کتابخانه روایات شیعه
و يقال لقد جئت بأمر بديع أي مبتدع عجيب الْبارِئُ البارئ معناه أنه بارئ البرايا أي خالق الخلائق برأهم يبرؤهم أي خلقهم يخلقهم و البرية الخليقة و أكثر العرب على ترك همزها و هي فعيلة بمعنى مفعولة و قال بعضهم بل هي مأخوذة من بريت العود و منهم من يزعم أنه من البري و هو التراب أي خلقهم من التراب و قالوا لذلك لا يهمز.
الْأَكْرَمُ الأكرم معناه الكريم و قد يجيء أفعل في معنى الفعيل مثل قوله عز و جل وَ هُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ 565 أي هين عليه و مثل قوله عز و جل لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى و قوله وَ سَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى 566 يعني بالأشقى و الأتقى الشقي و التقي و قد قال الشاعر في هذا المعنى-
إن الذي سمك السماء بنى لنا
بيتا دعائمه أعز و أطول
.
الظَّاهِرُ الظاهر معناه أنه الظاهر بآياته التي أظهرها من شواهد قدرته و آثار حكمته و بينات حجته التي عجز الخلق جميعا عن إبداع أصغرها و إنشاء أيسرها و أحقرها عندهم كما قال الله عز و جل- إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَ لَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ 567 فليس شيء من خلقه إلا و هو شاهد له على وحدانيته من جميع جهاته و أعرض تبارك و تعالى عن وصف ذاته 568 فهو ظاهر بآياته و شواهد قدرته محتجب بذاته و معنى ثان أنه ظاهر غالب قادر على ما يشاء و منه قوله عز و جل- فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ 569 أي غالبين لهم.
الْباطِنُ الباطن معناه أنه قد بطن عن الأوهام فهو باطن بلا إحاطة لا يحيط به محيط لأنه قدم الفكر فخبت عنه 570 و سبق المعلوم فلم يحط به 571 و فات الأوهام فلم تكتنهه و حارت عنه الأبصار فلم تدركه فهو باطن كل باطن و محتجب كل محتجب بطن بالذات و ظهر و علا بالآيات فهو الباطن بلا حجاب و الظاهر بلا اقتراب و معنى ثان أنه باطن كل شيء أي خبير بصير ب ما يُسِرُّونَ وَ ما يُعْلِنُونَ و بكل ما ذرأ و برأ و بطانة الرجل وليجته من القوم الذين يداخلهم و يداخلونه في دخيلة أمره و المعنى أنه عالم بسرائرهم لا أنه عز و جل يبطن في شيء يواريه.
الْحَيُ الحي معناه أنه الفعال المدبر و هو حي لنفسه لا يجوز عليه الموت و الفناء و ليس يحتاج إلى حياة بها يحيا.
الْحَكِيمُ الحكيم معناه أنه عالم و الحكمة في اللغة العلم و منه قوله عز و جل يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ 572 و معنى ثان أنه محكم و أفعاله محكمة متقنة من الفساد و قد حكمته و أحكمته لغتان و حكمة اللجام سميت بذلك لأنها تمنعه من الجري الشديد و هي ما أحاطت بحنكه.
الْعَلِيمُ معناه أنه عليم بنفسه عالم بالسرائر مطلع على الضمائر لا يخفى عليه خافية و لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ علم الأشياء قبل حدوثها و بعد ما أحدثها سرها و علانيتها ظاهرها و باطنها و في علمه عز و جل بالأشياء على خلاف علم الخلق دليل على أنه تبارك و تعالى بخلافهم في جميع معانيهم و الله عالم لذاته و العالم من يصح منه الفعل المحكم المتقن فلا يقال إنه يعلم الأشياء بعلم كما لا يثبت معه قديم غيره بل يقال إنه ذات عالمة و هكذا يقال في
جميع صفات ذاته.
الْحَلِيمُ الحليم معناه أنه حليم عمن عصاه لا يعجل عليهم بعقوبته.
الحفيظ الحفيظ الحافظ و هو فعيل بمعنى الفاعل و معناه أنه يحفظ الأشياء و يصرف عنها البلاء و لا يوصف بالحفظ على معنى العلم لأنا نوصف بحفظ القرآن و العلوم على المجاز و المراد بذلك أنا إذا علمناه لم يذهب عنا كما إذا حفظنا الشيء لم يذهب عنا 573 .
الحق الحق معناه المحق و يوصف به توسعا لأنه مصدر 574 و هو كقولهم غياث المستغيثين و معنى ثان يراد به أن عبادة الله هي الحق و عبادة غيره هي الباطل و يؤيد ذلك قوله عز و جل- ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَ أَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْباطِلُ 575 أي يبطل و يذهب و لا يملك لأحد ثوابا و لا عقابا.
الحسيب الحسيب معناه أنه المحصي لكل شيء العالم به لا يخفى عليه شيء و معنى ثان أنه المحاسب لعباده يحاسبهم بأعمالهم و يجازيهم عليها و هو فعيل على معنى مفاعل مثل جليس و مجالس و معنى ثالث أنه الكافي و الله حسبي و حسبك أي كافينا و أحسبني هذا الشيء أي كفاني و أحسبته أي أعطيته حتى قال حسبي و منه قوله عز و جل- جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً 576 أي كافيا.
الْحَمِيدُ الحميد معناه المحمود و هو فعيل في معنى المفعول و الحمد نقيض الذم و يقال حمدت فلانا إذا رضيت فعله و نشرته في الناس.
الحفي الحفي معناه العالم و منه قوله عز و جل يَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ
حَفِيٌّ عَنْها 577 أي يسألونك عن الساعة كأنك عالم بوقت مجيئها 578 و معنى ثان أنه اللطيف و الحفاية مصدر الحفي اللطيف المحتفي بك ببرك و بلطفك 579 .
الرب الرب معناه المالك و كل من ملك شيئا فهو ربه و منه قوله عز و جل ارْجِعْ إِلى رَبِّكَ 580 أي إلى سيدك و مليكك و قال قائل يوم حنين لأن يربني رجل من قريش أحب إلي من أن يربني رجل من هوازن يريد يملكني و يصير لي ربا و مالكا و لا يقال لمخلوق الرب بالألف و اللام لأن الألف و اللام دالتان على العموم و إنما يقال للمخلوق رب كذا فيعرف بالإضافة لأنه لا يملك غيره فينسب إلى ما يملكه و الربانيون نسبوا إلى التأله و العبادة للرب في معنى الربوبية له و الربيون الذين صبروا مع الأنبياء ع.
الرَّحْمنِ الرحمن معناه الواسع الرحمة على عباده يعمهم بالرزق و الإنعام عليهم و يقال هو اسم من أسماء الله تبارك و تعالى في الكتب لا سمي له فيه و يقال للرجل رحيم القلب و لا يقال الرحمن لأن الرحمن يقدر على كشف البلوى و لا يقدر الرحيم من خلقه على ذلك و قد جوز قوم أن يقال للرجل رحمان و أرادوا به الغاية في الرحمة و هذا خطأ و الرحمن هو لجميع العالم و الرحيم بالمؤمنين خاصة.
الرَّحِيمِ الرحيم معناه أنه رحيم بالمؤمنين يخصهم برحمته في عاقبة أمرهم كما قال الله عز و جل وَ كانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً و الرحمن و الرحيم اسمان مشتقان من الرحمة على وزن ندمان و نديم و معنى الرحمة النعمة و الراحم المنعم كما
قال الله عز و جل لرسوله ص- وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ 581 يعني نعمة عليهم و يقال للقرآن هُدىً وَ رَحْمَةً و للغيث رحمة يعني نعمة و ليس معنى الرحمة الرقة لأن الرقة عن الله عز و جل منفية و إنما سمي رقيق القلب من الناس رحيما لكثرة ما توجد الرحمة منه و يقال ما أقرب رحم فلان إذا كان ذا مرحمة و بر و المرحمة الرحمة و يقال رحمته مرحمة و رحمة.
الذارئ الذارئ معناه الخالق يقال ذرأ الله الخلق و برأهم أي خلقهم و قد قيل إن الذرية منه اشتق اسمها كأنهم ذهبوا إلى أنها خلق الله عز و جل خلقها من الرجل و أكثر العرب على ترك همزها و إنما تركوا الهمزة في هذا المذهب لكثرة ترددها في أفواههم كما تركوا همزة البرية و همزة بري و أشباه ذلك و منهم من يزعهم أنها من ذروت أو ذريت معا يريد أنه قد كثرهم و بثهم في الأرض بثا كما قال الله تعالى وَ بَثَّ مِنْهُما رِجالًا كَثِيراً وَ نِساءً 582 الرازق الرازق معناه أنه عز و جل يرزق عباده برهم و فاجرهم رزقا بفتح الراء رواية من العرب و لو أرادوا المصدر لقالوا رزقا بكسر الراء و يقال ارتزق الجند رزقة واحدة أي أخذوه مرة واحدة.
الرَّقِيبَ الرقيب معناه الحافظ و هو فعيل بمعنى فاعل و رقيب القوم حارسهم.
الرءوف الرءوف معناه الرحيم و الرأفة الرحمة.
الرائي الرائي معناه العالم و الرؤية العلم و معنى ثان أنه المبصر و معنى الرؤية الإبصار و يجوز في معنى العلم لم يزل رائيا و لا يجوز ذلك في معنى الإبصار.
السَّلامُ السلام معناه المسلم و هو توسع لأن السلام مصدر و المراد به أن السلامة تنال من قبله و السلام و السلامة مثل الرضاع و الرضاعة و اللذاذ و اللذاذة و معنى ثان أنه يوصف بهذه الصفة لسلامته مما يلحق الخلق من العيب
و النقص و الزوال و الانتقال و الفناء و الموت و قوله عز و جل لَهُمْ دارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ 583 فالسلام هو الله عز و جل و داره الجنة و يجوز أن يكون سماها سلاما لأن الصائر إليها يسلم فيها من كل ما يكون في الدنيا من مرض و وصب و موت و هرم و أشباه ذلك فهي دار السلامة من الآفات و العاهات و قوله عز و جل فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ 584 يقول فسلامة لك منهم أي يخبرك عنهم سلامة و السلامة في اللغة الصواب و السداد أيضا و منه قوله عز و جل- وَ إِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً 585 أي سدادا و صوابا و يقال سمي الصواب من القول سلاما لأنه يسلم من العيب و الإثم الْمُؤْمِنُ المؤمن معناه المصدق و الإيمان التصديق في اللغة يدلك على ذلك قوله عز و جل حكاية عن إخوة يوسف ع وَ ما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا وَ لَوْ كُنَّا صادِقِينَ 586 فالعبد مؤمن مصدق بتوحيد الله و بآياته و الله مؤمن مصدق لما وعده و محققه و معنى ثان أنه محقق حقق وحدانيته بآياته عند خلقه و عرفهم حقيقته 587 لما أبدى من علاماته و أبان من بيناته و عجائب تدبيره و لطائف تقديره و معنى ثالث أنه آمنهم من الظلم و الجور
قَالَ الصَّادِقُ ع سُمِّيَ الْبَارِئُ عَزَّ وَ جَلَّ مُؤْمِناً لِأَنَّهُ يُؤْمِنُ مِنْ عَذَابِهِ مَنْ أَطَاعَهُ و سمي العبد مؤمنا لأنه يؤمن على الله عز و جل فيجيز الله أمانه 588 .
وَ قَالَ ع الْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَ جَارُهُ بَوَائِقَهُ.
وَ قَالَ ع الْمُؤْمِنُ الَّذِي يَأْتَمِنُهُ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ.
الْمُهَيْمِنُ المهيمن معناه الشاهد و هو كقوله عز و جل وَ مُهَيْمِناً عَلَيْهِ 589 أي شاهدا عليه و معنى ثان أنه اسم مبني من الأمين و الأمين اسم من
أسماء الله عز و جل ثم بني كما بني المبيطر من البيطر و البيطار و كأن الأصل فيه مؤيمن فقلبت الهمزة هاء كما قلبت همزة أرقت و أيهات فقيل هرقت و هيهات و أمين اسم من أسماء الله عز و جل و من طول الألف أراد يا أمين فأخرجه مخرج قولهم أزيد على معنى يا زيد و يقال المهيمن اسم من أسماء الله عز و جل في الكتب السابقة.
الْعَزِيزُ العزيز معناه أنه لا يعجزه شيء و لا يمتنع عليه شيء أراده فهو قاهر للأشياء غالب غير مغلوب و قد يقال في المثل من عز بز أي من غلب سلب و قوله عز و جل حكاية عن الخصمين- وَ عَزَّنِي فِي الْخِطابِ 590 أي غلبني في مجاوبة الكلام 591 و معنى ثان أنه الملك و يقال للملك عزيز كما قال إخوة يوسف ليوسف ع يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ 592 و المراد به يا أيها الملك. 593 الْجَبَّارُ الجبار معناه القاهر الذي لا ينال و له التجبر و الجبروت أي التعظم و العظمة و يقال للنخلة التي لا تنال جبارة و الجبر أن تجبر إنسانا على ما يكرهه قهرا تقول جبرته على أمر كذا و كذا و
قَالَ الصَّادِقُ ع لَا جَبْرَ وَ لَا تَفْوِيضَ بَلْ أَمْرٌ بَيْنَ أَمْرَيْنِ.
عنى بذلك أن الله تبارك و تعالى لم يجبر عباده على المعاصي و لم يفوض إليهم أمر الدين حتى يقولوا فيه بآرائهم و مقايسهم 594 فإنه عز و جل قد حد و وظف و شرع و فرض و سن و أكمل لهم الدين فلا تفويض مع التحديد و التوظيف و الشرع و الفرض و السنة و إكمال الدين.