کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
توضيح قوله ع فكان ذلك بعد قوله هذا أي ولد المختار بعد قول أمير المؤمنين هذا بزمان.
7- كش، رجال الكشي حَمْدَوَيْهِ عَنْ يَعْقُوبَ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْمُثَنَّى عَنْ سَدِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: لَا تَسُبُّوا الْمُخْتَارَ فَإِنَّهُ قَدْ قَتَلَ قَتَلَتَنَا وَ طَلَبَ بِثَأْرِنَا وَ زَوَّجَ أَرَامِلَنَا وَ قَسَّمَ فِينَا الْمَالَ عَلَى الْعُسْرَةِ 22314 .
8- كش، رجال الكشي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ وَ عُثْمَانُ بْنُ حَامِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزْدَادَ الرَّازِيِّ عَنِ ابْنِ أَبِي الْخَطَّابِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَخْرَفِ عَنْ حَبِيبٍ الْخَثْعَمِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: كَانَ الْمُخْتَارُ يَكْذِبُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع.
9- كش، رجال الكشي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ وَ عُثْمَانُ بْنُ حَامِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزْدَادَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ مُوسَى بْنِ يَسَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ ع يَوْمَ النَّحْرِ وَ هُوَ مُتَّكِئٌ وَ قَالَ أَرْسِلْ إِلَى الْحَلَّاقِ فَقَعَدْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَتَنَاوَلَ يَدَهُ لِيُقَبِّلَهَا فَمَنَعَهُ ثُمَّ قَالَ مَنْ أَنْتَ قَالَ أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَكَمُ بْنُ الْمُخْتَارِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ الثَّقَفِيُّ وَ كَانَ مُتَبَاعِداً مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فَمَدَّ يَدَهُ إِلَيْهِ حَتَّى كَادَ يُقْعِدُهُ فِي حَجْرِهِ بَعْدَ مَنْعِهِ يَدَهُ ثُمَّ قَالَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ أَكْثَرُوا فِي أَبِي وَ قَالُوا وَ الْقَوْلُ وَ اللَّهِ قَوْلُكَ قَالَ وَ أَيَّ شَيْءٍ يَقُولُونَ قَالَ يَقُولُونَ كَذَّابٌ وَ لَا تَأْمُرُنِي بِشَيْءٍ إِلَّا قَبِلْتُهُ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ أَخْبَرَنِي أَبِي وَ اللَّهِ أَنَّ مَهْرَ أُمِّي كَانَ مِمَّا بَعَثَ بِهِ الْمُخْتَارُ أَ وَ لَمْ يَبْنِ دُورَنَا وَ قَتَلَ قَاتِلِينَا وَ طَلَبَ بِدِمَائِنَا فَرَحِمَهُ اللَّهُ وَ أَخْبَرَنِي وَ اللَّهِ أَبِي أَنَّهُ كَانَ لَيَسْمُرُ عِنْدَ فَاطِمَةَ بِنْتِ عَلِيٍّ يُمَهِّدُهَا الْفِرَاشَ وَ يُثْنِي لَهَا الْوَسَائِدَ وَ مِنْهَا أَصَابَ الْحَدِيثَ رَحِمَ اللَّهُ أَبَاكَ رَحِمَ اللَّهُ أَبَاكَ مَا تَرَكَ لَنَا حَقّاً عِنْدَ أَحَدٍ إِلَّا طَلَبَهُ قَتَلَ قَتَلَتَنَا وَ طَلَبَ بِدِمَائِنَا.
بيان ليسمر من السمر و هو الحديث بالليل و في بعض النسخ ليستمر فهو إما افتعال أيضا من السمر أو بتشديد الراء أي كان دائما عندها و في بعض النسخ
لييتم و في بعضها ليتم و الأول كأنه أصوب.
10- كش، رجال الكشي جَبْرَئِيلُ بْنُ أَحْمَدَ عَنِ الْعُبَيْدِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: كَتَبَ الْمُخْتَارُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ إِلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَ بَعَثَ إِلَيْهِ بِهَدَايَا مِنَ الْعِرَاقِ فَلَمَّا وَقَفُوا عَلَى بَابِ عَلِيٍّ دَخَلَ الْآذِنُ يَسْتَأْذِنُ لَهُمْ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ رَسُولُهُ فَقَالَ أَمِيطُوا عَنْ بَابِي فَإِنِّي لَا أَقْبَلُ هَدَايَا الْكَذَّابِينَ وَ لَا أَقْرَأُ كُتُبَهُمْ فَمَحَوُا الْعِنْوَانَ وَ كَتَبُوا لِلْمَهْدِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع وَ اللَّهِ لَقَدْ كَتَبَ إِلَيْهِ بِكِتَابٍ مَا أَعْطَاهُ فِيهِ شَيْئاً إِنَّمَا كَتَبَ إِلَيْهِ يَا ابْنَ خَيْرِ مَنْ طَشَى وَ مَشَى فَقَالَ أَبُو بَصِيرٍ فَقُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ ع أَمَّا الْمَشْيُ فَأَنَا أَعْرِفُهُ فَأَيُّ شَيْءٍ الطَّشْيُ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْحَيَاةُ.
بيان لم أجد الطشي فيما عندنا من كتب اللغة.
11- كش، رجال الكشي جَبْرَئِيلُ عَنِ الْعُبَيْدِيِّ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَزَوَّرٍ عَنِ الْأَصْبَغِ قَالَ: رَأَيْتُ الْمُخْتَارَ عَلَى فَخِذِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ هُوَ يَمْسَحُ رَأْسَهُ وَ يَقُولُ يَا كَيِّسُ يَا كَيِّسُ.
12- كش، رجال الكشي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِيسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنِ ابْنِ عَمِيرَةَ عَنْ جَارُودِ بْنِ الْمُنْذِرِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: مَا امْتَشَطَتْ فِينَا هَاشِمِيَّةٌ وَ لَا اخْتَضَبَتْ حَتَّى بَعَثَ إِلَيْنَا الْمُخْتَارُ بِرُءُوسِ الَّذِينَ قَتَلُوا الْحُسَيْنَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ.
13- كش، رجال الكشي مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ ع لَمَّا أُتِيَ بِرَأْسِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ وَ رَأْسِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ خَرَّ سَاجِداً وَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَدْرَكَ لِي ثَأْرِي مِنْ أَعْدَائِي وَ جَزَى الْمُخْتَارَ خَيْراً.
13- كش، رجال الكشي بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍ أَنَّ الْمُخْتَارَ أَرْسَلَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بِعِشْرِينَ أَلْفَ دِينَارٍ فَقَبِلَهَا وَ بَنَى بِهَا دَارَ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ دَارَهُمُ الَّتِي هُدِمَتْ قَالَ ثُمَّ إِنَّهُ بَعَثَ إِلَيْهِ بِأَرْبَعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ بَعْدَ مَا
أَظْهَرَ الْكَلَامَ الَّذِي أَظْهَرَهُ فَرَدَّهَا وَ لَمْ يَقْبَلْهَا.
-
وَ الْمُخْتَارُ هُوَ الَّذِي دَعَا النَّاسَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ وَ سُمُّوا الْكَيْسَانِيَّةَ وَ هُمُ الْمُخْتَارِيَّةُ وَ كَانَ لَقَبُهُ كَيْسَانَ وَ لُقِّبَ بِكَيْسَانَ لِصَاحِبِ شُرَطِهِ الْمُكَنَّى أَبَا عَمْرَةَ وَ كَانَ اسْمُهُ كَيْسَانَ وَ قِيلَ إِنَّهُ سُمِّيَ كَيْسَانُ بِكَيْسَانَ مَوْلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ هُوَ الَّذِي حَمَلَهُ عَلَى الطَّلَبِ بِدَمِ الْحُسَيْنِ ع وَ دَلَّهُ عَلَى قَتَلَتِهِ وَ كَانَ صَاحِبَ سِرِّهِ وَ الْغَالِبَ عَلَى أَمْرِهِ وَ كَانَ لَا يَبْلُغُهُ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَعْدَاءِ الْحُسَيْنِ أَنَّهُ فِي دَارٍ أَوْ فِي مَوْضِعٍ إِلَّا قَصَدَهُ وَ هَدَمَ الدَّارَ بِأَسْرِهَا وَ قَتَلَ كُلَّ مَنْ فِيهَا مِنْ ذِي رُوحٍ وَ كُلُّ دَارٍ بِالْكُوفَةِ خَرَابٌ فَهِيَ مِمَّا هَدَمَهَا وَ أَهْلُ الْكُوفَةِ يَضْرِبُونَ بِهَا الْمَثَلَ فَإِذَا افْتَقَرَ إِنْسَانٌ قَالُوا دَخَلَ أَبُو عَمْرَةَ بَيْتَهُ حَتَّى قَالَ فِيهِ الشَّاعِرُ-
إِبْلِيسُ بِمَا فِيهِ خَيْرٌ مِنْ أَبِي عَمْرَةَ -
يُغْوِيكَ وَ يُطْغِيكَ وَ لَا يُعْطِيكَ كِسْرَةً .
14- كا، الكافي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُسْلِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: قَالَ لِي مَا زَالَ سِرُّنَا مَكْتُوماً حَتَّى صَارَ فِي يَدَيْ وُلْدِ كَيْسَانَ فَتَحَدَّثُوا بِهِ فِي الطَّرِيقِ وَ قُرَى السَّوَادِ 22315 .
بيان قال الفيروزآبادي كيسان لقب المختار بن أبي عبيد المنسوب إليه الكيسانية.
15- يب، تهذيب الأحكام مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ عَلِيٍّ الْقَيْسِيِّ عَنْ بَعْضِ مَنْ رَوَاهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: قَالَ لِي يَجُوزُ النَّبِيُّ الصِّرَاطَ يَتْلُوهُ عَلِيٌّ وَ يَتْلُو عَلِيّاً الْحَسَنُ وَ يَتْلُو الْحَسَنَ الْحُسَيْنُ فَإِذَا تَوَسَّطُوهُ نَادَى الْمُخْتَارُ الْحُسَيْنَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنِّي طَلَبْتُ بِثَأْرِكَ فَيَقُولُ النَّبِيُّ لِلْحُسَيْنِ ع أَجِبْهُ فَيَنْقَضُّ الْحُسَيْنُ فِي النَّارِ كَأَنَّهُ عُقَابٌ كَاسِرٌ فَيُخْرِجُ الْمُخْتَارَ حُمَمَةً وَ لَوْ شُقَّ عَنْ قَلْبِهِ لَوُجِدَ حُبُّهُمَا فِي قَلْبِهِ.
بيان انقض الطائر هوى في طيرانه و كسر الطائر أي ضم جناحيه حين
ينقض و الحمم بضم الحاء و فتح الميم الرماد و الفحم و كل ما احترق من النار قوله ع حبهما أي حب الشيخين الملعونين و قيل حب الحسنين صلوات الله عليهما فيكون تعليلا لإخراجه كما أنه على الأول تعليل لدخوله و احتراقه و يدفعه ما مر من خبر سماعة 22316 و قيل المراد حب الرئاسة و المال و الأول هو الصواب.
16- وَ قَالَ الشَّيْخُ حَسَنُ بْنُ سُلَيْمَانَ فِي كِتَابِ الْمُحْتَضَرِ قِيلَ بَعَثَ الْمُخْتَارُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ إِلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَكَرِهَ أَنْ يَقْبَلَهَا مِنْهُ وَ خَافَ أَنْ يَرُدَّهَا فَتَرَكَهَا فِي بَيْتٍ فَلَمَّا قُتِلَ الْمُخْتَارُ كَتَبَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ يُخْبِرُهُ بِهَا فَكَتَبَ إِلَيْهِ خُذْهَا طَيِّبَةً هَنِيئَةً فَكَانَ عَلِيٌّ يَلْعَنُ الْمُخْتَارَ وَ يَقُولُ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَ عَلَيْنَا لِأَنَّ الْمُخْتَارَ كَانَ يَزْعُمُ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْهِ.
أقول و لنورد هنا رسالة شرح الثأر الذي ألفه الشيخ الفاضل البارع جعفر بن محمد بن نما فإنها مشتملة على جل أحوال المختار و من قتله من الأشرار على وجه الاختصار ليشفي به صدور المؤمنين الأخيار و ليظهر منها بعض أحوال المختار و هي هذه بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أما بعد حمد الله الذي جعل الحمد ثمنا لثوابه و نجاة يوم الوعيد من عقابه و الصلاة على محمد الذي شرفت الأماكن بذكره و عطرت المساكن برباء نشره 22317 و على آله و أصحابه الذين عظم قدرهم بقدره و تابعوه في نهيه و أمره فإني لما صنفت كتاب المقتل الذي سميته مثير الأحزان و منير سبل الأشجان و جمعت فيه من طرائف الأخبار و لطائف الآثار ما يربى على الجوهر و النضار سألني جماعة من الأصحاب أن أضيف إليه عمل الثأر و أشرح قضية المختار فتارة أقدم و أخرى أحجم و مرة أجنح جنوح الشامس و آونة
أنفر نفور العذراء من يد اللامس و أردهم عن عمله فرقا من التعرض لذكره و إظهار مخفي سره ثم كشفت قناع المراقبة في إجابة سؤالهم و الانقياد لمرامهم و أظهرت ما كان في ضميري و جعلت نشر فضيلته أنيسي و سميري لأنه به خبت نار وجد سيد المرسلين و قرة عين زين العابدين و ما زال السلف يتباعدون عن زيارته و يتقاعدون عن إظهار فضيلته تباعد الضب عن الماء و الفراقد من الحصباء و نسبوه إلى القول بإمامة محمد بن الحنفية و رفضوا قبره و جعلوا قربهم إلى الله هجره مع قربه و إن قبته لكل من خرج من باب مسلم بن عقيل كالنجم اللامع و عدلوا من العلم إلى التقليد و نسوا ما فعل بأعداء المقتول الشهيد و أنه جاهد في الله حق الجهاد و بلغ من رضا زين العابدين غاية المراد و رفضوا منقبته التي رقت حواشيها و تفجرت ينابيع السعادة فيها.
و كان محمد بن الحنفية أكبر من زين العابدين سنا و يرى تقديمه عليه فرضا و دينا و لا يتحرك حركة إلا بما يهواه و لا ينطق إلا عن رضاه و يتأمر له تأمر الرعية للوالي و يفضله تفضيل السيد على الخادم و الموالي و تقلد محمد ره أخذ الثأر إراحة لخاطره الشريف من تحمل الأثقال و الشد و الترحال و يدل على ذلك ما رويته عن أبي بجير عالم الأهواز و كان يقول بإمامة ابن الحنفية قال حججت فلقيت إمامي و كنت يوما عنده فمر به غلام شاب فسلم عليه فقام فتلقاه و قبل ما بين عينيه و خاطبه بالسيادة و مضى الغلام و عاد محمد إلى مكانه فقلت له عند الله أحتسب عناي فقال و كيف ذاك قلت لأنا نعتقد أنك الإمام المفترض الطاعة تقوم تتلقى هذا الغلام و تقول له يا سيدي فقال نعم هو و الله إمامي فقلت و من هذا قال علي ابن أخي الحسين اعلم أني نازعته الإمامة و نازعني فقال لي أ ترضى بالحجر الأسود حكما بيني و بينك فقلت و كيف نحتكم إلى حجر جماد فقال إن إماما لا يكلمه الجماد فليس بإمام فاستحييت من ذلك فقلت بيني و بينك الحجر الأسود فقصدنا الحجر و صلى و صليت و تقدم إليه و قال أسألك بالذي أودعك مواثيق العباد لتشهد لهم بالموافاة إلا أخبرتنا من الإمام منا
فنطق و الله الحجر و قال يا محمد سلم الأمر إلى ابن أخيك فهو أحق به منك و هو إمامك و تحلحل 22318 حتى ظننته يسقط فأذعنت بإمامته و دنت له بفرض طاعته.
قال أبو بجير فانصرفت من عنده و قد دنت بإمامة علي بن الحسين ع و تركت القول بالكيسانية.
وَ رُوِيَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ أَنَّهُ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الْبَاقِرَ ع يَقُولُ كَانَ أَبُو خَالِدٍ الْكَابُلِيُّ يَخْدُمُ مُحَمَّدَ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ دَهْراً وَ لَا يَشُكُّ أَنَّهُ الْإِمَامُ حَتَّى أَتَاهُ يَوْماً فَقَالَ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ لِي حُرْمَةً وَ مَوَدَّةً فَأَسْأَلُكَ بِحُرْمَةِ رَسُولِ اللَّهِ وَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَّا أَخْبَرْتَنِي أَنْتَ الْإِمَامُ الَّذِي فَرَضَ اللَّهُ طَاعَتَهُ عَلَى خَلْقِهِ قَالَ يَا أَبَا خَالِدٍ لَقَدْ حَلَّفْتَنِي بِالْعَظِيمِ الْإِمَامُ عَلِيٌّ ابْنُ أَخِي عَلَيَّ وَ عَلَيْكَ وَ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فَلَمَّا سَمِعَ أَبُو خَالِدٍ قَوْلَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ جَاءَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ فَاسْتَأْذَنَ وَ دَخَلَ فَقَالَ لَهُ مَرْحَباً يَا كَنْكَرُ مَا كُنْتَ لَنَا بِزَائِرٍ مَا بَدَا لَكَ فِينَا فَخَرَّ أَبُو خَالِدٍ سَاجِداً شُكْراً لِمَا سَمِعَ مِنْ زَيْنِ الْعَابِدِينَ ع وَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يُمِتْنِي حَتَّى عَرَفْتُ إِمَامِي قَالَ وَ كَيْفَ عَرَفْتَ إِمَامَكَ يَا أَبَا خَالِدٍ قَالَ لِأَنَّكَ دَعَوْتَنِي بِاسْمِيَ الَّذِي لَا يَعْرِفُهُ سِوَى أُمِّي وَ كُنْتُ فِي عَمْيَاءَ مِنْ أَمْرِي وَ لَقَدْ خَدَمْتُ مُحَمَّدَ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ عُمُراً- لَا أَشُكُّ أَنَّهُ إِمَامٌ حَتَّى أَقْسَمْتُ عَلَيْهِ فَأَرْشَدَنِي إِلَيْكَ فَقَالَ هُوَ الْإِمَامُ عَلَيَّ وَ عَلَيْكَ وَ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ثُمَّ انْصَرَفَ وَ قَدْ قَالَ بِإِمَامَةِ زَيْنِ الْعَابِدِينَ ع 22319 .
وَ قَالَ قَوْمٌ مِنَ الْخَوَارِجِ لِمُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ لِمَ غَرَّرَ بِكَ فِي الْحُرُوبِ وَ لَمْ يُغَرِّرْ 22320 بِالْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ قَالَ لِأَنَّهُمَا عَيْنَاهُ وَ أَنَا يَمِينُهُ فَهُوَ يَدْفَعُ بِيَمِينِهِ عَنْ عَيْنَيْهِ.
وَ رَوَى الْعَبَّاسُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمٌ مِنْ أَيَّامِ صِفِّينَ دَعَا عَلِيٌّ ع ابْنَهُ مُحَمَّداً فَقَالَ شُدَّ
عَلَى الْمَيْمَنَةِ فَحَمَلَ مَعَ أَصْحَابِهِ فَكَشَفَ مَيْمَنَةَ عَسْكَرِ مُعَاوِيَةَ ثُمَّ رَجَعَ وَ قَدْ جُرِحَ فَقَالَ لَهُ الْعَطَشَ فَقَامَ إِلَيْهِ ع فَسَقَاهُ جُرْعَةً مِنْ مَاءٍ ثُمَّ صَبَّ الْمَاءَ بَيْنَ دِرْعِهِ وَ جِلْدِهِ فَرَأَيْتُ عَلَقَ الدَّمِ يَخْرُجُ مِنْ حَلَقِ الدِّرْعِ ثُمَّ أَمْهَلَهُ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ شُدَّ فِي الْمَيْسَرَةِ فَحَمَلَ مَعَ أَصْحَابِهِ عَلَى مَيْسَرَةِ مُعَاوِيَةَ فَكَشَفَهُمْ ثُمَّ رَجَعَ وَ بِهِ جِرَاحَةٌ وَ هُوَ يَقُولُ الْمَاءَ الْمَاءَ فَقَامَ إِلَيْهِ فَفَعَلَ مِثْلَ الْأَوَّلِ ثُمَّ قَالَ شُدَّ فِي الْقَلْبِ فَكَشَفَهُمْ ثُمَّ رَجَعَ وَ قَدْ أَثْقَلَتْهُ الْجِرَاحَاتُ وَ هُوَ يَبْكِي فَقَامَ إِلَيْهِ فَقَبَّلَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَ قَالَ فِدَاكَ أَبُوكَ لَقَدْ سَرَرْتَنِي وَ اللَّهِ يَا بُنَيَّ فَمَا يُبْكِيكَ أَ فَرَحٌ أَمْ جَزَعٌ فَقَالَ كَيْفَ لَا أَبْكِي وَ قَدْ عَرَضْتَنِي لِلْمَوْتِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَسَلَّمَنِيَ اللَّهُ تَعَالَى وَ كُلَّمَا رَجَعْتُ إِلَيْكَ لِتُمْهِلَنِي فَمَا أَمْهَلْتَنِي وَ هَذَانِ أَخَوَايَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ مَا تَأْمُرُهُمَا بِشَيْءٍ فَقَبَّلَ ع رَأْسَهُ وَ قَالَ يَا بُنَيَّ أَنْتَ ابْنِي وَ هَذَانِ ابْنَا رَسُولِ اللَّهِ ص أَ فَلَا أَصْوَنُهُمَا قَالَ بَلَى يَا أَبَاهْ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ وَ فِدَاهُمَا.