کتابخانه روایات شیعه
[فصل في] كتاب أمير المؤمنين ع إلى أهل المدينة
ثُمَّ رَجَعَ إِلَى خَيْمَتِهِ فَاسْتَدْعَى عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي رَافِعٍ كَاتِبَهُ وَ قَالَ اكْتُبْ إِلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ « بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ فَإِنِّي أَحْمَدُ اللَّهَ إِلَيْكُمْ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ أَمَّا بَعْدُ 1770 فَإِنَّ اللَّهَ بِمَنِّهِ وَ فَضْلِهِ وَ حُسْنِ بَلَائِهِ عِنْدِي وَ عِنْدَكُمْ حَكَمٌ عَدْلٌ وَ قَدْ قَالَ سُبْحَانَهُ فِي كِتَابِهِ وَ قَوْلُهُ الْحَقُ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ وَ إِذا أَرادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَ ما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ 1771 وَ إِنِّي مُخْبِرُكُمْ عَنَّا وَ عَمَّنْ سِرْنَا إِلَيْهِ مِنْ جُمُوعِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَ مَنْ سَارَ إِلَيْهِمْ مِنْ قُرَيْشٍ وَ غَيْرِهِمْ مَعَ طَلْحَةَ وَ الزُّبَيْرِ وَ نَكْثِهِمَا عَلَى مَا قَدْ عَلِمْتُمْ مِنْ بَيْعَتِي وَ هُمَا طَائِعَانِ غَيْرُ مُكْرَهَيْنِ فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكُمْ فِيمَنْ 1772 خَرَجْتُ مِمَّنْ سَارَعَ إِلَى بَيْعَتِي وَ إِلَى الْحَقِّ حَتَّى نَزَلْتُ ذَا قَارٍ فَنَفَرَ مَعِي مَنْ نَفَرَ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَ قَدِمَ طَلْحَةُ وَ الزُّبَيْرُ الْبَصْرَةَ وَ صَنَعَا بِعَامِلِي عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ مَا صَنَعَا فَقَدَّمْتُ إِلَيْهِمُ 1773 الرُّسُلَ وَ أَعْذَرْتُ كُلَّ الْأَعْذَارِ ثُمَّ نَزَلْتُ ظَهْرَ الْبَصْرَةِ فَأَعْذَرْتُ بِالدُّعَاءِ وَ قَدَّمْتُ الْحُجَّةَ وَ أَقَلْتُ الْعَثْرَةَ وَ الزَّلَّةَ وَ اسْتَتْبَتْهُمَا وَ مَنْ مَعَهُمَا مِنْ نَكْثِهِمْ بَيْعَتِي وَ نَقْضِهِمَا عَهْدِي فَأَبَوْا إِلَّا قِتَالِي وَ قِتَالِ مَنْ مَعِي وَ التَّمَادِي فِي الْغَيِّ فَلَمْ أَجِدْ بُدّاً مِنْ مُنَاصَفَتِهِمْ لِي فَنَاصَفْتُهُمْ بِالْجِهَادِ فَقَتَلَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَ مِنْهُمْ نَاكِثاً وَ وَلَّى مَنْ وَلَّى مِنْهُمْ وَ غَمَدْتُ
السُّيُوفَ عَنْهُمْ وَ أَخَذْتُ بِالْعَفْوِ فِيهِمْ وَ أَجْرَيْتُ الْحَقَّ وَ السُّنَّةَ فِي حُكْمِهِمْ وَ اخْتَرْتُ لَهُمْ عَامِلًا أَسْتَعْمِلُهُ 1774 عَلَيْهِمْ وَ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ وَ إِنِّي سَائِرٌ إِلَى الْكُوفَةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَ كَتَبَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ فِي جُمَادَى الْأُولَى مِنْ سَنَةِ سِتٍّ وَ ثَلَاثِينَ مِنَ الْهِجْرَةِ 1775 ..
[فصل في] كتاب أمير المؤمنين ع إلى أم هانئ بنت أبي طالب
وَ كَتَبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع إِلَى أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ ع «سَلَامٌ عَلَيْكِ أَحْمَدُ إِلَيْكِ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّا الْتَقَيْنَا مَعَ الْبُغَاةِ وَ الظَّلَمَةِ فِي الْبَصْرَةِ فَأَعْطَانَا اللَّهُ النَّصْرَ عَلَيْهِمْ بِحَوْلِهِ وَ قُوَّتِهِ وَ أَعْطَاهُمْ سُنَّةَ الظَّالِمِينَ فَقُتِلَ مِنْهُمْ طَلْحَةُ وَ الزُّبَيْرُ وَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَتَّابٍ وَ جَمْعٌ لَا يُحْصَى وَ قُتِلَ مِنَّا بَنُو مَجْدُوعٍ وَ ابْنَا صُوحَانَ 1776 وَ عِلْبَاءُ وَ هِنْدٌ وَ ثُمَامَةُ فِيمَنْ يُعَدُّ مِنَ الْمُسْلِمِينَ رَحِمَهُمُ اللَّهُ وَ السَّلَامُ» 1777 ..
[فصل في] كتاب أمير المؤمنين ع إلى أهل الكوفة
وَ كَتَبَ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ « بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ عَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ فَإِنِّي أَحْمَدُ اللَّهَ إِلَيْكُمْ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللَّهَ حَكَمٌ عَدْلٌ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ وَ إِذا أَرادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَ ما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ 1778 وَ إِنِّي أُخْبِرُكُمْ عَنَّا وَ عَمَّنْ سِرْنَا إِلَيْهِ مِنْ جُمُوعِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَ مَنْ سَارَ إِلَيْهِ مِنْ قُرَيْشٍ وَ غَيْرِهِمْ مَعَ طَلْحَةَ وَ الزُّبَيْرِ بَعْدَ نَكْثِهِمَا صَفْقَةَ أَيْمَانِهِمَا فَنَهَضْتُ مِنَ الْمَدِينَةِ حِينَ انْتَهَى إِلَيَّ خَبَرُهُمْ وَ مَا صَنَعُوهُ بِعَامِلِي عُثْمَانَ 1779 بْنِ حُنَيْفٍ حَتَّى قَدِمْتُ ذَا قَارٍ فَبَعَثْتُ إِلَيْكُمْ ابْنِيَ الْحَسَنَ وَ عَمَّاراً وَ قَيْساً فَاسْتَنْفَرُوكُمْ لِحَقِّ اللَّهِ وَ حَقِّ رَسُولِهِ وَ حَقِّنَا فَأَجَابَنِي إِخْوَانُكُمْ سِرَاعاً حَتَّى قَدِمُوا عَلَيَّ فَسِرْتُ بِهِمْ وَ بِالْمُسَارِعِينَ مِنْهُمْ إِلَى طَاعَةِ اللَّهِ حَتَّى نَزَلْتُ ظَهْرَ الْبَصْرَةِ فَأَعْذَرْتُ بِالدُّعَاءِ 1780 وَ أَقَمْتُ الْحُجَّةَ وَ أَقَلْتُ الْعَثْرَةَ وَ الزَّلَّةَ مِنْ أَهْلِ الرِّدَّةِ مِنْ قُرَيْشٍ وَ غَيْرِهِمْ وَ اسْتَتَبْتُهُمْ عَنْ نَكْثِهِمْ بَيْعَتِي وَ عَهْدُ اللَّهِ لِي عَلَيْهِمْ فَأَبَوْا إِلَّا قِتَالِي وَ قِتَالِ مَنْ مَعِي وَ التَّمَادِي فِي الْغَيِّ فَنَاهَضْتُهُمْ بِالْجِهَادِ فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ مِنْهُمْ وَ وَلَّى مَنْ وَلَّى إِلَى مِصْرِهِمْ فَسَأَلُونِي مَا دَعَوْتُهُمْ إِلَيْهِ مِنْ كَفِ 1781 الْقِتَالِ فَقَبِلْتُ مِنْهُمْ وَ غَمَدْتُ السُّيُوفَ عَنْهُمْ وَ أَخَذْتُ بِالْعَفْوِ فِيهِمْ وَ أَجْرَيْتُ الْحَقَّ وَ السُّنَّةَ بَيْنَهُمْ وَ اسْتَعْمَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْعَبَّاسِ عَلَى الْبَصْرَةِ وَ أَنَا سَائِرٌ
إِلَى الْكُوفَةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَ قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ زَحْرَ 1782 بْنَ قَيْسٍ الْجُعْفِيَّ لِتَسْأَلُوهُ 1783 فَيُخْبِرَكُمْ عَنَّا وَ عَنْهُمْ وَ رَدِّهِمُ الْحَقَّ عَلَيْنَا وَ رَدِّهِمُ اللَّهُ وَ هُمْ كَارِهُونَ وَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ وَ كَتَبَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ فِي جُمَادَى الْأُولَى مِنْ سَنَةِ سِتٍّ وَ ثَلَاثِينَ مِنَ الْهِجْرَةِ» 1784 ..
[فصل في] خطبة أمير المؤمنين ع
وَ لَمَّا كَتَبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع الْكُتُبَ 1785 بِالْفَتْحِ قَامَ فِي النَّاسِ خَطِيباً فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى وَ أَثْنَى عَلَيْهِ وَ صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ثُمَّ قَالَ-:
«أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ عَزِيزٌ ذُو انْتِقامٍ جَعَلَ عَفْوَهُ وَ مَغْفِرَتَهُ لِأَهْلِ طَاعَتِهِ وَ جَعَلَ عَذَابَهُ وَ عِقَابَهُ لِمَنْ عَصَاهُ وَ خَالَفَ أَمْرَهُ وَ ابْتَدَعَ فِي دِينِهِ مَا لَيْسَ مِنْهُ وَ بِرَحْمَتِهِ نَالَ الصَّالِحُونَ الْعَوْنَ 1786 وَ قَدْ أَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْكُمْ يَا أَهْلَ الْبَصْرَةِ وَ أَسْلَمَكُمْ بِأَعْمَالِكُمْ فَإِيَّاكُمْ أَنْ تَعُودُوا إِلَى مِثْلِهَا فَإِنَّكُمْ أَوَّلُ مَنْ شَرَعَ الْقِتَالَ وَ الشِّقَاقَ وَ تَرَكَ الْحَقَّ وَ الْإِنْصَافَ» 1787 .
زهد أمير المؤمنين ع
ثُمَّ نَزَلَ ع وَ اسْتَدْعَى جَمَاعَةً مِنْ أَصْحَابِهِ فَمَشَوْا مَعَهُ حَتَّى دَخَلَ 1788 بَيْتَ الْمَالِ وَ أَرْسَلَ إِلَى الْقُرَّاءِ فَدَعَاهُمْ وَ دَعَا الْخُزَّانَ وَ أَمَرَهُمْ بِفَتْحِ الْأَبْوَابِ الَّتِي دَاخِلُهَا الْمَالُ فَلَمَّا رَأَى كَثْرَةَ الْمَالِ 1789 قَالَ «
هَذَا جَنَايَ وَ خِيَارُهُ فِيهِ
» 1790 ثُمَّ قَسَّمَ الْمَالَ بَيْنَ
أَصْحَابِهِ فَأَصَابَ كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ سِتَّةُ آلَافِ أَلْفِ 1791 دِرْهَمٍ وَ كَانَ أَصْحَابُهُ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفاً وَ أَخَذَ هُوَ ع كَأَحَدِهِمْ فَبَيْنَا هُمْ عَلَى تِلْكَ الْحَالَةِ 1792 إِذْ أَتَاهُ آتٍ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ اسْمِي سَقَطَ مِنْ كِتَابِكَ وَ قَدْ رَأَيْتُ مِنَ الْبَلَاءِ مَا رَأَيْتُ فَدَفَعَ سَهْمَهُ إِلَى ذَلِكَ الرَّجُلِ 1793 .
و