کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

كنز الفوائد

الجزء الأول‏ [مقدمة المحقق‏] مقدّمة مؤلف الكتاب‏ «شيوخ المؤلّف و أساتذته» «تلاميذ المؤلّف» «مؤلّفاته» هذا الكتاب‏ مختصر من الكلام في أن للحوادث أولا دليل آخر على تناهي ما مضى‏ مسألة على الملحدة مسألة أخرى عليهم‏ دليل آخر على أن للأفعال الماضية أولا فصل و بيان‏ مسألة في تأويل خبر فصل‏ فصل‏ فصل مما ورد في القرآن في هذا المعنى‏ مسألة من عويص النسب‏ فصل في ذكر الدنيا فصل في ذكر الأمل‏ فصل في ذكر الموت‏ فصل في ذكر الموت و القتل و ما بينهما فصل في معرفة الاسم و الصفة أسماء الله و حقيقتها فصل في معرفة أسماء الله تعالى و حقيقتها فصل في تمييز صفات الله تعالى‏ بيان صفات الذات و الدليل عليها بيان صفات الأفعال‏ فصل في فروق صفة الذات و صفة الفعل‏ بيان صفات المجاز فصل من كلام شيخنا المفيد رضي الله تعالى عنه في الإرادة فصل‏ فصل من القول في أن الإرادة موجبة فصل‏ القول في الغضب و الرضا القول في الحب و البغض‏ القول في سميع و بصير القول في الخالق‏ فصل في صفة أهل الإيمان‏ فصل‏ فصل مما جاء نظما في الإخوان‏ فصل آخر في ذكر الإخوة و الإخوان‏ شبهة المجبرة فصل‏ قبح التكليف بما لا يطاق‏ فصل من القول في أن الله تعالى لا يكلف عباده ما لا يطيقون‏ فصل من القول في أن القدرة على الإيمان هي قدرة على الكفر فصل من القول في أن القدرة على الفعل توجد قبله‏ فصل من القول في أن القدرة غير موجبة للفعل‏ أفعال الإنسان‏ فصل من القول في أن الله تعالى لم يخلق أفعال العباد و أنها فعل لهم على سبيل الإحداث و الإيجاد فصل من القول أن الله تعالى لا يريد من خلقه إلا الطاعة و أنه كاره للمعاصي كلها إيراد على أهل الجبر فصل‏ حكاية للمؤلف في مجلس بعض الرؤساء جناية المجبرة على الإسلام‏ فصل‏ التجوز في التعبير بالاستطاعة عن الفعل و بنفيها عن نفيه‏ فصل‏ شبهة للمجبرة من هم القدرية فصل في معرفة القدرية تهمة المعتزلة للشيعة بالإرجاء فصل‏ أغلاط للمعتزلة فصل‏ نظرية الأصلح‏ فصل‏ نقوض على هذه النظرية مع دفعها رأي الجبائي و من تبعه من المعتزلة في الترك و مناقشة المصنف له‏ فصل من الكلام في الترك‏ فصل‏ مواعظ و كلمات في النهي عن الظلم‏ فصل مما ورد في ذكر الظلم‏ كلمات لأمير المؤمنين ع و غيره في ذم الحسد فصل‏ فصل‏ فصل أقوال و كلمات في الصبر قصة ذريب بن ثملا وصي عيسى ابن مريم ع‏ فصل‏ شرح قوله و لعن آخر أمتكم أولها فصل‏ رسالة للمؤلف‏ فصل في ذكر مولد سيدنا رسول الله ص و وصف شي‏ء من فضله‏ فصل في ذكر شي‏ء من معجزات رسول الله ص و باهر آياته‏ فصل من البيان عن إعجاز القرآن‏ دليل على حدوث العالم‏ فصل في الأشعار المأثورة عن أبي طالب بن عبد المطلب ره التي يستدل بها على صحة إيمانه‏ فصل من أخبار عبد المطلب رضي الله عنه‏ خبر رؤيا ربيعة بن نصر اللخمي‏ ملك اليمن التي تأولها سطيح و شق‏ دليل في تثبيت الصانع‏ مسألة على نفاة الحقائق‏ مسألة على مبطلي النظر و حجج العقل‏ فصل ما جاء في الحديث في العقل‏ فصل من كلام أمير المؤمنين ص في العقل‏ فصل من الاستدلال على صحة نبوة رسول الله ص‏ فصل مما في التوراة يتضمن البشارة بنبينا ص و بأمته المؤمنين‏ فصل في الإنجيل‏ فصل من أخبار الوافدين على رسول الله ص للإسلام و ما رأوه قبل قدومهم من الأعلام و ما شاهدوه من أحوال الأصنام‏ و خبر ذباب‏ و خبر زمل بن عمرو العدوي‏ خبر عمرو بن مرة الجهني‏ و خبر ركانة و ما فيه من الآية و خبر أهيب بن سماع‏ فصل من كلام سيدنا رسول الله ص‏ فصل من البيان و السؤال‏ فصل من كلام جعفر بن محمد الصادق ع مما حفظ عنه في وجوب المعرفة بالله عز و جل و بدينه‏ فصل آخر من السؤال و البيان‏ شبهة للبراهمة في النبوة مختصر من الكلام على اليهود في إنكارهم جواز النسخ في الشرع‏ فصل في ذكر البداء فصل‏ بيان عن قول النصارى و مسألة عليهم لا جواب لهم عنها فصل آخر من قولهم و كلام عليهم‏ فصل من قولهم‏ فصل من الألفاظ التي يقرون أن المسيح ع قالها و هي دالة على بطلان مذهبهم فيه‏ فصل‏ رسالة كتبتها إلى أحد الإخوان و سميتها بالبيان عن جمل اعتقاد أهل الإيمان‏ فصل في ذكر مولد أمير المؤمنين ص‏ و مما عملته لبعض الإخوان كتاب الإعلام بحقيقةإسلام أمير المؤمنين ع و به نستعين‏ فصل يجب أن يقدم القول بأن أمير المؤمنين ص أسلم‏ فصل من البيان عن أن أمير المؤمنين ع أول بشر سبق إلى الإسلام بعد خديجة ع‏ فصل في أن إسلامه ع كان عن بصيرة و استدلال‏ فصل في البلوغ‏ فصل من كلام أمير المؤمنين ع و حكمه‏ فصل في فضل اقتناء الكتب‏ فصل‏ فصل أجبت به بعض الإخوان عن ثلاث آيات من القرآن‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل من كلام أمير المؤمنين ع و حكمه‏ فصل في الوعظ و الزهد فصل في ذكر مجلس جرى لي ببليس‏ فصل‏ فصل من المقدمات في صناعة الكلام‏ فصل من كلام أمير المؤمنين ص في ذكر العلم‏ فصل من كلامه ع في ذكر الحلم و حسن الخلق‏ فصل‏ رسالة كتبتها إلى بعض الإخوان تتضمن كلاما في وجوب الإمامة فصل من الحديث‏ فصل حديث عن الإمام الرضا أحاديث‏ القرآن يدل على إمامة علي ع‏ فصل من مستطرفات مسائل الفقه في الإنسان‏ المسيح يخاطب الدنيا فصل من كلام سيدنا رسول الله ص في الدنيا فصل من كلام أمير المؤمنين ص في هذا المعنى‏ فصل من الكلام في تثبيت إمامة صاحب الزمان المهدي بن الحسن و إمامة آبائه ع‏ فصل من كلام أمير المؤمنين ع و حكمه‏ مواعظ فصل من كلام رسول الله ص‏ قصة وقعت للمؤلف‏ فصل من أمالي شيخنا المفيد رحمه الله‏ خبر يحيى بن يعمر مع الحجاج‏ فصل من القول في القضاء و القدر الحجاج يسأل عن القضاء و القدر أبو حنيفة مع الإمام موسى بن جعفر كلام الصادق لزرارة فصل من كلام أمير المؤمنين و آدابه و حكمه ع‏ فصل من الكلام في الغيبة و سببها فصل من مسائل الفقه المستطرفة فصل من كلام أمير المؤمنين ص في ذكر النساء فصل مما روي عن المتقدمين في ذكر النساء فصل من ذكر المرضى و العيادة فصل من خطبة لرسول الله ص في ذكر الموت و الوعظ فصل مما روي في القبور و الدفائن‏ مسألة من عويص الفقه لأبي النجا محمد بن المظفر فصل‏ صدر للمعلق‏ مراجع الكتاب‏ فهرس الجزء الأول من الكتاب‏ الجزء الثاني‏ الأدلة على أن الصانع واحد فصل من كلام رسول الله ص في الخصال من واحد إلى عشرة فصل من فضائل أمير المؤمنين ع و النصوص عليه من رسول الله ص‏ فصل من كلام أمير المؤمنين ع و آدابه في فضل الصمت و كف اللسان‏ مختصر التذكرة بأصول الفقه‏ فصل من عيون الحكم و نكت من جواهر الكلام‏ أبو حنيفة مع الإمام الصادق فصل‏ حديث الإمام الصادق‏ فصل من الاستدلال على أن الله تعالى ليس بجسم‏ نسخة كتاب معاوية بن أبي سفيان إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع‏ جواب أمير المؤمنين صلوات الله عليه و سلامه‏ نسخة كتاب آخر جواب أمير المؤمنين ع‏ مسألة فقهية مسألة أخرى منظومة حديث‏ منام‏ فصل من السؤال يتعلق بهذا المقام‏ مبيت علي ع في فراش رسول الله ص ليلة الهجرة فصل من روايات ابن شاذان رحمه الله‏ مسألة فصل في الرؤيا في المنام‏ فصل‏ أحاديث عن أبي ذر الغفاري‏ مسائل في المواريث‏ قضية مستطرفة لأمير المؤمنين ع لم يسبقه إليها أحد من الناس‏ شبهات للملاحدة فصل في ذكر سؤال ورد إلي من الساحل و جوابي عنه في صحة العبادة بالحج‏ قصة وقعت مع المؤلف‏ فصل من كلام أمير المؤمنين ع‏ فصل‏ دليل النص بخبر الغدير على إمامة أمير المؤمنين ع‏ فصل و زيادة فصل من الوصايا و الإقرارات المبهمة العويصة فصل في ذكر هيئة العالم‏ فصل من الكلام في أن الله تعالى لا يجوز أن يكون له مكان‏ فصل في ذكر العلم و أهله و وصف شرفه و فضله و الحث عليه و الأدب فيه‏ مسألة مسألة كتاب البرهان على صحة طول عمر الإمام صاحب الزمان‏ خبر قس و ما قاله بسوق عكاظ فصل من الكلام في هذا الخبر خبر المعمر المغربي‏ فصل في الكلام في الآجال‏ فصل‏ مسألة فقهية ذكرها شيخنا أبو عبد الله المفيد رضوان الله عليه‏ خبر ضرار بن ضمرة عند دخوله على معاوية فصل مما جاء في الخصال‏ فصل من الاستدلال على صحة النص بالإمامة على أمير المؤمنين ع من قول النبي ص أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي‏ فصل‏ فصل من آداب أمير المؤمنين ع و حكمه‏ فصل‏ فصل‏ قضية لأمير المؤمنين ع‏ مسألة في المني و نجاسته و وجوب غسل الثوب منه‏ فصل‏ سؤال عن آيات‏ فصل مما ورد في ذكر النصف‏ فصل من الأدب‏ فصل في ذكر الغنى و الفقر فصل في الكلام في الأرزاق‏ فصل مما روي في الأرزاق‏ فصل‏ ذكر مجلس‏ ذكر مجلس‏ مسألة فصل من الاستدلال بهذه الآية على صحة الإمامة و العصمة نصوص مفقودة من نسخة الكتاب المطبوعة فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فهرس الجزء الثاني‏

كنز الفوائد


صفحه قبل

كنز الفوائد، ج‏1، ص: 318

فإن قال ما الباطل فقل هو ما خذل معتقده البيان. فإن قال ما الصحيح فقل هو الحق بعينه فإن قال ما الفاسد فقل هو الباطل بعينه فإن قال ما العقل فقل هو عرض يحل الحي يفرق بين الحسن و القبح و يصح بوجوده عليه التكليف فإن قال ما الحسن فقل هو ما كان للعقول ملائما فإن قال ما القبح فقل هو ما كان لها منافرا فإن قال ما العلم فقل هو اعتقاد الشي‏ء على ما هو به مع سكون النفس إلى المعتقد فإن قال ما الجهل فقل اعتقاد الشي‏ء على خلاف ما هو عليه فإن قال ما المعرفة فقل هي العلم بعينه. فإن قال ما النظر فقل هو استعمال العقل في الوصول إلى معرفة الغائب باعتبار دلالة الحاضر فإن قال ما الدليل فقل هو المعتبر في إدراك ما طلبت النفس إدراكه فإن قال ما الحجة فقل هي الدليل بعينه فإن قال ما الشبهة فقل هي ما عرض للنفس عند انصرافها عن طريق الحق من باطل تخيلته حقا

فصل من كلام أمير المؤمنين ص في ذكر العلم‏

قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع‏ قِيمَةُ كُلِّ امْرِئٍ مَا يُحْسِنُ.

وَ النَّاسُ أَبْنَاءُ مَا يُحْسِنُونَ.

الْعِلْمُ وِرَاثَةٌ مُسْتَفَادَةٌ.

رَأْسُ الْعِلْمِ الرِّفْقُ وَ آفَتُهُ الْخُرْقُ.

الْجَاهِلُ صَغِيرٌ وَ إِنْ كَانَ شَيْخاً.

وَ الْعَالِمُ كَبِيرٌ وَ إِنْ كَانَ حَدَثاً.

كنز الفوائد، ج‏1، ص: 319

الْأَدَبُ يُغْنِي مِنَ الْحَسَبِ.

مَنْ عُرِفَ بِالْحِكْمَةِ لَحَظَتْهُ الْعُيُونُ بِالْوَقَارِ.

الْعِلْمُ فِي الصِّغَرِ كَالنَّقْشِ فِي الْحَجَرِ.

زَلَّةُ الْعَالِمِ كَانْكِسَارِ السَّفِينَةِ تُغْرَقُ وَ تُغْرِقُ.

الْآدَابُ تَلْقِيحُ الْأَفْهَامِ وَ نَتَائِجُ الْأَذْهَانِ.

إِذَا اسْتُوضِحَتْ فَاعْزِمْ.

لَوْ سَكَتَ مَنْ لَا يَعْلَمُ سَقَطَ الِاخْتِلَافُ.

مَنْ جَالَسَ الْعُلَمَاءَ وُقِّرَ وَ مَنْ خَالَطَ الْأَنْذَالَ حُقِّرَ.

لَا تُحَقِّرَنَّ عَبْداً آتَاهُ اللَّهُ عِلْماً فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يُحَقِّرْهُ حِينَ آتَاهُ إِيَّاهُ.

الْمَوَدَّةُ أَشْبَكُ الْأَنْسَابِ وَ الْعِلْمُ أَشْرَفُ الْأَحْسَابِ.

لَا كَنْزَ أَنْفَعُ مِنَ الْعِلْمِ وَ لَا قَرِينَ سَوْءٍ شَرٌّ مِنَ الْجَهْلِ.

الْعِلْمُ خَيْرٌ مِنَ الْمَالِ لِأَنَّ الْعِلْمَ يَحْرُسُكَ وَ أَنْتَ تَحْرُسُ الْمَالَ وَ الْعِلْمَ يَزْكُو عَلَى الْإِنْفَاقِ وَ الْمَالُ تَنْقُصُهُ النَّفَقَةُ الْعِلْمُ حَاكِمٌ وَ الْمَالُ مَحْكُومٌ عَلَيْهِ.

عَلَيْكُمْ بِطَلَبِ الْعِلْمِ فَإِنَّ طَلَبَهُ فَرِيضَةٌ وَ هُوَ صِلَةٌ بَيْنَ الْإِخْوَانِ وَ دَالٌّ عَلَى الْمُرُوءَةِ وَ تُحْفَةٌ فِي الْمَجَالِسِ وَ صَاحِبٌ فِي السَّفَرِ وَ أُنْسٌ فِي الْغُرْبَةِ وَ مَنْ عَرَفَ الْحِكَمَ لَمْ يَصْبِرْ عَلَى الِازْدِيَادِ مِنْهَا.

الشَّرِيفُ مَنْ شَرَّفَهُ عِلْمُهُ.

فصل من كلامه ع في ذكر الحلم و حسن الخلق‏

قَالَ ع‏ الْحِلْمُ سَجِيَّةٌ فَاضِلَةٌ.

أَوَّلُ عِوَضِ الْحَلِيمِ مِنْ حِلْمِهِ أَنَّ النَّاسَ أَنْصَارُهُ عَلَى الْجَاهِلِ.

مَنْ حَلُمَ عَنْ عَدُوِّهِ ظَفِرَ بِهِ.

شِدَّةُ الْغَضَبِ تُغَيِّرُ الْمَنْطِقَ وَ تَقْطَعُ مَادَّةَ الْحُجَّةِ وَ تُفَرِّقُ الْفَهْمَ.

لَا نَسَبَ أَنْفَعُ مِنَ الْحِلْمِ وَ لَا حَسَبَ أَنْفَعُ مِنَ الْأَدَبِ وَ لَا نَصَبَ أَوْجَعُ مِنَ الْغَضَبِ.

كنز الفوائد، ج‏1، ص: 320

حُسْنُ الْخُلُقِ يَبْلُغُ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ.

حُسْنُ الْخُلُقِ خَيْرُ رَفِيقٍ.

رُبَّ عَزِيزٍ أَذَلَّهُ خُلُقُهُ وَ ذَلِيلٍ أَعَزَّهُ خُلُقُهُ.

مَنْ لَانَتْ كَلِمَتُهُ وَجَبَتْ مَحَبَّتُهُ.

التَّوَاضُعُ يَكْسِبُكَ السَّلَامَةَ. 411

زِينَةُ الشَّرِيفِ التَّوَاضُعُ.

حُسْنُ الْأَدَبِ يَنُوبُ عَنِ الْحَسَبِ.

تأويل آية. إن سأل سائل عن قوله سبحانه‏ حَتَّى إِذا جاءَ أَمْرُنا وَ فارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَ أَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَ مَنْ آمَنَ وَ ما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ‏ 412 الجواب أما التنور فقد ذكر في معناه وجوه أحدها أن يكون المراد به أن النور برز و الضوء ظهر و أتت أمارات دخول النهار و تقضي الليل و هذا التأويل يروى عن أمير المؤمنين ص و ثانيها أن يكون معنى ذلك و اشتد غضب الله عليهم و حل وقوع نقمته بهم فذكر التنور مثلا لحصول العذاب كما تقول العرب قد حمي الوطيس إذا اشتدت الحرب و عظم الخطب و قد قارب‏ 413 القوم إذا اشتدت حربهم. و ثالثها أن يكون أراد بالتنور وجه الأرض و أن الماء نبع و ظهر على وجهها و قد روي هذا عن أبي عباس قال و العرب تسمى وجه الأرض تنورا

كنز الفوائد، ج‏1، ص: 321

و رابعها أن يكون هو التنور المعهود للخبز و كان في دار نوح ع فجعل فوران الماء منه علما له ع على نزول العذاب فأما قوله‏ مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ‏ فقد قيل من كل ذكر و أنثى اثنين و كل واحد من الذكر و الأنثى زوج و قال آخرون من كل ضربين اثنين و قيل أيضا من كل لونين اثنين و معنى‏ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ‏ أي من أخبر الله تعالى بعذابه و حلول الهلاك به و الله أعلم بمراده‏

فصل‏

مِنَ التَّوْرَاةِ فِي ذِكْرِ الْفُلْكِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِنُوحٍ ع فَاصْطَنِعْ أَنْتَ فُلْكاً مِنْ خَشَبِ الصَّنَوْبَرِ وَ اصْنَعِ الْفُلْكَ أَدْوَاراً وَ اطَّلِهِ مِنْ دَاخِلٍ وَ خَارِجٍ بِقَارٍ وَ اجْعَلْ طُولَ الْفُلْكِ ثَلَاثَمِائَةِ ذِرَاعٍ وَ عَرْضَهُ خَمْسِينَ ذِرَاعاً وَ ارْتِفَاعَهُ ثَلَاثِينَ ذِرَاعاً وَ اصْطَنِعْ فِي الْفُلْكِ كُوًى وَ اصْطَنِعْ بَابَهُ مِنْ جَنْبِهِ وَ اجْعَلِ الْفُلْكَ أَثْلَاثاً الْأَسْفَلَ وَ الْأَوْسَطَ وَ الْأَعْلَى وَ سَأُرْسِلُ الطُّوفَانَ عَلَى الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ فِيهِ رُوحٌ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ وَ كُلَّ مَا فِي الْأَرْضِ وَ أُوَثِّقُكَ بِمِيثَاقِي وَ ادْخُلِ الْفُلْكَ أَنْتَ وَ امْرَأَتُكَ وَ بَنُوكَ وَ نِسَاءُ بَنِيكَ مَعَكَ وَ مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ مِنَ اللُّجَمِ فَأَدْخِلْ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ مَعَكَ.

رسالة كتبتها إلى بعض الإخوان تتضمن كلاما في وجوب الإمامة

بسم الله الرحمن الرحيم‏ الحمد لله ذي الفضل و الإحسان الهادي إلى الحق بواضح البرهان و صلواته على سيدنا محمد نبيه المبعوث للبيان و على آله الطاهرين أئمة الأزمان.

كنز الفوائد، ج‏1، ص: 322

قد وقفت أيها الأخ الفاضل أدام الله لك التأييد و أوصلك بالتوفيق و التسديد من رغبتك في الاستدلال و حرصك على دفع شبه أهل الضلال على ما أوجب علي حسن مساعدتك و إجابتك عما تلتمسه عند مساءلتك لما بيننا من الإيمان و ما يتعين من ذلك على الإخوان.

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‏ الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ وَ يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ وَ يُجِيرُ عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ وَ هُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ‏ 414 .

و قد فهمت السؤال الذي أرسلت و أنا أجيب عنه بما يحضرني حسبما طلبت إن شاء الله تعالى و به أستعين السؤال ذكرت أيدك الله أن أحد المخالفين قال إذا كان الله تعالى قد قال‏ ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْ‏ءٍ و كانت الأمة مجتمعة على أن النبي ص قد بلغ الرسالة إلى الكافة و أدى فيها الأمانة و بين لجميع الأمة فما الحاجة بعد ذلك إلى إمام. الجواب فأقول و الله الموفق للصواب إن الكتاب و إن كان الله تعالى لم يفرط فيه من شي‏ء فإن الأمة لم تستغن به عن تفسير رسول الله ص لمعانيه و تنبيهه لمراد الله تعالى فيه و لا علمت بسماع تلاوته جميع أحكام الله تعالى في شرائعه بل مفتقرة إلى النبي ص في الإيضاح و البيان معتمدة عليه في السؤال عن معاني القرآن و هو نبيها مؤيد معصوم كامل العلوم يرشد ضالتها و يعلم جاهلها و يجيب سائلها و ينبه غافلها و يزيل الاختلاف من بينها و يفقهها 415 على معالم‏

كنز الفوائد، ج‏1، ص: 323

دينها بقول متفق و أمر متسق و قد علم أن الآتين من أمته بعده مكلفون من شرعه نظيرنا كأنه من كان في وقته. فوجب في العدل و الحكمة إزاحة علل أهل كل زمان لمن يقوم فيه ذلك المقام يفزع إليه في النازلات و يعول عليه عند المشكلات تكون النفس ساكنة إلى طهارته و عصمته واثقة بكمال علمه و وفادته و ليس ما تضمنه السؤال من أن النبي عليه و آله السلام قد بلغ الكافة و بين للامة بقادح في هذا الاستدلال لأنه ع بين لهم شرعه على الحد الذي أمر به فعين لهم على بعضه بالمشافهة و دلهم منه على الجملة الباقية بالإشارة إلى من خصه الله بعلمها و استحفظه إياها و جعله الخليفة على الأمة بعده في تبليغها حسبما تقتضيه مصالحها في تكليفها في أخبار تواترت على ألسنتها منها

قَوْلِهِ‏ أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِيٌّ بَابُهَا.

فكان ما خصه به من تفصيل ما أجمل لهم بحسب ما كلفه من التبليغ دونهم على أنه لو ماثلهم في جميع التكليف لم يلزم اشتراكهم في الإبانة على التفصيل و إنما الواجب عموم المكلفين بالتمليك من الأدلة التي بها تثبت الحجة و تدرك المحجة. و الإمام عندنا أحد الدليلين على الحق من الشريعة فإذا أودعه الذي استخلفه عليهم تفصيل كثير مما أجمل لهم و نص على عينه و مكن منه فقد أزاح عللهم و لم يخرج ذلك عن القول بأنه بلغهم و بين لهم و لا دفع ما قدمناه من وجوب الحاجة إلى إمام يرجعون إليه فيما كلفهم. و وجه آخر لو فرضنا أن النبي ص قد شمل جميع الأمة بالإبانة على سبيل التفصيل و الجملة و لم يخص أحدا منهم و لا أخفى شيئا عنهم لم تسقط مع ذلك الإمامة و لا جاز خلو زمان من حجة لأن النبي ص علم أهل عصره و بين‏

كنز الفوائد، ج‏1، ص: 324

لمن كان في وقته و دهره و كانت أحوالهم مختلفة و أسباب اختلافها معهودة معروفة فمنهم الذكي الرشيد و البطي‏ء البليد و المحب للعلم مع شغله بدنياه و المنقطع إلى العمل و الزهد دون ما سواه و المتوفر على العلم المواظب عليه و المتضجر منه الزاهد فيه و المجتهد في الحفظ مع كثرة نسيانه و المعتمد يعتبر ما [يسعه‏] 416 إيمانه هذا مع عدم العصمة عنهم و جواز الغلط منهم و لذلك حصل الاختلاف بينهم و تضادت رواياتهم و وقع في الحيرة العظمى من عول في دينه عليهم. و لم يكن الله سبحانه ليلجئ عباده بعد نبيه ص إلى غير حفظة لما استودعوه و لا منفقين فيما رووه و نقلوه و لسنا نجد علما على يد بعضهم يستدل به على أمانتهم و صدقهم و لا عصمة لهم يؤمن معها من تحريفهم أو غلطهم هذا مع ما نعلم من عدمهم‏ 417 أكثر النصوص في الأحكام و التجائهم بعدمها إلى الاجتهاد و القياس و الأخذ في الدين بالظن و الرأي الموقع بينهم الاختلاف و المانع من الاتفاق و الائتلاف فعلمنا أن الله سبحانه قد أزاح علل المكلفين بعد رسول الله صلى الله عليه و آله الطاهرين بالأئمة الراشدين الهداة المعصومين الذين أمر الله تعالى بالرد إليهم و التعويل عليهم فقال عز من قائل‏ وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَ إِلى‏ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ‏ .

صفحه بعد