کتابخانه روایات شیعه
فقالا ننظر في ذلك ثم استشارا من حضرهما فقالوا 1235 لهما أما علي فعدوكم و لا حظ في أن يكون معه الأحنف و أما الأهواز فإنه إن أتاها يلحق به كل من لا يريد القتال معكما 1236 و لكن فليكن قريبا منكما فإن تحرك وطأتماه 1237 على صماخه 1238 فأمراه بالقعود فأتى وادي السباع 1239 و أقام به. 1240
وَ لَمَّا جَاءَ 1241 رَسُولُ الْأَحْنَفِ وَ قَدْ قَدِمَ عَلَى عَلِيٍّ ع بِمَا بَذَلَ لَهُ 1242 مِنْ كَفِّ قَوْمِهِ عَنْهُ قَالَ رَجُلٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَنْ هَذَا قَالَ «هَذَا أَدْهَى الْعَرَبِ وَ خَيْرُهُمْ لِقَوْمِهِ» فَقَالَ عَلِيٌّ ع «كَذَلِكَ هُوَ وَ إِنِّي لَأَمْثَلُ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ لَزِمَ الطَّائِفَ فَأَقَامَ بِهَا 1243 يَنْتَظِرُ عَلَى مَنْ تَسْتَقِيمُ الْأُمَّةَ» فَقَالَ الرَّجُلُ إِنِّي لَأَحْسَبُ إِنَّ الْأَحْنَفَ لَأَسْرَعُ إِلَى مَا تُحِبُّ مِنَ الْمُغِيرَةِ فَقَالَ ع «أَجَلْ مَا يُبَالِي الْمُغِيرَةُ أَيُّ لِوَاءٍ رُفِعَ لِوَاءُ ضَلَالَةٍ أَوْ لِوَاءُ هُدًى 1244 .
و
14 رَوَى الْوَاقِدِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مُعَمَّرُ بْنُ رَاشِدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ قَالَ- أَقْبَلَ أَبُو بَكْرَةَ يُرِيدُ أَنْ يَدْخُلَ مَعَ طَلْحَةَ وَ الزُّبَيْرِ فِي أَمْرِهِمَا فَلَمَّا رَأَى عَائِشَةَ تُدَبِّرُهُ 1245 بِرَأْيِهَا رَجَعَ عَنْهُمَا فَقِيلَ لَهُ مَا لَكَ لَمْ تَدْخُلْ مَعَهُمَا فَقَالَ رَأَيْتُ امْرَأَةً تُدَبِّرُ أُمُورَهُمْ 1246 : وَ قَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ وَ قَدْ ذَكَرَ مَلَكَةَ سَبَإٍ «لَا أَفْلَحَ قَوْمٌ تُدَبِّرُهُمْ امْرَأَةٌ» فَكَرِهْتُ الدُّخُولَ مَعَهُمْ 1247 -.
وَ رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: اعْتَزَلَ أَبِي أَنْ يَدْخُلَ مَعَ عَائِشَةَ وَ قَالَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ لَا يُفْلِحُ قَوْمٌ تَلِي أَمْرَهُمْ امْرَأَةٌ 1248 .
فصل
كتاب عائشة إلى أهل المدينة
و روى الواقدي عن رجاله قال لما أفرج القوم عن عثمان بن حنيف 1249 لما خافوه من أخيه سهل بن حنيف كتبت عائشة إلى أهل المدينة « بسم الله الرحمن الرحيم* من أم المؤمنين عائشة زوجة النبي 1250 ص و ابنة الصديق إلى أهل المدينة 1251 أما بعد فإن الله أظهر الحق و نصر طالبيه و قد قال الله عز اسمه بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ 1252 فَاتَّقُوا اللَّهَ عباد الله وَ اسْمَعُوا وَ أَطِيعُوا وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً و عروة الحق و لا تجعلوا على أنفسكم سبيلا فإن الله قد جمع كلمة أهل البصرة و أَمَّرُوا عليهم الزبير بن العوام فهو أمير الجنود و الكافة يجتمعون على السمع و الطاعة له فإذا 1253 اجتمعت كلمة المؤمنين على أمرائهم عن ملأ منهم
و تشاور فإنا ندخل في صالح ما دخلوا فيه فإذا جاءكم كتابي هذا فاسمعوا و أطيعوا و أعينوا على ما سمعتم عليه من أمر الله و كتب عبيد الله بن كعب لخمس ليال من شهر ربيع الأول سنة ست و ثلاثين»
كتاب عائشة إلى أهل اليمامة
و كتبت إلى أهل اليمامة و أهل تلك النواحي «أما بعد فإني أذكركم الله الذي أنعم عليكم و ألزمكم بالإسلام فإن الله يقول ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ 1254 فاعتصموا عباد الله بحبله و كونوا مع كتابه فإن أمكم ناصحة لكم فيما تدعوكم إليه من الغضب له و الجهاد لمن قتل خليفة حرمه و ابتز المسلمين أمرهم و قد أظهر الله عليه و إن ابن حنيف الضال المضل كان بالبصرة يدعو المسلمين إلى سبيل النار و إنا أقبلنا إليها ندعو المسلمين إلى كتاب الله و أن يضعوا 1255 بينهم القرآن فيكون ذلك رضى لهم و أجمع لأمرهم و كان ذلك لله عز و جل على المسلمين فيه الطاعة فإما أن ندرك به حاجتنا أو نبلغ عذرا فلما دنونا إلى البصرة و سمع بنا ابن حنيف جمع لنا الجموع و أمرهم أن يلقونا 1256 بالسلاح فيقاتلونا و يطردونا و شهدوا علينا بالكفر و قالوا فينا المنكر فأكذبهم المسلمون و أنكروا عليهم و قالوا لعثمان بن حنيف ويحك إنما تابعنا زوج النبي ص و أم المؤمنين و أصحاب رسول الله ص و أئمة المسلمين فتمادى في غيه 1257 و أقام على أمره فلما رأى المسلمون أنه قد عصاهم و رد عليهم أمرهم غضبوا لله عز و جل و لأم المؤمنين و لم نشعر به حتى أظلنا في ثلاثة آلاف
من جهلة العرب و سفهائهم و صَفَّهُمْ 1258 دون المسجد بالسلاح فالتمسنا أن يبايعوا على الحق و لا يحولوا بيننا و بين المسجد فرد علينا ذلك كله حتى إذا كان يوم الجمعة و تفرق الناس بعد الصلاة عنه دخل طلحة و الزبير و معهما المسلمون و فتحوه عنوة 1259 و قدموا عبد الله بن الزبير للصلاة بالناس و إنا نخاف من عثمان و أصحابه أن يأتونا بغتة ليصيبوا منا غِرَّةً 1260 فلما رأى المسلمون أنهم لا يبرحون 1261 تحرزوا لأنفسهم و لم يخرج 1262 و من معه حتى هجموا علينا و بلغوا 1263 سدة بيتي و معهم هاد يدلهم علي 1264 ليسفكوا دمي فوجدوا نفرا على باب بيتي فردوهم عني و كان حولي نفر من القرشيين و الأزديين يدفعونهم 1265 عني فقتل منهم من قتل و انهزموا 1266 فلم نعترض 1267 لبقيتهم و خلينا ابن حنيف منا 1268 عليه و قد توجه إلى صاحبه و عرفناكم ذلك عباد الله لتكونوا على ما كنتم عليه من النية في نصرة دين الله و الغضب للخليفة المظلوم 1269 .