کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِذَا قِيلَ لَهُمْ إِنَّهُ كَانَ عَلَى الْمِنْبَرِ بِالْمَدِينَةِ يَخْطُبُ إِذْ نَادَى فِي خِلَالِ خُطْبَتِهِ يَا سَارِيَةُ الْجَبَلَ وَ عَجِبَتِ الصَّحَابَةُ 11406 وَ قَالُوا مَا هَذَا الْكَلَامُ الَّذِي فِي هَذِهِ الْخُطْبَةِ فَلَمَّا قَضَى الْخُطْبَةَ وَ الصَّلَاةَ قَالُوا مَا قَوْلُكَ فِي خُطْبَتِكَ يَا سَارِيَةُ الْجَبَلَ فَقَالَ اعْلَمُوا أَنَّنِي كُنْتُ أَخْطُبُ 11407 رَمَيْتُ 11408 بِبَصَرِي نَحْوَ النَّاحِيَةِ الَّتِي خَرَجَ فِيهَا إِخْوَانُكُمْ إِلَى غَزْوِ الْكَافِرِينَ بِنَهَاوَنْدَ وَ عَلَيْهِمْ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فَفَتَحَ اللَّهُ لِيَ الْأَسْتَارَ وَ الْحُجُبَ وَ قَوَّى بَصَرِي حَتَّى رَأَيْتُهُمْ وَ قَدِ اصْطَفُّوا بَيْنَ يَدَيْ جَبَلٍ هُنَاكَ وَ قَدْ جَاءَ بَعْضُ الْكُفَّارِ لِيَدُورَ خَلْفَ سَارِيَةٍ فَيَهْجُمُوا عَلَيْهِ وَ عَلَى سَائِرِ مَنْ 11409 مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَيُحِيطُوا بِهِمْ فَيَقْتُلُونَهُمْ 11410 فَقُلْتُ يَا سَارِيَةُ الْجَبَلَ لِيَتَنَحَّى عَنْهُمْ 11411 فَيَمْنَعَهُمْ ذَلِكَ مِنْ أَنْ يُحِيطُوا بِهِمْ 11412 ثُمَّ يُقَاتِلُوا وَ مَنَحَ اللَّهُ 11413 إِخْوَانَكُمُ الْمُؤْمِنِينَ أَكْتَافَ الْكَافِرِينَ 11414 وَ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ بِلَادَهُمْ فَاحْفَظُوا هَذَا الْوَقْتَ فَسَيَرِدُ عَلَيْكُمُ الْخَبَرُ بِذَلِكَ وَ كَانَ بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَ نَهَاوَنْدَ مَسِيرَةُ أَكْثَرِ مِنْ خَمْسِينَ يَوْماً قَالَ الْبَاقِرُ ع فَإِذَا كَانَ مِثْلُ هَذَا لِعُمَرَ فَكَيْفَ لَا يَكُونُ مِثْلُ هَذَا الْآخَرِ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع 11415 وَ لَكِنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يُنْصِفُونَ بَلْ يُكَابِرُونَ ثُمَّ عَادَ الْبَاقِرُ ع إِلَى حَدِيثِهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع قَالَ وَ كَانَ 11416 تَعَالَى يَرْفَعُ الْبِقَاعَ الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا مُحَمَّدٌ ص وَ يَسِيرُ فِيهَا لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع حَتَّى يُشَاهِدَهُمْ عَلَى أَحْوَالِهِمْ قَالَ عَلِيٌّ ع وَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ كَانَ كُلَّمَا أَرَادَ غَزْوَةً
وَرَّى بِغَيْرِهَا إِلَّا غَزَاةَ تَبُوكَ فَإِنَّهُ عَرَّفَهُمْ أَنَّهُ يُرِيدُهَا 11417 وَ أَمَرَهُمْ أَنْ يَتَزَوَّدُوا لَهَا فَتَزَوَّدُوا لَهَا دَقِيقاً كَثِيراً يَخْتَبِزُونَهُ فِي طَرِيقِهِمْ وَ لَحْماً مَالِحاً وَ عَسَلًا وَ تَمْراً وَ كَانَ زَادُهُمْ كَثِيراً لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ كَانَ حَثَّهُمْ عَلَى التَّزَوُّدِ لِبُعْدِ الشُّقَّةِ وَ صُعُوبَةِ الْمَفَاوِزِ وَ قِلَّةِ مَا بِهَا مِنَ الْخَيْرَاتِ فَسَارُوا أَيَّاماً وَ عَتَقَ طَعَامُهُمْ وَ ضَاقَتْ مِنْ بَقَايَاهُ صُدُورُهُمْ فَأَحَبُّوا طَعَاماً طَرِيّاً فَقَالَ قَوْمٌ مِنْهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ بَشِمْنَا 11418 هَذَا الَّذِي مَعَنَا مِنَ الطَّعَامِ فَقَدْ عَتَقَ وَ صَارَ يَابِساً 11419 وَ كَادَ يُرِيحُ وَ لَا صَبْرَ لَنَا عَلَيْهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَا مَعَكُمْ قَالُوا خُبْزٌ وَ لَحْمٌ قَدِيدٌ مَالِحٌ 11420 وَ عَسَلٌ وَ تَمْرٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص فَأَنْتُمُ الْآنَ كَقَوْمِ مُوسَى لَمَّا قَالُوا 11421 لَنْ نَصْبِرَ عَلى طَعامٍ واحِدٍ فَمَا 11422 الَّذِي تُرِيدُونَ قَالُوا نُرِيدُ لَحْماً طَرِيّاً قَدِيداً وَ لَحْماً مَشْوِيّاً مِنْ لَحْمِ الطُّيُورِ 11423 وَ مِنَ الْحَلْوَاءِ الْمَعْمُولِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ لَكِنَّكُمْ تُخَالِفُونَ فِي هَذِهِ الْوَاحِدَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ لِأَنَّهُمْ أَرَادُوا الْبَقْلَ وَ الْقِثَّاءَ وَ الْفُومَ وَ الْعَدَسَ وَ الْبَصَلَ فَاسْتَبْدَلُوا الَّذِي هُوَ أَدْنى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ وَ أَنْتُمْ تَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَفْضَلُ بِالَّذِي هُوَ دُونَهُ وَ سَوْفَ أَسْأَلُهُ 11424 لَكُمْ رَبِّي قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنَّ فِينَا مَنْ يَطْلُبُ مِثْلَ مَا طَلَبُوا مِنْ بَقْلِها وَ قِثَّائِها وَ فُومِها وَ عَدَسِها وَ بَصَلِها فَقَالَ 11425 رَسُولُ اللَّهِ ص سَوْفَ يُعْطِيكُمُ اللَّهُ ذَلِكَ بِدُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ ص 11426 يَا عِبَادَ اللَّهِ إِنَّ قَوْمَ عِيسَى لَمَّا سَأَلُوا عِيسَى أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُها عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ 11427 فَأَنْزَلَهَا عَلَيْهِمْ فَمَنْ
كَفَرَ بَعْدُ مِنْهُمْ مَسَخَهُ اللَّهُ إِمَّا خِنْزِيراً وَ إِمَّا قِرْداً 11428 وَ إِمَّا دُبّاً وَ إِمَّا هِرّاً 11429 وَ إِمَّا عَلَى صُورَةِ بَعْضِ الطُّيُورِ وَ الدَّوَابِّ الَّتِي فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ حَتَّى مُسِخُوا عَلَى أَرْبَعِمِائَةِ نَوْعٍ مِنَ الْمَسْخِ وَ إِنَّ مُحَمَّداً رَسُولَ اللَّهِ ص لَا يَسْتَنْزِلُ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمُوهُ مِنَ السَّمَاءِ حَتَّى يَحِلَّ بِكَافِرِكُمْ 11430 مَا حَلَّ بِكُفَّارِ قَوْمِ عِيسَى ع وَ إِنَّ مُحَمَّداً أَرْأَفُ بِكُمْ مِنْ أَنْ يُعَرِّضَكُمْ لِذَلِكَ ثُمَّ نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِلَى طَائِرٍ فِي الْهَوَاءِ فَقَالَ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ قُلْ لِهَذَا الطَّائِرِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ فَقَالَهَا 11431 فَوَقَعَ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَا أَيُّهَا الطَّائِرُ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ 11432 أَنْ تَكْبُرَ فَازْدَادَ عِظَماً 11433 حَتَّى صَارَ كَالتَّلِّ الْعَظِيمِ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِأَصْحَابِهِ أَحِيطُوا بِهِ فَأَحَاطُوا بِهِ وَ كَانَ عِظَمُ ذَلِكَ 11434 الطَّيْرِ أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ وَ هُمْ فَوْقَ عَشَرَةِ آلَافٍ اصْطَفُّوا حَوْلَهُ فَاسْتَدَارَ صَفُّهُمْ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَا أَيُّهَا الطَّائِرُ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُفَارِقَكَ 11435 أَجْنِحَتُكَ وَ زَغَبُكَ وَ رِيشُكَ فَفَارَقَهُ ذَلِكَ أَجْمَعُ وَ بَقِيَ الطَّائِرُ لَحْماً عَلَى عَظْمٍ 11436 وَ جِلْدُهُ فَوْقَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُفَارِقَ 11437 عِظَامُ بَدَنِكَ وَ رِجْلَيْكَ وَ مِنْقَارُكَ فَفَارَقَهُ ذَلِكَ أَجْمَعُ وَ صَارَ حَوْلَ الطَّائِرِ 11438 وَ الْقَوْمُ حَوْلَ ذَلِكَ أَجْمَعَ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَأْمُرُ هَذِهِ الْعِظَامَ أَنْ تَعُودَ قثّا [قِثَّاءً] فَعَادَتْ كَمَا قَالَ ثُمَّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ هَذِهِ الْأَجْنِحَةَ وَ الزَّغَبَ وَ الرِّيشَ أَنْ يَعُودَ 11439 بَقْلًا وَ بَصَلًا وَ فُوماً وَ أَنْوَاعَ الْبُقُولِ فَعَادَتْ كَمَا قَالَ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص
يَا عِبَادَ اللَّهِ ضَعُوا الْآنَ أَيْدِيَكُمْ عَلَيْهَا فَمَزِّقُوا مِنْهَا بِأَيْدِيكُمْ وَ قَطِّعُوا مِنْهَا بِسَكَاكِينِكُمْ فَكُلُوهُ 11440 فَفَعَلُوا فَقَالَ بَعْضُ الْمُنَافِقِينَ وَ هُوَ يَأْكُلُ إِنَّ مُحَمَّداً يَزْعُمُ أَنَّ فِي الْجَنَّةِ طُيُوراً يَأْكُلُ مِنْهُ الْجِنَانِيُّ مِنْ جَانِبٍ لَهُ قَدِيداً وَ مِنْ جَانِبٍ مَشْوِيّاً 11441 فَهَلَّا أَرَانَا نَظِيرَ ذَلِكَ فِي الدُّنْيَا فَأَوْصَلَ اللَّهُ تَعَالَى عِلْمَ ذَلِكَ إِلَى قَلْبِ مُحَمَّدٍ ص فَقَالَ عِبَادَ اللَّهِ لِيَأْخُذْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ لُقْمَتَهُ 11442 وَ لْيَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّيِّبِينَ وَ لْيَضَعْ لُقْمَتَهُ فِي فِيهِ فَإِنَّهُ يَجِدُ طَعْمَ مَا شَاءَ قَدِيداً وَ إِنْ شَاءَ مَشْوِيّاً وَ إِنْ شَاءَ مَرَقاً طَبِيخاً وَ إِنْ شَاءَ سَائِرَ مَا شَاءَ مِنْ أَلْوَانِ الطَّبِيخِ أَوْ مَا شَاءَ مِنْ أَلْوَانِ الْحَلْوَاءِ فَفَعَلُوا 11443 فَوَجَدُوا الْأَمْرَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص حَتَّى شَبِعُوا فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ ص شَبِعْنَا وَ نَحْتَاجُ إِلَى مَاءٍ نَشْرَبُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَ وَ لَا تُرِيدُونَ اللَّبَنَ أَ وَ لَا تُرِيدُونَ سَائِرَ الْأَشْرِبَةِ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ فِينَا مَنْ يُرِيدُ ذَلِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِيَأْخُذْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ لُقْمَةً مِنْهَا فَيَضَعُ 11444 فِي فِيهِ وَ لْيَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّيِّبِينَ فَإِنَّهُ يَسْتَحِيلُ فِي فِيهِ مَا يُرِيدُ إِنْ أَرَادَ لَبَناً 11445 وَ إِنْ أَرَادَ شَرَاباً آخَرَ مِنَ الْأَشْرِبَةِ فَفَعَلُوا فَوَجَدُوا 11446 الْأَمْرَ عَلَى مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَأْمُرُكَ أَيُّهَا الطَّائِرُ أَنْ تَعُودَ كَمَا كُنْتَ وَ يَأْمُرُ هَذِهِ الْأَجْنِحَةَ وَ الْمَنَاقِيرَ وَ الرِّيشَ وَ الزَّغَبَ الَّتِي قَدِ اسْتَحَالَتْ إِلَى الْبَقْلِ وَ الْقِثَّاءِ 11447 وَ الْبَصَلِ وَ الْفُومِ أَنْ تَعُودَ جَنَاحاً وَ رِيشاً وَ عَظْماً كَمَا كَانَتْ عَلَى قَدْرِ قِلَّتِهَا 11448 فَانْقَلَبَتْ وَ عَادَتْ أَجْنِحَةً وَ رِيشاً وَ زَغَباً وَ عَظْماً 11449 ثُمَّ تَرَكَّبَتْ عَلَى قَدْرِ الطَّائِرِ كَمَا كَانَتْ ثُمَّ قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ص أَيُّهَا الطَّائِرُ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ الرُّوحَ الَّتِي كَانَتْ فِيكَ فَخَرَجَتْ أَنْ تَعُودَ إِلَيْكَ فَعَادَتْ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَيُّهَا الطَّائِرُ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقُومَ وَ تَطِيرَ كَمَا كُنْتَ تَطِيرُ فَقَامَ وَ طَارَ فِي الْهَوَاءِ وَ هُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ ثُمَّ نَظَرُوا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ فَإِذَا لَمْ يَبْقَ هُنَاكَ مِنْ ذَلِكَ الْبَقْلِ وَ الْقِثَّاءِ 11450 وَ الْبَصَلِ وَ الْفُومِ شَيْءٌ 11451 .
ج، الإحتجاج بِالْإِسْنَادِ إِلَى أَبِي مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيِّ ع أَنَّهُ قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع قَالَ يَوْماً فِي مَجْلِسِهِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص لَمَّا أُمِرَ بِالْمَسِيرِ إِلَى تَبُوكَ أُمِرَ بِأَنْ يُخَلِّفَ عَلِيّاً ع بِالْمَدِينَةِ.
أَقُولُ وَ سَاقَ الْحَدِيثَ مِثْلَ مَا مَرَّ إِلَى قَوْلِهِ وَ لَكِنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يُنْصِفُونَ بَلْ يُكَابِرُونَ 11452 .
25- عم، إعلام الورى تهيأ رسول الله ص في رجب 11453 لغزو الروم و كتب إلى قبائل العرب ممن قد دخل في الإسلام و بعث إليهم الرسل يرغبهم في الجهاد و الغزو و كتب إلى تميم و غطفان و طيئ و بعث إلى عتّاب بن أسيد عامله على مكة 11454 يستنفرهم لغزو الروم فلما تهيأ للخروج قام خطيبا فحمد الله تعالى و أثنى عليه و رغب في المواساة و تقوية الضعيف و الإنفاق فكان أول من أنفق فيها عثمان بن عفان جاء بأواقي من فضة فصبها في حجر رسول الله ص فجهز ناسا من أهل الضعف و هو الذي يقال إنه جهز جيش العسرة و قدم العباس على رسول الله ص فأنفق نفقة حسنة و جهز و سارع فيها الأنصار و أنفق عبد الرحمن و الزبير و طلحة و أنفق ناس من المنافقين رياء و سمعة فنزل القرآن بذلك و ضرب رسول
الله ص عسكره فوق ثنية الوداع بمن تبعه من المهاجرين و قبائل العرب و بني كنانة و أهل تهامة و مزينة و جهينة و طيئ و تميم و استعمل على المدينة عليا و قال إنه لا بد للمدينة مني أو منك و استعمل الزبير على راية المهاجرين و طلحة بن عبيد الله على الميمنة و عبد الرحمن بن عوف على الميسرة و سار رسول الله ص حتى نزل الجرف فرجع عبد الله بن أبي بغير إذن فقال 11455 ع حسبي الله هو الذي أيدني بِنَصْرِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِينَ وَ أَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ 11456 الآية فلما انتهى إلى الجرف لحقه علي ع و أخذ بغرز 11457 رحله و قال يا رسول الله زعمت قريش أنك إنما خلفتني استثقالا لي 11458 فقال ع طال ما آذت الأمم أنبياءها أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى فقال قد رضيت قد رضيت ثم رجع إلى المدينة و قدم رسول الله ص تبوك في شعبان يوم الثلاثاء و أقام بقية شعبان و أياما من شهر رمضان و أتاه و هو بتبوك نحبة بن روبة 11459 صاحب أيلة 11460 فأعطاه الجزية و كتب رسول الله ص له كتابا 11461 و الكتاب عندهم و كتب أيضا