طَلْحَةَ وَ الزُّبَيْرِ وَ خَمْسَةٍ وَ عِشْرِينَ أَلْفاً مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى الْحَجِّ، وَ اللَّهِ مَا أَرَادُوا حَجّاً وَ لَا عُمْرَةً، وَ مَسِيرُهَا مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْبَصْرَةِ وَ إِشْعَالِهَا حَرْباً قُتِلَ فِيهِ طَلْحَةُ وَ الزُّبَيْرُ وَ خَمْسَةٌ وَ عِشْرُونَ أَلْفاً مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَ قَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّ اللَّهَ جَلَّ ذِكْرُهُ يَقُولُ: وَ مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها وَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ لَعَنَهُ وَ أَعَدَّ لَهُ عَذاباً عَظِيماً فَقُلْتُ لَكُمْ عِنْدَ مَا أَظْهَرَنَا اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ دَارُ حَرْبٍ تَجْمَعُهُمْ وَ لَا إِمَامٌ يُدَاوِي جِرَاحَهُمْ، وَ لَا يُعِيدُهُمْ إِلَى قِتَالِكُمْ مَرَّةً أُخْرَى، وَ لَوْ كُنْتُ أَحْلَلْتُ لَكُمْ سَبْيَ الذَّرَارِيِّ أَيُّكُمْ كَانَ يَأْخُذُ عَائِشَةَ زَوْجَةَ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فِي سَهْمِهِ؟

فَقَالُوا: صَدَقْتَ وَ اللَّهِ فِي جَوَابِكَ وَ أَصَبْتَ وَ أَخْطَأْنَا، وَ الْحَقُّ وَ الْحُجَّةُ لَكَ.

الهداية الكبرى، ص: 142

فَقَالَ لَهُمْ:

3- وَ أَمَّا قَوْلُكُمْ: أَجَبْتُكُمْ عِنْدَ رَفْعِ الْمَصَاحِفِ إِلَى أَنْ حَكَّمْتُمْ فِي دِينِ اللَّهِ الرِّجَالَ وَ كُنْتُ الْحَاكِمَ، فَمَا ذَا تَقُولُونَ أَيُّهَا الْخَوَارِجُ فِي أَلْفِ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَاتَلَهُمْ أَلْفَا رَجُلٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَوَلَّوْهُمُ الْأَدْبَارَ فَمَا هُمْ؟ قَالُوا كُفَّارٌ بِاللَّهِ لِأَنَّ الْمُسْلِمِينَ أَلْفُ رَجُلٍ عَلَى التَّمَامِ، وَ الْمُشْرِكُونَ أَلْفَا رَجُلٍ لَا يَزِيدُونَ، وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ‏ فَقَالَ لَهُمْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): فَإِنْ نَقَصَ مِنْ عَدَدِ الْأَلْفِ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَ الْكُفَّارِ عَلَى التَّمَامِ مَا هُمْ عِنْدَكُمْ؟ قَالُوا الْمُسْلِمُونَ مَعْذُورُونَ فِي ذَلِكَ، فَضَحِكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ثُمَّ قَالَ: وَيْحَكُمْ يَا مَعَاشِرَ الْخَوَارِجِ تُعْذِرُونَ تِسْعَمِائَةٍ وَ تِسْعَةً وَ تِسْعِينَ رَجُلًا فِي قِتَالِ أَلْفَيْ رَجُلٍ، وَ لَا تُعْذِرُونَنِي، وَ قَدِ الْتَقَانِي رِجَالُ ابْنِ هِنْدٍ فِي مِائَةٍ وَ عِشْرِينَ أَلْفاً مَا جَمَعَ حُكْمَ حَاكِمٍ، وَ قَدْ دَعَوْنَاهُمْ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ فَقَالُوا: دَعْنَا نُحَكِّمْ عَلَيْكَ مَنْ نَشَاءُ، وَ إِلَّا أَخْرَجْنَا أَنْفُسَنَا مِنَ الْفَرِيقَيْنِ وَ أَبْطَلْنَا الْحَكَمَيْنِ وَ ارتدونا [ارْتَدَدْنَا] عَنِ الدِّينِ وَ قَعَدْنَا عَنْ نُصْرَةِ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ: حَكِّمْ مَنْ هُوَ مِنْكَ وَ أَنْتَ مِنْهُ فَقُلْتُ لَكُمْ: اخْتَارُوا مَنْ شِئْتُمْ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، فَقُلْتُمْ: لَا يَحْكُمُ فِينَا مُضَرِيٌّ وَ لَا هَاشِمِيٌّ، فَأَعْرَضْتُمْ عَنِ الْمُهَاجِرِينَ وَ الَأَنْصَارِ وَ أَظْهَرْتُمْ مُخَالَفَتَكُمْ لِي، وَ كَتَبْتُمْ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ، وَ قَدْ قَعَدَ عَنْ نُصْرَتِنَا وَ هُوَ فَدْمٌ حِمَارٌ فَحَكَّمْتُمُوهُ وَ أَنَا أَنْصَحُ لَكُمْ، وَ أَقُولُ لَكُمْ اتَّقُوا اللَّهَ وَ لَا تُحَكِّمُوا عَلَيَّ أَحَداً. وَ إِنِّي الْحَاكِمُ عَلَيْكُمْ، وَ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّهَا خَدِيعَةٌ مِنْ مُعَاوِيَةَ، فَقُلْتُمْ اسْكُتْ وَ إِلَّا قَتَلْنَاكَ وَ سَلَّمْنَا هَذَا الْأَمْرَ إِلَى عَبْدٍ أَسْوَدَ وَ جَعَلْنَاهَا بَرْدَةً عَنِ الْإِسْلَامِ، فَمَنْ هُوَ أَوْلَى بِالْعُذْرِ؟ فَقَالُوا: أَنْتَ فَوَ اللَّهِ لَقَدْ أَصَبْتَ وَ صَدَقْتَ وَ أَخْطَأْنَا وَ الْحَقُّ مَعَكَ وَ الْحُجَّةُ لَكَ.

قَالَ لَهُمْ:

4- وَ أَمَّا قَوْلُكُمْ إِنِّي كَتَبْتُ كِتَاباً إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ صَخْرٍ فِيهِ بِسْمِ اللَّهِ‏

الهداية الكبرى، ص: 143

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* مِنْ عَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ صَخْرٍ فَأَيُّكُمْ يَا مَعَاشِرَ الْخَوَارِجِ شَهِدَ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فِي غَزَاةِ الْحُدَيْبِيَةِ وَ قَدْ أَمَرَنِي أَنْ أَكْتُبَ بَيْنَ يَدَيْهِ كِتَاباً إِلَى صَخْرِ بْنِ حَرْبٍ بِإِملَاءِ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ) فِيهِ‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى صَخْرِ بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ إِلَى آخِرِ الْكِتَابِ فَأَجَابُوهُ، وَ قَالُوا: نَعَمْ حَضَرْنَا ذَلِكَ الْكِتَابَ وَ أَنْتَ تَكْتُبُهُ لِأَبِي سُفْيَانَ صَخْرِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ أَ لَيْسَ عَلِمْتُمْ أَنَّ صَخْرَ بْنَ حَرْبٍ رَدَّهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ كَتَبَ إِلَيْهِ: أَمَّا الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ فَاسْمَانِ نَعْرِفُهُمَا بِالتَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِيلِ، وَ أَمَّا أَنْتَ يَا مُحَمَّدُ فَإِنَّا لَوْ أَقْرَرْنَا أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ وَ قَاتَلْنَاكَ فَقَدْ ظَلَمْنَاكَ فَاكْتُبْ بِاسْمِكَ وَ اسْمِ أَبِيكَ حَتَّى نُجِيبَكَ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): يَا عَلِيُّ اكْتُبْ‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى صَخْرِ بْنِ حَرْبٍ، ثُمَّ قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ، إِنْ مَحَوْتُ اسْمِي لِيَرُدَّ عَلَيَّ الْجَوَابَ فَاسْمِي لَا يُمْحَى فِي السَّمَاءِ وَ لَا فِي الْأَرْضِ، وَ لَا فِي الدُّنْيَا وَ لَا فِي الْآخِرَةِ، وَ إِنَّمَا أَرَادَ صَخْرُ بْنُ حَرْبٍ أَنْ لَا يُجِيبَ عَنِ الْكِتَابِ وَ كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ الطَّاهِرِينَ) إِلَى الْآبَاءِ وَ كَتَبْتُ أَنَا إِلَى الْأَبْنَاءِ تَأَسِّياً بِرَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ قَالُوا: صَدَقْتَ وَ أَصَبْتَ وَ أَخْطَأْنَا وَ الْحَقُّ وَ الْحُجَّةُ لَكَ.

قَالَ لَهُمْ:

5- وَ أَمَّا قَوْلُكُمْ: إِنِّي قُلْتُ هَذَا كِتَابُ اللَّهِ فَاحْكُمُوا بِهِ وَ اتْلُوهُ مِنْ فَاتِحَتِهِ إِلَى خَاتِمَتِهِ، فَإِنْ وَجَدْتُمُونِي أَثْبَتَ بِكِتَابِ اللَّهِ مِنْ مُعَاوِيَةَ فَأَثْبِتُونِي وَ إِنْ وَجَدْتُمْ مُعَاوِيَةَ أَثْبَتَ مِنِّي فَأَثْبِتُوهُ فَوَ اللَّهِ يَا مَعَاشِرَ الْخَوَارِجِ مَا قُلْتُ لَكُمْ هَذَا إِلَّا بَعْدَ أَنْ تَيَقَّنْتُ أَنَّ الرَّيْنَ اسْتَوْلَى عَلَى قُلُوبِكُمْ وَ الشَّيْطَانَ قَدِ اسْتَحْوَذَ عَلَيْكُمْ وَ أَنَّكُمْ قَدْ نَسِيتُمُ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ، وَ نَسِيتُمْ حَقِّي وَ خَلَا بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ، وَ قُلْتُمْ مَا لَنَا إِلَّا أَنْ نَنْظُرَ فِي كِتَابِ اللَّهِ فِي عَلِيٍّ وَ مُعَاوِيَةَ، فَمَنْ قَرُبَ إِلَى‏

الهداية الكبرى، ص: 144

الْحَقِّ كَانَ أَوْلَى بِهِ وَ كُنَّا مَعَهُ فَوَ اللَّهِ يَا مَعَاشِرَ الْخَوَارِجِ، إِنْ لَمْ يَكُنْ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَّا قَوْلُهُ: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى‏ وَ قَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّهَ لَمْ يَكُنْ أَقْرَبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) مِنِّي وَ مِنِ ابْنَتِهِ فَاطِمَةَ وَ مِنِ ابْنِيَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ، لَكَانَ هَذَا حَسْبِي بِهَذِهِ الْآيَةِ فَضْلًا عِنْدَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي أَنْ لَمْ أَسْأَلْكُمْ أَجْراً عَلَى مَا هَدَاكُمُ اللَّهُ وَ أَنْقَذَكُمْ مِنْ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ، وَ جَعَلَكُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ، وَ جَعَلَ الشَّفَاعَةَ وَ الْحَوْضَ لِرَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فِيكُمْ إِلَّا مَوَدَّتَنَا لَكَانَ فِي ذَلِكَ فَضْلٌ عَظِيمٌ، هَذَا وَ قَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى قَدْ أَنْزَلَ فِي حَقِّي‏ إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ‏ وَ مَا أَحَدٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ زَكَّى فِي رُكُوعِهِ غَيْرِي فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) جَاءَنِي بِخَاتَمٍ أَنْزَلَهُ جِبْرِيلُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَمْ يَصُغْهُ صَائِغٌ عَلَيْهِ يَاقُوتَةٌ مَكْتُوبٌ عَلَيْهَا اللَّهُ الْمُلْكَ* فَتَخَتَّمْتُ بِهِ وَ خَرَجْتُ إِلَى مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ فَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ شُكْراً لِلَّهِ عَلَى تِلْكَ الْمَوْهِبَةِ فَأَتَانِي آتٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ فِي الصَّلَاةِ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ وَ قَالَ: هَلْ مِنْ زَكَاةٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ تُوصِلُهَا إِلَيَّ يَشْكُرُهَا اللَّهُ لَكَ وَ يُجَازِيكَ عَنْهَا فَوَهَبْتُ ذَلِكَ الْخَاتَمَ لَهُ وَ مَا كَانَ فِي الدُّنْيَا أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ الْخَاتَمِ وَ النَّاسُ يَنْظُرُونَ وَ أَتْمَمْتُ صَلَاتِي وَ جَلَسْتُ أُسَبِّحُ اللَّهَ وَ أَحْمَدُهُ وَ أَشْكُرُهُ حَتَّى دَخَلْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، فَضَمَّنِي إِلَيْهِ وَ قَبَّلَنِي عَلَى بُلْجَةِ وَجْهِي، وَ قَالَ: هَنَّأَكَ اللَّهُ يَا أَبَا الْحَسَنِ وَ هَنَّأَنِي كَرَامَةً لِي فِيكَ وَ عَيْنَاهُ تَهْمِلَانِ بِالدُّمُوعِ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ وَ مَا يَلِيهَا وَ قَالَ لَهُمْ وَ لِي آيَةَ الْخُمُسِ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَلَى سَائِرِ الْمُسْلِمِينَ، وَ هِيَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ:

وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى‏ وَ الْيَتامى‏ وَ الْمَساكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ‏ وَ قَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّ اللَّهَ (لَنْ يَنَالَ‏ لُحُومُها وَ لا دِماؤُها وَ لكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى‏ مِنْكُمْ‏ ) فَمَا هُوَ الله [لِلَّهِ‏] مِنْ خُمُسِ الْغَنَائِمِ إِلَى مَنْ يُرَدُّ؟ قَالُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، قَالَ فَمَا هُوَ لِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ‏

الهداية الكبرى، ص: 145

إِذَا قُبِضَ الرَّسُولُ إِلَى مَنْ يُرَدُّ؟ قَالُوا إِلَى أُولِي الْقُرْبَى مِنَ الرَّسُولِ وَ الْيَتَامَى وَ الْمَسَاكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ قَالَ: وَ الْيَتِيمُ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ الْمَسَاكِينُ إِذَا اسْتَغْنَوْا وَ ابْنُ السَّبِيلِ إِذَا لَمْ يَحْتَجْ، إِلَى مَنْ يُرَدُّ مَالُهُمْ؟ قَالُوا إِلَى ذَوِي الْقُرْبَى مِنَ الرَّسُولِ، قَالَ: فَقَدْ عَلِمْتُمْ مَعَاشِرَ الْخَوَارِجِ أَنَّ مَا غَنِمْتُمْ مِنْ غَنِيمَةٍ مِنْ جِهَادٍ أَوْ فِي احْتِرَافٍ أَوْ فِي مَكْسَبٍ أَوْ مَقْرَضِ الْخَيَّاطِ أَوْ مِنْ غُنْمٍ يُكْسَبُ فَهُوَ لِي، وَ الْحُكْمُ لِي فِيهِ وَ لَيْسَ لِأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَيَّ حَقٌّ، وَ أَنَا شَرِيكُ كُلِّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ فِي كُلِّ مَا اكْتَسَبَهُ فَإِنْ وَفَّانِي حَقَّ اللَّهِ الَّذِي فَرَضَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ كَانَ مُتَمَثِّلًا لِأَمْرِ اللَّهِ وَ مَا أَنْزَلَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَ مَنْ بَخَسَنِي حَقِّي كَانَتْ ظُلَامَتِي عِنْدَهُ إِلَى أَنْ‏ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَ هُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ‏ قَالُوا: صَدَقْتَ وَ بَرَرْتَ وَ أَصَبْتَ وَ أَخْطَأْنَا وَ الْحَقُّ وَ الْحُجَّةُ لَكَ.

قَالَ هَذَا هُوَ الْجَوَابُ عَنْ آخِرِ سُؤَالِكُم قَالُوا: صَدَقْتَ، وَ انْحَرَفَتْ إِلَيْهِ طَائِفَةٌ كَانَتِ اسْتَجَابَتْ إِلَّا الْأَرْبَعَةَ آلَافٍ الَّذِينَ مَرَقُوا، فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نُقَاتِلُهُمْ مَعَكَ فَقَالَ: لَا، قِفُوا لَا مَعَنَا وَ لَا عَلَيْنَا، وَ انْظُرُوا إِلَى نُفُوذِ حُكْمِ اللَّهِ فِيهِمْ.

ثُمَّ صَاحَ بِهِمْ ثَلَاثاً، فَسَمِعَ جَمِيعُهُمْ: هَلْ أَنْتُمْ مُنِيبُونَ؟ هَلْ أَنْتُمْ رَاجِعُونَ؟ فَقَالُوا بِأَجْمَعِهِمْ: عَنْ قِتَالِكَ، لَا.

فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: وَ اللَّهِ لَوْ لَا أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ تَتْرُكُوا الْعَمَلَ وَ تَتَّكِلُوا عَلَيَّ بِالْفَضْلِ لِمَنْ قَاتَلَ لَمَا قَاتَلَ هَؤُلَاءِ غَيْرِي، وَ كَانَ لِي مِنَ اللَّهِ الْفَضْلُ عِنْدَهُ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ فَشُدُّوا عَلَيْهِمْ فَإِنِّي شَادٌّ فَكَانُوا كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ‏ أَوْ كَيَوْمٍ‏ فَقالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا فَمَاتُوا.

فَلَمَّا أَخَذُوا قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) مَنْ قُتِلَ مِنْكُمْ؟ فَلَنْ يُقْتَلَ إِلَّا تِسْعَةٌ، وَ لَمْ يَسْلَمْ مِنْهُمْ إِلَّا تِسْعَةٌ، فَقَدُوا مَنْ قُتِلَ مِنْهُمْ وَ نَجَا فَلَمْ يَنْجُ إِلَّا تِسْعَةٌ، وَ عَدُّوا أَصْحَابَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمَقْتُولِينَ فَوَجَدُوهُمْ تِسْعَةً.

الهداية الكبرى، ص: 146

قَالَ: وَ فَالِقِ الْحَبَّةِ وَ بَارِئِ النَّسَمَةِ مَا كَذَبْتُ وَ لَا كُذِبْتُ وَ لَا ضَلَلْتُ وَ لَا أُضْلِلْتُ وَ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي، بَيَّنَهَا لِنَبِيِّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فَبَيَّنَهَا نَبِيُّهُ لِي.

ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: هَلْ وَجَدْتُمْ ذَا الثُّدَيَّةِ فِي الْقَتْلَى؟ قَالُوا: لَا، قَالَ:

ائْتُوني بِالْبَغْلَةِ، فَقُدِّمَتْ إِلَيْهِ بَغْلَةُ رَسُولِ اللَّهِ الدُّلْدُلُ، فَرَكِبَهَا وَ سَارَ فِي مَصَارِعِهِمْ، فَوَقَفَتْ بِهِ الْبَغْلَةُ وَ هَمْهَمَتْ وَ هَزَّتْ ذَنَبَهَا فَتَبَسَّمَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامَ)، وَ قَالَ: وَيْحَكُمْ هَذِهِ الْبَغْلَةُ تُخْبِرُنِي أَنَّ ذَا الثُّدَيَّةِ حُرْقُوصاً (لَعَنَهُ اللَّهُ) تَحْتَ هَؤُلَاءِ الْقَتْلَى فَابْحَثُوا عَلَيْهِ فَإِذَا هُوَ فِي رُكْنٍ قَدْ دَفَنَ نَفْسَهُ تَحْتَ الْقَتْلَى فَأَخْرَجُوهُ وَ كَشَفُوا عَنْ أَثْوَابِهِ فَإِذَا هُوَ فِي صُورَةٍ عَظِيمَةٍ حَوْلَ حَلَمَتِهِ شَعَرَاتٌ كَشَوْكِ الشَّيْهَمِ، وَ الشَّيْهَمُ ذَكَرُ الْقَنَافِذِ، قَالَ: مُدُّوا حَلَمَتَهُ فَمَدُّوهَا فَبَلَغَتْ أَطْرَافَ أَنَامِلِ رِجْلَيْهِ، ثُمَّ أَطْلَقُوهَا فَصَارَتْ فِي صَدْرِهِ، فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): الْحَمْدُ لِلَّهِ يَا عَدُوَّ اللَّهِ الَّذِي قَتَلَكَ، وَ عَجَّلَ بِكَ، وَ بِأَصْحَابِكَ إِلَى النَّارِ، فَقَتَلُوهُ لَعَنَهُ اللَّهُ، وَ هُوَ جَدُّ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ لَعَنَهُ اللَّهُ. وَ قَدْ كَانَتِ الْخَوَارِجُ خَرَجُوا إِلَيْهِ قَبْلَ ذَلِكَ بِحَرُورَاءَ فِي جَانِبِ الْكُوفَةِ وَ هُوَ غَرْبِيُّ الْفُرَاتِ فِي اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ رَجُلٍ فَأَتَاهُ الْخَبَرُ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ فِي جُمْلَةِ النَّاسِ وَ عَلَيْهِ مُلَاءَةُ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، وَ مَعَهُ بَغْلَةُ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فَقَالَ لَهُ النَّاسُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ تَخْرُجُ إِلَيْهِمْ فِي جُمْلَةِ النَّاسِ فِي مُلَاءَةٍ، وَ الْقَوْمُ شَاكُونَ سِلَاحَهُمْ؟ فَقَالَ:

صفحه بعد