کتابخانه روایات شیعه
و روي عنه ع في قصار هذه المعاني
قَالَ لَهُ 2398 رَجُلٌ أَوْصِنِي قَالَ ع وَ تَقْبَلُ قَالَ نَعَمْ قَالَ تَوَسَّدِ الصَّبْرَ وَ اعْتَنِقِ الْفَقْرَ وَ ارْفَضِ الشَّهَوَاتِ وَ خَالِفِ الْهَوَى وَ اعْلَمْ أَنَّكَ لَنْ تَخْلُوَ مِنْ عَيْنِ اللَّهِ فَانْظُرْ كَيْفَ تَكُونُ.
وَ قَالَ ع أَوْحَى اللَّهُ إِلَى بَعْضِ الْأَنْبِيَاءِ أَمَّا زُهْدُكَ فِي الدُّنْيَا فَتُعَجِّلُكَ الرَّاحَةُ-
وَ أَمَّا انْقِطَاعُكَ إِلَيَّ فَيُعَزِّزُكَ بِي وَ لَكِنْ هَلْ عَادَيْتَ لِي عَدُوّاً وَ وَالَيْتَ لِي وَلِيّاً.
وَ رُوِيَ أَنَّهُ حُمِلَ لَهُ حِمْلُ بَزٍّ 2399 لَهُ قِيمَةٌ كَثِيرَةٌ فَسُلَّ فِي الطَّرِيقِ فَكَتَبَ إِلَيْهِ الَّذِي حَمَلَهُ يُعَرِّفُهُ الْخَبَرَ فَوَقَّعَ بِخَطِّهِ إِنَّ أَنْفُسَنَا وَ أَمْوَالَنَا مِنْ مَوَاهِبِ اللَّهِ الْهَنِيئَةِ وَ عَوَارِيهِ الْمُسْتَوْدَعَةِ يُمَتِّعُ بِمَا مَتَّعَ مِنْهَا فِي سُرُورٍ وَ غِبْطَةٍ وَ يَأْخُذُ مَا أَخَذَ مِنْهَا فِي أَجْرٍ وَ حِسْبَةٍ 2400 فَمَنْ غَلَبَ جَزَعُهُ عَلَى صَبْرِهِ حَبِطَ أَجْرُهُ وَ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ ذَلِكَ.
وَ قَالَ ع مَنْ شَهِدَ أَمْراً فَكَرِهَهُ كَانَ كَمَنْ غَابَ عَنْهُ وَ مَنْ غَابَ عَنْ أَمْرٍ فَرَضِيَهُ كَانَ كَمَنْ شَهِدَهُ.
وَ قَالَ ع مَنْ أَصْغَى إِلَى نَاطِقٍ فَقَدْ عَبَدَهُ فَإِنْ كَانَ النَّاطِقُ عَنِ اللَّهِ فَقَدْ عَبَدَ اللَّهَ وَ إِنْ كَانَ النَّاطِقُ يَنْطِقُ عَنْ لِسَانِ إِبْلِيسَ فَقَدْ عَبَدَ إِبْلِيسَ.
وَ قَالَ دَاوُدُ بْنُ الْقَاسِمِ 2401 سَأَلْتُهُ عَنِ الصَّمَدِ فَقَالَ ع الَّذِي لَا سُرَّةَ لَهُ 2402 قُلْتُ فَإِنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّهُ الَّذِي لَا جَوْفَ لَهُ فَقَالَ ع كُلُّ ذِي جَوْفٍ لَهُ سُرَّةٌ.
فَقَالَ لَهُ أَبُو هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيُّ فِي يَوْمٍ تَزَوَّجَ أُمَّ الْفَضْلِ ابْنَةَ الْمَأْمُونِ يَا مَوْلَايَ لَقَدْ عَظُمَتْ عَلَيْنَا بَرَكَةُ هَذَا الْيَوْمِ فَقَالَ ع يَا أَبَا هَاشِمٍ عَظُمَتْ بَرَكَاتُ اللَّهِ عَلَيْنَا فِيهِ قُلْتُ نَعَمْ يَا مَوْلَايَ فَمَا أَقُولُ فِي الْيَوْمِ فَقَالَ قُلْ فِيهِ خَيْراً فَإِنَّهُ يُصِيبُكَ قُلْتُ يَا مَوْلَايَ أَفْعَلُ هَذَا وَ لَا أُخَالِفُهُ قَالَ ع إِذاً تُرْشَدُ وَ لَا تَرَى إِلَّا خَيْراً.
وَ كَتَبَ إِلَى بَعْضِ أَوْلِيَائِهِ أَمَّا هَذِهِ الدُّنْيَا فَإِنَّا فِيهَا مُغْتَرِفُونَ وَ لَكِنْ مَنْ كَانَ هَوَاهُ هَوَى صَاحِبِهِ وَ دَانَ بِدِينِهِ فَهُوَ مَعَهُ حَيْثُ كَانَ 2403 وَ الْآخِرَةُ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ.
وَ قَالَ ع تَأْخِيرُ التَّوْبَةِ اغْتِرَارٌ وَ طُولُ التَّسْوِيفِ حَيْرَةٌ وَ الِاعْتِلَالُ عَلَى اللَّهِ هَلَكَةٌ 2404 وَ الْإِصْرَارُ عَلَى الذَّنْبِ أَمْنٌ لِمَكْرِ اللَّهِ- فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ 2405
وَ رُوِيَ أَنَّ جَمَّالًا حَمَلَهُ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى الْكُوفَةِ 2406 فَكَلَّمَهُ فِي صِلَتِهِ وَ قَدْ كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ ع وَصَلَهُ بِأَرْبَعِمِائَةِ دِينَارٍ فَقَالَ ع سُبْحَانَ اللَّهِ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّهُ لَا يَنْقَطِعُ الْمَزِيدُ مِنَ اللَّهِ حَتَّى يَنْقَطِعَ الشُّكْرُ مِنَ الْعِبَادِ.
وَ قَالَ ع كَانَتْ مُبَايَعَةُ رَسُولِ اللَّهِ ص النِّسَاءَ أَنْ يَغْمِسَ يَدَهُ فِي إِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ ثُمَّ يُخْرِجُهَا وَ تَغْمِسُ النِّسَاءُ بِأَيْدِيهِنَّ فِي ذَلِكَ الْإِنَاءِ بِالْإِقْرَارِ وَ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَ التَّصْدِيقِ بِرَسُولِهِ عَلَى مَا أَخَذَ عَلَيْهِنَّ.
وَ قَالَ ع إِظْهَارُ الشَّيْءِ قَبْلَ أَنْ يُسْتَحْكَمَ مَفْسَدَةٌ لَهُ.
وَ قَالَ ع الْمُؤْمِنُ يَحْتَاجُ إِلَى تَوْفِيقٍ مِنَ اللَّهِ وَ وَاعِظٍ مِنْ نَفْسِهِ وَ قَبُولٍ مِمَّنْ يَنْصَحُهُ.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
و روي عن الإمام الراشد الصابر أبي الحسن علي بن محمد ع في طوال هذه المعاني
رسالته ع في الرد على أهل الجبر و التفويض و إثبات العدل و المنزلة بين المنزلتين
مِنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ وَ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ فَإِنَّهُ وَرَدَ عَلَيَّ كِتَابُكُمْ 2407 وَ فَهِمْتُ مَا ذَكَرْتُمْ مِنِ اخْتِلَافِكُمْ فِي دِينِكُمْ وَ خَوْضِكُمْ فِي الْقَدَرِ وَ مَقَالَةِ مَنْ يَقُولُ مِنْكُمْ بِالْجَبْرِ وَ مَنْ يَقُولُ بِالتَّفْوِيضِ وَ تَفَرُّقِكُمْ فِي ذَلِكَ وَ تَقَاطُعِكُمْ وَ مَا ظَهَرَ مِنَ الْعَدَاوَةِ بَيْنَكُمْ ثُمَّ سَأَلْتُمُونِي عَنْهُ وَ بَيَانِهِ لَكُمْ وَ فَهِمْتُ ذَلِكَ كُلَّهُ اعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ أَنَّا نَظَرْنَا فِي الْآثَارِ وَ كَثْرَةِ مَا جَاءَتْ بِهِ الْأَخْبَارُ فَوَجَدْنَاهَا عِنْدَ جَمِيعِ مَنْ يَنْتَحِلُ الْإِسْلَامَ مِمَّنْ يَعْقِلُ عَنِ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ لَا تَخْلُو مِنْ مَعْنَيَيْنِ إِمَّا حَقٌّ فَيُتَّبَعُ وَ إِمَّا بَاطِلٌ فَيُجْتَنَبُ وَ قَدِ اجْتَمَعَتِ الْأُمَّةُ قَاطِبَةً لَا اخْتِلَافَ بَيْنَهُمْ أَنَّ الْقُرْآنَ حَقٌّ لَا رَيْبَ فِيهِ عِنْدَ جَمِيعِ أَهْلِ الْفِرَقِ وَ فِي حَالِ اجْتِمَاعِهِمْ مُقِرُّونَ بِتَصْدِيقِ الْكِتَابِ وَ تَحْقِيقِهِ مُصِيبُونَ مُهْتَدُونَ وَ ذَلِكَ بِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ ص لَا تَجْتَمِعُ أُمَّتِي عَلَى ضَلَالَةٍ فَأَخْبَرَ أَنَّ جَمِيعَ مَا اجْتَمَعَتْ عَلَيْهِ الْأُمَّةُ كُلُّهَا حَقٌّ هَذَا إِذَا لَمْ يُخَالِفْ بَعْضُهَا بَعْضاً وَ الْقُرْآنُ حَقٌّ لَا اخْتِلَافَ بَيْنَهُمْ فِي تَنْزِيلِهِ وَ تَصْدِيقِهِ فَإِذَا شَهِدَ الْقُرْآنُ بِتَصْدِيقِ خَبَرٍ وَ تَحْقِيقِهِ وَ أَنْكَرَ الْخَبَرَ طَائِفَةٌ مِنَ الْأُمَّةِ لَزِمَهُمُ الْإِقْرَارُ بِهِ ضَرُورَةً حِينَ اجْتَمَعَتْ فِي الْأَصْلِ عَلَى تَصْدِيقِ الْكِتَابِ فَإِنْ هِيَ جَحَدَتْ وَ أَنْكَرَتْ لَزِمَهَا الْخُرُوجُ مِنَ الْمِلَّةِ فَأَوَّلُ خَبَرٍ يُعْرَفُ تَحْقِيقُهُ مِنَ الْكِتَابِ وَ تَصْدِيقُهُ وَ الْتِمَاسُ شَهَادَتِهِ عَلَيْهِ خَبَرٌ وَرَدَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ وُجِدَ بِمُوَافَقَةِ الْكِتَابِ وَ تَصْدِيقِهِ بِحَيْثُ لَا تُخَالِفُهُ أَقَاوِيلُهُمْ حَيْثُ قَالَ إِنِّي مُخَلِّفٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ كِتَابَ اللَّهِ وَ عِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ
بِهِمَا وَ إِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ فَلَمَّا وَجَدْنَا شَوَاهِدَ هَذَا الْحَدِيثِ فِي كِتَابِ اللَّهِ نَصّاً مِثْلَ قَوْلِهِ جَلَّ وَ عَزَّ- إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ. وَ مَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ 2408 وَ رَوَتِ الْعَامَّةُ فِي ذَلِكَ أَخْبَاراً لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ تَصَدَّقَ بِخَاتَمِهِ وَ هُوَ رَاكِعٌ فَشَكَرَ اللَّهُ ذَلِكَ لَهُ وَ أَنْزَلَ الْآيَةَ فِيهِ فَوَجَدْنَا رَسُولَ اللَّهِ ص قَدْ أَتَى بِقَوْلِهِ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ وَ بِقَوْلِهِ أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي وَ وَجَدْنَاهُ يَقُولُ عَلِيٌّ يَقْضِي دَيْنِي وَ يُنْجِزُ مَوْعِدِي وَ هُوَ خَلِيفَتِي عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِي فَالْخَبَرُ الْأَوَّلُ الَّذِي اسْتُنْبِطَتْ مِنْهُ هَذِهِ الْأَخْبَارُ خَبَرٌ صَحِيحٌ مُجْمَعٌ عَلَيْهِ لَا اخْتِلَافَ فِيهِ عِنْدَهُمْ وَ هُوَ أَيْضاً مُوَافِقٌ لِلْكِتَابِ فَلَمَّا شَهِدَ الْكِتَابُ بِتَصْدِيقِ الْخَبَرِ وَ هَذِهِ الشَّوَاهِدُ الْأُخَرُ لَزِمَ عَلَى الْأُمَّةِ الْإِقْرَارُ بِهَا ضَرُورَةً إِذْ كَانَتْ هَذِهِ الْأَخْبَارُ شَوَاهِدُهَا مِنَ الْقُرْآنِ نَاطِقَةٌ وَ وَافَقَتِ الْقُرْآنَ وَ الْقُرْآنُ وَافَقَهَا ثُمَّ وَرَدَتْ حَقَائِقُ الْأَخْبَارِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص عَنِ الصَّادِقِينَ ع وَ نَقَلَهَا قَوْمٌ ثِقَاتٌ مَعْرُوفُونَ فَصَارَ الِاقْتِدَاءُ بِهَذِهِ الْأَخْبَارِ فَرْضاً وَاجِباً عَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ لَا يَتَعَدَّاهُ إِلَّا أَهْلُ الْعِنَادِ وَ ذَلِكَ أَنَّ أَقَاوِيلَ آلِ رَسُولِ اللَّهِ ص مُتَّصِلَةٌ بِقَوْلِ اللَّهِ وَ ذَلِكَ مِثْلُ قَوْلِهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ- إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً 2409 وَ وَجَدْنَا نَظِيرَ هَذِهِ الْآيَةِ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ ص مَنْ آذَى عَلِيّاً فَقَدْ آذَانِي وَ مَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى اللَّهَ وَ مَنْ آذَى اللَّهَ يُوشِكُ أَنْ يَنْتَقِمَ مِنْهُ وَ كَذَلِكَ قَوْلُهُ ص مَنْ أَحَبَّ عَلِيّاً فَقَدْ أَحَبَّنِي وَ مَنْ أَحَبَّنِي فَقَدْ أَحَبَّ اللَّهَ وَ مِثْلُ قَوْلِهِ ص فِي بَنِي وَلِيعَةَ لَأَبْعَثَنَّ إِلَيْهِمْ رَجُلًا كَنَفْسِي يُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ قُمْ يَا عَلِيُّ فَسِرْ إِلَيْهِمْ 2410 وَ قَوْلُهُ ص يَوْمَ خَيْبَرَ لَأَبْعَثَنَّ إِلَيْهِمْ غَداً رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ كَرَّاراً غَيْرَ فَرَّارٍ لَا يَرْجِعُ
حَتَّى يَفْتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَقَضَى رَسُولُ اللَّهِ ص بِالْفَتْحِ قَبْلَ التَّوْجِيهِ فَاسْتَشْرَفَ لِكَلَامِهِ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ ص فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ دَعَا عَلِيّاً ع فَبَعَثَهُ إِلَيْهِمْ فَاصْطَفَاهُ بِهَذِهِ الْمَنْقَبَةِ 2411 وَ سَمَّاهُ كَرَّاراً غَيْرَ فَرَّارٍ فَسَمَّاهُ اللَّهُ مُحِبّاً لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ فَأَخْبَرَ أَنَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ يُحِبَّانِهِ وَ إِنَّمَا قَدَّمْنَا هَذَا الشَّرْحَ وَ الْبَيَانَ دَلِيلًا عَلَى مَا أَرَدْنَا وَ قُوَّةً لِمَا نَحْنُ مُبَيِّنُوهُ مِنْ أَمْرِ الْجَبْرِ وَ التَّفْوِيضِ وَ الْمَنْزِلَةِ بَيْنَ الْمَنْزِلَتَيْنِ وَ بِاللَّهِ الْعَوْنُ وَ الْقُوَّةُ وَ عَلَيْهِ نَتَوَكَّلُ فِي جَمِيعِ أُمُورِنَا فَإِنَّا نَبْدَأُ مِنْ ذَلِكَ بِقَوْلِ الصَّادِقِ ع لَا جَبْرَ وَ لَا تَفْوِيضَ وَ لَكِنْ مَنْزِلَةٌ بَيْنَ الْمَنْزِلَتَيْنِ وَ هِيَ صِحَّةُ الْخِلْقَةِ وَ تَخْلِيَةُ السَّرْبِ 2412 وَ الْمُهْلَةُ فِي الْوَقْتِ وَ الزَّادُ مِثْلُ الرَّاحِلَةِ وَ السَّبَبُ الْمُهَيِّجُ لِلْفَاعِلِ عَلَى فِعْلِهِ فَهَذِهِ خَمْسَةُ أَشْيَاءَ جَمَعَ بِهِ الصَّادِقُ ع جَوَامِعَ الْفَضْلِ فَإِذَا نَقَصَ الْعَبْدُ مِنْهَا خَلَّةً كَانَ الْعَمَلُ عَنْهُ مَطْرُوحاً بِحَسَبِهِ فَأَخْبَرَ الصَّادِقُ ع بِأَصْلِ مَا يَجِبُ عَلَى النَّاسِ مِنْ طَلَبِ مَعْرِفَتِهِ وَ نَطَقَ الْكِتَابُ بِتَصْدِيقِهِ فَشَهِدَ بِذَلِكَ مُحْكَمَاتُ آيَاتِ رَسُولِهِ لِأَنَّ الرَّسُولَ ص وَ آلَهُ ع لَا يَعْدُونَ شَيْئاً مِنْ قَوْلِهِ وَ أَقَاوِيلُهُمْ حُدُودُ الْقُرْآنِ فَإِذَا وَرَدَتْ حَقَائِقُ الْأَخْبَارِ وَ الْتُمِسَتْ شَوَاهِدُهَا مِنَ التَّنْزِيلِ فَوُجِدَ لَهَا مُوَافِقاً وَ عَلَيْهَا دَلِيلًا كَانَ الِاقْتِدَاءُ بِهَا فَرْضاً لَا يَتَعَدَّاهُ إِلَّا أَهْلُ الْعِنَادِ كَمَا ذَكَرْنَا فِي أَوَّلِ الْكِتَابِ وَ لَمَّا الْتَمَسْنَا تَحْقِيقَ مَا قَالَهُ الصَّادِقُ ع مِنَ الْمَنْزِلَةِ بَيْنَ الْمَنْزِلَتَيْنِ وَ إِنْكَارِهِ الْجَبْرَ وَ التَّفْوِيضَ وَجَدْنَا الْكِتَابَ قَدْ شَهِدَ لَهُ وَ صَدَّقَ مَقَالَتَهُ فِي هَذَا وَ خَبَرٌ عَنْهُ أَيْضاً مُوَافِقٌ لِهَذَا أَنَّ الصَّادِقَ ع سُئِلَ هَلْ أَجْبَرَ اللَّهُ الْعِبَادَ عَلَى الْمَعَاصِي فَقَالَ الصَّادِقُ ع هُوَ أَعْدَلُ مِنْ ذَلِكَ فَقِيلَ لَهُ فَهَلْ فَوَّضَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ ع هُوَ أَعَزُّ وَ أَقْهَرُ لَهُمْ مِنْ ذَلِكَ وَ رُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ النَّاسُ فِي الْقَدَرِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ رَجُلٍ يَزْعُمُ أَنَّ الْأَمْرَ مُفَوَّضٌ إِلَيْهِ فَقَدْ وَهَّنَ اللَّهَ فِي سُلْطَانِهِ فَهُوَ هَالِكٌ وَ رَجُلٍ يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَ عَزَّ أَجْبَرَ الْعِبَادَ عَلَى الْمَعَاصِي وَ كَلَّفَهُمْ مَا لَا يُطِيقُونَ فَقَدْ ظَلَّمَ اللَّهَ فِي حُكْمِهِ فَهُوَ هَالِكٌ وَ رَجُلٍ يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ كَلَّفَ الْعِبَادَ مَا يُطِيقُونَ وَ لَمْ يُكَلِّفْهُمْ مَا لَا