کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
قال فلما قضى أمير المؤمنين ع نحبه و فرغ أهله من دفنه جلس الحسن ع و أمر أن يؤتى بابن ملجم فجيء به فلما وقف بين يديه قال له يا عدو الله قتلت أمير المؤمنين و أعظمت الفساد في الدين ثم أمر فضربت عنقه و استوهبت أم الهيثم بنت الأسود النخعية جثته منه لتتولى إحراقها فوهبها لها فأحرقتها بالنار و في أمر قطام و قتل أمير المؤمنين ع يقول 20641
فلم أر مهرا ساقه ذو سماحة
كمهر قطام من فصيح و أعجمي 20642 ثلاثة آلاف و عبد و قينة
و ضرب علي بالحسام المسمم
و لا مهر أغلى من علي و إن غلا
و لا فتك إلا دون فتك ابن ملجم .
و أما الرجلان اللذان كانا مع ابن ملجم في العقد على قتل معاوية و عمرو بن العاص فإن أحدهما ضرب معاوية و هو راكع فوقعت ضربته في أليته و نجا منها و أخذ و قتل من وقته و أما الآخر فإنه وافى عمرا في تلك الليلة و قد وجد علة فاستخلف رجلا يصلي بالناس يقال له خارجة بن أبي حبيبة العامري فضربه بسيفه و هو يظن أنه عمرو فأخذ و أتى به عمرو فقتله و مات خارجة في اليوم الثاني 20643 .
كشف، كشف الغمة من مناقب الخوارزمي مرفوعا إلى إسماعيل بن راشد مثله 20644 .
بيان قال الجزري لأمك هبل أي ثكل و منه
حديث علي ع هبلتهم الهبول.
أي ثكلتهم الثكول و هي بفتح الهاء من النساء التي لا يبقى لها ولد انتهى 20645 و الإد بالكسر العجب و الأمر الفظيع و الداهية و المنكر.
أقول قال ابن أبي الحديد قال أبو الفرج قال أبو مخنف قال أبو زهير العبسي فأما صاحب معاوية فإنه قصده فلما وقعت عينه عليه ضربه فوقعت ضربته على أليته
فجاء الطبيب إليه فنظر إلى الضربة فقال إن السيف مسموم فاختر إما أن أحمي لك حديدة فأجعلها في الضربة و إما أن أسقيك دواء فتبرأ و ينقطع نسلك فقال أما النار فلا أطيقها و أما النسل ففي يزيد و عبد الله ما يقر عيني و حسبي بهما فسقاه الدواء فعوفي 20646 و لم يولد له بعد ذلك و قال البرك بن عبد الله إن لك عندي بشارة قال و ما هي فأخبره خبر صاحبه و قال إن عليا قتل في هذه الليلة فاحتبسني عندك فإن قتل فأنت ولي ما تراه في أمري و إن لم يقتل أعطيتك العهود و المواثيق أن أمضي 20647 فأقتله ثم أعود إليك فأضع يدي في يدك حتى تحكم في بما ترى فحبسه عنده فلما أتى الخبر أن عليا قتل في تلك الليلة خلى سبيله هذه رواية إسماعيل بن راشد و قال غيره بل قتله من وقته.
و أما صاحب عمرو بن العاص فإنه وافاه في تلك الليلة و قد وجد علة فاستخلف رجلا يصلي بالناس يقال له خارجة بن أبي حنيفة 20648 فخرج للصلاة فشد عمرو بن بكر فضربه بالسيف فأثبته فأخذ الرجل فأتى به عمرو بن العاص فقتله و دخل من غد إلى خارجة و هو يجود بنفسه فقال أما و الله يا أبا عبد الله ما أراد غيرك قال عمرو و لكن الله أراد خارجة 20649 .
وَ قَالَ قَالَ أَبُو الْفَرَجِ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بِإِسْنَادٍ ذَكَرَهُ أَنَّ الْأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ لَعَنَهُ اللَّهُ دَخَلَ عَلَى عَلِيٍّ ع فَكَلَّمَهُ فَأَغْلَظَ عَلِيٌّ لَهُ فَعَرَضَ الْأَشْعَثُ أَنَّهُ سَيُفْتَكُ بِهِ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ ع أَ بِالْمَوْتِ تُخَوِّفُنِي أَوْ تُهَدِّدُنِي فَوَ اللَّهِ مَا أُبَالِي وَقَعْتُ عَلَى الْمَوْتِ أَوْ وَقَعَ الْمَوْتُ عَلَيَّ.
قَالَ وَ قَالَ أَبُو الْفَرَجِ الْأَصْفَهَانِيُّ رَوَى أَبُو مِخْنَفٍ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ أَنَّ صَعْصَعَةَ بْنَ صُوحَانَ اسْتَأْذَنَ عَلَى عَلِيٍّ ع وَ قَدْ أَتَاهُ عَائِداً لَمَّا ضَرَبَهُ ابْنُ مُلْجَمٍ فَلَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ إِذْنٌ فَقَالَ صَعْصَعَةُ لِلْآذِنِ قُلْ لَهُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حَيّاً وَ مَيِّتاً فَلَقَدْ كَانَ اللَّهُ فِي صَدْرِكَ عَظِيماً وَ لَقَدْ كُنْتَ بِذَاتِ اللَّهِ عَلِيماً فَأَبْلَغَهُ الْآذِنُ إِلَيْهِ 20650 فَقَالَ قُلْ لَهُ وَ أَنْتَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ فَلَقَدْ كُنْتَ خَفِيفَ الْمَئُونَةِ كَثِيرَ الْمَعُونَةِ قَالَ أَبُو الْفَرَجِ ثُمَّ جُمِعَ لَهُ أَطِبَّاءُ الْكُوفَةِ فَلَمْ يَكُنْ مِنْهُمْ أَعْلَمُ بِجُرْحِهِ مِنْ أَثِيرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هَانِي السَّلُولِيِّ وَ كَانَ مُطَبِّباً صَاحِبَ الْكُرْسِيِّ يُعَالِجُ الْجِرَاحَاتِ وَ كَانَ مِنَ الْأَرْبَعِينَ غُلَاماً الَّذِينَ كَانَ ابْنُ الْوَلِيدِ أَصَابَهُمْ فِي عَيْنِ التَّمْرِ فَسَبَاهُمْ فَلَمَّا نَظَرَ أَثِيرٌ إِلَى جُرْحِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع دَعَا بِرِيَةِ شَاةٍ حَارَّةٍ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهَا عِرْقاً ثُمَّ نَفَخَهُ 20651 ثُمَّ اسْتَخْرَجَهُ وَ إِذَا عَلَيْهِ بَيَاضُ الدِّمَاغِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اعْهَدْ عَهْدَكَ فَإِنَّ عَدُوَّ اللَّهِ قَدْ وَصَلَتْ ضَرْبَتُهُ إِلَى أُمِّ رَأْسِكَ 20652 .
42- شا، الإرشاد ابْنُ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ رِجَالِهِ قَالَ: قِيلَ لِلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ع أَيْنَ دَفَنْتُمْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع- فَقَالَ خَرَجْنَا بِهِ لَيْلًا عَلَى مَسْجِدِ الْأَشْعَثِ حَتَّى خَرَجْنَا بِهِ إِلَى الظَّهْرِ بِجَنْبِ الْغَرِيَّيْنِ فَدَفَنَّاهُ هُنَاكَ 20653 .
43- يج، الخرائج و الجرائح رُوِيَ أَنَّ عَلِيّاً ع دَخَلَ الْحَمَّامَ فَسَمِعَ صَوْتَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ ع فَخَرَجَ إِلَيْهِمَا فَقَالَ مَا لَكُمَا فَقَالا اتَّبَعَكَ هَذَا الْفَاجِرُ ابْنُ مُلْجَمٍ- فَظَنَنَّا أَنَّهُ يَغْتَالُكَ فَقَالَ لَهُمَا دَعَاهُ لَا بَأْسَ 20654 .
44- قب، المناقب لابن شهرآشوب أَبُو بَكْرٍ الشِّيرَازِيُّ فِي كِتَابِهِ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ قَالَ: أَوْصَى عَلِيٌّ ع عِنْدَ مَوْتِهِ لِلْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ ع وَ قَالَ لَهُمَا إِنْ أَنَا مِتُّ فَإِنَّكُمَا سَتَجِدَانِ عِنْدَ رَأْسِي حَنُوطاً مِنَ الْجَنَّةِ وَ ثَلَاثَةَ أَكْفَانٍ مِنْ إِسْتَبْرَقِ الْجَنَّةِ فَغَسِّلُونِي وَ
حَنِّطُونِي بِالْحَنُوطِ وَ كَفِّنُونِي قَالَ الْحَسَنُ ع فَوَجَدْنَا عِنْدَ رَأْسِهِ طَبَقاً مِنَ الذَّهَبِ عَلَيْهِ خَمْسُ شَمَّامَاتٍ 20655 مِنْ كَافُورِ الْجَنَّةِ وَ سِدْراً مِنْ سِدْرِ الْجَنَّةِ فَلَمَّا فَرَغُوا مِنْ غُسْلِهِ وَ تَكْفِينِهِ أَتَى الْبَعِيرُ فَحَمَلُوهُ عَلَى الْبَعِيرِ بِوَصِيَّةٍ مِنْهُ وَ كَانَ قَالَ فَسَيَأْتِي الْبَعِيرُ إِلَى قَبْرِي فَيُقِيمُ 20656 عِنْدَهُ فَأَتَى الْبَعِيرُ حَتَّى وَقَفَ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ فَوَ اللَّهِ مَا عَلِمَ أَحَدٌ مَنْ حَفَرَهُ فَأُلْحِدَ فِيهِ بَعْدَ مَا صُلِّيَ عَلَيْهِ وَ أَظَلَّتِ النَّاسَ غَمَامَةٌ بَيْضَاءُ وَ طُيُورٌ بِيضٌ فَلَمَّا دُفِنَ ذَهَبَتِ الْغَمَامَةُ وَ الطُّيُورُ.
وَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ع فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ يَذْكُرُ فِيهِ أُوصِيكُمَا وَصِيَّةً فَلَا تُظْهِرَا عَلَى أَمْرِي أَحَداً فَأَمَرَهُمَا أَنْ يَسْتَخْرِجَا مِنَ الزَّاوِيَةِ الْيُمْنَى لَوْحاً وَ أَنْ يُكَفِّنَاهُ فِيمَا يَجِدَانِ فَإِذَا غَسَّلَاهُ وَضَعَاهُ عَلَى ذَلِكَ اللَّوْحِ وَ إِذَا وَجَدَا السَّرِيرَ يُشَالُ 20657 مُقَدَّمُهُ يُشِيلَانِ مُؤَخَّرَهُ وَ أَنْ يُصَلِّيَ الْحَسَنُ مَرَّةً وَ الْحُسَيْنُ مَرَّةً صَلَاةَ إِمَامٍ فَفَعَلَا كَمَا رَسَمَ فَوَجَدَا اللَّوْحَ وَ عَلَيْهِ مَكْتُوبٌ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ هَذَا مَا ذَخَرَهُ نُوحٌ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ أَصَابَا الْكَفَنَ فِي دِهْلِيزِ الدَّارِ مَوْضُوعاً فِيهِ حَنُوطٌ قَدْ أَضَاءَ نُورُهُ النَّهَارَ.
وَ رُوِيَ أَنَّهُ قَالَ الْحُسَيْنُ ع وَقْتَ الْغُسْلِ أَ مَا تَرَى إِلَى خِفَّةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ- فَقَالَ الْحَسَنُ ع يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ مَعَنَا قَوْماً يُعِينُونَنَا فَلَمَّا قَضَيْنَا صَلَاةَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ إِذاً قَدْ شِيلَ مُقَدَّمُ السَّرِيرِ وَ لَمْ يَزَلْ 20658 نَتَّبِعُهُ إِلَى أَنْ وَرَدْنَا إِلَى الْغَرِيِّ فَأَتَيْنَا إِلَى قَبْرٍ عَلَى مَا وَصَفَ 20659 أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ نَحْنُ نَسْمَعُ خَفْقَ أَجْنِحَةٍ كَثِيرَةٍ وَ ضَجَّةً وَ جَلَبَةً فَوَضَعْنَا السَّرِيرَ وَ صَلَّيْنَا عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع
كَمَا وَصَفَ لَنَا وَ نَزَلْنَا قَبْرَهُ فَأَضْجَعْنَاهُ فِي لَحْدِهِ وَ نَضَّدْنَا عَلَيْهِ اللَّبِنَ.
وَ فِي الْخَبَرِ عَنِ الصَّادِقِ ع فَأَخَذَا اللَّبِنَةَ مِنْ عِنْدِ الرَّأْسِ بَعْدَ مَا أَشْرَجَا عَلَيْهِ اللَّبِنَ فَإِذَا لَيْسَ فِي الْقَبْرِ شَيْءٌ فَإِذَا هَاتِفٌ يَهْتِفُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع كَانَ عَبْداً صَالِحاً فَأَلْحَقَهُ اللَّهُ بِنَبِيِّهِ- وَ كَذَلِكَ يَفْعَلُ بِالْأَوْصِيَاءِ بَعْدَ الْأَنْبِيَاءِ حَتَّى لَوْ أَنَّ نَبِيّاً مَاتَ بِالْمَشْرِقِ وَ مَاتَ وَصِيُّهُ بِالْمَغْرِبِ لَأَلْحَقَ النَّبِيَّ بِالْوَصِيِ 20660 .
وَ فِي خَبَرٍ عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عَلِيٍّ ع فَانْشَقَّ الْقَبْرُ عَنْ ضَرِيحٍ فَإِذَا هُوَ بِسَاجَةٍ مَكْتُوبٍ عَلَيْهَا بِالسُّرْيَانِيَّةِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ هَذَا قَبْرٌ حَفَرَهُ نُوحٌ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَصِيِّ مُحَمَّدٍ ص قَبْلَ الطُّوفَانِ بِسَبْعِمِائَةِ سَنَةٍ فَانْشَقَّ الْقَبْرُ فَلَا نَدْرِي 20661 وَ سَأَلَ ابْنُ مُسْكَانَ الصَّادِقَ ع عَنِ الْقَائِمِ الْمَائِلِ فِي طَرِيقِ الْغَرِيِّ فَقَالَ نَعَمْ إِنَّهُمْ لَمَّا جَاءُوا بِسَرِيرِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع- انْحَنَى أَسَفاً وَ حُزْناً عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع.
وَ قَالَ الْغَزَّالِيُ ذَهَبَ النَّاسُ إِلَى أَنَّ عَلِيّاً ع دُفِنَ عَلَى النَّجَفِ وَ أَنَّهُمْ حَمَلُوهُ عَلَى النَّاقَةِ فَسَارَتْ حَتَّى انْتَهَتْ إِلَى مَوْضِعِ قَبْرِهِ فَبَرَكَتْ فَجَهَدُوا أَنْ تَنْهَضَ فَلَمْ تَنْهَضْ فَدَفَنُوهُ فِيهِ 20662 .
45- قب، المناقب لابن شهرآشوب تَفْسِيرُ وَكِيعٍ وَ السُّدِّيِّ وَ السُّفْيَانِ وَ أَبِي صَالِحٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَرَأَ قَوْلَهُ تَعَالَى أَ وَ لَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها 20663 يَوْمَ قُتِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ قَالَ لَقَدْ كُنْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الطَّرَفَ الْأَكْبَرَ فِي الْعِلْمِ الْيَوْمَ نَقَصَ عِلْمُ الْإِسْلَامِ وَ مَضَى رُكْنُ الْإِيمَانِ.
الزَّعْفَرَانِيُّ عَنِ الْمُزَنِيِّ عَنِ الشَّافِعِيِّ عَنْ مَالِكٍ عَنْ سُمَيٍّ عَنْ أَبِي
صَالِحٍ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ هَذَا الْيَوْمَ 20664 نَقَصَ الْفِقْهُ وَ الْعِلْمُ مِنْ أَرْضِ الْمَدِينَةِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ نُقْصَانَ الْأَرْضِ نُقْصَانُ عُلَمَائِهَا وَ خِيَارِ أَهْلِهَا إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ هَذَا الْعِلْمَ انْتِزَاعاً يَنْتَزِعُهُ مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ وَ لَكِنَّهُ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ عَالِمٌ اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤَسَاءَ جُهَّالًا فَيَسْأَلُوا فَيُفْتُوا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَيَضِلُّوا وَ أَضَلُّوا.
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَ لِوالِدَيَّ وَ لِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَ قَدْ كَانَ قَبْرُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع مَعَ نُوحٍ فِي السَّفِينَةِ فَلَمَّا خَرَجَ مِنَ السَّفِينَةِ تَرَكَ قَبْرَهُ خَارِجَ الْكُوفَةِ فَسَأَلَ نُوحٌ رَبَّهُ الْمَغْفِرَةَ لِعَلِيٍّ وَ فَاطِمَةَ ع قَوْلُهُ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ ثُمَّ قَالَ وَ لا تَزِدِ الظَّالِمِينَ يَعْنِي الظَّلَمَةَ لِأَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ ص إِلَّا تَباراً 20665 .
وَ رُوِيَ أَنَّهُ نَزَلَ فِيهِ وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ 20666 .
أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدَوَيْهِ فِي فَضَائِلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ أَبُو بَكْرٍ الشِّيرَازِيُّ فِي نُزُولِ الْقُرْآنِ أَنَّهُ قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ كَانَ عَلِيٌّ يَقْرَأُ إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها 20667 قَالَ فَوَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُخْضَبَنَّ هَذِهِ مِنْ هَذَا وَ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى لِحْيَتِهِ وَ رَأْسِهِ.
وَ رَوَى الثَّعْلَبِيُّ وَ الْوَاحِدِيُّ بِإِسْنَادِهِمَا عَنْ عَمَّارٍ وَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ صُهَيْبٍ وَ عَنِ الضَّحَّاكِ وَ رَوَى ابْنُ مَرْدَوَيْهِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ وَ عَنْ صُهَيْبٍ وَ عَنْ عَمَّارٍ وَ عَنِ ابْنِ عَدِيٍّ وَ عَنِ الضَّحَّاكِ وَ الْخَطِيبُ فِي التَّارِيخِ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ وَ رَوَى الطَّبَرِيُّ وَ الْمَوْصِلِيُّ عَنْ عَمَّارٍ وَ رَوَى أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَنِ الضَّحَّاكِ أَنَّهُ قَالَ النَّبِيُّ ص يَا عَلِيُّ أَشْقَى الْأَوَّلِينَ عَاقِرُ النَّاقَةِ وَ أَشْقَى الْآخِرِينَ قَاتِلُكَ وَ فِي رِوَايَةٍ مَنْ يَخْضِبُ هَذِهِ مِنْ هَذَا.
و كان عبد الرحمن بن ملجم عداده من مراد قال ابن عباس كان من ولد قدار عاقر ناقة صالح و قصتهما واحدة
لأن قدار عشق امرأة يقال لها رباب كما عشق ابن ملجم لقطام.
سمع ابن ملجم و هو يقول لأضربن عليا بسيفي هذا فذهبوا به إليه فقال ما اسمك قال عبد الرحمن بن ملجم قال نشدتك بالله عن شيء تخبرني قال نعم قال هل مر عليك شيخ يتوكأ على عصاه و أنت في الباب فمشقك 20668 بعصاه ثم قال بؤسا لك أشقى من عاقر ناقة ثمود قال نعم قال هل كان الصبيان يسمونك ابن راعية الكلاب و أنت تلعب معهم قال نعم قال هل أخبرتك أمك أنها حملت بك و هي طامث قال نعم قال فبايع فبايع ثم قال خلوا سبيله.
الحسن البصري أنه ع سهر في تلك الليلة و لم يخرج لصلاة الليل على عادته فقالت أم كلثوم ما هذا السهر قال إني مقتول لو قد أصبحت فقالت مر جعدة فليصل بالناس قال نعم مروا جعدة ليصل ثم مر و قال لا مفر من الأجل و خرج قائلا
خلوا سبيل الجاهد المجاهد
في الله ذي الكتب و ذي المجاهد 20669 في الله لا يعبد غير الواحد
و يوقظ الناس إلى المساجد
.
و
روي أنه ع سهر في تلك الليلة فأكثر الخروج و النظر إلى السماء و هو يقول و الله ما كذبت و إنها الليلة التي وعدت بها ثم يعاود مضجعه فلما طلع الفجر أتاه ابن النباح 20670 و نادى الصلاة فقام فاستقبله الإوز فصحن في وجهه فقال دعوهن فإنهن صوائح تتبعها نوائح و تعلقت حديدة على الباب في مئزره فشد إزاره و هو يقول
اشدد حيازيمك للموت فإن الموت لاقيك