کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تحف العقول

[المقدمات‏] الإهداء كلمة طيبة [من مديرية المكتبة العامرة] ما هي تحف العقول؟ [مقدمة المحقق‏] المؤلّف و الثناء عليه‏ (أقوال العلماء حول المؤلّف و تأليفه) * (مصادر التصحيح و التعليق)* (فهرست المطالب) مقدمة المؤلف‏ ما روي عن النبي ص في طوال هذه المعاني‏ وصيته لأمير المؤمنين ع‏ وصية أخرى إلى أمير المؤمنين ع مختصرة وصية له أخرى إلى أمير المؤمنين ع‏ و من حكمه ص و كلامه‏ وصيته ص لمعاذ بن جبل‏ لما بعثه إلى اليمن‏ و من كلامه ص‏ ذكره ص العلم و العقل و الجهل‏ موعظة خطبته ص في حجة الوداع‏ و روي عنه ص في قصار هذه المعاني‏ باب ما روي عن أمير المؤمنين ع‏ خطبته ع في إخلاص التوحيد كتابه إلى ابنه الحسن ع‏ وصيته لابنه الحسين ع‏ خطبته المعروفة بالوسيلة آدابه ع لأصحابه و هي أربعمائة باب للدين و الدنيا عهده ع إلى الأشتر حين ولاه مصر و أعمالها خطبته ع المعروفة بالديباج‏ و من حكمه ص و ترغيبه و ترهيبه و وعظه‏ موعظته ع و وصفه المقصرين‏ وصفه ع المتقين‏ خطبته ع التي يذكر فيها الإيمان و دعائمه و شعبه و الكفر و دعائمه و شعبه‏ و من كلامه ع لكميل بن زياد بعد أشياء ذكرها وصيته ع لكميل بن زياد مختصرة وصيته ع محمد بن أبي بكر حين ولاه مصر ثم كتب إلى أهل مصر بعد مسيره ما اختصرناه‏ و من كلامه ع في الزهد و ذم الدنيا و عاجلها خطبته ع عند ما أنكر عليه قوم تسويته بين الناس في الفي‏ء و من كلامه ع في وضع المال مواضعه‏ وصفه ع الدنيا للمتقين‏ ذكره ع الإيمان و الأرواح و اختلافها وصيته ع لزياد بن النضر حين أنفذه على مقدمته إلى صفين‏ وصفه ع لنقلة الحديث‏ كلامه ع في قواعد الإسلام و حقيقة التوبة و الاستغفار اختصرناه‏ وصيته إلى ابنه الحسن ع لما حضرته الوفاة كتبنا منها ما اقتضاه الكتاب‏ تفضيله العلم‏ و روي عنه ع في قصار هذه المعاني‏ و روي عن الإمام السبط التقي أبي محمد الحسن بن علي صلوات الله عليهما و رحمته و بركاته في طوال هذه المعاني‏ في أجوبته عن مسائل سأله عنها أمير المؤمنين ع أو غيره في معان مختلفة و من حكمه ع‏ جوابه ع عن مسائل سئل عنها في خبر طويل كتبنا منه موضع الحاجة كلامه ع في الاستطاعة موعظة خطبته ع حين قال له معاوية بعد الصلح اذكر فضلنا و روي عنه ع في قصار هذه المعاني‏ و روي عن الإمام التقي السبط الشهيد أبي عبد الله الحسين بن علي ع في طوال هذه المعاني‏ من كلامه ع في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و يروى عن أمير المؤمنين‏ موعظة كتابه ع إلى أهل الكوفة لما سار و رأى خذلانهم إياه‏ جوابه ع عن مسائل سأله عنها ملك الروم حين وفد إليه و يزيد بن معاوية وجوه الجهاد توحيد و عنه ع في قصار هذه المعاني‏ و روي عن الإمام سيد العابدين علي بن الحسين ع في طوال هذه المعاني‏ موعظته ع لسائر أصحابه و شيعته و تذكيره إياهم كل يوم جمعة موعظة و زهد و حكمة رسالته ع المعروفة برسالة الحقوق‏ ثم حقوق الأفعال‏ ثم حقوق الأئمة ثم حقوق الرعية و أما حق الرحم‏ و من كلامه ع في الزهد كتابه ع إلى محمد بن مسلم الزهري يعظه‏ و روي عنه ع في قصار هذه المعاني‏ و روي عن الإمام الباقر عن علم الله و علم رسوله أبي جعفر محمد بن علي ع في طوال هذه المعاني‏ وصيته ع لجابر بن يزيد الجعفي‏ و من كلامه ع لجابر أيضا و من كلامه ع في أحكام السيوف‏ موعظة و روي عنه ع في قصار هذه المعاني‏ و روي عن الإمام الصادق أبي عبد الله جعفر بن محمد ص في طوال هذه المعاني‏ وصيته ع لعبد الله بن جندب‏ وصيته ع لأبي جعفر محمد بن النعمان الأحول‏ رسالته ع إلى جماعة شيعته و أصحابه‏ و من كلامه ع سماه بعض الشيعة نثر الدرر كلامه ع في وصف المحبة لأهل البيت و التوحيد و الإيمان و الإسلام و الكفر و الفسق‏ صفة الإيمان‏ صفة الإسلام‏ صفة الخروج من الإيمان‏ جوابه ع عن جهات معايش العباد و وجوه إخراج الأموال‏ تفسير معنى الولايات‏ و أما تفسير التجارات‏ و أما تفسير الإجارات‏ و أما تفسير الصناعات‏ وجوه إخراج الأموال و إنفاقها ما يحل للإنسان أكله‏ و أما ما يحل أكله من لحوم الحيوان‏ و أما ما يجوز أكله من البيض‏ و ما يجوز أكله من صيد البحر و ما يجوز من الأشربة و ما يجوز من اللباس‏ أما ما يجوز من المناكح‏ وَ أَمَّا مَا يَجُوزُ مِنَ الْمِلْكِ وَ الْخِدْمَةِ رسالته ع في الغنائم و وجوب الخمس‏ احتجاجه ع على الصوفية لما دخلوا عليه فيما ينهون عنه من طلب الرزق‏ كلامه ع في خلق الإنسان و تركيبه‏ و من حكمه ع‏ و روي عنه ع في قصار هذه المعاني‏ و روي عن الإمام الكاظم الأمين أبي إبراهيم و يكنى أبا الحسن موسى بن جعفر ع في طوال هذه المعاني‏ وصيته ع لهشام و صفته للعقل‏ جنود العقل و الجهل‏ و من حكمه ع‏ و من كلامه ع مع الرشيد في خبر طويل ذكرنا موضع الحاجة إليه‏ و روي عنه ع في قصار هذه المعاني‏ و روي عن الإمام الهمام أبي الحسن علي بن موسى الرضا ع في طوال هذه المعاني‏ جوابه ع للمأمون في جوامع الشريعة لما سأله جمع ذلك‏ و من كلامه ع في التوحيد و من كلامه ع في الاصطفاء وصفه ع الإمامة و الإمام و منزلته‏ و روي عنه ع في قصار هذه المعاني‏ و روي عن الإمام الناصح الهادي أبي جعفر محمد بن علي ع في طوال هذه المعاني‏ جوابه ع في محرم قتل صيدا مسألة غريبة و روي عنه ع في قصار هذه المعاني‏ و روي عن الإمام الراشد الصابر أبي الحسن علي بن محمد ع في طوال هذه المعاني‏ رسالته ع في الرد على أهل الجبر و التفويض و إثبات العدل و المنزلة بين المنزلتين‏ أجوبته ع ليحيى بن أكثم عن مسائله‏ و روي عنه ع في قصار هذه المعاني‏ و روي عن الإمام الخالص الهادي أبي محمد الحسن بن علي ع في طوال هذه المعاني‏ كتابه ع إلى إسحاق بن إسماعيل النيسابوري‏ و روي عنه ع في قصار هذه المعاني‏ مناجاة الله عز و جل لموسى بن عمران ع‏ مناجاة الله جل ثناؤه لعيسى ابن مريم ص‏ مواعظ المسيح ع في الإنجيل و غيره و من حكمه‏ وصية المفضل بن عمر لجماعة الشيعة

تحف العقول


صفحه قبل

تحف العقول، النص، ص: 455

و روي عنه ع في قصار هذه المعاني‏

قَالَ لَهُ‏ 2398 رَجُلٌ أَوْصِنِي قَالَ ع وَ تَقْبَلُ قَالَ نَعَمْ قَالَ تَوَسَّدِ الصَّبْرَ وَ اعْتَنِقِ الْفَقْرَ وَ ارْفَضِ الشَّهَوَاتِ وَ خَالِفِ الْهَوَى وَ اعْلَمْ أَنَّكَ لَنْ تَخْلُوَ مِنْ عَيْنِ اللَّهِ فَانْظُرْ كَيْفَ تَكُونُ.

وَ قَالَ ع‏ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى بَعْضِ الْأَنْبِيَاءِ أَمَّا زُهْدُكَ فِي الدُّنْيَا فَتُعَجِّلُكَ الرَّاحَةُ-

تحف العقول، النص، ص: 456

وَ أَمَّا انْقِطَاعُكَ إِلَيَّ فَيُعَزِّزُكَ بِي وَ لَكِنْ هَلْ عَادَيْتَ لِي عَدُوّاً وَ وَالَيْتَ لِي وَلِيّاً.

وَ رُوِيَ أَنَّهُ حُمِلَ لَهُ حِمْلُ بَزٍّ 2399 لَهُ قِيمَةٌ كَثِيرَةٌ فَسُلَّ فِي الطَّرِيقِ فَكَتَبَ إِلَيْهِ الَّذِي حَمَلَهُ يُعَرِّفُهُ الْخَبَرَ فَوَقَّعَ بِخَطِّهِ إِنَّ أَنْفُسَنَا وَ أَمْوَالَنَا مِنْ مَوَاهِبِ اللَّهِ الْهَنِيئَةِ وَ عَوَارِيهِ الْمُسْتَوْدَعَةِ يُمَتِّعُ بِمَا مَتَّعَ مِنْهَا فِي سُرُورٍ وَ غِبْطَةٍ وَ يَأْخُذُ مَا أَخَذَ مِنْهَا فِي أَجْرٍ وَ حِسْبَةٍ 2400 فَمَنْ غَلَبَ جَزَعُهُ عَلَى صَبْرِهِ حَبِطَ أَجْرُهُ وَ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ ذَلِكَ.

وَ قَالَ ع‏ مَنْ شَهِدَ أَمْراً فَكَرِهَهُ كَانَ كَمَنْ غَابَ عَنْهُ وَ مَنْ غَابَ عَنْ أَمْرٍ فَرَضِيَهُ كَانَ كَمَنْ شَهِدَهُ.

وَ قَالَ ع‏ مَنْ أَصْغَى إِلَى نَاطِقٍ فَقَدْ عَبَدَهُ فَإِنْ كَانَ النَّاطِقُ عَنِ اللَّهِ فَقَدْ عَبَدَ اللَّهَ وَ إِنْ كَانَ النَّاطِقُ يَنْطِقُ عَنْ لِسَانِ إِبْلِيسَ فَقَدْ عَبَدَ إِبْلِيسَ.

وَ قَالَ دَاوُدُ بْنُ الْقَاسِمِ‏ 2401 سَأَلْتُهُ عَنِ الصَّمَدِ فَقَالَ ع الَّذِي لَا سُرَّةَ لَهُ‏ 2402 قُلْتُ فَإِنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّهُ الَّذِي لَا جَوْفَ لَهُ فَقَالَ ع كُلُّ ذِي جَوْفٍ لَهُ سُرَّةٌ.

فَقَالَ لَهُ أَبُو هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيُّ فِي يَوْمٍ تَزَوَّجَ أُمَّ الْفَضْلِ ابْنَةَ الْمَأْمُونِ يَا مَوْلَايَ لَقَدْ عَظُمَتْ عَلَيْنَا بَرَكَةُ هَذَا الْيَوْمِ فَقَالَ ع يَا أَبَا هَاشِمٍ عَظُمَتْ بَرَكَاتُ اللَّهِ عَلَيْنَا فِيهِ قُلْتُ نَعَمْ يَا مَوْلَايَ فَمَا أَقُولُ فِي الْيَوْمِ فَقَالَ قُلْ فِيهِ خَيْراً فَإِنَّهُ يُصِيبُكَ قُلْتُ يَا مَوْلَايَ أَفْعَلُ هَذَا وَ لَا أُخَالِفُهُ قَالَ ع إِذاً تُرْشَدُ وَ لَا تَرَى إِلَّا خَيْراً.

وَ كَتَبَ إِلَى بَعْضِ أَوْلِيَائِهِ أَمَّا هَذِهِ الدُّنْيَا فَإِنَّا فِيهَا مُغْتَرِفُونَ وَ لَكِنْ مَنْ كَانَ هَوَاهُ هَوَى صَاحِبِهِ وَ دَانَ بِدِينِهِ فَهُوَ مَعَهُ حَيْثُ كَانَ‏ 2403 وَ الْآخِرَةُ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ.

وَ قَالَ ع‏ تَأْخِيرُ التَّوْبَةِ اغْتِرَارٌ وَ طُولُ التَّسْوِيفِ حَيْرَةٌ وَ الِاعْتِلَالُ عَلَى اللَّهِ هَلَكَةٌ 2404 وَ الْإِصْرَارُ عَلَى الذَّنْبِ أَمْنٌ لِمَكْرِ اللَّهِ- فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ‏ 2405

تحف العقول، النص، ص: 457

وَ رُوِيَ‏ أَنَّ جَمَّالًا حَمَلَهُ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى الْكُوفَةِ 2406 فَكَلَّمَهُ فِي صِلَتِهِ وَ قَدْ كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ ع وَصَلَهُ بِأَرْبَعِمِائَةِ دِينَارٍ فَقَالَ ع سُبْحَانَ اللَّهِ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّهُ لَا يَنْقَطِعُ الْمَزِيدُ مِنَ اللَّهِ حَتَّى يَنْقَطِعَ الشُّكْرُ مِنَ الْعِبَادِ.

وَ قَالَ ع‏ كَانَتْ مُبَايَعَةُ رَسُولِ اللَّهِ ص النِّسَاءَ أَنْ يَغْمِسَ يَدَهُ فِي إِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ ثُمَّ يُخْرِجُهَا وَ تَغْمِسُ النِّسَاءُ بِأَيْدِيهِنَّ فِي ذَلِكَ الْإِنَاءِ بِالْإِقْرَارِ وَ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَ التَّصْدِيقِ بِرَسُولِهِ عَلَى مَا أَخَذَ عَلَيْهِنَّ.

وَ قَالَ ع‏ إِظْهَارُ الشَّيْ‏ءِ قَبْلَ أَنْ يُسْتَحْكَمَ مَفْسَدَةٌ لَهُ.

وَ قَالَ ع‏ الْمُؤْمِنُ يَحْتَاجُ إِلَى تَوْفِيقٍ مِنَ اللَّهِ وَ وَاعِظٍ مِنْ نَفْسِهِ وَ قَبُولٍ مِمَّنْ يَنْصَحُهُ.

تحف العقول، النص، ص: 458

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*

و روي عن الإمام الراشد الصابر أبي الحسن علي بن محمد ع في طوال هذه المعاني‏

رسالته ع في الرد على أهل الجبر و التفويض و إثبات العدل و المنزلة بين المنزلتين‏

مِنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ وَ عَلى‏ مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى‏ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ فَإِنَّهُ وَرَدَ عَلَيَّ كِتَابُكُمْ‏ 2407 وَ فَهِمْتُ مَا ذَكَرْتُمْ مِنِ اخْتِلَافِكُمْ فِي دِينِكُمْ وَ خَوْضِكُمْ فِي الْقَدَرِ وَ مَقَالَةِ مَنْ يَقُولُ مِنْكُمْ بِالْجَبْرِ وَ مَنْ يَقُولُ بِالتَّفْوِيضِ وَ تَفَرُّقِكُمْ فِي ذَلِكَ وَ تَقَاطُعِكُمْ وَ مَا ظَهَرَ مِنَ الْعَدَاوَةِ بَيْنَكُمْ ثُمَّ سَأَلْتُمُونِي عَنْهُ وَ بَيَانِهِ لَكُمْ وَ فَهِمْتُ ذَلِكَ كُلَّهُ اعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ أَنَّا نَظَرْنَا فِي الْآثَارِ وَ كَثْرَةِ مَا جَاءَتْ بِهِ الْأَخْبَارُ فَوَجَدْنَاهَا عِنْدَ جَمِيعِ مَنْ يَنْتَحِلُ الْإِسْلَامَ مِمَّنْ يَعْقِلُ عَنِ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ لَا تَخْلُو مِنْ مَعْنَيَيْنِ إِمَّا حَقٌّ فَيُتَّبَعُ وَ إِمَّا بَاطِلٌ فَيُجْتَنَبُ وَ قَدِ اجْتَمَعَتِ الْأُمَّةُ قَاطِبَةً لَا اخْتِلَافَ بَيْنَهُمْ أَنَّ الْقُرْآنَ حَقٌّ لَا رَيْبَ فِيهِ عِنْدَ جَمِيعِ أَهْلِ الْفِرَقِ وَ فِي حَالِ اجْتِمَاعِهِمْ مُقِرُّونَ بِتَصْدِيقِ الْكِتَابِ وَ تَحْقِيقِهِ مُصِيبُونَ مُهْتَدُونَ وَ ذَلِكَ بِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ ص لَا تَجْتَمِعُ أُمَّتِي عَلَى ضَلَالَةٍ فَأَخْبَرَ أَنَّ جَمِيعَ مَا اجْتَمَعَتْ عَلَيْهِ الْأُمَّةُ كُلُّهَا حَقٌّ هَذَا إِذَا لَمْ يُخَالِفْ بَعْضُهَا بَعْضاً وَ الْقُرْآنُ حَقٌّ لَا اخْتِلَافَ بَيْنَهُمْ فِي تَنْزِيلِهِ وَ تَصْدِيقِهِ فَإِذَا شَهِدَ الْقُرْآنُ بِتَصْدِيقِ خَبَرٍ وَ تَحْقِيقِهِ وَ أَنْكَرَ الْخَبَرَ طَائِفَةٌ مِنَ الْأُمَّةِ لَزِمَهُمُ الْإِقْرَارُ بِهِ ضَرُورَةً حِينَ اجْتَمَعَتْ فِي الْأَصْلِ عَلَى تَصْدِيقِ الْكِتَابِ فَإِنْ هِيَ جَحَدَتْ وَ أَنْكَرَتْ لَزِمَهَا الْخُرُوجُ مِنَ الْمِلَّةِ فَأَوَّلُ خَبَرٍ يُعْرَفُ تَحْقِيقُهُ مِنَ الْكِتَابِ وَ تَصْدِيقُهُ وَ الْتِمَاسُ شَهَادَتِهِ عَلَيْهِ خَبَرٌ وَرَدَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ وُجِدَ بِمُوَافَقَةِ الْكِتَابِ وَ تَصْدِيقِهِ بِحَيْثُ لَا تُخَالِفُهُ أَقَاوِيلُهُمْ حَيْثُ قَالَ إِنِّي مُخَلِّفٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ كِتَابَ اللَّهِ وَ عِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ‏

تحف العقول، النص، ص: 459

بِهِمَا وَ إِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ فَلَمَّا وَجَدْنَا شَوَاهِدَ هَذَا الْحَدِيثِ فِي كِتَابِ اللَّهِ نَصّاً مِثْلَ قَوْلِهِ جَلَّ وَ عَزَّ- إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ. وَ مَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ‏ 2408 وَ رَوَتِ الْعَامَّةُ فِي ذَلِكَ أَخْبَاراً لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ تَصَدَّقَ بِخَاتَمِهِ وَ هُوَ رَاكِعٌ فَشَكَرَ اللَّهُ ذَلِكَ لَهُ وَ أَنْزَلَ الْآيَةَ فِيهِ فَوَجَدْنَا رَسُولَ اللَّهِ ص قَدْ أَتَى بِقَوْلِهِ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ وَ بِقَوْلِهِ أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي وَ وَجَدْنَاهُ يَقُولُ عَلِيٌّ يَقْضِي دَيْنِي وَ يُنْجِزُ مَوْعِدِي وَ هُوَ خَلِيفَتِي عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِي فَالْخَبَرُ الْأَوَّلُ الَّذِي اسْتُنْبِطَتْ مِنْهُ هَذِهِ الْأَخْبَارُ خَبَرٌ صَحِيحٌ مُجْمَعٌ عَلَيْهِ لَا اخْتِلَافَ فِيهِ عِنْدَهُمْ وَ هُوَ أَيْضاً مُوَافِقٌ لِلْكِتَابِ فَلَمَّا شَهِدَ الْكِتَابُ بِتَصْدِيقِ الْخَبَرِ وَ هَذِهِ الشَّوَاهِدُ الْأُخَرُ لَزِمَ عَلَى الْأُمَّةِ الْإِقْرَارُ بِهَا ضَرُورَةً إِذْ كَانَتْ هَذِهِ الْأَخْبَارُ شَوَاهِدُهَا مِنَ الْقُرْآنِ نَاطِقَةٌ وَ وَافَقَتِ الْقُرْآنَ وَ الْقُرْآنُ وَافَقَهَا ثُمَّ وَرَدَتْ حَقَائِقُ الْأَخْبَارِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص عَنِ الصَّادِقِينَ ع وَ نَقَلَهَا قَوْمٌ ثِقَاتٌ مَعْرُوفُونَ فَصَارَ الِاقْتِدَاءُ بِهَذِهِ الْأَخْبَارِ فَرْضاً وَاجِباً عَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ لَا يَتَعَدَّاهُ إِلَّا أَهْلُ الْعِنَادِ وَ ذَلِكَ أَنَّ أَقَاوِيلَ آلِ رَسُولِ اللَّهِ ص مُتَّصِلَةٌ بِقَوْلِ اللَّهِ وَ ذَلِكَ مِثْلُ قَوْلِهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ- إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً 2409 وَ وَجَدْنَا نَظِيرَ هَذِهِ الْآيَةِ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ ص مَنْ آذَى عَلِيّاً فَقَدْ آذَانِي وَ مَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى اللَّهَ وَ مَنْ آذَى اللَّهَ يُوشِكُ أَنْ يَنْتَقِمَ مِنْهُ وَ كَذَلِكَ قَوْلُهُ ص مَنْ أَحَبَّ عَلِيّاً فَقَدْ أَحَبَّنِي وَ مَنْ أَحَبَّنِي فَقَدْ أَحَبَّ اللَّهَ وَ مِثْلُ قَوْلِهِ ص فِي بَنِي وَلِيعَةَ لَأَبْعَثَنَّ إِلَيْهِمْ رَجُلًا كَنَفْسِي يُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ قُمْ يَا عَلِيُّ فَسِرْ إِلَيْهِمْ‏ 2410 وَ قَوْلُهُ ص يَوْمَ خَيْبَرَ لَأَبْعَثَنَّ إِلَيْهِمْ غَداً رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ كَرَّاراً غَيْرَ فَرَّارٍ لَا يَرْجِعُ‏

تحف العقول، النص، ص: 460

حَتَّى يَفْتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَقَضَى رَسُولُ اللَّهِ ص بِالْفَتْحِ قَبْلَ التَّوْجِيهِ فَاسْتَشْرَفَ لِكَلَامِهِ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ ص فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ دَعَا عَلِيّاً ع فَبَعَثَهُ إِلَيْهِمْ فَاصْطَفَاهُ بِهَذِهِ الْمَنْقَبَةِ 2411 وَ سَمَّاهُ كَرَّاراً غَيْرَ فَرَّارٍ فَسَمَّاهُ اللَّهُ مُحِبّاً لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ فَأَخْبَرَ أَنَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ يُحِبَّانِهِ وَ إِنَّمَا قَدَّمْنَا هَذَا الشَّرْحَ وَ الْبَيَانَ دَلِيلًا عَلَى مَا أَرَدْنَا وَ قُوَّةً لِمَا نَحْنُ مُبَيِّنُوهُ مِنْ أَمْرِ الْجَبْرِ وَ التَّفْوِيضِ وَ الْمَنْزِلَةِ بَيْنَ الْمَنْزِلَتَيْنِ وَ بِاللَّهِ الْعَوْنُ وَ الْقُوَّةُ وَ عَلَيْهِ نَتَوَكَّلُ فِي جَمِيعِ أُمُورِنَا فَإِنَّا نَبْدَأُ مِنْ ذَلِكَ بِقَوْلِ الصَّادِقِ ع لَا جَبْرَ وَ لَا تَفْوِيضَ وَ لَكِنْ مَنْزِلَةٌ بَيْنَ الْمَنْزِلَتَيْنِ وَ هِيَ صِحَّةُ الْخِلْقَةِ وَ تَخْلِيَةُ السَّرْبِ‏ 2412 وَ الْمُهْلَةُ فِي الْوَقْتِ وَ الزَّادُ مِثْلُ الرَّاحِلَةِ وَ السَّبَبُ الْمُهَيِّجُ لِلْفَاعِلِ عَلَى فِعْلِهِ فَهَذِهِ خَمْسَةُ أَشْيَاءَ جَمَعَ بِهِ الصَّادِقُ ع جَوَامِعَ الْفَضْلِ فَإِذَا نَقَصَ الْعَبْدُ مِنْهَا خَلَّةً كَانَ الْعَمَلُ عَنْهُ مَطْرُوحاً بِحَسَبِهِ فَأَخْبَرَ الصَّادِقُ ع بِأَصْلِ مَا يَجِبُ عَلَى النَّاسِ مِنْ طَلَبِ مَعْرِفَتِهِ وَ نَطَقَ الْكِتَابُ بِتَصْدِيقِهِ فَشَهِدَ بِذَلِكَ مُحْكَمَاتُ آيَاتِ رَسُولِهِ لِأَنَّ الرَّسُولَ ص وَ آلَهُ ع لَا يَعْدُونَ شَيْئاً مِنْ قَوْلِهِ وَ أَقَاوِيلُهُمْ حُدُودُ الْقُرْآنِ فَإِذَا وَرَدَتْ حَقَائِقُ الْأَخْبَارِ وَ الْتُمِسَتْ شَوَاهِدُهَا مِنَ التَّنْزِيلِ فَوُجِدَ لَهَا مُوَافِقاً وَ عَلَيْهَا دَلِيلًا كَانَ الِاقْتِدَاءُ بِهَا فَرْضاً لَا يَتَعَدَّاهُ إِلَّا أَهْلُ الْعِنَادِ كَمَا ذَكَرْنَا فِي أَوَّلِ الْكِتَابِ وَ لَمَّا الْتَمَسْنَا تَحْقِيقَ مَا قَالَهُ الصَّادِقُ ع مِنَ الْمَنْزِلَةِ بَيْنَ الْمَنْزِلَتَيْنِ وَ إِنْكَارِهِ الْجَبْرَ وَ التَّفْوِيضَ وَجَدْنَا الْكِتَابَ قَدْ شَهِدَ لَهُ وَ صَدَّقَ مَقَالَتَهُ فِي هَذَا وَ خَبَرٌ عَنْهُ أَيْضاً مُوَافِقٌ لِهَذَا أَنَّ الصَّادِقَ ع سُئِلَ هَلْ أَجْبَرَ اللَّهُ الْعِبَادَ عَلَى الْمَعَاصِي فَقَالَ الصَّادِقُ ع هُوَ أَعْدَلُ مِنْ ذَلِكَ فَقِيلَ لَهُ فَهَلْ فَوَّضَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ ع هُوَ أَعَزُّ وَ أَقْهَرُ لَهُمْ مِنْ ذَلِكَ وَ رُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ النَّاسُ فِي الْقَدَرِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ رَجُلٍ يَزْعُمُ أَنَّ الْأَمْرَ مُفَوَّضٌ إِلَيْهِ فَقَدْ وَهَّنَ اللَّهَ فِي سُلْطَانِهِ فَهُوَ هَالِكٌ وَ رَجُلٍ يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَ عَزَّ أَجْبَرَ الْعِبَادَ عَلَى الْمَعَاصِي وَ كَلَّفَهُمْ مَا لَا يُطِيقُونَ فَقَدْ ظَلَّمَ اللَّهَ فِي حُكْمِهِ فَهُوَ هَالِكٌ وَ رَجُلٍ يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ كَلَّفَ الْعِبَادَ مَا يُطِيقُونَ وَ لَمْ يُكَلِّفْهُمْ مَا لَا

تحف العقول، النص، ص: 461

صفحه بعد