کتابخانه روایات شیعه
«
سِيرُوا أَبَابِيلَ وَ حُثُّوا السَّيْرَا
كَيْ نَلْحَقَ التَّيْمِيَ 948 وَ الزُّبَيْرَا
إِذْ جَلَبَا الشَّرَّ وَ عَافَا الْخَيْرَا
يَا رَبِّ أَدْخِلْهُمْ غَداً سَعِيراً
».
وَ سَارَ مُجِدّاً فِي السَّيْرِ حَتَّى بَلَغَ الرَّبَذَةَ 949 فَوَجَدَ الْقَوْمَ قَدْ فَاتُوا فَنَزَلَ بِهَا قَلِيلًا ثُمَّ تَوَجَّهَ نَحْوَ الْبَصْرَةِ وَ الْمُهَاجِرُونَ وَ الْأَنْصَارُ عَنْ يَمِينِهِ وَ شِمَالِهِ مُحْدِقُونَ بِهِ مَعَ مَنْ سَمِعَ بِمَسِيرِهِمْ فَاتَّبَعَهُمْ حَتَّى نَزَلَ بِذِي قَارٍ 950 فَأَقَامَ بِهَا 951 .
كتاب أمير المؤمنين ع إلى أبي موسى الأشعري
ثُمَّ دَعَا هَاشِمَ بْنَ عُتْبَةَ الْمِرْقَالَ وَ كَتَبَ مَعَهُ كِتَاباً إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ وَ كَانَ بِالْكُوفَةِ مِنْ قِبَلِ عُثْمَانَ وَ أَمَرَهُ أَنْ يُوصِلَ الْكِتَابَ إِلَيْهِ لِيَسْتَنْفِرَ النَّاسَ مِنْهَا إِلَى الْجِهَادِ مَعَهُ وَ كَانَ مَضْمُونُ الْكِتَابِ « بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ عَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أَرْسَلْتُ إِلَيْكَ هَاشِمَ بْنَ عُتْبَةَ 952 لِتُشْخِصَ مَعَهُ مَنْ قِبَلَكَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لِيَتَوَجَّهُوا إِلَى قَوْمٍ نَكَثُوا بَيْعَتِي وَ قَتَلُوا شِيعَتِي وَ أَحْدَثُوا فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ الْحَدَثَ الْعَظِيمَ فَأَشْخِصْ 953 بِالنَّاسِ إِلَيَّ مَعَهُ حِينَ يُقَدِّمُ الْكِتَابَ عَلَيْكَ وَ لَا تَحْبِسْهُ 954 فَإِنِّي لَمْ أُقِرَّكَ فِي الْمِصْرِ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ مِنْ أَعْوَانِي وَ أَنْصَارِي عَلَى هَذَا الْأَمْرِ وَ السَّلَامُ 955 ».
فَقَدِمَ هَاشِمٌ بِالْكِتَابِ عَلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ فَلَمَّا وَقَفَ عَلَيْهِ دَعَا السَّائِبَ بْنَ مَالِكٍ الْأَشْعَرِيَّ فَأَقْرَأَهُ الْكِتَابَ وَ قَالَ لَهُ مَا تَرَى فَقَالَ السَّائِبُ اتَّبِعْ مَا كَتَبَ بِهِ إِلَيْكَ فَأَبَى أَبُو مُوسَى ذَلِكَ وَ كَسَرَ الْكِتَابَ وَ مَحَاهُ وَ بَعَثَ إِلَى هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ يُخَوِّفُهُ وَ يَتَوَعَّدُهُ بِالسِّجْنِ فَقَالَ السَّائِبُ بْنُ مَالِكٍ فَأَتَيْتُ هَاشِماً فَأَخْبَرْتُهُ بِأَمْرِ أَبِي مُوسَى.
فَكَتَبَ هَاشِمٌ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَمَّا بَعْدُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنِّي
قَدِمْتُ بِكِتَابِكَ عَلَى امْرِئٍ عَاقٍ 956 شَاقٍّ بَعِيدِ الرَّحْمِ ظَاهِرِ الْغِلِّ وَ الشِّقَاقِ وَ قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكَ بِهَذَا الْكِتَابِ مَعَ الْمُحِلِ 957 بْنِ خَلِيفَةَ أَخِي طَيِءٍ وَ هُوَ مِنْ شِيعَتِكَ وَ أَنْصَارِكَ وَ عِنْدَهُ عِلْمُ مَا قِبَلَنَا فَاسْأَلْهُ عَمَّا بَدَا لَكَ وَ اكْتُبْ إِلَيَّ بِرَأْيِكَ أَتَّبِعْهُ وَ السَّلَامُ 958 .
فَلَمَّا قُدِّمَ الْكِتَابُ إِلَى عَلِيٍّ ع وَ قَرَأَهُ دَعَا الْحَسَنَ ابْنَهُ وَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ 959 وَ قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ فَبَعَثَهُمْ إِلَى أَبِي مُوسَى وَ كَتَبَ مَعَهُمْ:
«مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ أَمَّا بَعْدُ يَا ابْنَ الْحَائِكِ وَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ لَأَرَى أَنَّ بُعْدَكَ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْكَ اللَّهُ لَهُ أَهْلًا وَ لَا جَعَلَ لَكَ فِيهِ نَصِيباً سَيَمْنَعُكَ مِنْ رَدِّ أَمْرِي وَ قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكَ الْحَسَنَ وَ عَمَّاراً وَ قَيْساً فَأَخْلِ لَهُمُ الْمِصْرَ وَ أَهْلَهُ وَ اعْتَزِلْ عَمَلَنَا مَذْؤُماً 960 مَدْحُوراً 961 فَإِنْ فَعَلْتَ وَ إِلَّا فَإِنِّي أَمَرْتُهُمْ أَنْ يُنَابِذُوكَ عَلى سَواءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخائِنِينَ فَإِنْ ظَهَرُوا عَلَيْكَ قَطَعُوكَ إِرْباً إِرْباً وَ السَّلَامُ عَلَى مَنْ شَكَرَ النِّعْمَةَ وَ رَضِيَ بِالْبَيْعَةِ وَ عَمِلَ لِلَّهِ رَجَاءَ الْعَاقِبَةِ 962 ..
كتاب أمير المؤمنين ع إلى أهل الكوفة
فَلَمَّا قَدِمَ الْحَسَنُ ع وَ عَمَّارٌ وَ قَيْسٌ الْكُوفَةَ مُسْتَنْفِرِينَ أَهْلَهَا وَ كَانَ مَعَهُمْ كِتَابٌ فِيهِ « بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أُخْبِرُكُمْ عَنْ أَمْرِ عُثْمَانَ حَتَّى يَكُونَ أَمْرُهُ كَالْعَيَانِ لَكُمْ إِنَّ النَّاسَ طَعَنُوا عَلَيْهِ فَكُنْتُ رَجُلًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ أُكْثِرُ اسْتِعْتَابَهُ وَ أُقِلُّ عِتَابَهُ 963 وَ كَانَ طَلْحَةُ وَ الزُّبَيْرُ أَهْوَنُ سَيْرِهِمَا فِيهِ الْوَجِيفُ وَ قَدْ كَانَ مِنْ عَائِشَةَ فِيهِ فَلْتَةُ غَضَبٍ فَأُتِيحَ لَهُ قَوْمٌ فَقَتَلُوهُ وَ بَايَعَنِي النَّاسُ غَيْرَ مُسْتَكْرَهِينَ 964 وَ لَا مُجْبَرِينَ بَلْ طَائِعِينَ مُخَيَّرِينَ وَ كَانَ طَلْحَةُ وَ الزُّبَيْرُ أَوَّلَ مَنْ بَايَعَنِي عَلَى مَا بَايَعَا عَلَيْهِ مَنْ كَانَ قَبْلِي ثُمَّ اسْتَأْذَنَانِي فِي الْعُمْرَةِ وَ لَمْ يَكُونَا يُرِيدَانِ الْعُمْرَةَ فَنَكَثَا الْعَهْدَ وَ أَذَّنَا بِالْحَرْبِ وَ أَخْرَجَا عَائِشَةَ مِنْ بَيْتِهَا يَتَّخِذَانِهَا فِتْنَةً فَسَارَا إِلَى الْبَصْرَةِ اخْتِيَاراً لِأَهْلِهَا وَ اخْتَرْتُ الْمَسِيرَ إِلَيْكُمْ وَ لَعَمْرِي مَا إِيَّايَ تُجِيبُونَ إِنَّمَا تُجِيبُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ اللَّهِ مَا قَاتَلْتُهُمْ وَ فِي نَفْسِي مِنْهُمْ شَكٌّ وَ قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ وَلَدِيَ الْحَسَنَ وَ عَمَّاراً وَ قَيْساً مُسْتَنْفِرِينَ بِكُمْ فَكُونُوا عِنْدَ ظَنِّي بِكُمْ 965 .
خطبة الحسن ع
وَ لَمَّا نَزَلَ الْحَسَنُ ع وَ عَمَّارٌ وَ قَيْسٌ الْكُوفَةَ وَ مَعَهُمْ كِتَابُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع قَامَ فِيهِمُ الْحَسَنُ ع فَقَالَ «أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ كَانَ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع مَا يَكْفِيكُمْ جُمْلَتُهُ وَ قَدْ أَتَيْنَاكُمْ مُسْتَنْفِرِينَ لَكُمْ لِأَنَّكُمْ جَبْهَةُ 966 الْأَنْصَارِ وَ سَنَامُ الْعَرَبِ 967 وَ قَدْ نَقَضَ طَلْحَةُ وَ الزُّبَيْرُ بَيْعَتَهُمَا وَ خَرَجَا بِعَائِشَةَ وَ هِيَ مِنَ النِّسَاءِ 968 وَ ضَعْفُ رَأْيِهِنَّ كَمَا 969 قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ 970 وَ ايْمُ اللَّهِ 971 لَئِنْ لَمْ تَنْصُرُوهُ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِمَنْ يَتْبَعُهُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ وَ سَائِرِ النَّاسِ فَانْصُرُوا رَبَّكُمْ يَنْصُرْكُمْ 972 .
خطبة عمار
ثم قام عمار بن ياسر فقال يا أهل الكوفة إن كانت غابت عنكم أبداننا 973 فقد انتهت إليكم أمورنا و أخبارنا إن قاتلي عثمان لا يعتذرون إلى الناس من قتله و قد جعلوا كتاب الله بينهم و بين محاجيهم فيه و قد كان طلحة و الزبير أول من طعنا عليه و أول من أمر بقتله و سعى في دمه فلما قتل بايعا أمير المؤمنين ع طوعا و اختيارا ثم نكثا على غير حدث كان منه و هذا ابن رسول الله قد عرفتم أنه أنفذه يستنفركم و قد اصطفاكم على المهاجرين و الأنصار. 974
خطبة قيس بن سعد
ثم قام قيس بن سعد فقال أيها الناس إن هذا الأمر لو استقبلنا فيه الشورى لكان أمير المؤمنين ع أحق الناس به لمكانه من رسول الله ص و كان قتال من أبى ذلك حلالا فكيف في الحجة على طلحة و الزبير و قد بايعاه طوعا ثم خلعاه حسدا و بغيا و قد جاءكم علي في المهاجرين و الأنصار ثم أنشأ يقول
رضينا بقسم الله إذ كان قسمنا
عليا و أبناء الرسول محمد
و قلنا لهم أهلا و سهلا و مرحبا
بمد 975 يدينا من هدى و تودد
فما للزبير الناقض العهد حرمة
و لا لأخيه طلحة اليوم 976 من يد
أتاكم سليل المصطفى و وصيه
و أنتم بحمد الله عارضة الندى 977
فمن قائم يرجى بخيل إلى الوغى 978
و ضم العوالي و الصفيح المهند 979
يسود من أدناه غير مدافع
و إن كان ما تقضيه غير مسود
فإن يأت 980 ما نهوى فذاك نريده
و إن تخط ما نهوى فغير تعمد 981
خطبة أبي موسى الأشعري