کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

التوحيد (للصدوق)

[مقدمات التحقيق‏] [مقدمة الغفاري‏] [مقدمة المحقق‏] كلمات حول الكتاب‏ (كتاب التوحيد) كلمة المجلسيّ رحمه اللّه حول كتب المؤلّف‏ * (شروح الكتاب)* * (طبعاته)* عدد الأبواب و الأحاديث: مراجع التصحيح و رموزها [مقدمة المؤلف‏] 1 باب ثواب الموحدين و العارفين‏ 2 باب التوحيد و نفي التشبيه‏ 3 باب معنى الواحد و التوحيد و الموحد 4 باب تفسير إلى آخرها 5 باب معنى التوحيد و العدل‏ 6 باب أنه عز و جل ليس بجسم و لا صورة 7 باب أنه تبارك و تعالى شي‏ء 8 باب ما جاء في الرؤية 9 باب القدرة 10 باب العلم‏ 11 باب صفات الذات و صفات الأفعال‏ 12 باب تفسير قول الله عز و جل‏ 13 باب تفسير قول الله عز و جل‏ 14 باب تفسير قول الله عز و جل‏ 15 باب تفسير قول الله عز و جل‏ إلى آخر الآية 16 باب تفسير قول الله عز و جل‏ 17 باب تفسير قوله عز و جل‏ 18 باب تفسير قول الله عز و جل‏ 19 باب تفسير قوله عز و جل‏ 20 باب تفسير قوله عز و جل‏ 21 باب تفسير قوله عز و جل‏ و قوله عز و جل‏ و قوله عز و جل‏ و قوله عز و جل‏ 22 باب معنى‏ عز و جل‏ 23 باب معنى الحجزة 24 باب معنى العين و الأذن و اللسان‏ 25 باب معنى قوله عز و جل‏ 26 باب معنى رضاه عز و جل و سخطه‏ 27 باب معنى قوله عز و جل‏ 28 باب نفي المكان و الزمان و السكون و الحركة و النزول و الصعود و الانتقال عن الله عز و جل‏ 29 باب أسماء الله تعالى و الفرق بين معانيها و بين معاني أسماء المخلوقين‏ 30 باب القرآن ما هو 31 باب معنى‏ 32 باب تفسير حروف المعجم‏ 33 باب تفسير حروف الجمل‏ 34 باب تفسير حروف الأذان و الإقامة 35 باب تفسير الهدى و الضلالة و التوفيق و الخذلان من الله تعالى‏ 36 باب الرد على الثنوية و الزنادقة 37 باب الرد على الذين قالوا 38 باب ذكر عظمة الله جل جلاله‏ 39 باب لطف الله تبارك و تعالى‏ 40 باب أدنى ما يجزئ من معرفة التوحيد 41 باب أنه عز و جل لا يعرف إلا به‏ 42 باب إثبات حدوث العالم‏ 43 باب حديث ذعلب‏ 44 باب حديث سبخت اليهودي‏ 45 باب معنى سبحان الله‏ 46 باب معنى الله أكبر 47 باب معنى الأول و الآخر 48 باب معنى قول الله عز و جل‏ 49 باب معنى قوله عز و جل‏ 50 باب العرش و صفاته‏ 51 باب أن العرش خلق أرباعا 52 باب معنى قول الله عز و جل‏ 53 باب فطرة الله عز و جل الخلق على التوحيد 54 باب البداء 55 باب المشيئة و الإرادة 56 باب الاستطاعة 57 باب الابتلاء و الاختبار 58 باب السعادة و الشقاوة 59 باب نفي الجبر و التفويض‏ 60 باب القضاء و القدر و الفتنة و الأرزاق و الأسعار و الآجال‏ 61 باب الأطفال و عدل الله عز و جل فيهم‏ 62 باب أن الله تعالى لا يفعل بعباده إلا الأصلح لهم‏ 63 باب الأمر و النهي و الوعد و الوعيد 64 باب التعريف و البيان و الحجة و الهداية 65 باب ذكر مجلس الرضا علي بن موسى ع مع أهل الأديان و أصحاب المقالات مثل الجاثليق و رأس الجالوت و رؤساء الصابئين و الهربذ الأكبر و ما كلم به عمران الصابي في التوحيد عند المأمون‏ 66 باب ذكر مجلس الرضا ع مع سليمان المروزي متكلم خراسان عند المأمون في التوحيد 67 باب النهي عن الكلام و الجدال و المراء في الله عز و جل‏

التوحيد (للصدوق)


صفحه قبل

التوحيد (للصدوق)، ص: 228

لَهُ الْآلَةَ وَ الصِّحَّةَ وَ هِيَ الْقُوَّةُ الَّتِي يَكُونُ الْعَبْدُ بِهَا مُتَحَرِّكاً مُسْتَطِيعاً لِلْفِعْلِ وَ لَا مُتَحَرِّكَ إِلَّا وَ هُوَ يُرِيدُ الْفِعْلَ وَ هِيَ صِفَةٌ مُضَافَةٌ إِلَى الشَّهْوَةِ الَّتِي هِيَ خَلْقُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مُرَكَّبَةٌ فِي الْإِنْسَانِ‏ 661 فَإِذَا تَحَرَّكَتِ الشَّهْوَةُ فِي الْإِنْسَانِ اشْتَهَى الشَّيْ‏ءَ فَأَرَادَهُ فَمِنْ ثَمَّ قِيلَ لِلْإِنْسَانِ مُرِيدٌ فَإِذَا أَرَادَ الْفِعْلَ وَ فَعَلَ كَانَ مَعَ الِاسْتِطَاعَةِ وَ الْحَرَكَةِ فَمِنْ ثَمَّ قِيلَ لِلْعَبْدِ مُسْتَطِيعٌ مُتَحَرِّكٌ فَإِذَا كَانَ الْإِنْسَانُ سَاكِناً غَيْرَ مُرِيدٍ لِلْفِعْلِ وَ كَانَ مَعَهُ الْآلَةُ وَ هِيَ الْقُوَّةُ وَ الصِّحَّةُ اللَّتَانِ بِهِمَا تَكُونُ حَرَكَاتُ الْإِنْسَانِ وَ فِعْلُهُ كَانَ سُكُونُهُ لِعِلَّةِ سُكُونِ الشَّهْوَةِ فَقِيلَ سَاكِنٌ فَوُصِفَ بِالسُّكُونِ فَإِذَا اشْتَهَى الْإِنْسَانُ وَ تَحَرَّكَتْ شَهْوَتُهُ الَّتِي رُكِّبَتْ فِيهِ اشْتَهَى الْفِعْلَ وَ تَحَرَّكَتْ بِالْقُوَّةِ الْمُرَكَّبَةِ فِيهِ وَ اسْتَعْمَلَ الْآلَةَ الَّتِي بِهَا يَفْعَلُ الْفِعْلَ فَيَكُونُ الْفِعْلُ مِنْهُ عِنْدَ مَا تَحَرَّكَ وَ اكْتَسَبَهُ فَقِيلَ فَاعِلٌ وَ مُتَحَرِّكٌ وَ مُكْتَسِبٌ وَ مُسْتَطِيعٌ أَ وَ لَا تَرَى أَنَّ جَمِيعَ ذَلِكَ صِفَاتٌ يُوصَفُ بِهَا الْإِنْسَانُ وَ سَأَلْتَ رَحِمَكَ اللَّهُ عَنِ التَّوْحِيدِ وَ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ مَنْ قِبَلَكَ فَتَعَالَى اللَّهُ الَّذِي‏ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يَصِفُهُ الْوَاصِفُونَ الْمُشَبِّهُونَ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى بِخَلْقِهِ الْمُفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَاعْلَمْ رَحِمَكَ اللَّهُ أَنَّ الْمَذْهَبَ الصَّحِيحَ فِي التَّوْحِيدِ مَا نَزَلَ بِهِ الْقُرْآنُ مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَانْفِ عَنِ اللَّهِ الْبُطْلَانَ وَ التَّشْبِيهَ فَلَا نَفْيَ وَ لَا تَشْبِيهَ وَ هُوَ اللَّهُ الثَّابِتُ الْمَوْجُودُ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يَصِفُهُ الْوَاصِفُونَ وَ لَا تَعْدُ الْقُرْآنَ فَتَضِلَّ بَعْدَ الْبَيَانِ‏ 662 وَ سَأَلْتَ رَحِمَكَ اللَّهُ عَنِ الْإِيمَانِ فَالْإِيمَانُ هُوَ إِقْرَارٌ بِاللِّسَانِ‏ 663 وَ عَقْدٌ بِالْقَلْبِ وَ عَمَلٌ بِالْأَرْكَانِ فَالْإِيمَانُ بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ‏ 664 وَ قَدْ يَكُونُ الْعَبْدُ مُسْلِماً قَبْلَ أَنْ يَكُونَ مُؤْمِناً وَ لَا يَكُونُ مُؤْمِناً حَتَّى يَكُونَ مُسْلِماً فَالْإِسْلَامُ قَبْلَ الْإِيمَانِ وَ هُوَ

التوحيد (للصدوق)، ص: 229

يُشَارِكُ الْإِيمَانَ فَإِذَا أَتَى الْعَبْدُ بِكَبِيرَةٍ مِنْ كَبَائِرِ الْمَعَاصِي أَوْ صَغِيرَةٍ مِنْ صَغَائِرِ الْمَعَاصِي الَّتِي نَهَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْهَا كَانَ خَارِجاً مِنَ الْإِيمَانِ وَ سَاقِطاً عَنْهُ اسْمُ الْإِيمَانِ وَ ثَابِتاً عَلَيْهِ اسْمُ الْإِسْلَامِ‏ 665 فَإِنْ تَابَ وَ اسْتَغْفَرَ عَادَ إِلَى الْإِيمَانِ وَ لَمْ يُخْرِجْهُ إِلَى الْكُفْرِ وَ الْجُحُودِ وَ الِاسْتِحْلَالِ وَ إِذَا قَالَ لِلْحَلَالِ‏ هذا حَرامٌ‏ وَ لِلْحَرَامِ‏ هذا حَلالٌ‏ وَ دَانَ بِذَلِكَ فَعِنْدَهَا يَكُونُ خَارِجاً مِنَ الْإِيمَانِ وَ الْإِسْلَامِ إِلَى الْكُفْرِ وَ كَانَ بِمَنْزِلَةِ رَجُلٍ دَخَلَ الْحَرَمَ ثُمَّ دَخَلَ الْكَعْبَةَ فَأَحْدَثَ فِي الْكَعْبَةِ حَدَثاً فَأُخْرِجَ عَنِ الْكَعْبَةِ وَ عَنِ الْحَرَمِ فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ وَ صَارَ إِلَى النَّارِ 666 ..

قال مصنف هذا الكتاب كأن المراد من هذا الحديث ما كان فيه من ذكر القرآن و معنى ما فيه أنه غير مخلوق أي غير مكذوب و لا يعني به أنه غير محدث لأنه قال محدث غير مخلوق و غير أزلي مع الله تعالى ذكره‏

31 باب معنى‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ-

1- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الطَّالَقَانِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَأَلْتُ الرِّضَا عَلِيَّ بْنَ مُوسَى ع عَنْ‏ بِسْمِ اللَّهِ‏ قَالَ مَعْنَى قَوْلِ الْقَائِلِ‏ بِسْمِ اللَّهِ‏ أَيْ أَسِمُ عَلَى نَفْسِي سِمَةً مِنْ سِمَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ هِيَ الْعِبَادَةُ 667 قَالَ فَقُلْتُ‏

التوحيد (للصدوق)، ص: 230

لَهُ مَا السِّمَةُ فَقَالَ الْعَلَامَةُ.

2- حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَحْيَى عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ-* فَقَالَ الْبَاءُ بَهَاءُ اللَّهِ وَ السِّينُ سَنَاءُ اللَّهِ وَ الْمِيمُ مَجْدُ اللَّهِ وَ رَوَى بَعْضُهُمْ مُلْكُ اللَّهِ وَ اللَّهُ إِلَهُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ الرَّحْمَنُ بِجَمِيعِ خَلْقِهِ وَ الرَّحِيمُ بِالْمُؤْمِنِينَ خَاصَّةً.

3- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِيدِ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع‏ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- فَقَالَ الْبَاءُ بَهَاءُ اللَّهِ وَ السِّينُ سَنَاءُ اللَّهِ وَ الْمِيمُ مُلْكُ اللَّهِ قَالَ قُلْتُ اللَّهُ قَالَ الْأَلِفُ آلَاءُ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ مِنَ النَّعِيمِ بِوَلَايَتِنَا وَ اللَّامُ إِلْزَامُ اللَّهِ خَلْقَهُ وَلَايَتَنَا قُلْتُ فَالْهَاءُ قَالَ هَوَانٌ لِمَنْ خَالَفَ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ ص قَالَ قُلْتُ الرَّحْمَنُ قَالَ بِجَمِيعِ الْعَالَمِ قُلْتُ الرَّحِيمُ قَالَ بِالْمُؤْمِنِينَ خَاصَّةً.

4- حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَحْيَى عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ ع قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ مَعْنَى اللَّهِ قَالَ اسْتَوْلَى عَلَى مَا دَقَّ وَ جَلَ‏ 668 .

5- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْجُرْجَانِيُّ الْمُفَسِّرُ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ وَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَيَّارٍ وَ كَانَا مِنَ الشِّيعَةِ الْإِمَامِيَّةِ عَنْ أَبَوَيْهِمَا 669 عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ع‏ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- بِسْمِ اللَّهِ‏

التوحيد (للصدوق)، ص: 231

الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ فَقَالَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي يَتَأَلَّهُ إِلَيْهِ عِنْدَ الْحَوَائِجِ وَ الشَّدَائِدِ كُلُّ مَخْلُوقٍ عِنْدَ انْقِطَاعِ الرَّجَاءِ مِنْ كُلِّ مَنْ هُوَ دُونَهُ وَ تَقَطُّعِ الْأَسْبَابِ مِنْ جَمِيعِ مَا سِوَاهُ يَقُولُ‏ بِسْمِ اللَّهِ‏ أَيْ أَسْتَعِينُ عَلَى أُمُورِي كُلِّهَا بِاللَّهِ الَّذِي لَا تَحِقُّ الْعِبَادَةُ إِلَّا لَهُ الْمُغِيثِ إِذَا اسْتُغِيثَ وَ الْمُجِيبِ إِذَا دُعِيَ وَ هُوَ مَا قَالَ رَجُلٌ لِلصَّادِقِ ع يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ دُلَّنِي عَلَى اللَّهِ مَا هُوَ فَقَدْ أَكْثَرَ عَلَيَّ الْمُجَادِلُونَ وَ حَيَّرُونِي فَقَالَ لَهُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَلْ رَكِبْتَ سَفِينَةً قَطُّ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَهَلْ كُسِرَ بِكَ حَيْثُ لَا سَفِينَةَ تُنْجِيكَ وَ لَا سِبَاحَةَ تُغْنِيكَ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَهَلْ تَعَلَّقَ قَلْبُكَ هُنَالِكَ أَنَّ شَيْئاً مِنَ الْأَشْيَاءِ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُخَلِّصَكَ مِنْ وَرْطَتِكَ فَقَالَ نَعَمْ قَالَ الصَّادِقُ ع فَذَلِكَ الشَّيْ‏ءُ هُوَ اللَّهُ الْقَادِرُ عَلَى الْإِنْجَاءِ حَيْثُ لَا مُنْجِيَ وَ عَلَى الْإِغَاثَةِ حَيْثُ لَا مُغِيثَ ثُمَّ قَالَ الصَّادِقُ ع وَ لَرُبَّمَا تَرَكَ بَعْضُ شِيعَتِنَا فِي افْتِتَاحِ أَمْرِهِ- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- فَيَمْتَحِنُهُ اللَّهُ بِمَكْرُوهٍ لِيُنَبِّهَهُ عَلَى شُكْرِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى وَ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ وَ يَمْحَقَ عَنْهُ وَصْمَةَ تَقْصِيرِهِ عِنْدَ تَرْكِهِ قَوْلَ‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- قَالَ وَ قَامَ رَجُلٌ إِلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع فَقَالَ أَخْبِرْنِي عَنْ مَعْنَى‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَخِيهِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِيهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّ رَجُلًا قَامَ إِلَيْهِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَخْبِرْنِي عَنْ‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- مَا مَعْنَاهُ فَقَالَ إِنَّ قَوْلَكَ اللَّهُ أَعْظَمُ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ هُوَ الِاسْمُ الَّذِي‏ 670 لَا يَنْبَغِي أَنْ يُسَمَّى بِهِ غَيْرُ اللَّهِ وَ لَمْ يَتَسَمَّ بِهِ مَخْلُوقٌ فَقَالَ الرَّجُلُ فَمَا تَفْسِيرُ قَوْلِهِ «اللَّهُ» قَالَ هُوَ الَّذِي يَتَأَلَّهُ إِلَيْهِ عِنْدَ الْحَوَائِجِ وَ الشَّدَائِدِ كُلُّ مَخْلُوقٍ عِنْدَ انْقِطَاعِ الرَّجَاءِ مِنْ جَمِيعِ مَنْ هُوَ دُونَهُ وَ تَقَطُّعِ الْأَسْبَابِ مِنْ كُلِّ مَنْ سِوَاهُ وَ ذَلِكَ أَنَّ كُلَّ مُتَرَئِّسٍ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا وَ مُتَعَظِّمٍ فِيهَا وَ إِنْ عَظُمَ غِنَاؤُهُ وَ طُغْيَانُهُ وَ كَثُرَتْ حَوَائِجُ مَنْ دُونَهُ إِلَيْهِ فَإِنَّهُمْ سَيَحْتَاجُونَ حَوَائِجَ لَا يَقْدِرُ عَلَيْهَا هَذَا الْمُتَعَاظِمُ وَ كَذَلِكَ هَذَا الْمُتَعَاظِمُ يَحْتَاجُ حَوَائِجَ لَا يَقْدِرُ عَلَيْهَا فَيَنْقَطِعُ إِلَى اللَّهِ عِنْدَ ضَرُورَتِهِ وَ فَاقَتِهِ حَتَّى إِذَا كَفَى هَمَّهُ عَادَ إِلَى شِرْكِهِ أَ مَا تَسْمَعُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ- قُلْ أَ رَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللَّهِ‏

التوحيد (للصدوق)، ص: 232

أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَ غَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ. بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ ما تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شاءَ وَ تَنْسَوْنَ ما تُشْرِكُونَ‏ 671 فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِعِبَادِهِ أَيُّهَا الْفُقَرَاءُ إِلَى رَحْمَتِي إِنِّي قَدْ أَلْزَمْتُكُمُ الْحَاجَةَ إِلَيَّ فِي كُلِّ حَالٍ وَ ذِلَّةَ الْعُبُودِيَّةِ فِي كُلِّ وَقْتٍ فَإِلَيَّ فَافْزَعُوا فِي كُلِّ أَمْرٍ تَأْخُذُونَ فِيهِ وَ تَرْجُونَ تَمَامَهُ وَ بُلُوغَ غَايَتِهِ فَإِنِّي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أُعْطِيَكُمْ لَمْ يَقْدِرْ غَيْرِي عَلَى مَنْعِكُمْ وَ إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَمْنَعَكُمْ لَمْ يَقْدِرْ غَيْرِي عَلَى إِعْطَائِكُمْ فَأَنَا أَحَقُّ مَنْ سُئِلَ وَ أَوْلَى مَنْ تُضُرِّعَ إِلَيْهِ فَقُولُوا عِنْدَ افْتِتَاحِ كُلِّ أَمْرٍ صَغِيرٍ أَوْ عَظِيمٍ- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- أَيْ أَسْتَعِينُ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ بِاللَّهِ الَّذِي لَا يَحِقُّ الْعِبَادَةُ لِغَيْرِهِ الْمُغِيثِ إِذَا اسْتُغِيثَ الْمُجِيبِ إِذَا دُعِيَ الرَّحْمَنِ الَّذِي يَرْحَمُ بِبَسْطِ الرِّزْقِ عَلَيْنَا الرَّحِيمِ بِنَا فِي أَدْيَانِنَا وَ دُنْيَانَا وَ آخِرَتِنَا خَفَّفَ عَلَيْنَا الدِّينَ وَ جَعَلَهُ سَهْلًا خَفِيفاً وَ هُوَ يَرْحَمُنَا بِتَمَيُّزِنَا مِنْ أَعْدَائِهِ‏ 672 ثُمَّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَنْ حَزَنَهُ أَمْرٌ تَعَاطَاهُ فَقَالَ‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- وَ هُوَ مُخْلِصٌ لِلَّهِ‏ 673 يُقْبِلُ بِقَلْبِهِ إِلَيْهِ لَمْ يَنْفَكَّ مِنْ إِحْدَى اثْنَتَيْنِ إِمَّا بُلُوغِ حَاجَتِهِ فِي الدُّنْيَا وَ إِمَّا يُعَدُّ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَ يُدَّخَرُ لَدَيْهِ- وَ ما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَ أَبْقى‏ لِلْمُؤْمِنِينَ.

32 باب تفسير حروف المعجم‏

1- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرَانَ النَّقَّاشُ رَحِمَهُ اللَّهُ بِالْكُوفَةِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا ع قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِيُعَرِّفَ بِهِ خَلْقَهُ الْكِتَابَةَ حُرُوفُ الْمُعْجَمِ‏ 674 وَ إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا ضُرِبَ عَلَى رَأْسِهِ بِعَصًا فَزَعَمَ أَنَّهُ‏

التوحيد (للصدوق)، ص: 233

لَا يُفْصِحُ بِبَعْضِ الْكَلَامِ فَالْحُكْمُ فِيهِ أَنْ يُعْرَضَ عَلَيْهِ حُرُوفُ الْمُعْجَمِ ثُمَّ يُعْطَى الدِّيَةَ بِقَدْرِ مَا لَمْ يُفْصِحْ مِنْهَا وَ لَقَدْ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع فِي ا ب ت ث أَنَّهُ قَالَ الْأَلِفُ آلَاءُ اللَّهِ وَ الْبَاءُ بَهْجَةُ اللَّهِ وَ الْبَاقِي وَ بَدِيعُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ‏ وَ التَّاءُ تَمَامُ الْأَمْرِ بِقَائِمِ آلِ مُحَمَّدٍ ص وَ الثَّاءُ ثَوَابُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى أَعْمَالِهِمُ الصَّالِحَةِ ج ح خ فَالْجِيمُ جَمَالُ اللَّهِ وَ جَلَالُ اللَّهِ وَ الْحَاءُ حِلْمُ اللَّهِ حَيٌّ حَقٌّ حَلِيمٌ عَنِ الْمُذْنِبِينَ وَ الْخَاءُ خُمُولُ ذِكْرِ أَهْلِ الْمَعَاصِي عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ د ذ فَالدَّالُ دِينُ اللَّهِ الَّذِي ارْتَضَاهُ لِعِبَادِهِ وَ الذَّالُ مِنْ ذِي الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ ر ز فَالرَّاءُ مِنَ الرَّءُوفِ الرَّحِيمِ وَ الزَّايُ زَلَازِلُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ س ش فَالسِّينُ سَنَاءُ اللَّهِ وَ سَرْمَدِيّتُهُ وَ الشِّينُ شَاءَ اللَّهُ مَا شَاءَ وَ أَرَادَ مَا أَرَادَ- وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ‏ ص ض فَالصَّادُ مِنْ صَادِقِ الْوَعْدِ فِي حَمْلِ النَّاسِ عَلَى الصِّرَاطِ وَ حَبْسِ الظَّالِمِينَ عِنْدَ الْمِرْصَادِ وَ الضَّادُ ضَلَّ مَنْ خَالَفَ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ ط ظ فَالطَّاءُ طُوبَى لِلْمُؤْمِنِينَ‏ وَ حُسْنُ مَآبٍ‏ وَ الظَّاءُ ظَنُّ الْمُؤْمِنِينَ بِاللَّهِ خَيْراً وَ ظَنُّ الْكَافِرِينَ بِهِ سُوءاً 675 ع غ فَالْعَيْنُ مِنَ الْعَالِمِ وَ الْغَيْنُ مِنَ الْغَنِيِّ الَّذِي لَا يَجُوزُ عَلَيْهِ الْحَاجَةُ عَلَى الْإِطْلَاقِ فِ ق فَالْفَاءُ فالِقُ الْحَبِّ وَ النَّوى‏ وَ فَوْجٌ مِنْ أَفْوَاجِ النَّارِ وَ الْقَافُ قُرْآنٌ عَلَى اللَّهِ جَمْعُهُ وَ قُرْآنُهُ-

التوحيد (للصدوق)، ص: 234

ك ل فَالْكَافُ مِنَ الْكَافِي وَ اللَّامُ لَغْوُ الْكَافِرِينَ فِي افْتِرَائِهِمْ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ مَ ن فَالْمِيمُ مُلْكُ اللَّهِ يَوْمَ الدِّينِ يَوْمَ لَا مَالِكَ غَيْرُهُ وَ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ‏ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ‏ ثُمَّ تَنْطِقُ أَرْوَاحُ أَنْبِيَائِهِ وَ رُسُلِهِ وَ حُجَجِهِ فَيَقُولُونَ‏ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ فَيَقُولُ جَلَّ جَلَالُهُ- الْيَوْمَ تُجْزى‏ كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ‏ 676 وَ النُّونُ نَوَالُ اللَّهِ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ نَكَالُهُ لِلْكَافِرِينَ و ه فَالْوَاوُ وَيْلٌ لِمَنْ عَصَى اللَّهَ مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ عَظِيمٍ وَ الْهَاءُ هَانَ عَلَى اللَّهِ مَنْ عَصَاهُ لا فَلَامُ أَلِفٍ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ هِيَ كَلِمَةُ الْإِخْلَاصِ مَا مِنْ عَبْدٍ قَالَهَا مُخْلِصاً إِلَّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ي يَدُ اللَّهِ فَوْقَ خَلْقِهِ بَاسِطَةٌ بِالرِّزْقِ- سُبْحانَهُ وَ تَعالى‏ عَمَّا يُشْرِكُونَ‏ 677 ثُمَّ قَالَ ع إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَنْزَلَ هَذَا الْقُرْآنَ بِهَذِهِ الْحُرُوفِ الَّتِي يَتَدَاوَلُهَا جَمِيعُ الْعَرَبِ ثُمَّ قَالَ- قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَ الْجِنُّ عَلى‏ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَ لَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً 678 .

صفحه بعد