کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
لَهَا إِنَّ ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ بِالْبَابِ يَأْمُرُكِ أَنْ تُوصِيَ فَأَوْصَتْ ثُمَّ تُوُفِّيَتْ فَمَا خَرَجْنَا حَتَّى صَلَّى عَلَيْهَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع وَ دُفِنَتْ.
117- يج، الخرائج و الجرائح رُوِيَ أَنَّ أَبَانَ بْنَ تَغْلِبَ قَالَ: غَدَوْتُ مِنْ مَنْزِلِي بِالْمَدِينَةِ وَ أَنَا أُرِيدُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع فَلَمَّا صِرْتُ بِالْبَابِ خَرَجَ عَلَيَّ قَوْمٌ مِنْ عِنْدِهِ لَمْ أَعْرِفْهُمْ وَ لَمْ أَرَ قَوْماً أَحْسَنَ زِيّاً مِنْهُمْ وَ لَا أَحْسَنَ سِيمَاءَ مِنْهُمْ كَأَنَّ الطَّيْرَ عَلَى رُءُوسِهِمْ ثُمَّ دَخَلْنَا عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فَجَعَلَ يُحَدِّثُنَا بِحَدِيثٍ فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ وَ قَدْ فَهِمَ خَمْسَةَ عَشَرَ نَفَراً مِنَّا مُتَفَرِّقُو الْأَلْسُنِ مِنْهَا اللِّسَانُ الْعَرَبِيُّ وَ الْفَارِسِيُّ وَ النَّبَطِيُّ وَ الْحَبَشِيُّ وَ السَّقْلَبِيُّ قَالَ بَعْضٌ مَا هَذَا الْحَدِيثُ الَّذِي حَدَّثَنَا بِهِ قَالَ لَهُ آخَرُ مَنْ لِسَانُهُ عَرَبِيٌّ حَدَّثَنِي بِكَذَا بِالْعَرَبِيَّةِ وَ قَالَ لَهُ الْفَارِسِيُّ مَا فَهِمْتُ إِنَّمَا حَدَّثَنِي كَذَا وَ كَذَا بِالْفَارِسِيَّةِ وَ قَالَ الْحَبَشِيُّ مَا حَدَّثَنِي إِلَّا بِالْحَبَشِيَّةِ وَ قَالَ السَّقْلَبِيُّ مَا حَدَّثَنِي إِلَّا بِالسَّقْلَبِيَّةِ فَرَجَعُوا إِلَيْهِ فَأَخْبَرُوهُ فَقَالَ ع الْحَدِيثُ وَاحِدٌ وَ لَكِنَّهُ فُسِّرَ لَكُمْ بِأَلْسِنَتِكُمْ.
بيان قال الجزري في صفة الصحابة كأنما على رءوسهم الطير وصفهم بالسكون و الوقار و أنهم لم يكن فيهم طيش و لا خفة لأن الطير لا تكاد تقع إلا على شيء ساكن 1456 .
118- يج، الخرائج و الجرائح رُوِيَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فَإِذَا نَحْنُ بِرَجُلٍ قَدْ أَضْجَعَ جَدْياً لِيَذْبَحَهُ فَصَاحَ الْجَدْيُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع كَمْ ثَمَنُ هَذَا الْجَدْيِ فَقَالَ أَرْبَعَةُ دَرَاهِمَ فَحَلَّهَا مِنْ كُمِّهِ وَ دَفَعَهَا إِلَيْهِ وَ قَالَ خَلِّ سَبِيلَهُ قَالَ فَسِرْنَا فَإِذَا الصَّقْرُ قَدِ انْقَضَّ عَلَى دُرَّاجَةٍ فَصَاحَتِ الدُّرَّاجَةُ فَأَوْمَأَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِلَى الصَّقْرِ بِكُمِّهِ فَرَجَعَ عَنِ الدُّرَّاجَةِ فَقُلْتُ لَقَدْ رَأَيْنَا عَجِيباً مِنْ أَمْرِكَ قَالَ نَعَمْ إِنَّ الْجَدْيَ لَمَّا أَضْجَعَهُ الرَّجُلُ وَ بَصُرَ بِي قَالَ أَسْتَجِيرُ بِاللَّهِ وَ بِكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ
مِمَّا يُرَادُ مِنِّي وَ كَذَلِكَ قَالَتِ الدُّرَّاجَةُ وَ لَوْ أَنَّ شِيعَتَنَا اسْتَقَامَتْ لَأَسْمَعْتُكُمْ مَنْطِقَ الطَّيْرِ 1457 .
119- قب، المناقب لابن شهرآشوب يج، الخرائج و الجرائح رُوِيَ أَنَّ دَاوُدَ بْنَ كَثِيرٍ الرَّقِّيَّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فَدَخَلَ عَلَيْهِ مُوسَى ابْنُهُ وَ هُوَ يَنْتَفِضُ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع كَيْفَ أَصْبَحْتَ قَالَ أَصْبَحْتُ فِي كَنَفِ اللَّهِ مُتَقَلِّباً فِي نِعَمِ اللَّهِ أَشْتَهِي عُنْقُودَ عِنَبٍ حرشي [جُرَشِيٍ] وَ رُمَّانَةً قُلْتُ سُبْحَانَ اللَّهِ هَذَا الشِّتَاءُ فَقَالَ يَا دَاوُدُ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ادْخُلِ الْبُسْتَانَ فَإِذَا شَجَرَةٌ عَلَيْهَا عُنْقُودٌ مِنْ عِنَبٍ حرشي [جُرَشِيٍ] وَ رُمَّانَةٌ فَقُلْتُ آمَنْتُ بِسِرِّكُمْ وَ عَلَانِيَتِكُمْ فَقَطَعْتُهَا وَ أَخْرَجْتُهَا إِلَى مُوسَى فَقَعَدَ يَأْكُلُ فَقَالَ يَا دَاوُدُ وَ اللَّهِ لِهَذَا فَضْلٌ مِنْ رِزْقٍ قَدِيمٍ خَصَّ اللَّهُ بِهِ مَرْيَمَ بِنْتَ عِمْرَانَ مِنَ الْأُفُقِ الْأَعْلَى 1458 .
120- يج، الخرائج و الجرائح رُوِيَ أَنَّ دَاوُدَ الرَّقِّيَّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فَقَالَ لِي مَا لِي أَرَى لَوْنَكَ مُتَغَيِّراً قُلْتُ غَيَّرَهُ دَيْنٌ فَاضِحٌ عَظِيمٌ وَ قَدْ هَمَمْتُ بِرُكُوبِ الْبَحْرِ إِلَى السِّنْدِ لِإِتْيَانِ أَخِي فُلَانٍ قَالَ إِذَا شِئْتَ قُلْتُ يُرَوِّعُنِي عَنْهُ أَهْوَالُ الْبَحْرِ وَ زَلَازِلُهُ قَالَ إِنَّ الَّذِي يَحْفَظُ فِي الْبَرِّ هُوَ حَافِظٌ لَكَ فِي الْبَحْرِ يَا دَاوُدُ لَوْ لَا اسْمِي وَ رُوحِي لَمَا اطَّرَدَتِ الْأَنْهَارُ وَ لَا أَيْنَعَتِ الثِّمَارُ وَ لَا اخْضَرَّتِ الْأَشْجَارُ قَالَ دَاوُدُ فَرَكِبْتُ الْبَحْرَ حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِحَيْثُ مَا شَاءَ اللَّهُ مِنْ سَاحِلِ الْبَحْرِ بَعْدَ مَسِيرَةِ مِائَةٍ وَ عِشْرِينَ يَوْماً خَرَجْتُ قَبْلَ الزَّوَالِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَإِذَا السَّمَاءُ مُتَغَيِّمَةٌ وَ إِذَا نُورٌ سَاطِعٌ مِنْ قَرْنِ السَّمَاءِ إِلَى جَدَدِ الْأَرْضِ وَ إِذَا صَوْتٌ خَفِيٌّ يَا دَاوُدُ هَذَا أَوَانُ قَضَاءِ دَيْنِكَ فَارْفَعْ رَأْسَكَ قَدْ سَلِمْتَ قَالَ فَرَفَعْتُ رَأْسِي وَ نُودِيتُ عَلَيْكَ بِمَا وَرَاءَ الْأَكَمَةِ الْحَمْرَاءِ فَأَتَيْتُهَا فَإِذَا صَفَائِحُ مِنْ ذَهَبٍ أَحْمَرَ مَمْسُوحٌ أَحَدُ جَانِبَيْهِ وَ فِي الْجَانِبِ الْآخَرِ مَكْتُوبٌ هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ 1459 فَقَبَضْتُهَا وَ لَهَا قِيمَةٌ لَا تُحْصَى فَقُلْتُ لَا أُحْدِثُ فِيهَا حَتَّى آتِيَ الْمَدِينَةَ فَقَدِمْتُهَا فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ لِي يَا دَاوُدُ إِنَّمَا
عَطَاؤُنَا لَكَ النُّورُ الَّذِي سَطَعَ لَكَ- لَا مَا ذَهَبْتَ إِلَيْهِ مِنَ الذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ وَ لَكِنْ هُوَ لَكَ هَنِيئاً مَرِيئاً عَطَاءً مِنْ رَبٍّ كَرِيمٍ فَاحْمَدِ اللَّهَ قَالَ دَاوُدُ فَسَأَلْتُ مُعَتِّباً خَادِمَهُ فَقَالَ كَانَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ يُحَدِّثُ أَصْحَابَهُ مِنْهُمْ خَيْثَمَةُ وَ حُمْرَانُ وَ عَبْدُ الْأَعْلَى مُقْبِلًا عَلَيْهِمْ بِوَجْهِهِ يُحَدِّثُهُمْ بِمِثْلِ مَا ذَكَرْتَ فَلَمَّا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ قَامَ فَصَلَّى بِهِمْ فَسَأَلْتُ هَؤُلَاءِ جَمِيعاً فَحَكَوْا لِيَ الْحِكَايَةَ 1460 .
121- يج، الخرائج و الجرائح رُوِيَ أَنَّ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع كَانَ مَوْلًى يُقَالُ لَهُ مُسْلِمٌ وَ كَانَ لَا يُحْسِنُ الْقُرْآنَ فَعَلَّمَهُ فِي لَيْلَةٍ فَأَصْبَحَ وَ قَدْ أَحْكَمَ الْقُرْآنَ.
122- يج، الخرائج و الجرائح رُوِيَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ: حَمَلْتُ مَالًا لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فَاسْتَكْثَرْتُهُ فِي نَفْسِي فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهِ دَعَا بِغُلَامٍ وَ إِذَا طَشْتٌ فِي آخِرِ الدَّارِ فَأَمَرَهُ أَنْ يَأْتِيَ بِهِ ثُمَّ تَكَلَّمَ بِكَلَامٍ لَمَّا أَتَى بِالطَّشْتِ فَانْحَدَرَ الدَّنَانِيرُ مِنَ الطَّشْتِ حَتَّى حَالَتْ بَيْنِي وَ بَيْنَ الْغُلَامِ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ وَ قَالَ أَ تَرَى نَحْتَاجُ إِلَى مَا فِي أَيْدِيكُمْ إِنَّمَا نَأْخُذُ مِنْكُمْ مَا نَأْخُذُ لِنُطَهِّرَكُمْ 1461 .
123- يج، الخرائج و الجرائح رُوِيَ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَجَّاجِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع بَيْنَ مَكَّةَ وَ الْمَدِينَةِ وَ هُوَ عَلَى بَغْلَةٍ وَ أَنَا عَلَى حِمَارٍ وَ لَيْسَ مَعَنَا أَحَدٌ فَقُلْتُ يَا سَيِّدِي مَا عَلَامَةُ الْإِمَامِ قَالَ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ لَوْ قَالَ لِهَذَا الْجَبَلِ سِرْ لَسَارَ فَنَظَرْتُ وَ اللَّهِ إِلَى الْجَبَلِ يَسِيرُ فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ إِنِّي لَمْ أَعْنِكَ 1462 .
124- يج، الخرائج و الجرائح رُوِيَ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مِهْزَمٍ الْأَسَدِيَّ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَأَتَيْتُ بَابَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَسْتَفْتِحُهُ فَدَنَتْ جَارِيَةٌ لِفَتْحِ الْبَابِ فَقَرَصْتُ ثَدْيَهَا وَ دَخَلْتُ فَقَالَ يَا ابْنَ مِهْزَمٍ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ وَلَايَتَنَا لَا تُنَالُ إِلَّا بِالْوَرَعِ فَأَعْطَيْتُ اللَّهَ عَهْداً أَنِّي لَا أَعُودُ إِلَى مِثْلِهَا أَبَداً 1463 .
125- يج، الخرائج و الجرائح رُوِيَ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ الْمُعَلَّى بْنُ خُنَيْسٍ بَاكِياً قَالَ وَ مَا يُبْكِيكَ قَالَ بِالْبَابِ قَوْمٌ يَزْعُمُونَ أَنْ لَيْسَ لَكُمْ عَلَيْنَا فَضْلٌ وَ أَنَّكُمْ وَ هُمْ شَيْءٌ وَاحِدٌ فَسَكَتَ ثُمَّ دَعَا بِطَبَقٍ مِنْ تَمْرٍ فَحَمَلَ مِنْهُ تَمْرَةً فَشَقَّهَا نِصْفَيْنِ وَ أَكَلَ التَّمْرَ وَ غَرَسَ النَّوَى فِي الْأَرْضِ فَنَبَتَتْ فَحَمَلَتْ بُسْراً وَ أَخَذَ مِنْهَا وَاحِدَةً فَشَقَّهَا وَ أَخْرَجَ مِنْهُ وَرَقاً وَ دَفَعَهُ إِلَى الْمُعَلَّى وَ قَالَ اقْرَأْهُ فَإِذَا فِيهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ- مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِيٌّ الْمُرْتَضَى- الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ وَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ وَاحِداً وَاحِداً إِلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَ ابْنِهِ 1464 .
126- يج، الخرائج و الجرائح رُوِيَ أَنَّ أَبَا مَرْيَمَ الْمَدَنِيَّ قَالَ: خَرَجْتُ إِلَى الْحَجِّ فَلَمَّا صِرْتُ قَرِيباً مِنَ الشَّجَرَةِ خَرَجْتُ عَلَى حِمَارٍ لِي قُلْتُ أُدْرِكُ الْجَمَاعَةَ وَ أُصَلِّي مَعَهُمْ فَنَظَرْتُ إِلَى الْجَمَاعَةِ يُصَلُّونَ فَأَتَيْتُهُمْ فَإِذَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع مُحْتَبٍ بِرِدَائِهِ يُسَبِّحُ فَقَالَ صَلَّيْتَ يَا أَبَا مَرْيَمَ قُلْتُ لَا قَالَ صَلِّ فَصَلَّيْتُ ثُمَّ ارْتَحَلْنَا فَسِرْتُ تَحْتَ مَحْمِلِهِ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي قَدْ خَلَوْتُ بِهِ الْيَوْمَ فَأَسْأَلُهُ عَمَّا بَدَا لِي فَقَالَ يَا أَبَا مَرْيَمَ تَسِيرُ تَحْتَ مَحْمِلِي قُلْتُ نَعَمْ وَ كَانَ زَمِيلُهُ غُلَاماً لَهُ يُقَالُ لَهُ سَالِمٌ فَرَآنِي كَثِيرَ الِاخْتِلَافِ قَالَ أَرَاكَ كَثِيرَ الِاخْتِلَافِ أَ بِكَ بَطَنٌ 1465 قُلْتُ نَعَمْ قَالَ أَكَلْتَ الْبَارِحَةَ حِيتَاناً قُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَأَتْبَعْتَهَا بِتَمَرَاتٍ قُلْتُ لَا قَالَ أَمَا إِنَّكَ لَوْ أَتْبَعْتَهَا بِتَمَرَاتٍ مَا ضَرَّكَ فَسِرْنَا حَتَّى إِذَا كَانَ وَقْتُ الزَّوَالِ نَزَلَ فَقَالَ يَا غُلَامُ هَاتِ مَاءً أَتَوَضَّأْ بِهِ فَنَاوَلَهُ فَدَخَلَ إِلَى مَوْضِعٍ يَتَوَضَّأُ فَلَمَّا خَرَجَ إِذَا هُوَ بِجِذْعٍ فَدَنَا مِنْهُ فَقَالَ يَا جِذْعُ أَطْعِمْنَا مِمَّا خَلَقَ اللَّهُ فِيكَ قَالَ رَأَيْتُ الْجِذْعَ يَهْتَزُّ ثُمَّ اخْضَرَّ ثُمَّ أَطْلَعَ ثُمَّ اصْفَرَّ ثُمَّ ذَهَبَ فَأَكَلَ مِنْهُ وَ أَطْعَمَنِي كُلُّ ذَلِكَ أَسْرَعُ مِنْ طَرْفَةِ عَيْنٍ.
127- يج، الخرائج و الجرائح رُوِيَ أَنَّ أَبَا خَدِيجَةَ رَوَى عَنْ رَجُلٍ مِنْ كِنْدَةَ وَ كَانَ سَيَّافَ بَنِي الْعَبَّاسِ قَالَ: لَمَّا جَاءَ أَبُو الدَّوَانِيقِ بِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع وَ إِسْمَاعِيلَ أَمَرَ بِقَتْلِهِمَا وَ هُمَا مَحْبُوسَانِ فِي بَيْتٍ فَأَتَى عَلَيْهِ اللَّعْنَةُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع لَيْلًا فَأَخْرَجَهُ وَ ضَرَبَهُ بِسَيْفِهِ حَتَّى قَتَلَهُ
ثُمَّ أَخَذَ إِسْمَاعِيلَ لِيَقْتُلَهُ فَقَاتَلَهُ سَاعَةً ثُمَّ قَتَلَهُ ثُمَّ جَاءَ إِلَيْهِ فَقَالَ مَا صَنَعْتَ قَالَ لَقَدْ قَتَلْتُهُمَا وَ أَرَحْتُكَ مِنْهُمَا فَلَمَّا أَصْبَحَ إِذَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع وَ إِسْمَاعِيلُ جَالِسَانِ فَاسْتَأْذَنَّا فَقَالَ أَبُو الدَّوَانِيقِ لِلرَّجُلِ أَ لَسْتَ زَعَمْتَ أَنَّكَ قَتَلْتَهُمَا قَالَ بَلَى لَقَدْ أَعْرِفُهُمَا كَمَا أَعْرِفُكَ قَالَ فَاذْهَبْ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قَتَلْتَهُمَا فِيهِ فَجَاءَ فَإِذَا بِجَزُورَيْنِ مَنْحُورَيْنِ قَالَ فَبُهِتَ وَ رَجَعَ فَنَكَسَ رَأْسَهُ وَ قَالَ لَا يَسْمَعَنَّ مِنْكَ هَذَا أَحَدٌ فَكَانَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى فِي عِيسَى- وَ ما قَتَلُوهُ وَ ما صَلَبُوهُ وَ لكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ 1466 .
128- يج، الخرائج و الجرائح رُوِيَ أَنَّ عِيسَى بْنَ مِهْرَانَ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ مِنْ وَرَاءِ النَّهَرِ وَ كَانَ مُوسِراً وَ كَانَ مُحِبّاً لِأَهْلِ الْبَيْتِ وَ كَانَ يَحُجُّ فِي كُلِّ سَنَةٍ وَ قَدْ وَظَّفَ عَلَى نَفْسِهِ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي كُلِّ سَنَةٍ أَلْفَ دِينَارٍ مِنْ مَالِهِ وَ كَانَتْ تَحْتَهُ ابْنَةُ عَمٍّ لَهُ تُسَاوِيهِ فِي الْيَسَارِ وَ الدِّيَانَةِ فَقَالَتْ فِي بَعْضِ السِّنِينَ يَا ابْنَ عَمِّ حُجَّ بِي فِي هَذِهِ السَّنَّةِ فَأَجَابَهَا إِلَى ذَلِكَ فَتَجَهَّزَتْ لِلْحَجِّ وَ حَمَلَتْ لِعِيَالِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع وَ بَنَاتِهِ مِنْ فَوَاخِرِ ثِيَابِ خُرَاسَانَ وَ مِنَ الْجَوَاهِرِ وَ الْبَزِّ 1467 أَشْيَاءَ كَثِيرَةً خَطِيرَةً وَ أَعَدَّ زَوْجُهَا أَلْفَ دِينَارٍ فِي كِيسٍ كَعَادَتِهِ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع وَ جَعَلَ الْكِيسَ فِي رَبْعَةٍ فِيهَا حُلِيٌّ وَ طِيبٌ وَ شَخَصَ يُرِيدُ الْمَدِينَةَ فَلَمَّا وَرَدَهَا صَارَ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَ أَعْلَمَهُ أَنَّهُ حَجَّ بِأَهْلِهِ وَ سَأَلَهُ الْإِذْنَ لَهَا فِي الْمَصِيرِ إِلَى مَنْزِلِهِ لِلتَّسْلِيمِ عَلَى أَهْلِهِ وَ بَنَاتِهِ فَأَذِنَ لَهَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع فِي ذَلِكَ فَصَارَتْ إِلَيْهِمْ وَ فَرَّقَتْ عَلَيْهِمْ وَ أَجْمَلَتْ وَ أَقَامَتْ يَوْماً عِنْدَهُمْ وَ انْصَرَفَتْ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ قَالَ لَهَا زَوْجُهَا أَخْرِجِي تِلْكَ الرَّبْعَةَ لِتَسْلِيمِ أَلْفِ دِينَارٍ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فَقَالَتْ فِي مَوْضِعِ كَذَا فَأَخَذَهَا وَ فَتَحَ الْقُفْلَ فَلَمْ يَجِدِ الدَّنَانِيرَ وَ كَانَ فِيهَا حُلِيُّهَا وَ ثِيَابُهَا فَاسْتَقْرَضَ أَلْفَ دِينَارٍ مِنْ أَهْلِ بَلَدِهِ وَ رَهَنَ الْحُلِّيَّ بِهَا وَ صَارَ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فَقَالَ قَدْ وَصَلَتْ إِلَيْنَا الْأَلْفَ قَالَ يَا مَوْلَايَ وَ كَيْفَ ذَلِكَ وَ مَا عَلِمَ بِهَا غَيْرِي وَ غَيْرُ بِنْتِ عَمِّي فَقَالَ مَسَّتْنَا ضَيْقَةٌ فَوَجَّهْنَا مَنْ أَتَى بِهَا مِنْ شِيعَتِي
مِنَ الْجِنِّ فَإِنِّي كُلَّمَا أُرِيدُ أَمْراً بِعَجَلَةٍ أَبْعَثُ وَاحِداً مِنْهُمْ فَزَادَ فِي بَصِيرَةِ الرَّجُلِ وَ سُرَّ بِهِ وَ اسْتَرْجَعَ الْحُلِيَّ مِمَّنْ رَهَنَهُ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى مَنْزِلِهِ فَوَجَدَ امْرَأَتَهُ تَجُودُ بِنَفْسِهَا فَسَأَلَ عَنْ خَبَرِهَا فَقَالَتْ خَدَمَتُهَا أَصَابَهَا وَجَعٌ فِي فُؤَادِهَا وَ هِيَ فِي هَذِهِ الْحَالِ فَغَمَّضَهَا وَ سَجَّاهَا وَ شَدَّ حَنَكَهَا وَ تَقَدَّمَ فِي إِصْلَاحِ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ مِنَ الْكَفَنِ وَ الْكَافُورِ وَ حَفَرَ قَبْرَهَا وَ صَارَ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فَأَخْبَرَهُ وَ سَأَلَهُ أَنْ يَتَفَضَّلَ بِالصَّلَاةِ عَلَيْهَا فَصَلَّى أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع رَكْعَتَيْنِ وَ دَعَا ثُمَّ قَالَ لِلرَّجُلِ انْصَرِفْ إِلَى رَحْلِكَ فَإِنَّ أَهْلَكَ لَمْ تَمُتْ وَ سَتَجِدُهَا فِي رَحْلِكَ تَأْمُرُ وَ تَنْهَى وَ هِيَ فِي حَالِ سَلَامَةٍ فَرَجَعَ الرَّجُلُ فَأَصَابَهَا كَمَا وَصَفَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع ثُمَّ خَرَجَ يُرِيدُ مَكَّةَ وَ خَرَجَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع لِلْحَجِّ أَيْضاً فَبَيْنَمَا الْمَرْأَةُ تَطُوفُ بِالْبَيْتِ إِذَا رَأَتْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَطُوفُ وَ النَّاسُ قَدْ حَفُّوا بِهِ فَقَالَتْ لِزَوْجِهَا مَنْ هَذَا الرَّجُلُ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ هَذَا وَ اللَّهِ الرَّجُلُ الَّذِي رَأَيْتُهُ يَشْفَعُ إِلَى اللَّهِ حَتَّى رَدَّ رُوحِي فِي جَسَدِي 1468 .
بيان قال الجزري 1469 الربعة إناء مربع كالجونة.
129- يج، الخرائج و الجرائح رُوِيَ أَنَّ دَاوُدَ الرَّقِّيَّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع إِذْ دَخَلَ شَابٌّ يَبْكِي وَ يَقُولُ نَذَرْتُ عَلَى أَنْ أَحُجَّ بِأَهْلِي فَلَمَّا أَنْ دَخَلَتِ الْمَدِينَةَ مَاتَتْ قَالَ ع اذْهَبْ فَإِنَّهَا لَمْ تَمُتْ قَالَ مَاتَتْ وَ سَجَّيْتُهَا قَالَ اذْهَبْ فَخَرَجَ وَ رَجَعَ ضَاحِكاً وَ قَالَ دَخَلْتُ عَلَيْهَا وَ هِيَ جَالِسَةٌ قَالَ يَا دَاوُدُ أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قُلْتُ بَلى وَ لكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع قَدِ اشْتَقْتُ إِلَى بَيْتِ رَبِّي قُلْتُ يَا سَيِّدِي هَذِهِ عَرَفَاتٌ قَالَ إِذَا صَلَّيْتُ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ فَأَرْحِلْ نَاقَتِي وَ شُدَّ زِمَامَهَا فَفَعَلْتُ فَخَرَجَ وَ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ يس ثُمَّ اسْتَوَى عَلَيْهَا وَ أَرْدَفَنِي خَلْفَهُ فَسِرْنَا هَوْناً فِي اللَّيْلِ وَ فَعَلَ فِي مَوَاضِعَ مَا كَانَ يَنْبَغِي فَقَالَ هَذَا بَيْتُ اللَّهُ فَفَعَلَ مَا كَانَ يَنْبَغِي فَلَمَّا طَلَعَ الْفَجْرُ قَامَ فَأَذَّنَ وَ أَقَامَ وَ أَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ وَ قَرَأَ فِي أَوَّلِ الرَّكْعَةِ الْحَمْدُ وَ الضُّحَى وَ فِي الثَّانِيَةِ الْحَمْدُ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثُمَّ قَنَتَ ثُمَ
سَلَّمَ وَ جَلَسَ فَلَمَّا طَلَعَتِ الشَّمْسُ مَرَّ الشَّابُّ وَ مَعَهُ الْمَرْأَةُ فَقَالَتْ لِزَوْجِهَا هَذَا الَّذِي شَفَّعَ إِلَى اللَّهِ فِي إِحْيَائِي.
130- يج، الخرائج و الجرائح رُوِيَ أَنَّ عَبْدَ الْحَمِيدِ الْجُرْجَانِيَّ قَالَ: أَتَانِي غُلَامٌ بِبَيْضِ الْأَجَمَةِ 1470 فَرَأَيْتُهُ مُخْتَلِفاً فَقُلْتُ لِلْغُلَامِ مَا هَذَا الْبَيْضُ قَالَ هَذَا بَيْضُ دُيُوكِ الْمَاءِ فَأَبَيْتُ أَنْ آكُلَ مِنْهُ شَيْئاً حَتَّى أَسْأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع فَدَخَلْتُ الْمَدِينَةَ فَأَتَيْتُهُ فَسَأَلْتُهُ عَنْ مَسَائِلِي وَ نَسِيتُ تِلْكَ الْمَسْأَلَةَ فَلَمَّا ارْتَحَلْنَا ذَكَرْتُ الْمَسْأَلَةَ وَ رَأْسُ الْقِطَارِ 1471 بِيَدِي فَرَمَيْتُ إِلَى بَعْضِ أَصْحَابِي وَ مَضَيْتُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ فَوَجَدْتُ عِنْدَهُ خَلْقاً كَثِيراً فَقُمْتُ تُجَاهَ وَجْهِهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيَّ وَ قَالَ يَا عَبْدَ الْحَمِيدِ لَنَا تَأْتِي دُيُوكٌ هَبِرٌ فَقُلْتُ أَعْطَيْتَنِي الَّذِي أُرِيدُ فَانْصَرَفْتُ وَ لَحِقْتُ بِأَصْحَابِي.
131- يج، الخرائج و الجرائح رُوِيَ أَنَّ شُعَيْبَ الْعَقَرْقُوفِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ وَ أَبُو بَصِيرٍ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع وَ مَعِي ثَلَاثُمِائَةِ دِينَارٍ قَبَّضْتُهَا قُدَّامَهُ فَأَخَذَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَبْضَةً مِنْهَا لِنَفْسِهِ وَ رَدَّ الْبَاقِيَ عَلَيَّ وَ قَالَ رُدَّ هَذِهِ إِلَى مَوْضِعِهَا الَّذِي أَخَذْتَهَا مِنْهُ وَ قَالَ أَبُو بَصِيرٍ يَا شُعَيْبُ مَا حَالُ هَذِهِ الدَّنَانِيرِ الَّتِي رَدَّهَا عَلَيْكَ قُلْتُ أَخَذْتُهَا مِنْ عُرْوَةِ أَخِي سِرّاً وَ هُوَ لَا يَعْلَمُ فَقَالَ أَبُو بَصِيرٍ أَعْطَاكَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع عَلَامَةَ الْإِمَامَةِ فَعَدَّ الدَّنَانِيرَ فَإِذَا هِيَ مِائَةٌ لَا تَزِيدُ وَ لَا تَنْقُصُ.
132- كشف، كشف الغمة مِنْ دَلَائِلِ الْحِمْيَرِيِ مِثْلَهُ 1472 .