کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
جُنُودَهُ فَوَجَدُوا رَسُولَ اللَّهِ ص قَائِماً يُصَلِّي بَيْنَ جَبَلَيْنِ بِمَكَّةَ 12815 فَأَتَوْهُ فَأَخْبَرُوهُ فَقَالَ هَذَا الْحَدَثُ الَّذِي حَدَثَ فِي الْأَرْضِ 12816 .
106 وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمْ يَكُنِ السَّمَاءُ الدُّنْيَا تُحْرَسُ فِي الْفَتْرَةِ بَيْنَ عِيسَى وَ مُحَمَّدٍ ص وَ كَانُوا يَقْعُدُونَ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَلَمَّا بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّداً ص حُرِسَتِ السَّمَاءُ الدُّنْيَا حَرَساً شَدِيداً وَ رُجِمَتِ الشَّيَاطِينُ فَأَنْكَرُوا ذَلِكَ فَقَالُوا لا نَدْرِي أَ شَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً فَقَالَ إِبْلِيسُ لَقَدْ حَدَثَ فِي الْأَرْضِ حَدَثٌ فَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ الْجِنُّ فَقَالَ تَفَرَّقُوا فِي الْأَرْضِ فَأَخْبِرُونِي مَا هَذَا الْحَدَثُ الَّذِي حَدَثَ فِي السَّمَاءِ وَ كَانَ أَوَّلَ بَعْثٍ بُعِثَ رَكْبٌ مِنْ أَهْلِ نَصِيبِينَ وَ هُمْ أَشْرَافُ الْجِنِّ وَ سَادَتُهُمْ فَبَعَثَهُمْ إِلَى تِهَامَةَ فَانْدَفَعُوا حَتَّى 12817 تَلَقَّوُا الْوَادِيَ وَادِيَ نَخْلَةَ فَوَجَدُوا نَبِيَّ اللَّهِ ص يُصَلِّي صَلَاةَ الْغَدَاةِ بِبَطْنِ نَخْلَةَ فَاسْتَمَعُوا فَلَمَّا سَمِعُوهُ يَتْلُو الْقُرْآنَ قالُوا أَنْصِتُوا وَ لَمْ يَكُنْ نَبِيُّ اللَّهِ ص يَعْلَمُ أَنَّهُمُ اسْتَمَعُوا لَهُ وَ هُوَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فَلَمَّا قُضِيَ يَقُولُ فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الصَّلَاةِ وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ يَقُولُ مُؤْمِنِينَ 12818 .
107 وَ عَنِ 17 ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي تَنَبَّأَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ ص مُنِعَتِ الشَّيَاطِينُ مِنَ السَّمَاءِ وَ رُمُوا بِالشُّهُبِ 12819 .
108 وَ عَنِ 17 ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَتِ الْجِنُّ قَبْلَ أَنْ يُبْعَثَ النَّبِيُّ ص يَسْتَمِعُونَ
مِنَ السَّمَاءِ فَلَمَّا بُعِثَ حُرِسَتْ فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَسْتَمِعُوا فَجَاءُوا إِلَى قَوْمِهِمْ يَقُولُ لِلَّذِينَ 12820 لَمْ يَسْتَمِعُوا فَقَالُوا أَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَ هُمُ الْمَلَائِكَةُ وَ شُهُباً وَ هِيَ الْكَوَاكِبُ وَ أَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهاباً رَصَداً يَقُولُ نَجْماً قَدْ أُرْصِدَ لَهُ يُرْمَى بِهِ قَالَ فَلَمَّا رُمُوا بِالنُّجُومِ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ أَنَّا لا نَدْرِي أَ شَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً 12821 .
وَ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: قَالَتِ الْجِنُّ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَ تَأْذَنُ لَنَا فَنَشْهَدَ مَعَكَ الصَّلَوَاتِ فِي مَسْجِدِكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ وَ أَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً يَقُولُ صَلُّوا لَا تُخَالِطُوا النَّاسَ 12822 .
110 وَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قَالَتِ الْجِنُّ لِلنَّبِيِّ ص كَيْفَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَ الْمَسْجِدَ وَ نَحْنُ نَاءُونَ عَنْكَ وَ كَيْفَ نَشْهَدُ الصَّلَاةَ وَ نَحْنُ نَاءُونَ عَنْكَ فَنَزَلَتْ وَ أَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ الْآيَةَ 12823 .
111 وَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ص قَبْلَ الْهِجْرَةِ إِلَى نَوَاحِي مَكَّةَ فَخَطَّ لِي خَطّاً وَ قَالَ لَا تُحْدِثَنَّ شَيْئاً حَتَّى آتِيَكَ ثُمَّ قَالَ لَا يَهُولَنَّكَ شَيْءٌ تَرَاهُ فَتَقَدَّمَ شَيْئاً ثُمَّ جَلَسَ فَإِذَا رِجَالٌ سُودٌ كَأَنَّهُمْ رِجَالُ الزُّطِّ وَ كَانُوا كَمَا قَالَ اللَّهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً 12824 .
112 وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ وَ أَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً قَالَ لَمَّا سَمِعُوا النَّبِيَّ ص يَتْلُو الْقُرْآنَ كَادُوا يَرْكَبُونَهُ مِنَ الْحِرْصِ لِمَا سَمِعُوهُ 12825 فَلَمْ يَعْلَمْ بِهِمْ حَتَّى أَتَاهُ الرَّسُولُ فَجَعَلَ يَقْرَأُ قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ
نَفَرٌ مِنَ الْجِنِ 12826 .
113 وَ عَنِ 17 ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ وَ أَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً قَالَ لَمَّا أَتَى الْجِنُّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص وَ هُوَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ يَرْكَعُونَ بِرُكُوعِهِ وَ يَسْجُدُونَ بِسُجُودِهِ فَعَجِبُوا مِنْ طَوَاعِيَةِ أَصْحَابِهِ لَهُ فَقَالُوا لِقَوْمِهِمْ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً 12827 .
114 وَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: انْطَلَقْتُ مَعَ النَّبِيِّ ص لَيْلَةَ الْجِنِّ حَتَّى أَتَى الْحَجُونَ فَخَطَّ عَلَيَّ خَطّاً ثُمَّ تَقَدَّمَ إِلَيْهِمْ فَازْدَادُوا عَلَيْهِ 12828 فَقَالَ سَيِّدُهُمْ يُقَالُ لَهُ وَرْدَانُ أَ لَا أُرْحِلُهُمْ عَنْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ إِنَّهُ لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ 12829 .
بيان قال الفيروزآبادي الأيم ككيس الحية الأبيض اللطيف أو عام كالإيم بالكسر و قال اشرأب إليه مد عنقه لينظر أو ارتفع و قال كوم التراب تكويما جعله كومة كومة بالضم أي قطعة قطعة و رفع رأسها و قال في النهاية في حديث عمر إذا أقيمت الصلاة ولى الشيطان و له خبج الخبج بالتحريك الضراط و يروى بالحاء المهملة و في حديث آخر من قرأ آية الكرسي خرج الشيطان و له خبج كخبج الحمار.
و قال الهوى بالفتح الحين الطويل من الزمان و قيل هو مختص بالليل فتوسطته أي دخلت و قمت وسط البيت و في النهاية المخدع هو البيت الصغير الذي يكون داخل البيت الكبير و تضم ميمه و تفتح.
و قال فيه لا غول و لا صفر و لكن السعالي هي جمع سعلاة و هم سحرة الجن أي إن الغول لا تقدر على أن تغول أحدا أو تضله و لكن في الجن سحرة كسحرة الإنس لهم تلبيس و تخييل و في القاموس الزوبعة اسم شيطان أو رئيس للجن و منه سمي الإعصار زوبعة و قال الحجون جبل بمعلاة مكة.
115 حَيَاةُ الْحَيَوَانِ، رَوَى الْبَيْهَقِيُّ فِي دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ عَنْ أَبِي دُجَانَةَ وَ اسْمُهُ سِمَاكُ بْنُ خَرَشَةَ قَالَ: شَكَوْتُ إِلَى النَّبِيِّ ص أَنِّي نِمْتُ فِي فِرَاشِي فَسَمِعْتُ صَرِيراً كَصَرِيرِ الرَّحَى وَ دَوِيّاً كَدَوِيِّ النَّحْلِ وَ لَمَعَاناً كَلَمْعِ الْبَرْقِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بِظِلٍّ أَسْوَدَ يَعْلُو وَ يَطُولُ بِصَحْنِ دَارِي فَمَسِسْتُ جِلْدَهُ فَإِذَا هُوَ كَجِلْدِ الْقُنْفُذِ فَرَمَى فِي وَجْهِي مِثْلَ شَرَرِ النَّارِ فَقَالَ ص عَامِرْ دَارَكَ يَا أَبَا دُجَانَةَ ثُمَّ طَلَبَ دَوَاةً وَ قِرْطَاساً وَ أَمَرَ عَلِيّاً ع أَنْ يَكْتُبَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ هَذَا كِتَابٌ مِنْ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ إِلَى مَنْ طَرَقَ الدَّارَ 12830 مِنَ الْعُمَّارِ وَ الزُّوَّارِ إِلَّا طَارِقاً يَطْرُقُ بِخَيْرٍ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ لَنَا وَ لَكُمْ فِي الْحَقِّ سَعَةً فَإِنْ يَكُنْ عَاشِقاً مُولَعاً أَوْ فَاجِراً مُقْتَحِماً فَهَذَا كِتَابُ اللَّهِ يَنْطِقُ عَلَيْنَا وَ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّ رُسُلَنا 12831 يَكْتُبُونَ ما تَمْكُرُونَ اتْرُكُوا صَاحِبَ كِتَابِي هَذَا وَ انْطَلِقُوا إِلَى عَبَدَةِ الْأَصْنَامِ وَ إِلَى مَنْ يَزْعُمُ أَنَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ حم لَا يُبْصِرُونَ حم عسق تَفَرَّقَ أَعْدَاءُ اللَّهِ وَ بَلَغَتْ حُجَّةُ اللَّهِ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ قَالَ أَبُو دُجَانَةَ فَأَخَذْتُ الْكِتَابَ وَ أَدْرَجْتُهُ وَ حَمَلْتُهُ إِلَى دَارِي وَ جَعَلْتُهُ تَحْتَ رَأْسِي فَبِتُّ لَيْلَتِي فَمَا انْتَبَهْتُ إِلَّا مِنْ صُرَاخِ صَارِخٍ يَقُولُ يَا أَبَا دُجَانَةَ أَحْرَقْتَنَا بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ فَبِحَقِّ صَاحِبِكَ إِلَّا مَا رَفَعْتَ عَنَّا هَذَا الْكِتَابَ فَلَا عَوْدَ لَنَا فِي دَارِكَ وَ لَا فِي جِوَارِكَ وَ لَا
فِي مَوْضِعٍ يَكُونُ فِيهِ هَذَا الْكِتَابُ قَالَ أَبُو دُجَانَةَ 12832 لَا أَرْفَعُهُ حَتَّى أَسْتَأْذِنَ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ أَبُو دُجَانَةَ وَ لَقَدْ طَالَتْ عَلَيَّ لَيْلَتِي مِمَّا سَمِعْتُ مِنْ أَنِينِ الْجِنِّ وَ صُرَاخِهِمْ وَ بُكَائِهِمْ حَتَّى أَصْبَحْتُ فَغَدَوْتُ فَصَلَّيْتُ الصُّبْحَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ وَ أَخْبَرْتُهُ بِمَا سَمِعْتُ مِنَ الْجِنِّ لَيْلَتِي وَ مَا قُلْتُ لَهُمْ فَقَالَ يَا أَبَا دُجَانَةَ ارْفَعْ عَنِ الْقَوْمِ فَوَ الَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً إِنَّهُمْ لَيَجِدُونَ أَلَمَ الْعَذَابِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ رَوَاهُ الْوَابِلِيُّ الْحَافِظُ فِي كِتَابِ الْإِبَانَةِ وَ الْقُرْطُبِيُّ فِي كِتَابِ التَّذْكِرَةِ 12833 .
116 الْفِرْدَوْسُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِذَا رَأَيْتَ حَيَّةً فِي الطَّرِيقِ فَاقْتُلْهَا فَإِنِّي قَدْ شَرَطْتُ عَلَى الْجِنِّ أَنْ لَا يَظْهَرُوا فِي صُورَةِ الْحَيَّاتِ فَمَنْ ظَهَرَ فَقَدْ أَحَلَّ بِنَفْسِهِ 12834 .
بيان: قال في النهاية فيه أحل بمن أحل بك أي من ترك إحرامه و أحل بك فقاتلك فاحلل أنت أيضا به و قاتله و قيل معناه إذا أحل رجل ما حرم الله عليه منك فادفعه أنت من نفسك بما قدرت عليه و في كتاب أبي عبيد عن النخعي في المحرم يعدو عليه السبع أو اللص أحل بمن أحل بك و فيه أنت محل بقومك أي إنك قد أبحت حريمهم و عرضتهم للهلاك.
117 وَ أَقُولُ مِمَّا يُنَاسِبُ ذَلِكَ وَ يُؤَيِّدُهُ مَا ذَكَرُهُ شَارِحُ دِيوَانِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فِي فَوَاتِحِهِ حَيْثُ قَالَ نَقَلَ أُسْتَادُنَا الْعَلَّامَةُ مَوْلَانَا جَلَالُ الدِّينِ مُحَمَّدٌ الدَّوَانِيُّ عَنِ الشَّيْخِ الْعَالِمِ الْعَامِلِ النَّقِيِّ الْكَامِلِ السَّيِّدِ صَفِيِّ الدِّينِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْإِيجِيِّ أَنَّهُ قَالَ ذَكَرَ لِيَ الْفَاضِلُ الْعَالِمُ الْمُتَّقِي شَيْخُ أَبُو بَكْرٍ عَنِ الشَّيْخِ بُرْهَانِ الدِّينِ الْمَوْصِلِيِّ وَ هُوَ رَجُلٌ
عَالِمٌ فَاضِلٌ صَالِحٌ وَرِعٌ إِنَّا تَوَجَّهْنَا مِنْ مِصْرَ إِلَى مَكَّةَ نُرِيدُ الْحَجَّ فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا وَ خَرَجَ عَلَيْنَا ثُعْبَانٌ فَثَارَ النَّاسُ إِلَى قَتْلِهِ فَقَتَلَهُ ابْنُ عَمِّي فَاخْتُطِفَ وَ نَحْنُ نَرَى سَعْيَهُ وَ تَبَادُرَ النَّاسِ عَلَى الْخَيْلِ وَ الرِّكَابِ يُرِيدُونَ رَدَّهُ فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى ذَلِكَ فَحَصَلَ لَنَا مِنْ ذَلِكَ أَمْرٌ عَظِيمٌ فَلَمَّا كَانَ آخِرُ النَّهَارِ جَاءَ وَ عَلَيْهِ السَّكِينَةُ وَ الْوَقَارُ فَسَأَلْنَاهُ مَا شَأْنُكَ فَقَالَ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ قَتَلْتُ هَذَا الثُّعْبَانَ الَّذِي رَأَيْتُمُوهُ فَصَنَعَ بِي مَا رَأَيْتُمْ وَ إِذَا أَنَا بَيْنَ قَوْمٍ مِنَ الْجِنِّ يَقُولُ بَعْضُهُمْ قَتَلْتَ أَبِي وَ بَعْضُهُمْ قَتَلْتَ أَخِي وَ بَعْضُهُمْ قَتَلْتَ ابْنَ عَمِّي فَتَكَاثَرُوا عَلَيَّ وَ إِذَا رَجُلٌ لَصِقَ بِي وَ قَالَ لِي قُلْ أَنَا أَرْضَى بِاللَّهِ وَ بِالشَّرِيعَةِ الْمُحَمَّدِيَّةِ فَقُلْتُ ذَلِكَ فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ أَنْ سِيرُوا إِلَى الشَّرْعِ فَسِرْنَا حَتَّى وَصَلْنَا إِلَى شَيْخٍ كَبِيرٍ عَلَى مَصْطَبَّةٍ فَلَمَّا صِرْنَا بَيْنَ يَدَيْهِ قَالَ خَلُّوا سَبِيلَهُ وَ ادَّعُوا عَلَيْهِ فَقَالَ الْأَوْلَادُ نَدَّعِي عَلَيْهِ أَنَّهُ قَتَلَ أَبَانَا فَقُلْتُ حَاشَ لِلَّهِ إِنَّا نَحْنُ وَفْدُ بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ نَزَلْنَا هَذَا الْمَنْزِلَ فَخَرَجَ عَلَيْنَا ثُعْبَانٌ فَتَبَادَرَ النَّاسُ إِلَى قَتْلِهِ فَضَرَبْتُهُ فَقَتَلْتُهُ فَلَمَّا سَمِعَ الشَّيْخُ مَقَالَتِي قَالَ خَلُّوا سَبِيلَهُ سَمِعْتُ بِبَطْنِ نَخْلَةَ عَنِ النَّبِيِّ ص مَنْ تَزَيَّا بِغَيْرِ زِيِّهِ فَقُتِلَ فَلَا دِيَةَ وَ لَا قَوَدَ انْتَهَى وَ أَقُولُ أَخْبَرَنِي وَالِدِي قُدِّسَ سِرُّهُ عَنِ الشَّيْخِ الْأَجَلِّ الْبَهِيِّ الشَّيْخِ بَهَاءِ الدِّينِ مُحَمَّدٍ الْعَامِلِيِّ رَوَّحَ اللَّهُ رُوحَهُ عَنِ الْمَوْلَى الْفَاضِلِ جَمَالِ الدِّينِ مَحْمُودٍ رَحِمَهُ اللَّهُ- عَنْ أُسْتَاذِهِ الْعَلَّامَةِ الدَّوَانِيِّ- عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ أَنَّهُ جَرَى عَلَيْهِ تِلْكَ الْوَاقِعَةُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ ذَهَبْتُ إِلَى الْخَلَاءِ فَظَهَرَتْ لِي حَيَّةٌ فَقَتَلْتُهَا فَاجْتَمَعَ عَلَيَّ جَمٌّ غَفِيرٌ وَ أَخَذُونِي وَ ذَهَبُوا إِلَى مَلِكِهِمْ وَ هُوَ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيٍّ وَ ادَّعَوْا عَلَيَّ قَتْلَ وَالِدِهِمْ وَ وَلَدِهِمْ وَ قَرِيبِهِمْ كَمَا مَرَّ فَسَأَلَنِي عَنْ دِينِي فَقُلْتُ أَنَا مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ فَقَالَ اذْهَبُوا بِهِ إِلَى مَلِكِ الْمُسْلِمِينَ فَلَيْسَ لِي أَنْ أَقْضِيَ عَلَيْهِمْ بِعَهْدٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ فَذَهَبُوا بِي إِلَى شَيْخٍ أَبْيَضِ الرَّأْسِ وَ اللِّحْيَةِ جَالِسٍ عَلَى سَرِيرٍ وَقَعَتْ حَاجِبَاهُ عَلَى عَيْنَيْهِ فَرَفَعَهُمَا وَ لَمَّا قَصَصْنَا عَلَيْهِ الْقِصَّةَ قَالَ اذْهَبُوا بِهِ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي أَخَذْتُمُوهُ مِنْهُ
وَ خَلُّوا سَبِيلَهُ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ تَزَيَّا بِغَيْرِ زِيِّهِ فَدَمُهُ هَدَرٌ فَجَاءُوا بِي إِلَى هَذَا الْمَكَانِ وَ خَلَّوْا سَبِيلِي 12835 .
118 وَ أَقُولُ وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَخْبَارِ الْجِنِّ لِلشَّيْخِ مُسْلِمِ بْنِ مَحْمُودٍ مِنْ قُدَمَاءِ الْمُخَالِفِينَ رَوَى بِإِسْنَادِهِ عَنْ دِعْبِلِ بْنِ عَلِيٍّ الْخُزَاعِيِّ قَالَ: هَرَبْتُ مِنَ الْخَلِيفَةِ الْمُعْتَصِمِ فَبِتُّ لَيْلَةً بِنَيْسَابُورَ وَحْدِي وَ عَزَمْتُ عَلَى أَنْ أَعْمَلَ قَصِيدَةً فِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَ إِنِّي لَفِي ذَلِكَ إِذْ سَمِعْتُ وَ الْبَابَ مَرْدُودٌ عَلَيَّ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ أَلِجُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ فَاقْشَعَرَّ بَدَنِي مِنْ ذَلِكَ وَ نَالَنِي أَمْرٌ عَظِيمٌ فَقَالَ لَا تَرُعْ عَافَاكَ اللَّهُ فَإِنِّي رَجُلٌ مِنَ الْجِنِّ إِخْوَانِكَ ثُمَّ مِنْ سَاكِنِي الْيَمَنِ طَرَأَ إِلَيْنَا طَارٍ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ وَ أَنْشَدَنَا قَصِيدَتَكَ وَ أَحْبَبْتُ أَنْ أَسْمَعَهَا مِنْكَ فَأَنْشَدْتُهُ
مَدَارِسُ آيَاتٍ خَلَتْ مِنْ تِلَاوَةٍ
وَ مَنْزِلُ وَحْيٍ مُقْفِرُ الْعَرَصَاتِ
أُنَاسٌ عَلَى الْخَيْرِ مِنْهُمْ وَ جَعْفَرٌ
وَ حَمْزَةُ وَ السَّجَّادُ ذُو الثَّفِنَاتِ
إِذَا فَخَرُوا يَوْماً أَتَوْا بِمُحَمَّدٍ
وَ جِبْرِيلَ وَ الْفُرْقَانِ وَ السُّوَرَاتِ
فَأَنْشَدْتُهُ إِلَى آخِرِهَا فَبَكَى حَتَّى خَرَّ مَغْشِيّاً عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ رَحِمَكَ اللَّهُ أَ لَا أُحَدِّثُكَ حَدِيثاً يَزِيدُ فِي نِيَّتِكَ وَ يُعِينُكَ عَلَى التَّمَسُّكِ بِمَذْهَبِكَ قُلْتُ بَلَى قَالَ مَكَثْتُ حِيناً أَسْمَعُ بِذِكْرِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ص فَصِرْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ عَلِيٌّ وَ أَهْلُ بَيْتِهِ الْفَائِزُونَ ثُمَّ وَدَّعَنِي لِيَنْصَرِفَ فَقُلْتُ رَحِمَكَ اللَّهُ إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُخْبِرَنِي بِاسْمِكَ قَالَ أَنَا ظَبْيَانُ بْنُ عَامِرٍ.