کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
الجزء الخامس عشر
كتاب تاريخ نبينا ص
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الحمد لله الذي أكرم سيد أنبيائه محمدا بالرسالة و شرفها به شرائف الصلوات و كرائم التحيات و التسليمات عليه و على الأفاخم الأنجبين من عترته و آله.
أما بعد فيقول الخاطئ القاصر العاثر محمد بن محمد التقي المدعو بباقر عفا الله عن عثراتهما و حشرهما مع مواليهما و ساداتهما هذا هو المجلد السادس من كتاب بحار الأنوار المشتمل على تاريخ سيد الأبرار و نخبة الأخيار زين الرسالة و النبوة و ينبوع الحكمة و الفتوة 15746 نبي الأنبياء و صفي الأصفياء نجي الله و نجيبه و خليل الله و حبيبه محمول الأفلاك و مخدوم الأملاك صاحب المقام المحمود و غاية إيجاد كل موجود شمس سماء العرفان و أس بناء الإيمان شرف الأشراف و غرة 15747 عبد مناف بحر السخاء و معدن الحياء رحمة العباد و ربيع البلاد الذي به اكتسى الفخر فخرا و الشرف شرفا و به تضمنت الجنان غرفا و القصور شرفا فركعت السماوات لأعباء نعمه و سجدت الأرضون لموطئ قدمه و بنوره استضاءت الأنوار و استنارت الشموس و الأقمار و بظهوره تجلّت الأسرار عن جلابيب الأستار إمام المرسلين و فخر العالمين أبي القاسم محمد بن عبد الله خاتم النبيين صلوات الله عليه و على أهل بيته الأطهرين و بيان فضائله 15748 و مناقبه و معجزاته و مكارمه و غزواته و سائر أحواله ص.
باب 1 بدء خلقه و ما جرى له في الميثاق و بدء نوره و ظهوره ص من لدن آدم ع و بيان حال 15749 آبائه العظام و أجداده الكرام لا سيما عبد المطلب و والديه عليهم الصلاة و السلام و بعض أحوال العرب في الجاهلية و قصة الفيل و بعض النوادر
الآيات آل عمران وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَ لَتَنْصُرُنَّهُ قالَ أَ أَقْرَرْتُمْ وَ أَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي قالُوا أَقْرَرْنا قالَ فَاشْهَدُوا وَ أَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ الأعراف وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ وَ كُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَ فَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ الشعراء الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ وَ تَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ الأحزاب وَ إِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَ مِنْكَ وَ مِنْ نُوحٍ وَ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى وَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَ أَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَ أَعَدَّ لِلْكافِرِينَ عَذاباً أَلِيماً تفسير قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى وَ إِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ أي و اذكر يا محمد حين أخذ الله الميثاق من النبيين خصوصا بأن يصدق بعضهم بعضا و يتبع بعضهم بعضا و قيل أخذ ميثاقهم على أن يعبدوا الله و يدعوا إلى عبادة الله و أن يصدق
بعضهم بعضا و أن ينصحوا لقومهم وَ مِنْكَ يا محمد و إنما قدمه لفضله و شرفه وَ مِنْ نُوحٍ وَ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى وَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ خص هؤلاء لأنهم أصحاب الشرائع وَ أَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً أي عهدا شديدا على الوفاء بما حملوا من أعباء الرسالة و تبليغ الشرائع و قيل على أن يعلنوا أن محمدا رسول الله و يعلن محمد أن لا نبي بعده لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ قيل معناه إنما فعل ذلك ليسأل الأنبياء و المرسلين ما الذي جاءت به أممكم 15750 و قيل ليسأل الصادقين في توحيد الله و عدله و الشرائع عَنْ صِدْقِهِمْ أي عما كانوا يقولونه فيه تعالى فيقال لهم هل ظلم الله أحدا هل جازى كل إنسان بفعله هل عذب بغير ذنب و نحو ذلك فيقولون نعم عدل في حكمه و جازى كلا بفعله و قيل معناه ليسأل الصادقين في أقوالهم عن صدقهم في أفعالهم و قيل ليسأل الصادقين ما ذا قصدتم بصدقكم وجه الله أو غيره 15751 .
أقول سيأتي تفسير سائر الآيات و سنورد الأخبار المتضمنة لتأويلها في هذا الباب و غيره.
1- فس، تفسير القمي مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُرَاتِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ فِي النُّبُوَّةِ وَ تَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ قَالَ فِي أَصْلَابِ النَّبِيِّينَ 15752 .
2- كنز، كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ هَارُونَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ عَنْ أَخِيهِ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَبِي الْجَارُودِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ تَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ قَالَ يَرَى تَقَلُّبَهُ فِي أَصْلَابِ النَّبِيِّينَ مِنْ نَبِيٍّ إِلَى نَبِيٍّ حَتَّى أَخْرَجَهُ مِنْ صُلْبِ أَبِيهِ مِنْ نِكَاحٍ غَيْرِ سِفَاحٍ مِنْ لَدُنْ آدَمَ ع 15753 .
3- ير، بصائر الدرجات بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَعْمَرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى
قَالَ يَعْنِي بِهِ مُحَمَّداً ص حَيْثُ دَعَاهُمْ إِلَى الْإِقْرَارِ بِاللَّهِ فِي الذَّرِّ الْأَوَّلِ 15754 .