کتابخانه روایات شیعه
فهذه نكت قد ذكرناها كما شرطنا مختصرة من مثالب معاوية و بني أميّة. و قد ذكرنا تمام القول في ذلك في كتاب المناقب و المثالب، و من أراد استقصاء ذلك نظر فيه، و إن كنا أيضا قد اختصرناه. ففي واحدة ممّا ذكرنا من ذلك ما يوجب إسفاط من ذكرت فيه و لا يقاس بأهل الفضل الذين نطق القرآن بفضلهم و أبانهم الرسول به صلّى اللّه عليه و آله و هم على وصيه و الائمة من ولده عليهم السّلام.
و قد ذكرنا و نذكر في هذا الكتاب من فضائله و فضائل الائمة من ولده عليهم السّلام ما لا يخفى فضلهم، و فرق ما بينهم و بين من ادعى مقاماتهم، مع ما ذكرنا و نذكره من ذلك على من وفق لفهمه، و هدي لرشده إن شاء اللّه تعالى.
تمّ الجزء السادس من كتاب شرح الأخبار، و الحمد للّه ربّ العالمين و صلّى اللّه على رسوله و آله أجمعين، و يتلوه الجزء السابع منه، تأليف سيّدنا القاضي الأجل النعمان بن محمّد رضوان اللّه عليه.
شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار للقاضي أبي حنيفة النّعمان بن محمّد التّميمي المغربيّ المتوفى سنة 363 ه. ق
الجزء السّابع
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
[من فضائل أمير المؤمنين]
و ممّا جاء من مناقب علي صلوات اللّه عليه و فضائله و سوابقه.
[517] الدغشي، باسناده، عن عبد اللّه بن رقيم الكناني، قال: قدمت المدينة، فلقيت سعد بن أبي وقاص، فقال لي: من أين أقبلت؟
قلت: من العراق.
قال: كيف تركت عليا عليه السّلام؟
قلت: صالحا.
قال: فهل سمعته ذكرني بشيء؟
قلت: لا.
قال: إنه لرجل لا أزال أحبه بعد ثلاث سمعتهن من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، سمعته يقول لعلي عليه السّلام: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، غير إنه لا نبي بعدي.
و أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بسد الأبواب التي كانت تشرع الى مسجده، و ترك باب علي عليه السّلام.
فقال بعض أعمامه: يا رسول اللّه، سددت بابي، و تركت باب هذا الغلام- يعني عليا عليه السّلام-؟
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: ما أنا سددت أبوابكم
و تركت بابه، و لكنّ اللّه فعل ذلك، و أمرني به، فامتثلت أمره.
و بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أبا بكر ببراة الى أهل مكة، فلما سار بها بعث عليا عليه السّلام في أثره، و أمره بأخذها منه، و يؤدي عنه الى أهل مكة.
فقال أبو بكر: يا رسول اللّه، أنزل فيّ شيء؟
قال: لا، إلا أنه نزل عليّ ألا يبلغ عني إلا أنا أو رجل مني، و علي مني.
[518] و بآخر، عن جميع بن عمير التميمي 1412 ، قال: صلّيت في مسجد النبي صلّى اللّه عليه و آله فرأيت عبد اللّه بن عمر جالسا، فأتيته، فسلمت عليه، و جلست إليه، و قلت: حدثني عن علي عليه السّلام.
فقال: هذا منزل علي و هذا منزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و إن شئت حدثتك عنه.
قلت: نعم حدثني عنه.
قال: آخى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بين أصحابه، و ترك عليا عليه السّلام: فقال له: يا رسول اللّه آخيت بين المهاجرين و تركتني، فمن أخي؟
قال: أ ما ترضى يا علي أن تكون أخي؟
قال: بلى، يا رسول اللّه.
قال: فأنت أخي في الدنيا و الآخرة.
و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله- يوم خيبر-: لأعطين الراية غدا رجلا يحب اللّه و رسوله، و يحبه اللّه و رسوله، فما منا أحد إلا رجا
أن يكون صاحبها. فلما أصبح، قال: أين علي؟
قالوا: أرمد.
قال: ادعوه لي.
فدعي له، فلما جاء تفل في عينه و أعطاه الراية، و تقدم، و سرنا معه فما تتامّ آخرنا حتى فتح اللّه به على أولنا.
قال: و بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أبا بكر ببراة، فلما أتى ذا الحليفة 1413 أرسل عليا عليه السّلام فأخذها منه. فقال أبو بكر لعلي عليه السّلام: أنزل فيّ شيء؟
قال: لا، إلا أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال: لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل من أهل بيتي.
قال: فرجع أبو بكر الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فقال:
يا رسول اللّه، أنزل فيّ شيء؟
قال: لا، و لكن لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل من أهل بيتي.
[519] و بآخر، عن علي صلوات اللّه عليه، أنه قال: لما أمرني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بأن ألحق أبا بكر، فآخذ منه برأة، و أمضي بها في أهل مكة، فأقرأها عليهم، و أودي عنه إليهم. قلت: يا رسول اللّه، إني لست بالخطيب 1414 ، و أنا رجل حدث 1415 السن.
قال: لا بدّ من أن تذهب بها، أو أذهب بها أنا.
قلت: أما إذا كان ذلك، فأنا أذهب بها يا رسول اللّه.
قال: اذهب فسوف يثبت اللّه لسانك و يهدي قلبك 1416 .
[520] و بآخر، عن أبي حازم، قال: خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فقال:
أيها الناس سدوا أبوابكم عن المسجد، فكان الناس توقفوا. ثم خرج الثانية، فقال ذلك، فتوقفوا.
قال ابن عباس: فخرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله الثالثة، فقال: أيها الناس سدوا أبوابكم غير باب علي قبل أن ينزل العذاب، فسدوا أبوابهم غير باب علي.
فقال بعض الناس: إنما ترك باب علي لقرابته. و قال بعضهم: لو كان ذلك للقرابة لكان حمزة أقرب إليه منه، هو عمه، و أخوه من الرضاعة، و لكن من أجل ابنته فاطمة.
فلما كثر خوضهم في ذلك، خرج إليهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فقال: