کتابخانه روایات شیعه
عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ 1082 ثُمَّ نَزَلَهَا وَ أَقْبَلَ أَهْلُهَا يَخْتَلِفُونَ إِلَيْهِ وَ مَنْ كَانَ بِهَا مِنَ الْمُعْتَمِرِينَ وَ أَهْلِ الْآفَاقِ وَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِهَا قَدْ لَزِمَ جَانِبَ الْكَعْبَةِ فَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي عِنْدَهَا وَ يَطُوفُ وَ يَأْتِي الْحُسَيْنَ ع فِيمَنْ يَأْتِيهِ فَيَأْتِيهِ الْيَوْمَيْنِ الْمُتَوَالِيَيْنِ وَ يَأْتِيهِ بَيْنَ كُلِّ يَوْمَيْنِ مَرَّةً وَ هُوَ أَثْقَلُ خَلْقِ اللَّهِ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ قَدْ عَرَفَ أَنَّ أَهْلَ الْحِجَازِ لَا يُبَايِعُونَهُ مَا دَامَ الْحُسَيْنُ ع فِي الْبَلَدِ 1083 وَ أَنَّ الْحُسَيْنَ أَطْوَعُ فِي النَّاسِ مِنْهُ وَ أَجَلُّ.
[كتاب سليمان بن صرد الخزاعي و غيره إلى الإمام الحسين ع بالبيعة و القدوم إلى الكوفة]
وَ بَلَغَ أَهْلَ الْكُوفَةِ هَلَاكُ مُعَاوِيَةَ فَأَرْجَفُوا بِيَزِيدَ وَ عَرَفُوا خَبَرَ الْحُسَيْنِ ع وَ امْتِنَاعَهُ مِنْ بَيْعَتِهِ وَ مَا كَانَ مِنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ فِي ذَلِكَ وَ خُرُوجِهِمَا إِلَى مَكَّةَ فَاجْتَمَعَتِ الشِّيعَةُ بِالْكُوفَةِ فِي مَنْزِلِ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ فَذَكَرُوا هَلَاكَ مُعَاوِيَةَ فَحَمِدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَقَالَ سُلَيْمَانُ إِنَّ مُعَاوِيَةَ قَدْ هَلَكَ وَ إِنَّ حُسَيْناً قَدْ تَقَبَّضَ 1084 عَلَى الْقَوْمِ بِبَيْعَتِهِ وَ قَدْ خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ وَ أَنْتُمْ شِيعَتُهُ وَ شِيعَةُ أَبِيهِ فَإِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ نَاصِرُوهُ وَ مُجَاهِدُو عَدُوِّهِ فَأَعْلِمُوهُ وَ إِنْ خِفْتُمُ الْفَشَلَ وَ الْوَهْنَ فَلَا تَغُرُّوا الرَّجُلَ فِي نَفْسِهِ قَالُوا لَا بَلْ نُقَاتِلُ عَدُوَّهُ وَ نَقْتُلُ أَنْفُسَنَا دُونَهُ قَالَ 1085 فَكَتَبُوا ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) لِلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ع مِنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ وَ الْمُسَيَّبِ
بْنِ نَجَبَةَ وَ رِفَاعَةَ بْنِ شَدَّادٍ وَ حَبِيبِ بْنِ مُظَاهِرٍ 1086 وَ شِيعَتِهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ سَلَامٌ عَلَيْكَ فَإِنَّا نَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ.
أَمَّا بَعْدُ فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي قَصَمَ عَدُوَّكَ الْجَبَّارَ الْعَنِيدَ الَّذِي انْتَزَى عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ فَابْتَزَّهَا أَمْرَهَا وَ غَصَبَهَا فَيْئَهَا وَ تَأَمَّرَ عَلَيْهَا بِغَيْرِ رِضًى مِنْهَا ثُمَّ قَتَلَ خِيَارَهَا وَ اسْتَبْقَى شِرَارَهَا وَ جَعَلَ مَالَ اللَّهِ دُولَةً بَيْنَ جَبَابِرَتِهَا وَ أَغْنِيَائِهَا 1087 فَبُعْداً لَهُ كَما بَعِدَتْ ثَمُودُ إِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْنَا إِمَامٌ فَأَقْبِلْ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَجْمَعَنَا بِكَ عَلَى الْحَقِّ وَ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ فِي قَصْرِ الْإِمَارَةِ لَسْنَا نُجَمِّعُ مَعَهُ فِي جُمُعَةٍ وَ لَا نَخْرُجُ مَعَهُ إِلَى عِيدٍ وَ لَوْ قَدْ بَلَغَنَا أَنَّكَ أَقْبَلْتَ إِلَيْنَا أَخْرَجْنَاهُ حَتَّى نُلْحِقَهُ بِالشَّامِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
ثُمَّ سَرَّحُوا الْكِتَابَ 1088 مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِسْمَعٍ الْهَمْدَانِيِّ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَالٍ وَ أَمَرُوهُمَا بِالنَّجَاءِ 1089 فَخَرَجَا مُسْرِعَيْنِ حَتَّى قَدِمَا عَلَى الْحُسَيْنِ ع بِمَكَّةَ 1090 لِعَشْرٍ مَضَيْنَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ.
وَ لَبِثَ أَهْلُ الْكُوفَةِ يَوْمَيْنِ بَعْدَ تَسْرِيحِهِمْ 1091 بِالْكِتَابِ وَ أَنْفَذُوا قَيْسَ بْنَ مُسْهِرٍ الصَّيْدَاوِيَّ وَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَرْحَبِيَ 1092 وَ عُمَارَةَ
بْنَ عَبْدٍ السَّلُولِيَّ إِلَى الْحُسَيْنِ ع وَ مَعَهُمْ نَحْوٌ مِنْ مِائَةٍ وَ خَمْسِينَ صَحِيفَةً مِنَ الرَّجُلِ وَ الِاثْنَيْنِ وَ الْأَرْبَعَةِ.
ثُمَّ لَبِثُوا يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ وَ سَرَّحُوا إِلَيْهِ هَانِئَ بْنَ هَانِئٍ السَّبِيعِيَّ وَ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْحَنَفِيَّ وَ كَتَبُوا إِلَيْهِ:
( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) لِلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ مِنْ شِيعَتِهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُسْلِمِينَ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَحَيَهَلَا فَإِنَّ النَّاسَ يَنْتَظِرُونَكَ لَا رَأْيَ لَهُمْ غَيْرُكَ فَالْعَجَلَ الْعَجَلَ ثُمَّ الْعَجَلَ الْعَجَلَ وَ السَّلَامُ.
وَ كَتَبَ شَبَثُ بْنُ رِبْعِيٍّ وَ حَجَّارُ بْنُ أَبْجَرَ وَ يَزِيدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ رُوَيْمٍ وَ عُرْوَةُ بْنُ قَيْسٍ 1093 وَ عَمْرُو بْنُ الْحَجَّاجِ الزُّبَيْدِيُّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو التَّيْمِيُ 1094 أَمَّا بَعْدُ فَقَدِ اخْضَرَّ الْجَنَابُ وَ أَيْنَعَتِ الثِّمَارُ فَإِذَا شِئْتَ فَاقْدَمْ عَلَى جُنْدٍ لَكَ مُجَنَّدٍ وَ السَّلَامُ.
[كتاب الإمام الحسين ع إلى أهل الكوفة]
وَ تَلَاقَتِ الرُّسُلُ كُلُّهَا عِنْدَهُ فَقَرَأَ الْكُتُبَ وَ سَأَلَ الرُّسُلَ عَنِ النَّاسِ ثُمَّ كَتَبَ مَعَ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ وَ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَ كَانَا آخِرَ الرُّسُلِ
( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) مِنَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ إِلَى الْمَلَإِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَ الْمُؤْمِنِينَ- أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ هَانِئاً وَ سَعِيداً قَدِمَا عَلَيَّ بِكُتُبِكُمْ وَ كَانَا آخِرَ مَنْ قَدِمَ عَلَيَّ مِنْ رُسُلِكُمْ وَ قَدْ فَهِمْتُ كُلَّ الَّذِي اقْتَصَصْتُمْ وَ ذَكَرْتُمْ وَ مَقَالَةُ جُلِّكُمْ أَنَّهُ لَيْسَ عَلَيْنَا إِمَامٌ فَأَقْبِلْ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَجْمَعَنَا بِكَ عَلَى الْهُدَى وَ الْحَقِّ وَ إِنِّي بَاعِثٌ إِلَيْكُمْ أَخِي وَ ابْنَ عَمِّي وَ ثِقَتِي مِنْ أَهْلِ بَيْتِي فَإِنْ كَتَبَ إِلَيَّ أَنَّهُ قَدِ اجْتَمَعَ رَأْيُ مَلَئِكُمْ وَ ذَوِي الْحِجَا وَ الْفَضْلِ 1095 مِنْكُمْ عَلَى مِثْلِ مَا قَدِمَتْ بِهِ رُسُلُكُمْ وَ قَرَأْتُ فِي كُتُبِكُمْ أَقْدَمُ عَلَيْكُمْ وَشِيكاً إِنْ شَاءَ اللَّهِ فَلَعَمْرِي مَا الْإِمَامُ إِلَّا الْحَاكِمُ بِالْكِتَابِ الْقَائِمُ بِالْقِسْطِ الدَّائِنُ بِدِينِ الْحَقِّ الْحَابِسُ نَفْسَهُ عَلَى ذَاتِ اللَّهِ وَ السَّلَامُ.
[مَسِيرُ مُسْلِمِ بْنِ عَقِيلٍ بِأَمْرِ الْإِمَامِ الْحُسَيْنِ ع إِلَى الْكُوفَةِ]
وَ دَعَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ع مُسْلِمَ بْنَ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَسَرَّحَهُ مَعَ قَيْسِ بْنِ مُسْهِرٍ الصَّيْدَاوِيِّ وَ عُمَارَةَ بْنِ عَبْدٍ السَّلُولِيِّ وَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَرْحَبِيِّ وَ أَمَرَهُ بِتَقْوَى اللَّهِ وَ كِتْمَانِ أَمْرِهِ وَ اللُّطْفِ فَإِنْ رَأَى النَّاسَ مُجْتَمِعِينَ مُسْتَوْسِقِينَ عَجَّلَ إِلَيْهِ بِذَلِكَ.
فَأَقْبَلَ مُسْلِمٌ حَتَّى أَتَى الْمَدِينَةَ فَصَلَّى فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ وَدَّعَ مَنْ أَحَبَّ مِنْ أَهْلِهِ ثُمَّ اسْتَأْجَرَ دَلِيلَيْنِ مِنْ قَيْسٍ
فَأَقْبَلَا بِهِ يَتَنَكَّبَانِ الطَّرِيقَ فَضَلَّا وَ أَصَابَهُمْ عَطَشٌ شَدِيدٌ فَعَجَزَا عَنِ السَّيْرِ فَأَوْمَئَا لَهُ إِلَى سَنَنِ الطَّرِيقِ بَعْدَ أَنْ لَاحَ لَهُمَا ذَلِكَ فَسَلَكَ مُسْلِمٌ ذَلِكَ السَّنَنَ وَ مَاتَ الدَّلِيلَانِ عَطَشاً.
فَكَتَبَ مُسْلِمُ بْنُ عَقِيلٍ رَحِمَهُ اللَّهُ مِنَ الْمَوْضِعِ الْمَعْرُوفِ بِالْمَضِيقِ مَعَ قَيْسِ بْنِ مُسْهِرٍ- أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّنِي أَقْبَلْتُ مِنَ الْمَدِينَةِ مَعَ دَلِيلَيْنِ لِي فَجَارَا عَنِ الطَّرِيقِ فَضَلَّا وَ اشْتَدَّ عَلَيْنَا 1096 الْعَطَشُ فَلَمْ يَلْبَثَا أَنْ مَاتَا وَ أَقْبَلْنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى الْمَاءِ فَلَمْ نَنْجُ إِلَّا بِحُشَاشَةِ أَنْفُسِنَا وَ ذَلِكَ الْمَاءُ بِمَكَانٍ يُدْعَى الْمَضِيقَ مِنْ بَطْنِ الْخَبْتِ 1097 وَ قَدْ تَطَيَّرْتُ مِنْ وَجْهِي هَذَا فَإِنْ رَأَيْتَ أَعْفَيْتَنِي مِنْهُ وَ بَعَثْتَ غَيْرِي وَ السَّلَامُ.
فَكَتَبَ إِلَيْهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ع.
أَمَّا بَعْدُ:
فَقَدْ خَشِيتُ 1098 أَنْ لَا يَكُونَ حَمَلَكَ عَلَى الْكِتَابِ إِلَيَّ فِي الِاسْتِعْفَاءِ مِنَ الْوَجْهِ الَّذِي وَجَّهْتُكَ لَهُ إِلَّا الْجُبْنُ فَامْضِ لِوَجْهِكَ الَّذِي وَجَّهْتُكَ لَهُ وَ السَّلَامُ.
فَلَمَّا قَرَأَ مُسْلِمٌ الْكِتَابَ قَالَ:
أَمَّا هَذَا فَلَسْتُ أَتَخَوَّفُهُ عَلَى نَفْسِي فَأَقْبَلَ حَتَّى مَرَّ بِمَاءٍ لِطَيْءٍ فَنَزَلَ بِهِ ثُمَّ ارْتَحَلَ مِنْهُ فَإِذَا رَجُلٌ يَرْمِي الصَّيْدَ فَنَظَرَ إِلَيْهِ قَدْ رَمَى ظَبْياً حِينَ أَشْرَفَ 1099 لَهُ
فَصَرَعَهُ فَقَالَ مُسْلِمٌ: نَقْتُلُ عَدُوَّنَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أَقْبَلَ حَتَّى دَخَلَ الْكُوفَةَ فَنَزَلَ فِي دَارِ الْمُخْتَارِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ وَ هِيَ الَّتِي تُدْعَى الْيَوْمَ دَارَ سَلْمِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَ أَقْبَلَتِ الشِّيعَةُ تَخْتَلِفُ إِلَيْهِ فَكُلَّمَا اجْتَمَعَ إِلَيْهِ مِنْهُمْ جَمَاعَةٌ قَرَأَ عَلَيْهِمْ كِتَابَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ع وَ هُمْ يَبْكُونَ وَ بَايَعَهُ النَّاسُ حَتَّى بَايَعَهُ مِنْهُمْ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَلْفاً- فَكَتَبَ مُسْلِمٌ رَحِمَهُ اللَّهُ إِلَى الْحُسَيْنِ ع يُخْبِرُهُ بِبَيْعَةِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَلْفاً وَ يَأْمُرُهُ بِالْقُدُومِ وَ جَعَلَتِ الشِّيعَةُ تَخْتَلِفُ إِلَى مُسْلِمِ بْنِ عَقِيلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَتَّى عُلِمَ مَكَانُهُ 1100 فَبَلَغَ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ ذَلِكَ وَ كَانَ وَالِياً عَلَى الْكُوفَةِ مِنْ قِبَلِ مُعَاوِيَةَ فَأَقَرَّهُ يَزِيدُ عَلَيْهَا فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ:
أَمَّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ وَ لَا تُسَارِعُوا إِلَى الْفِتْنَةِ وَ الْفُرْقَةِ فَإِنَّ فِيهَا يَهْلِكُ الرِّجَالُ وَ تُسْفَكُ الدِّمَاءُ وَ تُغْتَصَبُ 1101 الْأَمْوَالُ إِنِّي لَا أُقَاتِلُ مَنْ لَا يُقَاتِلُنِي وَ لَا آتِي عَلَى مَنْ لَمْ يَأْتِ عَلَيَّ وَ لَا أُنَبِّهُ نَائِمَكُمْ وَ لَا أَتَحَرَّشُ بِكُمْ وَ لَا آخُذُ بِالْقَرْفِ 1102 وَ لَا الظِّنَّةِ وَ لَا التُّهَمَةِ وَ لَكِنَّكُمْ إِنْ أَبْدَيْتُمْ صَفْحَتَكُمْ لِي وَ نَكَثْتُمْ بَيْعَتَكُمْ وَ خَالَفْتُمْ إِمَامَكُمْ فَوَ اللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ لَأَضْرِبَنَّكُمْ بِسَيْفِي مَا ثَبَتَ قَائِمُهُ فِي يَدِي وَ لَوْ لَمْ يَكُنْ لِي مِنْكُمْ نَاصِرٌ أَمَا إِنِّي أَرْجُو أَنْ يَكُونَ مَنْ يَعْرِفُ الْحَقَّ مِنْكُمْ أَكْثَرَ مِمَّنْ يُردِيهِ الْبَاطِلُ.
فَقَامَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ رَبِيعَةَ الْحَضْرَمِيُّ حَلِيفُ بَنِي أُمَيَّةَ
فَقَالَ إِنَّهُ لَا يُصْلِحُ مَا تَرَى إِلَّا الْغَشْمُ إِنَّ هَذَا الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ فِيمَا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ عَدُوِّكَ رَأْيُ الْمُسْتَضْعَفِينَ فَقَالَ لَهُ النُّعْمَانُ [لَأَنْ] أَكُونَ 1103 مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ فِي طَاعَةِ اللَّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْأَعَزِّينَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ ثُمَّ نَزَلَ.
وَ خَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ فَكَتَبَ إِلَى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ مُسْلِمَ بْنَ عَقِيلٍ قَدْ قَدِمَ الْكُوفَةَ فَبَايَعَتْهُ الشِّيعَةُ لِلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ فَإِنْ يَكُنْ لَكَ فِي الْكُوفَةِ حَاجَةٌ فَابْعَثْ إِلَيْهَا رَجُلًا قَوِيّاً يُنَفِّذُ أَمْرَكَ وَ يَعْمَلُ مِثْلَ عَمَلِكَ فِي عَدُوِّكَ فَإِنَّ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ رَجُلٌ ضَعِيفٌ أَوْ هُوَ يَتَضَعَّفُ ثُمَّ كَتَبَ إِلَيْهِ عُمَارَةُ بْنُ عُقْبَةَ بِنَحْوٍ مِنْ كِتَابِهِ ثُمَّ كَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ بْنُ سَعْدِبْنِ أَبِي وَقَّاصٍ مِثْلَ ذَلِكَ.
[مسير عبيد الله بن زياد من البصرة إلى الكوفة]