کتابخانه روایات شیعه
أَرَادَ رَسُولَايَ الْوُقُوفَ فَرَاوَحَا
يَداً بِيَدٍ ثُمَّ أَسْهَمَا لِي عَلَى السَّوَاءِ
بُؤْساً لِلْمَسَاكِينِ يَا ابْنَ صُوحَانَ أَمَا لَقَدْ عَهِدَ إِلَيَّ فِيهِمْ وَ إِنِّي لَصَاحِبُهُمْ وَ مَا كَذَبْتُ وَ لَا كُذِبْتُ وَ إِنَّ لَهُمْ لَيَوْماً يَدُورُ فِيهِ رَحَى الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْمَارِقِينَ فِيهَا فَيَا وَيْحَهَا حَتْفاً مَا أَبْعَدَهَا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ
إِذَا الْخَيْلُ جَالَتْ فِي الْفَتَى وَ تَكَشَّفَتْ
عَوَابِسُ لَا يَسْأَلْنَ غَيْرَ طِعَانٍ
فَكَرَّتْ جَمِيعاً ثُمَّ فُرِّقَ بَيْنَهَا
سَقَى رُمْحَهُ مِنْهَا بِأَحْمَرِ قَانٍ
فَتًى لَا يُلَاقِي الْقَرْنَ إِلَّا بِصَدْرِهِ
إِذَا أُرْعِشَتْ أَحْشَاءُ كُلِّ جَبَانٍ
ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ وَ قَالَ اللَّهُمَّ اشْهَدْ ثَلَاثاً قَدْ أَعْذَرَ مَنْ أَنْذَرَ وَ بِكَ الْعَوْنُ وَ إِلَيْكَ الْمُشْتَكَى وَ عَلَيْكَ التُّكْلَانُ وَ إِيَّاكَ نَدْرَأُ فِي نُحُورِهِمْ أَبَى الْقَوْمُ إِلَّا تَمَادِياً فِي الْبَاطِلِ وَ يَأْبَى اللَّهُ إِلَّا الْحَقَّ فَأَيْنَ يُذْهَبُ بِكُمْ عَنْ حَطَبِ جَهَنَّمَ وَ عَنْ طِيبِ الْمَغْنَمِ وَ أَشَارَ إِلَى أَصْحَابِهِ وَ قَالَ اسْتَعِدُّوا لِعَدُوِّكُمْ فَإِنَّكُمْ غَالِبُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ ثُمَّ تَلَا عَلَيْهِمْ آخِرَ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ 436 .
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ أَخِي الْأَصْمَعِيِّ عَنْ عَمِّهِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ جُمْهُورٍ مَوْلَى الْمَنْصُورِ قَالَ: أَخْرَجَ إِلَي بَعْضِ وُلْدِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ كِتَاباً بِخَطِّ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ إِذَا شَبِيهٌ بِخَطِّ النِّسَاءِ 437 بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ ذَكَرَ حَقُّ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ عَلَى فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ الْحِمْيَرِيِّ مِنْ أَهْلِ زَوْلِ صَنْعَاءَ 438 عَلَيْهِ أَلْفُ دِرْهَمٍ فِضَّةً طَيِّبَةً كَيْلًا بِالْجَدِيدِ 439 وَ مَتَى دَعَاهُ بِهَا أَجَابَهُ شَهِدَ اللَّهُ وَ الْمَلَكَانِ 440 .
حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ زَنْجَوَيْهِ الدِّينَوَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ زِيَادٍ فِي قَرْيَةِ رَامَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي زِيَادُ بْنُ قَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَيْدُ بْنِ زِيَادٍ عَنْ جَدِّهِ زِيَادِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ
عَنْ أَبِي هِنْدٍ الدَّارِيِّ قَالَ: أُهْدِيَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص طبقا [طَبَقٌ] مُغَطًّى فَكَشَفَ الْغِطَاءَ عَنْهُ ثُمَّ قَالَ كُلُوا بِسْمِ اللَّهِ نِعْمَ الطَّعَامُ الزَّبِيبُ يَشُدُّ الْعَصَبَ وَ يَذْهَبُ بِالْوَصَبِ 441 وَ يُطْفِئُ الْغَضَبَ وَ يُرْضِي الرَّبَّ وَ يَذْهَبُ بِالْبَلْغَمِ وَ يُطَيِّبُ النَّكْهَةَ وَ يُصَفِّي اللَّوْنَ 442 .
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَنْجَوَيْهِ قَالَ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ مُسَيَّبٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ ص قَالَ: مَنْ حَلَفَ فَقَالَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَقَدِ اسْتَثْنَى.
وَ قَالَ فِي الْغُرْبَةِ
يَا غَرِيباً يَسِيرُ بَيْنَ الْجِبَالِ
يَا جِبَالُ تَرَفَّقِي بِالْغَرِيبِ
يَا غَرِيباً مِنْ أَهْلِهِ وَ اللَّيَالِي
رَدَّكَ اللَّهُ سَالِماً يَا غَرِيبُ .
كتاب محمد بن أبي بكر إلى معاوية
مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ سَلَامٌ عَلَى أَهْلِ طَاعَةِ اللَّهِ مِمَّنْ هُوَ سِلْمٌ لِأَهْلِ وَلَايَةِ اللَّهِ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللَّهَ بِجَلَالِهِ وَ عَظَمَتِهِ وَ سُلْطَانِهِ وَ قُدْرَتِهِ خَلَقَ خَلْقَهُ بِلَا عَبَثٍ مِنْهُ وَ لَا ضَعْفٍ فِي قُوَّتِهِ وَ لَا مِنْ حَاجَةٍ بِهِ إِلَيْهِمْ وَ لَكِنَّهُ خَلَقَهُمْ عَبِيداً فَجَعَلَ مِنْهُمْ غَوِيّاً وَ رَشِيداً وَ شَقِيّاً وَ سَعِيداً ثُمَّ اخْتَارَ عَلَى عِلْمٍ فَاصْطَفَى وَ انْتَخَبَ مُحَمَّداً ص فَانْتَجَبَهُ وَ اصْطَفَاهُ بِرِسَالاتِهِ وَ أَرْسَلَهُ بِوَحْيِهِ وَ ائْتَمَنَهُ عَلَى أَمْرِهِ وَ بَعَثَهُ رَسُولًا مُصَدِّقاً وَ دَلِيلًا فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ أَجَابَ وَ أَنَابَ وَ صَدَّقَ وَ آمَنَ وَ أَسْلَمَ وَ سَلَّمَ أَخُوهُ وَ ابْنُ عَمِّهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ صَدَّقَهُ بِالْغَيْبِ الْمَكْتُومِ وَ آثَرَهُ عَلَى كُلِّ حَمِيمٍ وَ وَقَاهُ كُلَّ هَوْلٍ وَ وَاسَاهُ بِنَفْسِهِ فِي كُلِّ خَوْفٍ حَارَبَ مَنْ حَارَبَهُ وَ سَالَمَ مَنْ سَالَمَهُ وَ لَمْ يَزَلْ بَاذِلًا نَفْسَهُ فِي سَاعَاتِ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ الْجَدِّ وَ الْهَزْلِ 443 حَتَّى أَظْهَرَ اللَّهُ دَعْوَتَهُ وَ أَفْلَجَ حُجَّتَهُ 444 وَ قَدْ رَأَيْتُكَ أَيُّهَا الْغَاوِي تُسَامِيهِ وَ أَنْتَ أَنْتَ وَ هُوَ هُوَ الْمُبَرِّزُ السَّابِقُ فِي كُلِّ حِينٍ
أَوَّلُ النَّاسِ إِسْلَاماً وَ أَصْدَقُ النَّاسِ نِيَّةً وَ أَطْيَبُ النَّاسِ ذُرِّيَّةً وَ خَيْرُ النَّاسِ زَوْجَةً وَ أَفْضَلُ النَّاسِ إِخْوَةً وَ ابْنُ عَمِّهِ وَ وَصِيُّهُ وَ صَفِيُّهُ وَ أَخُوهُ الشَّارِي لِنَفْسِهِ يَوْمَ مُؤْتَةَ وَ عَمُّهُ سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ يَوْمَ أُحُدٍ وَ أَبُوهُ الذَّابُّ عَنْ وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ عَنْ حَوْزَتِهِ وَ أَنْتَ اللَّعِينُ بْنُ اللَّعِينِ لَمْ تَزَلْ أَنْتَ وَ أَبُوكَ تَبْغِيَانِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص الْغَوَائِلَ وَ تُجْهِدَانِ عَلَى إِطْفَاءِ نُورِهِ وَ تَجْمَعَانِ عَلَيْهِ الْجُمُوعَ وَ تُؤَلِّبَانِ عَلَيْهِ القَبَائِلَ 445 وَ تَبْذُلَانِ فِيهِ الْمَالَ هَلَكَ أَبُوكَ عَلَى ذَلِكَ وَ عَلَى ذَلِكَ خَلَّفَكَ وَ الشَّاهِدُ عَلَيْكَ بِفِعْلِكَ مَنْ يَأْوِي وَ يَلْجَأُ إِلَيْكَ مِنْ بَقِيَّةِ الْأَحْزَابِ وَ رُءُوسِ النِّفَاقِ وَ أَهْلِ الشِّقَاقِ لِرَسُولِ اللَّهِ ص وَ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ الشَّاهِدُ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع بِفَضْلِهِ الْمُبِينِ وَ سَبَقِهِ الْقَدِيمِ أَنْصَارُهُ الَّذِينَ مَعَهُ الَّذِينَ ذُكِرُوا بِفَضْلِهِمْ فِي الْقُرْآنِ أَثْنَى اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ فَهُمْ مَعَهُ كَتَائِبُ وَ عَصَائِبُ مِنْ حَوْلِهِ يُجَالِدُونَ بِأَسْيَافِهِمْ وَ يُهَرِيقُونَ دِمَاءَهُمْ دُونَهُ يَرَوْنَ الْحَقَّ فِي اتِّبَاعِهِ وَ الشَّقَاءَ فِي خِلَافِهِ فَكَيْفَ يَا لَكَ الْوَيْلُ تَعْدِلُ نَفْسَكَ بِعَلِيٍّ وَ عَلِيٌّ أَخُو رَسُولِ اللَّهِ ص وَ وَصِيُّهُ وَ أَبُو وُلْدِهِ وَ أَوَّلُ النَّاسِ لَهُ اتِّبَاعاً وَ آخِرُهُمْ بِهِ عَهْداً يُخْبِرُهُ بِسِرِّهِ وَ يَشْرَكُهُ فِي أَمْرِهِ وَ أَنْتَ عَدُوُّهُ وَ ابْنُ عَدُوِّهِ فَتَمَتَّعْ مَا اسْتَطَعْتَ بِبَاطِلِكَ وَ لْيُمْدِدْكَ ابْنُ الْعَاصِي فِي غَوَايَتِكَ وَ كَانَ أَجَلُكَ قَدِ انْقَضَى وَ كَيْدُكَ قَدْ وَهَى ثُمَّ تَسْتَبِينُ لِمَنْ تَكُونُ الْعَاقِبَةُ الْعُلْيَا وَ اعْلَمْ أَنَّكَ إِنَّمَا تُكَايِدُ رَبَّكَ الَّذِي قَدْ أَمِنْتَ كَيْدَهُ فِي نَفْسِكَ وَ أَيِسْتَ مِنْ رَوْحِهِ وَ هُوَ لَكَ بِالْمِرْصَادِ وَ أَنْتَ مِنْهُ فِي غُرُورٍ وَ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ أَهْلِ رَسُولِهِ عَنْكَ الْغِنَى وَ السَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى وَ كَتَبَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِهَذَا الشِّعْرِ إِلَى مُعَاوِيَةَ
مُعَاوِيَ مَا أَمْسَى هَوًى يَسْتَقِيدُنِي
إِلَيْكَ وَ لَا أَخْفَى الَّذِي لَا أُعَالِنُ
وَ لَا أَنَا فِي الْأُخْرَى إِذَا مَا شَهِدْتُهَا
بِنَكْسٍ وَ لَا هَيَّابَةٍ فِي الْمَوَاطِنِ 446
حَلَلْتَ عِقَالَ الْحَرْبِ جُبْناً وَ إِنَّمَا
يُطِيبُ الْمَنَايَا خَائِناً وَ ابْنَ خَائِنٍ
فَحَسْبُكَ مِنْ إِحْدَى ثَلَاثٍ رَأَيْتَهَا
بِعَيْنِكَ أَوْ تِلْكَ الَّتِي لَمْ تُعَايِنِ
رُكُوبُكَ بَعْدَ الْأَمْنِ حَرْباً مَشَارِفاً
وَ قَدْ دَمِيَتْ أَظْلَافُهَا وَ السَّنَاسِنُ 447
وَ قَدْ حَكَّ بِالْكَفَّيْنِ تُورِي ضَرِيمَةً
مِنَ الْجَهْلِ أَدَّتْهَا إِلَيْكَ الْكَهَائِنُ 448
وَ مَسْحُكَ أَقْرَابَ الشُّمُوسِ كَأَنَّهَا
تُبَسُّ بِإِحْدَى الدَّاحِيَاتِ الْحَوَاضِنِ 449
تُنَازِعُ أَسْبَابَ الْمُرُوءَةِ أَهْلَهَا
وَ فِي الصَّدْرِ دَاءٌ مِنْ جَوَى الْغِلِّ كَامِنٌ
فَلَمَّا قَرَأَ مُعَاوِيَةُ كِتَابَ مُحَمَّدٍ كَتَبَ إِلَيْهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مِنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الزَّارِي عَلَى أَبِيهِ 450 أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ بَلَغَنِي كِتَابُكَ تَذْكُرُ فِيهِ مَا اللَّهُ أَهْلُهُ مِنْ سُلْطَانِهِ وَ قُدْرَتِهِ وَ اصْطَفَاهُ رَسُولُهُ مَعَ كَلَامٍ أَلَّفْتَهُ وَ وَضَعْتَهُ لِرَأْيِكَ فِيهِ تَضْعِيفٌ وَ لِأَبِيكَ فِيهِ تَعْنِيفٌ وَ ذَكَرْتَ فَضْلَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ قَدِيمَ سَوَابِقِهِ وَ قَرَابَتَهُ لِرَسُولِ اللَّهِ ص وَ نُصْرَتَهُ لَهُ وَ مُوَاسَاتَهُ إِيَّاهُ فِي كُلِّ خَوْفٍ وَ هَوْلٍ فَكَانَ احْتِجَاجُكَ عَلَيَّ وَ عَيْبُكَ لِي بِفَضْلِ غَيْرِكَ لَا بِفَضْلِكَ فَأَحْمَدُ رَبّاً صَرَفَ ذَلِكَ الْفَضْلَ عَنْكَ وَ جَعَلَهُ لِغَيْرِكَ فَقَدْ كُنَّا وَ أَبُوكَ مَعَنَا فِي حَيَاةِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ص نَرَى حَقَّ ابْنِ أَبِي طَالِبٍ لَازِماً لَنَا وَ فَضْلَهُ مُبَرَّزاً عَلَيْنَا حَتَّى اخْتَارَ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ ص مَا عِنْدَهُ وَ أَتَمَّ لَهُ وَعْدَهُ وَ أَظْهَرَ لَهُ دَعْوَتَهُ وَ أَفْلَجَ لَهُ حُجَّتَهُ ثُمَّ قَبَضَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ فَكَانَ أَوَّلَ مَنِ ابْتَزَّهُ حَقَّهُ أَبُوكَ وَ فَارُوقُهُ 451 وَ خَالَفَاهُ فِي أَمْرِهِ عَلَى ذَلِكَ اتَّفَقَا وَ اتَّسَقَا ثُمَّ إِنَّهُمَا
دَعَوَاهُ لِيُبَايِعَهُمَا فَأَبْطَأَ عَنْهُمَا وَ تَلَكَّأَ عَلَيْهِمَا 452 فَهَمَّا بِهِ الْهُمُومَ وَ أَرَادَا بِهِ الْعَظِيمَ ثُمَّ إِنَّهُ بَايَعَ لَهُمَا وَ سَلَّمَ فَلَمْ يُشْرِكَاهُ فِي أَمْرِهِمَا وَ لَمْ يُطْلِعَاهُ عَلَى سِرِّهِمَا حَتَّى قُبِضَا عَلَى ذَلِكَ وَ انْقَضَى أَمْرُهُمَا ثُمَّ قَامَ ثَالِثُهُمَا مِنْ بَعْدِهِمَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَاقْتَدَى بِهَدْيِهِمَا وَ سَارَ بِسِيرَتِهِمَا فَعَتَبَهُ أَنْتَ وَ صَاحِبُكَ حَتَّى طَمِعَ فِيهِ الْأَقَاصِي مِنْ أَهْلِ الْمَعَاصِي وَ بَطَنْتُمَا لَهُ وَ أَظْهَرْتُمَا لَهُ الْعَدَاوَةَ حَتَّى بَلَغْتُمَا فِيهِ مُنَاكُمَا فَخُذْ حِذْرَكَ يَا ابْنَ أَبِي بَكْرٍ وَ قِسْ شِبْرَكَ بِفِتْرِكَ 453 فَكَيْفَ تُوَازِي مَنْ يُوَازِنُ الْجِبَالَ حِلْمُهُ وَ لَا تَعِبَ مَنْ مَهَّدَ لَهُ أَبُوكَ مِهَادَهُ وَ طَرَحَ لِمُلْكِهِ وِسَادَهُ فَإِنْ يَكُنْ مَا نَحْنُ فِيهِ صَوَاباً فَأَبُوكَ فِيهِ أَوَّلُ وَ نَحْنُ فِيهِ تَبَعٌ وَ إِنْ يَكُنْ جَوْراً فَأَبُوكَ أَوَّلُ مَنْ أَسَّسَ بِنَاهُ فَبِهَدْيِهِ اقْتَدَيْنَا وَ بِفِعْلِهِ احْتَذَيْنَا وَ لَوْ لَا مَا سَبَقَنَا إِلَيْهِ أَبُوكَ مَا خَالَفْنَا عَلِيّاً وَ لَسَلَّمْنَا إِلَيْهِ وَ لَكِنْ عِبْ أَبَاكَ بِمَا شِئْتَ أَوْ دَعْهُ وَ السَّلَامُ عَلَى مَنْ أَنَابَ وَ رَجَعَ عَنْ غَوَايَتِهِ 454 .
وَ رُوِيَ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ ع أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى وَ رِيشاً وَ لِباسُ التَّقْوى 455 السَّيْفُ.
وَ رُوِيَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ع فِي قَوْلِهِ وَ الَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَ إِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ قَالَ نَزَلَتْ فِينَا أَهْلَ الْبَيْتِ 456 .
وَ رُوِيَ عَنْ أَبِي مُعَمَّرٍ قَالَ: جَاءَ كَثِيرٌ النَّوَّاءُ فَبَايَعَ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ ثُمَّ رَجَعَ فَاسْتَقَالَ فَأَقَالَهُ ثُمَّ قَالَ
لِلْحَرْبِ أَقْوَامٌ لَهَا خُلِقُوا
وَ لِلتِّجَارَةِ وَ السُّلْطَانِ أَقْوَامٌ
خَيْرُ الْبَرِيَّةِ مَنْ أَمْسَى تِجَارَتُهُ
تَقْوَى الْإِلَهِ وَ ضَرْبٌ يَجْتَلِي الْهَامَ 457 .
وَ رُوِيَ عَنْ حَكَمِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ع إِنَّ الشَّعْبِيَّ يَرْوِي عِنْدَنَا بِالْكُوفَةِ أَنَّ عَلِيّاً قَالَ خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ فَقَالَ إِنَّ الرَّجُلَ يُفَضِّلُ عَلَى نَفْسِهِ مَنْ لَيْسَ هُوَ مِثْلَهُ حُبّاً وَ تَكَرُّماً ثُمَّ أَتَيْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ ع فَأَخْبَرْتُهُ ذَلِكَ فَضَرَبَ عَلَى فَخِذِي وَ قَالَ هُوَ أَفْضَلُ مِنْهُمَا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ.
[طائفة من الأخبار لزهير بن معاوية و مكحول و غيرهما]
وَ رُوِيَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي نُعَيْمٍ الْفَضْلِ بْنِ الدُّكَيْنِ كَانَ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ يَحْرُسُ خَشَبَةَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ نَعَمْ وَ كَانَ فِيهِ شَرٌّ مِنْ ذَلِكَ وَ كَانَ جَدُّهُ الرَّحِيلُ فِيمَنْ قَتَلَ الْحُسَيْنَ ع وَ كَانَ زُهَيْرٌ يَخْتَلِفُ إِلَى قَائِدِهِ وَ قَائِدُهُ يَحْرُسُ الْخَشَبَةَ وَ هُوَ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ خَدِيجِ بْنِ الرَّحِيلِ 458 .
وَ رُوِيَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: كَانَ الْغَالِبُ عَلَى مَكْحُولٍ عِلْمَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ كَانَ إِذَا ذَكَرَ عَلِيّاً لَا يُسَمِّيهِ وَ يَقُولُ أَبُو زَيْنَبَ 459 .
وَ رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إِنَّ بَنِي أُمَيَّةَ وَطِئُوا عَلَى صِمَاخِ الدِّينِ وَ ذَبَحُوا كِتَابَ اللَّهِ بِشُفْرَةٍ 460 .
وَ رُوِيَ عَنِ ابْنِ كُدَيْنَةَ الْأَوْدِيِ 461 قَالَ: قَامَ رَجُلٌ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع فَسَأَلَهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ 462 فِيمَنْ نَزَلَتْ قَالَ فِي رَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ.
[حديث الإمام الباقر ع و جابر الجعفي]
وَ رُوِيَ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ قَالَ: كُنْتُ لَيْلَةً مِنْ بَعْضِ اللَّيَالِي عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ ع