کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

كنز الفوائد

الجزء الأول‏ [مقدمة المحقق‏] مقدّمة مؤلف الكتاب‏ «شيوخ المؤلّف و أساتذته» «تلاميذ المؤلّف» «مؤلّفاته» هذا الكتاب‏ مختصر من الكلام في أن للحوادث أولا دليل آخر على تناهي ما مضى‏ مسألة على الملحدة مسألة أخرى عليهم‏ دليل آخر على أن للأفعال الماضية أولا فصل و بيان‏ مسألة في تأويل خبر فصل‏ فصل‏ فصل مما ورد في القرآن في هذا المعنى‏ مسألة من عويص النسب‏ فصل في ذكر الدنيا فصل في ذكر الأمل‏ فصل في ذكر الموت‏ فصل في ذكر الموت و القتل و ما بينهما فصل في معرفة الاسم و الصفة أسماء الله و حقيقتها فصل في معرفة أسماء الله تعالى و حقيقتها فصل في تمييز صفات الله تعالى‏ بيان صفات الذات و الدليل عليها بيان صفات الأفعال‏ فصل في فروق صفة الذات و صفة الفعل‏ بيان صفات المجاز فصل من كلام شيخنا المفيد رضي الله تعالى عنه في الإرادة فصل‏ فصل من القول في أن الإرادة موجبة فصل‏ القول في الغضب و الرضا القول في الحب و البغض‏ القول في سميع و بصير القول في الخالق‏ فصل في صفة أهل الإيمان‏ فصل‏ فصل مما جاء نظما في الإخوان‏ فصل آخر في ذكر الإخوة و الإخوان‏ شبهة المجبرة فصل‏ قبح التكليف بما لا يطاق‏ فصل من القول في أن الله تعالى لا يكلف عباده ما لا يطيقون‏ فصل من القول في أن القدرة على الإيمان هي قدرة على الكفر فصل من القول في أن القدرة على الفعل توجد قبله‏ فصل من القول في أن القدرة غير موجبة للفعل‏ أفعال الإنسان‏ فصل من القول في أن الله تعالى لم يخلق أفعال العباد و أنها فعل لهم على سبيل الإحداث و الإيجاد فصل من القول أن الله تعالى لا يريد من خلقه إلا الطاعة و أنه كاره للمعاصي كلها إيراد على أهل الجبر فصل‏ حكاية للمؤلف في مجلس بعض الرؤساء جناية المجبرة على الإسلام‏ فصل‏ التجوز في التعبير بالاستطاعة عن الفعل و بنفيها عن نفيه‏ فصل‏ شبهة للمجبرة من هم القدرية فصل في معرفة القدرية تهمة المعتزلة للشيعة بالإرجاء فصل‏ أغلاط للمعتزلة فصل‏ نظرية الأصلح‏ فصل‏ نقوض على هذه النظرية مع دفعها رأي الجبائي و من تبعه من المعتزلة في الترك و مناقشة المصنف له‏ فصل من الكلام في الترك‏ فصل‏ مواعظ و كلمات في النهي عن الظلم‏ فصل مما ورد في ذكر الظلم‏ كلمات لأمير المؤمنين ع و غيره في ذم الحسد فصل‏ فصل‏ فصل أقوال و كلمات في الصبر قصة ذريب بن ثملا وصي عيسى ابن مريم ع‏ فصل‏ شرح قوله و لعن آخر أمتكم أولها فصل‏ رسالة للمؤلف‏ فصل في ذكر مولد سيدنا رسول الله ص و وصف شي‏ء من فضله‏ فصل في ذكر شي‏ء من معجزات رسول الله ص و باهر آياته‏ فصل من البيان عن إعجاز القرآن‏ دليل على حدوث العالم‏ فصل في الأشعار المأثورة عن أبي طالب بن عبد المطلب ره التي يستدل بها على صحة إيمانه‏ فصل من أخبار عبد المطلب رضي الله عنه‏ خبر رؤيا ربيعة بن نصر اللخمي‏ ملك اليمن التي تأولها سطيح و شق‏ دليل في تثبيت الصانع‏ مسألة على نفاة الحقائق‏ مسألة على مبطلي النظر و حجج العقل‏ فصل ما جاء في الحديث في العقل‏ فصل من كلام أمير المؤمنين ص في العقل‏ فصل من الاستدلال على صحة نبوة رسول الله ص‏ فصل مما في التوراة يتضمن البشارة بنبينا ص و بأمته المؤمنين‏ فصل في الإنجيل‏ فصل من أخبار الوافدين على رسول الله ص للإسلام و ما رأوه قبل قدومهم من الأعلام و ما شاهدوه من أحوال الأصنام‏ و خبر ذباب‏ و خبر زمل بن عمرو العدوي‏ خبر عمرو بن مرة الجهني‏ و خبر ركانة و ما فيه من الآية و خبر أهيب بن سماع‏ فصل من كلام سيدنا رسول الله ص‏ فصل من البيان و السؤال‏ فصل من كلام جعفر بن محمد الصادق ع مما حفظ عنه في وجوب المعرفة بالله عز و جل و بدينه‏ فصل آخر من السؤال و البيان‏ شبهة للبراهمة في النبوة مختصر من الكلام على اليهود في إنكارهم جواز النسخ في الشرع‏ فصل في ذكر البداء فصل‏ بيان عن قول النصارى و مسألة عليهم لا جواب لهم عنها فصل آخر من قولهم و كلام عليهم‏ فصل من قولهم‏ فصل من الألفاظ التي يقرون أن المسيح ع قالها و هي دالة على بطلان مذهبهم فيه‏ فصل‏ رسالة كتبتها إلى أحد الإخوان و سميتها بالبيان عن جمل اعتقاد أهل الإيمان‏ فصل في ذكر مولد أمير المؤمنين ص‏ و مما عملته لبعض الإخوان كتاب الإعلام بحقيقةإسلام أمير المؤمنين ع و به نستعين‏ فصل يجب أن يقدم القول بأن أمير المؤمنين ص أسلم‏ فصل من البيان عن أن أمير المؤمنين ع أول بشر سبق إلى الإسلام بعد خديجة ع‏ فصل في أن إسلامه ع كان عن بصيرة و استدلال‏ فصل في البلوغ‏ فصل من كلام أمير المؤمنين ع و حكمه‏ فصل في فضل اقتناء الكتب‏ فصل‏ فصل أجبت به بعض الإخوان عن ثلاث آيات من القرآن‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل من كلام أمير المؤمنين ع و حكمه‏ فصل في الوعظ و الزهد فصل في ذكر مجلس جرى لي ببليس‏ فصل‏ فصل من المقدمات في صناعة الكلام‏ فصل من كلام أمير المؤمنين ص في ذكر العلم‏ فصل من كلامه ع في ذكر الحلم و حسن الخلق‏ فصل‏ رسالة كتبتها إلى بعض الإخوان تتضمن كلاما في وجوب الإمامة فصل من الحديث‏ فصل حديث عن الإمام الرضا أحاديث‏ القرآن يدل على إمامة علي ع‏ فصل من مستطرفات مسائل الفقه في الإنسان‏ المسيح يخاطب الدنيا فصل من كلام سيدنا رسول الله ص في الدنيا فصل من كلام أمير المؤمنين ص في هذا المعنى‏ فصل من الكلام في تثبيت إمامة صاحب الزمان المهدي بن الحسن و إمامة آبائه ع‏ فصل من كلام أمير المؤمنين ع و حكمه‏ مواعظ فصل من كلام رسول الله ص‏ قصة وقعت للمؤلف‏ فصل من أمالي شيخنا المفيد رحمه الله‏ خبر يحيى بن يعمر مع الحجاج‏ فصل من القول في القضاء و القدر الحجاج يسأل عن القضاء و القدر أبو حنيفة مع الإمام موسى بن جعفر كلام الصادق لزرارة فصل من كلام أمير المؤمنين و آدابه و حكمه ع‏ فصل من الكلام في الغيبة و سببها فصل من مسائل الفقه المستطرفة فصل من كلام أمير المؤمنين ص في ذكر النساء فصل مما روي عن المتقدمين في ذكر النساء فصل من ذكر المرضى و العيادة فصل من خطبة لرسول الله ص في ذكر الموت و الوعظ فصل مما روي في القبور و الدفائن‏ مسألة من عويص الفقه لأبي النجا محمد بن المظفر فصل‏ صدر للمعلق‏ مراجع الكتاب‏ فهرس الجزء الأول من الكتاب‏ الجزء الثاني‏ الأدلة على أن الصانع واحد فصل من كلام رسول الله ص في الخصال من واحد إلى عشرة فصل من فضائل أمير المؤمنين ع و النصوص عليه من رسول الله ص‏ فصل من كلام أمير المؤمنين ع و آدابه في فضل الصمت و كف اللسان‏ مختصر التذكرة بأصول الفقه‏ فصل من عيون الحكم و نكت من جواهر الكلام‏ أبو حنيفة مع الإمام الصادق فصل‏ حديث الإمام الصادق‏ فصل من الاستدلال على أن الله تعالى ليس بجسم‏ نسخة كتاب معاوية بن أبي سفيان إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع‏ جواب أمير المؤمنين صلوات الله عليه و سلامه‏ نسخة كتاب آخر جواب أمير المؤمنين ع‏ مسألة فقهية مسألة أخرى منظومة حديث‏ منام‏ فصل من السؤال يتعلق بهذا المقام‏ مبيت علي ع في فراش رسول الله ص ليلة الهجرة فصل من روايات ابن شاذان رحمه الله‏ مسألة فصل في الرؤيا في المنام‏ فصل‏ أحاديث عن أبي ذر الغفاري‏ مسائل في المواريث‏ قضية مستطرفة لأمير المؤمنين ع لم يسبقه إليها أحد من الناس‏ شبهات للملاحدة فصل في ذكر سؤال ورد إلي من الساحل و جوابي عنه في صحة العبادة بالحج‏ قصة وقعت مع المؤلف‏ فصل من كلام أمير المؤمنين ع‏ فصل‏ دليل النص بخبر الغدير على إمامة أمير المؤمنين ع‏ فصل و زيادة فصل من الوصايا و الإقرارات المبهمة العويصة فصل في ذكر هيئة العالم‏ فصل من الكلام في أن الله تعالى لا يجوز أن يكون له مكان‏ فصل في ذكر العلم و أهله و وصف شرفه و فضله و الحث عليه و الأدب فيه‏ مسألة مسألة كتاب البرهان على صحة طول عمر الإمام صاحب الزمان‏ خبر قس و ما قاله بسوق عكاظ فصل من الكلام في هذا الخبر خبر المعمر المغربي‏ فصل في الكلام في الآجال‏ فصل‏ مسألة فقهية ذكرها شيخنا أبو عبد الله المفيد رضوان الله عليه‏ خبر ضرار بن ضمرة عند دخوله على معاوية فصل مما جاء في الخصال‏ فصل من الاستدلال على صحة النص بالإمامة على أمير المؤمنين ع من قول النبي ص أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي‏ فصل‏ فصل من آداب أمير المؤمنين ع و حكمه‏ فصل‏ فصل‏ قضية لأمير المؤمنين ع‏ مسألة في المني و نجاسته و وجوب غسل الثوب منه‏ فصل‏ سؤال عن آيات‏ فصل مما ورد في ذكر النصف‏ فصل من الأدب‏ فصل في ذكر الغنى و الفقر فصل في الكلام في الأرزاق‏ فصل مما روي في الأرزاق‏ فصل‏ ذكر مجلس‏ ذكر مجلس‏ مسألة فصل من الاستدلال بهذه الآية على صحة الإمامة و العصمة نصوص مفقودة من نسخة الكتاب المطبوعة فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فهرس الجزء الثاني‏

كنز الفوائد


صفحه قبل

كنز الفوائد، ج‏1، ص: 377

لَا تُطِيعُوا النِّسَاءَ عَلَى حَالٍ وَ لَا تَأْمَنُوهُنَّ عَلَى مَالٍ وَ لَا تَثِقُوا بِهِنَّ فِي الْفِعَالِ فَإِنَّهُنَّ لَا عَهْدَ لَهُنَّ عِنْدَ عَاهِدِهِنَّ وَ لَا وَرَعَ عِنْدَ حَاجَتِهِنَّ وَ لَا دِينَ لَهُنَّ عِنْدَ شَهْوَتِهِنَّ يَحْفَظْنَ الشَّرَّ وَ يَنْسَيْنَ الْخَيْرَ فَالْطُفُوا لَهُنَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ لَعَلَّهُنَّ يُحْسِنَّ الْفِعَالَ‏ 467 .

فصل مما روي عن المتقدمين في ذكر النساء

قيل لسقراط ما تقول في النساء فقال ما استرعين شيئا قط إلا ضاع و لا قدرن على شي‏ء و كففن عنه و قيل له كيف يجوز أن تذم النساء و لو لا هن لم تكن أنت و لا أمثالك من الحكماء فقال إنما مثل المرأة كمثل النخلة ذات السلا 468 إن دخل يد الإنسان فيه عقره و حملها الرطب الجني و قيل له كيف تصبر عن النساء و طيبهن فقال هن كالعسل أديف فيه سم قاتل فمن أكله استلذ به ساعة أكله و فيه هلاكه إلى الأبد. و نظر بعض الحكماء إلى امرأة معلقة في شجرة فوقف تحتها يبكي فقال له بعض تلامذته أيها الحكيم تبكي لهذه البائسة فقال و الله ما بكائي رحمة مني لها قيل له فمم بكاؤك قال أسفا مني كيف لا أرى كل الشجر يحمل من هذا الثمر و قال ديوجانس لبعض تلامذته و قد نظر إلى امرأة حسناء متبرجة في طريقه تنحوا عن هذا الفخ الذي قد نصب نفسه لهلاك الخلق‏

كنز الفوائد، ج‏1، ص: 378

و قيل لسقراط لم لا تتزوج فقال إن كان و لا بد فعلى الصفة التي أصفها لكم قالوا صف فلم يترك شيئا من السماجة و القباحة إلا وصفه فقيل له أيها الحكيم لقد ناقضت أولي الألباب في صفتك فقال أ لستم تعلمون أنه شر فشر صغير خير من شر كبير و نظر آخر إلى امرأة تحمل نارا فقال الحامل شر من المحمول و نظر إلى امرأة تعلم الكتابة فقال أفعى يزداد سما و بنى رجل دارا و كتب على بابها لا يدخل شي‏ء من الشر فقيل له فامرأتك من أين تدخل و نظر بعض الحكماء إلى تلميذ له ينظر إلى امرأة حسناء فقال له احذر أن تقيدك بشركها فتهلك فقال التلميذ إنما أنظر إلى آثار حكمة الصانع فيها فقال له انظر إلى آثار حكم الصانع فيما لا تشتهيه نفسك أسلم لك.

فصل من ذكر المرضى و العيادة

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‏ الْحُمَّى تُذْهِبُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ كَمَا يُذْهِبُ الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ.

وَ قَالَ الصَّادِقُ ع‏ سَاعَاتُ الْآلَامِ يَذْهَبْنَ بِسَاعَاتِ الْخَطَايَا.

وَ قَالَ ع‏ إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا مَرِضَ أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى كَاتِبِ الشِّمَالِ لَا تَكْتُبْ عَلَى عَبْدِي خَطِيئَةً مَا دَامَ فِي حَبْسِي وَ وَثَاقِي إِلَى أَنْ أُطْلِقَهُ وَ أَوْحَى إِلَى كَاتِبِ الْيَمِينِ أَنِ اجْعَلْ أَنِينَ عَبْدِي حَسَنَاتٍ.

كنز الفوائد، ج‏1، ص: 379

وَ رُوِيَ‏ أَنَّ نَبِيّاً مِنَ الْأَنْبِيَاءِ مَرَّ بِرَجُلٍ قَدْ جَهَدَهُ الْبَلَاءُ فَقَالَ يَا رَبِّ أَ مَا تَرْحَمُ هَذَا مِمَّا بِهِ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ كَيْفَ أَرْحَمُهُ مِمَّا بِهِ أَرْحَمُهُ.

وَ رُوِيَ‏ أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ وَ لا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ‏ فَقَالَ رَجُلٌ لِرَسُولِ اللَّهِ ص يَا رَسُولَ اللَّهِ جَاءَتْ قَاصِمَةُ الظَّهْرِ فَقَالَ ع كَلَّا أَ مَا تَحْزَنُ أَ مَا تَمْرَضُ أَ مَا تُصِيبُكَ اللَّأْوَاءُ 469 وَ الْهُمُومُ قَالَ بَلَى قَالَ فَذَلِكَ مِمَّا يُجْزَى بِهِ.

وَ رَوَى جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ: عَائِدُ الْمَرِيضِ يَخُوضُ فِي الْبَرَكَةِ فَإِذَا جَلَسَ انْغَمَسَ فِيهَا.

وَ قَالَ ع‏ إِذَا دَخَلْتُمْ عَلَى الْمَرِيضِ فَنَفِّسُوا لَهُ فِي الْأَجَلِ فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يَرُدُّ شَيْئاً وَ هُوَ يُطَبِّبُ النَّفْسَ.

أنشد لبعضهم‏

حق العيادة يوم بين يومين‏

و جلسة لك مثل الطرف بالعين‏

لا تبرمن مريضا في مسائله‏

يكفيك تسأله من ذا بحرفين‏ 470

فصل من خطبة لرسول الله ص في ذكر الموت و الوعظ

يَا أَيُّهَا النَّاسُ كَأَنَّ الْمَوْتَ عَلَى غَيْرِكُمْ كُتِبَ وَ كَأَنَّ الْحَقَّ عَلَى غَيْرِكُمْ وَجَبَ وَ كَأَنَّ الَّذِي نُشَيِّعُ مِنَ الْأَمْوَاتِ سَفْرٌ عَمَّا قَلِيلٍ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ نُبَوِّئُهُمْ أَجْدَاثَهُمْ وَ نَأْكُلُ تُرَاثَهُمْ كَأَنَّا مُخَلَّدُونَ بَعْدَهُمْ قَدْ نَسِينَا كُلَّ وَاعِظٍ وَ أَمِنَّا كُلَّ جَائِحَةٍ طُوبَى لِمَنْ شَغَلَهُ عَيْبُهُ عَنْ عُيُوبِ غَيْرِهِ وَ أَنْفَقَ مَا اكْتَسَبَ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ

كنز الفوائد، ج‏1، ص: 380

وَ رَحِمَ أَهْلَ الضَّعْفِ وَ الْمَسْكَنَةِ وَ خَالَطَ أَهْلَ الْفِقْهِ وَ الْحِكْمَةِ طُوبَى لِمَنْ أَذَلَّ نَفْسَهُ وَ حَسُنَتْ خَلِيقَتُهُ وَ صَلَحَتْ سَرِيرَتُهُ وَ عَزَلَ عَنْ غَيْرِهِ شَرَّهُ وَ أَنْفَقَ الْفَضْلَ مِنْ مَالِهِ وَ أَمْسَكَ الْفَضْلَ مِنْ قَوْلِهِ وَ وَسِعَتْهُ السُّنَّةُ وَ لَمْ يَدَعْهَا إِلَى الْبِدْعَةِ 471 .

فصل مما روي في القبور و الدفائن‏

وجد على قبر مكتوبا قهرنا الأعداء و بنينا الحصون و الدفائن و اقتصرنا على ما ترون و وجد على آخر مكتوبا الدنيا فانية و الآخرة باقية و الناظر إلينا لاحق بنا ذكروا أنهم رأوا على قبر أبي نواس هذه الأبيات و هن لأبي العتاهية

وعظتك أجداث صمت‏

و نعتك أزمنة خفت‏

و تكلمت عن أعين تبلى‏

و عن صور سبت‏

وارتك قبرك في القبور

و أنت حي لم تمت‏

وَ رَوَى أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ: كَانَ تَحْتَ الْجِدَارِ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ‏ وَ كانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما لَوْحٌ مِنْ ذَهَبٍ مَكْتُوبٌ فِيهِ‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ‏ عَجَباً لِمَنْ أَيْقَنَ بِالْمَوْتِ كَيْفَ يَفْرَحُ وَ عَجَباً لِمَنْ أَيْقَنَ بِالْقَدَرِ كَيْفَ يَحْزَنُ وَ عَجَباً لِمَنْ أَيْقَنَ بِزَوَالِ الدُّنْيَا وَ تَقَلُّبِهَا بِأَهْلِهَا كَيْفَ يَطْمَئِنَّ قَلْبُهُ إِلَيْهَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ‏ 472 .

وَ رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي حَدِيثٍ‏ ذَكَرَ فِيهِ إِتْيَانَ رَجُلٍ جُهَنِيٍّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص وَ إِسْلَامِهِ عَلَى يَدِهِ وَ أَنَّهُمْ تَحَدَّثُوا يَوْماً فِي ذِكْرِ الْقُبُورِ وَ الْجُهَنِيُّ حَاضِرٌ فَحَدَّثَهُمْ أَنَّ جُهَيْنَةَ بْنَ الْقُوصَانِ أَخْبَرَهُ عَنْ أَشْيَاخِهِ أَنَّ سَنَةً 473

كنز الفوائد، ج‏1، ص: 381

نَزَلَتْ بِهِمْ أَكَلُوا فِيهَا ذَخَائِرَهُمْ فَخَرَجُوا مِنْ شِدَّةِ الْإِزْلِ‏ 474 وَ هُمْ جَمَاعَةٌ فِي طَلَبِ النَّبَاتِ فَجَنَّهُمُ اللَّيْلُ فَأَوَوْا إِلَى مَغَارٍ وَ كَانَتِ الْبِلَادُ مَسْبَعَةً وَ هُمْ لَا يَعْلَمُونَ قَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ مَالِكٌ قَالَ رَأَيْنَا فِي الْغَارِ أَشْبَالًا فَخَرَجْنَا هَارِبِينَ حَتَّى دَخَلْنَا وَهْدَةً مِنْ وِهَادِ الْأَرْضِ بَعْدَ مَا تَبَاعَدْنَا مِنْ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ فَأَصَبْنَا عَلَى بَابِ الْوَهْدَةِ حَجَراً مُطَبَّقاً فَتَعَاوَنَّا عَلَيْهِ حَتَّى قَلَبْنَاهُ فَإِذَا رَجُلٌ قَاعِدٌ عَلَيْهِ جُبَّةُ صُوفٍ وَ فِي يَدِهِ خَاتَمٌ عَلَيْهِ مَكْتُوبٌ أَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ صَفْوَانَ رَسُولُ اللَّهِ وَ عِنْدَ رَأْسِهِ كِتَابٌ فِي صَحِيفَةِ نُحَاسٍ فِيهِ بَعَثَنِي اللَّهُ إِلَى حِمْيَرٍ وَ هَمْدَانَ وَ الْعَزِيزِ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ بَشِيراً وَ نَذِيراً فَكَذَّبُونِي وَ قَتَلُونِي فَأَعَادُوا الصَّخْرَةَ إِلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ فِي مَوْضِعِهَا.

وَ رَوَى الْأَصْبَغُ بْنُ نُبَاتَةَ فِي حَدِيثٍ رَجُلٌ مِنْ حَضْرَمَوْتَ أَتَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع أَيَّامَ أَبِي بَكْرٍ فَأَسْلَمَ عَلَى يَدِهِ قَالَ فَسَأَلَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع يَوْماً وَ نَحْنُ مُجْتَمِعُونَ لِلْحَدِيثِ فَقَالَ لَهُ أَ عَالِمٌ أَنْتَ بِحَضْرَمَوْتَ فَقَالَ الرَّجُلُ إِنْ جَهِلْتُهَا لَمْ أَعْلَمْ شَيْئاً قَالَ أَ فَتَعْرِفُ مَوْضِعَ الْأَحْقَافِ قَالَ كَأَنَّكَ تَسْأَلُ عَنْ قَبْرِ هُودٍ النَّبِيِّ ع قَالَ لِلَّهِ دَرُّكَ مَا أَخْطَأْتَ قَالَ نَعَمْ خَرَجْتُ فِي عُنْفُوَانِ شَيْبَتِي فِي غِلْمَةٍ مِنَ الْحَيِّ وَ نَحْنُ نُرِيدُ قَبْرَهُ لِبُعْدِ صَوْتِهِ فِينَا وَ كَثْرَةِ مَنْ يَذْكُرُهُ فَسِرْنَا فِي بِلَادِ الْأَحْقَافِ أَيَّاماً وَ فِينَا رَجُلٌ قَدْ عَرَفَ الْمَوْضِعَ حَتَّى انْتَهَى بِنَا ذَلِكَ الرَّجُلُ إِلَى كَهْفٍ فَدَخَلْنَا وَ أَمْعَنَّا فِيهِ طَوِيلًا فَانْتَهَيْنَا إِلَى حَجَرَيْنِ قَدْ أَطْبَقَ أَحَدُهُمَا فَوْقَ الْآخَرِ وَ بَيْنَهُمَا خَلَلٌ يَدْخُلُ الرَّجُلُ النَّحِيفُ فَتَحَارَفْتُ فَدَخَلْتُ فَرَأَيْتُ رَجُلًا عَلَى سَرِيرٍ شَدِيدَ الْأُدْمَةِ طَوِيلَ الْوَجْهِ كَثَّ اللِّحْيَةِ قَدْ يَبِسَ فَإِذَا مَسِسْتُ شَيْئاً مِنْ جَسَدِهِ‏

كنز الفوائد، ج‏1، ص: 382

أَصَبْتُهُ صُلْباً لَمْ يَتَغَيَّرْ وَ رَأَيْتُ عِنْدَ رَأْسِهِ كِتَاباً بِالْعِبْرَانِيَّةِ فِيهِ مَكْتُوبٌ أَنَا هُودٌ النَّبِيُّ آمَنْتُ بِاللَّهِ وَ أَشْفَقْتُ عَلَى عَادٍ بِكُفْرِهَا وَ مَا كَانَ لِأَمْرِ اللَّهِ مِنْ مَرَدٍّ فَقَالَ لَنَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ كَذَلِكَ سَمِعْتُ مِنْ أَبِي الْقَاسِمِ ص.

و روى عبد الرحمن بن زياد الإفريقي قال خرجت بإفريقية مع عم لي إلى مزروع لنا قال فحفرنا موضعا فأصبنا ترابا هشا فطمعنا فيه فحفرنا عامة يومنا حتى انتهينا إلى بيت كهيئة الأزج فإذا فيه شيخ مسجى و إذا عند رأسه كتابه فقرأتها فإذا هي أنا حسان بن سنان الأوزاعي رسول شعيب النبي ص إلى أهل هذه البلاد دعوتهم إلى الإيمان بالله فكذبوني و حبسوني في هذا الحفير إلى أن يبعثني الله فأخاصمهم إليه يوم القيامة. سالم الأعرج مولى بني زريق قال حفرنا بئرا في دور بني زريق فرأينا أثر حفر قديم فعلمنا أنه حفر قديم مستأثر فحفرنا فأفضينا إلى صخرة عظيمة فقلبناها فإذا تحتها رجل قاعد كأنه يتكلم فإذا هو لا يشبه الأموات فأصبنا فوق رأسه كتابه فيها أنا قادم بن إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن هربت بدين الحق من أيتملك الكافر و أنا أشهد أن الله حق و وعده حق لا أشرك به شيئا و لا أتخذ من دونه وليا. و عبد الله بن موهب قال أصاب بعض عمال معاوية محفرا بمصر احتفره بعض أهلها لحاجتهم فأفضى بهم ذلك إلى مخضب عظيم مطبق فظنوه مالا فبعث العامل إليه أمناءه ليحضروا ما فيه فلما فتحوا أصابوا شابا عليه جبة صوف و كساء صوف و خف إلى نصف ساقه و أصابوا عند رأسه كتابا بالعبرانية فيه‏

كنز الفوائد، ج‏1، ص: 383

صفحه بعد