کتابخانه روایات شیعه
يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَ قَدْ خَلَتْ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ سُنَّةٌ 1306 وَ مَضَى فِيهِمْ مِنَ اللَّهِ حُكْمٌ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ وَ اعْقِلُوهُ 1307 إِذَا سَمِعْتُمُوهُ عَقْلَ رِعَايَةٍ وَ لَا تَعْقِلُوهُ عَقْلَ رِوَايَةٍ فَإِنَّ رُوَاةَ الْكِتَابِ كَثِيرٌ وَ رُعَاتَهُ قَلِيلٌ وَ اللَّهُ الْمُسْتَعانُ
جوابه ع عن مسائل سئل عنها في خبر طويل كتبنا منه موضع الحاجة
بَعَثَ مُعَاوِيَةُ رَجُلًا مُتَنَكِّراً يَسْأَلُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع عَنْ مَسَائِلَ سَأَلَهُ عَنْهَا مَلِكُ الرُّومِ فَلَمَّا دَخَلَ الْكُوفَةَ وَ خَاطَبَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنْكَرَهُ فَقَرَّرَهُ فَاعْتَرَفَ لَهُ بِالْحَالِ 1308 فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع قَاتَلَ اللَّهُ ابْنَ آكِلَةِ الْأَكْبَادِ مَا أَضَلَّهُ وَ أَضَلَّ مَنْ مَعَهُ قَاتَلَهُ اللَّهُ لَقَدْ أَعْتَقَ جَارِيَةً مَا أَحْسَنَ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا حَكَمَ اللَّهُ بَيْنِي وَ بَيْنَ هَذِهِ الْأُمَّةِ قَطَعُوا رَحِمِي وَ صَغَّرُوا عَظِيمَ مَنْزِلَتِي وَ أَضَاعُوا أَيَّامِي عَلَيَّ بِالْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ وَ مُحَمَّدٍ فَدُعُوا فَقَالَ ع يَا أَخَا أَهْلِ الشَّامِ هَذَانِ ابْنَا رَسُولِ اللَّهِ ص وَ هَذَا ابْنِي فَاسْأَلْ أَيَّهُمْ أَحْبَبْتَ فَقَالَ الشَّامِيُّ أَسْأَلُ هَذَا يَعْنِي الْحَسَنَ ع 1309 ثُمَّ قَالَ
كَمْ بَيْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ وَ كَمْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ وَ كَمْ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ عَنْ هَذَا الْمَحْوِ الَّذِي فِي الْقَمَرِ وَ عَنْ قَوْسِ قُزَحَ وَ عَنْ هَذِهِ الْمَجَرَّةِ وَ عَنْ أَوَّلِ شَيْءٍ انْتَضَحَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ وَ عَنْ أَوَّلِ شَيْءٍ اهْتَزَّ عَلَيْهَا وَ عَنِ الْعَيْنِ الَّتِي تَأْوِي إِلَيْهَا أَرْوَاحُ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُشْرِكِينَ 1310 وَ عَنِ الْمُؤَنَّثِ وَ عَنْ عَشَرَةِ أَشْيَاءَ بَعْضُهَا أَشَدُّ مِنْ بَعْضٍ فَقَالَ الْحَسَنُ ع يَا أَخَا أَهْلِ الشَّامِ بَيْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ أَرْبَعُ أَصَابِعَ مَا رَأَيْتَ بِعَيْنَيْكَ فَهُوَ الْحَقُّ وَ قَدْ تَسْمَعُ بِأُذُنَيْكَ بَاطِلًا كَثِيراً وَ بَيْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ وَ مَدُّ الْبَصَرِ 1311 فَمَنْ قَالَ غَيْرَ هَذَا فَكَذِّبْهُ وَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ يَوْمٌ مُطَّرِدٌ لِلشَّمْسِ تَنْظُرُ إِلَى الشَّمْسِ حِينَ تَطْلُعُ وَ تَنْظُرُ إِلَيْهَا حِينَ تَغْرُبُ مَنْ قَالَ غَيْرَ هَذَا فَكَذِّبْهُ وَ أَمَّا هَذِهِ الْمَجَرَّةُ فَهِيَ أَشْرَاجُ السَّمَاءِ مَهْبِطُ الْمَاءِ الْمُنْهَمِرِ عَلَى نُوحٍ ع 1312 وَ أَمَّا قَوْسُ قُزَحَ فَلَا تَقُلْ قُزَحَ فَإِنَّ قُزَحَ شَيْطَانٌ وَ لَكِنَّهَا قَوْسُ اللَّهِ وَ أَمَانٌ مِنَ الْغَرَقِ 1313 وَ أَمَّا الْمَحْوُ الَّذِي فِي الْقَمَرِ فَإِنَّ ضَوْءَ الْقَمَرِ كَانَ مِثْلَ ضَوْءِ الشَّمْسِ فَمَحَاهُ اللَّهُ وَ قَالَ فِي كِتَابِهِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَ جَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً 1314 وَ أَمَّا أَوَّلُ شَيْءٍ انْتَضَحَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ فَهُوَ وَادِي دَلَسٍ 1315 وَ أَمَّا أَوَّلُ شَيْءٍ اهْتَزَّ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ فَهِيَ النَّخْلَةُ وَ أَمَّا الْعَيْنُ الَّتِي تَأْوِي إِلَيْهَا أَرْوَاحُ الْمُؤْمِنِينَ فَهِيَ عَيْنٌ يُقَالُ
لَهَا سَلْمَى 1316 وَ أَمَّا الْعَيْنُ الَّتِي تَأْوِي إِلَيْهَا أَرْوَاحُ الْكَافِرِينَ فَهِيَ عَيْنٌ يُقَالُ لَهَا بَرَهُوتُ 1317 وَ أَمَّا الْمُؤَنَّثُ فَإِنْسَانٌ لَا يُدْرَى امْرَأَةٌ هُوَ أَوْ رَجُلٌ فَيُنْتَظَرُ بِهِ الْحُلُمُ فَإِنْ كَانَتِ امْرَأَةً بَانَتْ ثَدْيَاهَا وَ إِنْ كَانَ رَجُلًا خَرَجَتْ لِحْيَتُهُ 1318 وَ إِلَّا قِيلَ لَهُ يَبُولُ عَلَى الْحَائِطِ فَإِنْ أَصَابَ الْحَائِطَ بَوْلُهُ فَهُوَ رَجُلٌ وَ إِنْ نَكَصَ كَمَا يَنْكُصُ بَوْلُ الْبَعِيرِ فَهِيَ امْرَأَةٌ وَ أَمَّا عَشَرَةُ أَشْيَاءَ بَعْضُهَا أَشَدُّ مِنْ بَعْضٍ فَأَشَدُّ شَيْءٍ خَلَقَ اللَّهُ الْحَجَرُ وَ أَشَدُّ مِنَ الْحَجَرِ الْحَدِيدُ وَ أَشَدُّ مِنَ الْحَدِيدِ النَّارُ وَ أَشَدُّ مِنَ النَّارِ الْمَاءُ وَ أَشَدُّ مِنَ الْمَاءِ السَّحَابُ وَ أَشَدُّ مِنَ السَّحَابِ الرِّيحُ وَ أَشَدُّ مِنَ الرِّيحِ الْمَلَكُ وَ أَشَدُّ مِنَ الْمَلَكِ مَلَكُ الْمَوْتِ وَ أَشَدُّ مِنْ مَلَكِ الْمَوْتِ الْمَوْتُ وَ أَشَدُّ مِنَ الْمَوْتِ أَمْرُ اللَّهِ 1319 قَالَ الشَّامِيُّ أَشْهَدُ أَنَّكَ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ أَنَّ عَلِيّاً وَصِيُّ مُحَمَّدٍ ثُمَّ كَتَبَ هَذَا الْجَوَابَ وَ مَضَى بِهِ إِلَى مُعَاوِيَةَ وَ أَنْفَذَهُ مُعَاوِيَةُ إِلَى ابْنِ الْأَصْفَرِ 1320 فَلَمَّا أَتَاهُ قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ هَذَا لَيْسَ مِنْ عِنْدِ مُعَاوِيَةَ وَ لَا هُوَ إِلَّا مِنْ مَعْدِنِ النُّبُوَّةِ 1321 .
كلامه ع في الاستطاعة
كَتَبَ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْبَصْرِيُ 1322 إِلَى أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ع أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّكُمْ مَعْشَرَ بَنِي هَاشِمٍ الْفُلْكُ الْجَارِيَةُ فِي اللُّجَجِ الْغَامِرَةِ وَ الْأَعْلَامُ النَّيِّرةُ الشَّاهِرَةُ أَوْ كَسَفِينَةِ نُوحٍ ع الَّتِي نَزَلَهَا الْمُؤْمِنُونَ وَ نَجَا فِيهَا الْمُسْلِمُونَ كَتَبْتُ إِلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ عِنْدَ اخْتِلافِنَا فِي الْقَدَرِ وَ حَيْرَتِنَا فِي الِاسْتِطَاعَةِ فَأَخْبِرْنَا بِالَّذِي عَلَيْهِ رَأْيُكَ وَ رَأْيُ آبَائِكَ ع فَإِنَّ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عِلْمَكُمْ وَ أَنْتُمْ شُهَدَاءُ عَلَى النَّاسِ وَ اللَّهُ الشَّاهِدُ عَلَيْكُمْ- ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ فَأَجَابَهُ الْحَسَنُ ع بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَصَلَ إِلَيَّ كِتَابُكَ وَ لَوْ لَا مَا ذَكَرْتَهُ مِنْ حَيْرَتِكَ وَ حَيْرَةِ مَنْ مَضَى قَبْلَكَ إِذاً مَا أَخْبَرْتُكَ أَمَّا بَعْدُ فَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَ شَرِّهِ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ فَقَدْ كَفَرَ وَ مَنْ أَحَالَ الْمَعَاصِيَ عَلَى اللَّهِ فَقَدْ فَجَرَ إِنَّ اللَّهَ لَمْ يُطَعْ مُكْرِهاً وَ لَمْ يُعْصَ مَغْلُوباً وَ لَمْ يُهْمِلِ الْعِبَادَ سُدًى مِنَ الْمَمْلَكَةِ بَلْ هُوَ الْمَالِكُ لِمَا مَلَّكَهُمْ وَ الْقَادِرُ عَلَى مَا عَلَيْهِ أَقْدَرَهُمْ بَلْ أَمَرَهُمْ تَخْيِيراً وَ نَهَاهُمْ تَحْذِيراً فَإِنِ ائْتَمَرُوا بِالطَّاعَةِ لَمْ يَجِدُوا عَنْهَا صَادّاً وَ إِنِ انْتَهَوْا إِلَى مَعْصِيَةٍ فَشَاءَ أَنْ يَمُنَّ عَلَيْهِمْ بِأَنْ يَحُولَ بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَهَا فَعَلَ وَ إِنْ لَمْ يَفْعَلْ فَلَيْسَ هُوَ الَّذِي حَمَلَهُمْ عَلَيْهَا جَبْراً وَ لَا أُلْزِمُوهَا كَرْهاً بَلْ مَنَّ عَلَيْهِمْ بِأَنْ بَصَّرَهُمْ وَ عَرَّفَهُمْ وَ حَذَّرَهُمْ وَ أَمَرَهُمْ وَ نَهَاهُمْ لَا جَبْلًا لَهُمْ عَلَى مَا أَمَرَهُمْ بِهِ فَيَكُونُوا كَالْمَلَائِكَةِ وَ لَا جَبْراً لَهُمْ عَلَى مَا نَهَاهُمْ عَنْهُ وَ لِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ - وَ السَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى 1323 .
موعظة
اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْكُمْ عَبَثاً وَ لَيْسَ بِتَارِكِكُمْ سُدًى كَتَبَ آجَالَكُمْ وَ قَسَمَ بَيْنَكُمْ مَعَايِشَكُمْ لِيَعْرِفَ كُلُّ ذِي لُبٍّ مَنْزِلَتَهُ وَ أَنَّ مَا قُدِّرَ لَهُ أَصَابَهُ وَ مَا صُرِفَ عَنْهُ فَلَنْ يُصِيبَهُ قَدْ كَفَاكُمْ مَئُونَةَ الدُّنْيَا وَ فَرَغَكُمْ لِعِبَادَتِهِ وَ حَثَّكُمْ عَلَى الشُّكْرِ وَ افْتَرَضَ عَلَيْكُمُ الذِّكْرَ وَ أَوْصَاكُمْ بِالتَّقْوَى وَ جَعَلَ التَّقْوَى مُنْتَهَى رِضَاهُ وَ التَّقْوَى بَابُ كُلِّ تَوْبَةٍ وَ رَأْسُ كُلِّ حِكْمَةٍ وَ شَرَفُ كُلِّ عَمَلٍ بِالتَّقْوَى فَازَ مَنْ فَازَ مِنَ الْمُتَّقِينَ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى- إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً 1324 وَ قَالَ وَ يُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ 1325 فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً مِنَ الْفِتَنِ وَ يُسَدِّدْهُ فِي أَمْرِهِ وَ يُهَيِّئْ لَهُ رُشْدَهُ وَ يُفْلِجْهُ بِحُجَّتِهِ وَ يُبَيِّضْ وَجْهَهُ وَ يُعْطِهِ رَغْبَتَهُ- مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً
خطبته ع حين قال له معاوية بعد الصلح اذكر فضلنا
حَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ وَ صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَ آلِهِ 1326 ثُمَّ قَالَ مَنْ عَرَفَنِي فَقَدْ عَرَفَنِي وَ مَنْ لَمْ يَعْرِفْنِي فَأَنَا الْحَسَنُ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ أَنَا ابْنُ الْبَشِيرِ النَّذِيرِ أَنَا ابْنُ الْمُصْطَفَى بِالرِّسَالَةِ أَنَا ابْنُ مَنْ صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ أَنَا ابْنُ مَنْ شُرِّفَتْ بِهِ الْأُمَّةُ أَنَا ابْنُ مَنْ كَانَ جَبْرَئِيلُ السَّفِيرَ مِنَ اللَّهِ إِلَيْهِ أَنَا ابْنُ مَنْ بُعِثَ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَجْمَعِينَ فَلَمْ يَقْدِرْ مُعَاوِيَةُ أَنْ يَكْتُمَ عَدَاوَتَهُ وَ حَسَدَهُ فَقَالَ يَا حَسَنُ عَلَيْكَ بِالرُّطَبِ فَانْعَتْهُ لَنَا قَالَ نَعَمْ يَا مُعَاوِيَةُ الرِّيحُ تَلْقَحُهُ وَ الشَّمْسُ تَنْفُخُهُ وَ الْقَمَرُ يُلَوِّنُهُ وَ الْحَرُّ
يُنْضِجُهُ وَ اللَّيْلُ يُبَرِّدُهُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى مَنْطِقِهِ فَقَالَ أَنَا ابْنُ الْمُسْتَجَابِ الدَّعْوَةِ أَنَا ابْنُ مَنْ كَانَ مِنْ رَبِّهِ كَقَابِ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى أَنَا ابْنُ الشَّفِيعِ الْمُطَاعِ أَنَا ابْنُ مَكَّةَ وَ مِنَى أَنَا ابْنُ مَنْ خَضَعَتْ لَهُ قُرَيْشٌ رَغْماً أَنَا ابْنُ مَنْ سَعِدَ تَابِعُهُ وَ شَقِيَ خَاذِلُهُ أَنَا ابْنُ مَنْ جُعِلَتِ الْأَرْضُ لَهُ طَهُوراً وَ مَسْجِداً أَنَا ابْنُ مَنْ كَانَتْ أَخْبَارُ السَّمَاءِ إِلَيْهِ تَتْرَى 1327 أَنَا ابْنُ مَنْ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً فَقَالَ مُعَاوِيَةُ أَظُنُّ نَفْسَكَ يَا حَسَنُ تُنَازِعُكَ إِلَى الْخِلَافَةِ فَقَالَ وَيْلَكَ يَا مُعَاوِيَةُ إِنَّمَا الْخَلِيفَةُ مَنْ سَارَ بِسِيرَةِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ عَمِلَ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَ لَعَمْرِي إِنَّا لَأَعْلَامُ الْهُدَى وَ مَنَارُ التُّقَى وَ لَكِنَّكَ يَا مُعَاوِيَةُ مِمَّنْ أَبَارَ السُّنَنَ وَ أَحْيَا الْبِدَعَ وَ اتَّخَذَ عِبَادَ اللَّهِ خَوَلًا 1328 وَ دِينَ اللَّهِ لَعِباً فَكَأَنْ قَدْ أُخْمِلَ مَا أَنْتَ فِيهِ فَعِشْتَ يَسِيراً وَ بَقِيَتْ عَلَيْكَ تَبِعَاتُهُ يَا مُعَاوِيَةُ وَ اللَّهِ لَقَدْ خَلَقَ اللَّهُ مَدِينَتَيْنِ إِحْدَاهُمَا بِالْمَشْرِقِ وَ الْأُخْرَى بِالْمَغْرِبِ اسْمَاهُمَا جَابَلْقَا وَ جَابَلْسَا مَا بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِمَا أَحَداً غَيْرَ جَدِّي رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالَ مُعَاوِيَةُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَخْبِرْنَا عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ قَالَ نَعَمْ عَنْ مِثْلِ هَذَا فَاسْأَلْ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ سَبْعاً وَ الْأَرَضِينَ سَبْعاً وَ الْجِنَّ مِنْ سَبْعٍ وَ الْإِنْسَ مِنْ سَبْعٍ فَتَطْلُبُ مِنْ لَيْلَةِ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِينَ إِلَى لَيْلَةِ سَبْعٍ وَ عِشْرِينَ ثُمَّ نَهَضَ ع.
و روي عنه ع في قصار هذه المعاني
قَالَ ع مَا تَشَاوَرَ قَوْمٌ إِلَّا هُدُوا إِلَى رُشْدِهِمْ.
وَ قَالَ ع اللُّؤْمُ أَنْ لَا تَشْكُرَ النِّعْمَةَ.
وَ قَالَ ع لِبَعْضِ وُلْدِهِ يَا بُنَيَّ لَا تُؤَاخِ أَحَداً حَتَّى تَعْرِفَ مَوَارِدَهُ وَ مَصَادِرَهُ فَإِذَا اسْتَنْبَطْتَ الْخِبْرَةَ 1329 وَ رَضِيتَ الْعِشْرَةَ فَآخِهِ عَلَى إِقَالَةِ الْعَثْرَةِ وَ الْمُوَاسَاةِ فِي الْعُسْرَةِ.
وَ قَالَ ع لَا تُجَاهِدِ الطَّلَبَ جِهَادَ الْغَالِبِ وَ لَا تَتَّكِلْ عَلَى الْقَدَرِ اتِّكَالَ الْمُسْتَسْلِمِ-
فَإِنَّ ابْتِغَاءَ الْفَضْلِ مِنَ السُّنَّةِ وَ الْإِجْمَالَ فِي الطَّلَبِ مِنَ الْعِفَّةِ وَ لَيْسَتِ الْعِفَّةُ بِدَافِعَةٍ رِزْقاً وَ لَا الْحِرْصُ بِجَالِبٍ فَضْلًا فَإِنَّ الرِّزْقَ مَقْسُومٌ وَ اسْتِعْمَالَ الْحِرْصِ اسْتِعْمَالُ الْمَأْثَمِ.
وَ قَالَ ع الْقَرِيبُ مَنْ قَرَّبَتْهُ الْمَوَدَّةُ وَ إِنْ بَعُدَ نَسَبُهُ وَ الْبَعِيدُ مَنْ بَاعَدَتْهُ الْمَوَدَّةُ وَ إِنْ قَرُبَ نَسَبُهُ لَا شَيْءَ أَقْرَبُ مِنْ يَدٍ إِلَى جَسَدٍ وَ إِنَّ الْيَدَ تُفَلُّ فَتُقْطَعُ وَ تُحْسَمُ 1330 .
وَ قَالَ ع مَنِ اتَّكَلَ عَلَى حُسْنِ الِاخْتِيَارِ مِنَ اللَّهِ لَهُ لَمْ يَتَمَنَ 1331 أَنَّهُ فِي غَيْرِ الْحَالِ الَّتِي اخْتَارَهَا اللَّهُ لَهُ.
وَ قَالَ ع الْعَارُ أَهْوَنُ مِنَ النَّارِ.
وَ قَالَ ع الْخَيْرُ الَّذِي لَا شَرَّ فِيهِ الشُّكْرُ مَعَ النِّعْمَةِ وَ الصَّبْرُ عَلَى النَّازِلَةِ.
وَ قَالَ ع لِرَجُلٍ أَبَلَّ مِنْ عِلَّةٍ 1332 إِنَّ اللَّهَ قَدْ ذَكَرَكَ فَاذْكُرْهُ وَ أَقَالَكَ فَاشْكُرْهُ.
وَ قَالَ ع عِنْدَ صُلْحِهِ لِمُعَاوِيَةَ إِنَّا وَ اللَّهِ مَا ثَنَانَا عَنْ أَهْلِ الشَّامِ شَكٌّ وَ لَا نَدَمٌ وَ إِنَّمَا كُنَّا نُقَاتِلُ أَهْلَ الشَّامِ بِالسَّلَامَةِ وَ الصَّبْرِ فَسُلِبَتِ السَّلَامَةُ بِالْعَدَاوَةِ وَ الصَّبْرُ بِالْجَزَعِ وَ كُنْتُمْ فِي مُنْتَدَبِكُمْ إِلَى صِفِّينَ وَ دِينُكُمْ أَمَامَ دُنْيَاكُمْ وَ قَدْ أَصْبَحْتُمُ الْيَوْمَ وَ دُنْيَاكُمْ أَمَامَ دِينِكُمْ 1333 .
وَ قَالَ ع مَا أَعْرِفُ أَحَداً إِلَّا وَ هُوَ أَحْمَقُ فِيمَا بَيْنَهُ وَ بَيْنَ رَبِّهِ.
وَ قِيلَ لَهُ فِيكَ عَظَمَةٌ فَقَالَ ع بَلْ فِيَّ عِزَّةٌ قَالَ اللَّهُ وَ لِلَّهِ الْعِزَّةُ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ 1334 .