کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
اسْتَبْشَرَ وَ إِذَا أَسَاءَ اسْتَغْفَرَ وَ إِذَا أُعْطِيَ شَكَرَ وَ إِذَا ابْتُلِيَ صَبَرَ وَ إِذَا ظُلِمَ غَفَرَ.
64- وَ قَالَ ع إِيَّاكُمْ وَ مُلَاحَاةَ الشُّعَرَاءِ 21063 فَإِنَّهُمْ يَضَنُّونَ بِالْمَدْحِ وَ يَجُودُونَ بِالْهِجَاءِ.
وَ قَالَ ع إِنِّي لَأُسَارِعُ إِلَى حَاجَةِ عَدُوِّي خَوْفاً أَنْ أَرُدَّهُ فَيَسْتَغْنِيَ عَنِّي.
65- كَانَ ع يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنَّكَ بِمَا أَنْتَ لَهُ أَهْلٌ مِنَ الْعَفْوِ أَوْلَى مِنِّي بِمَا أَنَا أَهْلٌ لَهُ مِنَ الْعُقُوبَةِ.
66- وَ أَتَاهُ ع أَعْرَابِيٌّ وَ قِيلَ بَلْ أَتَى أَبَاهُ الْبَاقِرَ ع فَقَالَ أَ رَأَيْتَ اللَّهَ حِينَ عَبَدْتَهُ فَقَالَ مَا كُنْتُ لِأَعْبُدَ شَيْئاً لَمْ أَرَهُ قَالَ كَيْفَ رَأَيْتَهُ قَالَ لَمْ تَرَهُ الْأَبْصَارُ بِمُشَاهَدَةِ الْعِيَانِ وَ لَكِنْ رَأَتْهُ الْقُلُوبُ بِحَقِيقَةِ الْإِيمَانِ- لَا يُدْرَكُ بِالْحَوَاسِّ وَ لَا يُقَاسُ بِالنَّاسِ مَعْرُوفٌ بِالْآيَاتِ مَنْعُوتٌ بِالْعَلَامَاتِ- هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَقَالَ الْأَعْرَابِيُ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ .
67- وَ قَالَ ع يَهْلِكُ اللَّهُ سِتّاً بِسِتٍّ الْأُمَرَاءَ بِالْجَوْرِ وَ الْعَرَبَ بِالْعَصَبِيَّةِ وَ الدَّهَاقِينَ بِالْكِبْرِ وَ التُّجَّارَ بِالْخِيَانَةِ وَ أَهْلَ الرُّسْتَاقِ بِالْجَهْلِ وَ الْفُقَهَاءَ بِالْحَسَدِ.
68- وَ قَالَ ع مَنْعُ الْمَوْجُودِ سُوءُ ظَنٍّ بِالْمَعْبُودِ.
69- وَ قَالَ ع صِلَةُ الْأَرْحَامِ مَنْسَأَةٌ فِي الْأَعْمَارِ وَ حُسْنُ الْجِوَارِ عِمَارَةٌ لِلدُّنْيَا وَ صَدَقَةُ السِّرِّ مَثْرَاةٌ لِلْمَالِ.
70- وَ قَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ 21064 يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَ لَا تُعْذِرُنِي مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ وَ وُلْدِهِ يَبُثُّونَ الدُّعَاةَ وَ يُرِيدُونَ الْفِتْنَةَ قَالَ قَدْ عَرَفْتَ الْأَمْرَ بَيْنِي وَ بَيْنَهُمْ فَإِنْ أَقْنَعَتْكَ مِنِّي آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى تَلَوْتُهَا عَلَيْكَ قَالَ هَاتِ قَالَ لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَ لَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ وَ لَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ 21065
وَ قَالَ كَفَانِي وَ قَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ.
71- وَ قَالَ ع لِرَجُلٍ أَحْدَثَ سَفَراً يُحْدِثُ اللَّهُ لَكَ رِزْقاً وَ الْزَمْ مَا عَوَّدْتَ مِنْهُ الْخَيْرَ.
72- قَالَ ع دَعَا اللَّهُ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا بِآبَائِهِمْ لِيَتَعَارَفُوا وَ فِي الْآخِرَةِ بِأَعْمَالِهِمْ لِيُجَازُوا فَقَالَ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا - يا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا .
73- وَ قَالَ ع مَنْ أَيْقَظَ فِتْنَةً فَهُوَ أُكُلُهَا 21066 .
74- وَ قَالَ ع إِنَّ عِيَالَ الْمَرْءِ أُسَرَاؤُهُ فَمَنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ نِعْمَةً فَلْيُوَسِّعْ عَلَى أُسَرَائِهِ فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ أَوْشَكَ أَنْ تَزُولَ تِلْكَ النِّعْمَةُ.
75- وَ كَانَ ع يَقُولُ السَّرِيرَةُ إِذَا صَلَحَتْ قَوِيَتِ الْعَلَانِيَةُ.
76- وَ قَالَ ع مَا يَصْنَعُ الْعَبْدُ أَنْ يُظْهِرَ حَسَناً وَ يُسِرَّ سَيِّئاً أَ لَيْسَ يَرْجِعُ إِلَى نَفْسِهِ فَيَعْلَمَ أَنْ لَيْسَ كَذَلِكَ وَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ- بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ 21067 .
77- وَ قَالَ لَهُ أَبُو حَنِيفَةَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا أَصْبَرَكَ عَلَى الصَّلَاةِ فَقَالَ وَيْحَكَ يَا نُعْمَانُ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ الصَّلَاةَ قُرْبَانُ كُلِّ تَقِيٍّ وَ أَنَّ الْحَجَّ جِهَادُ كُلِّ ضَعِيفٍ وَ لِكُلِّ شَيْءٍ زَكَاةٌ وَ زَكَاةُ الْبَدَنِ الصِّيَامُ وَ أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ انْتِظَارُ الْفَرَجِ مِنَ اللَّهِ الدَّاعِي بِلَا عَمَلٍ كَالرَّامِي بِلَا وَتَرٍ فَاحْفَظْ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ يَا نُعْمَانُ اسْتَنْزِلُوا الرِّزْقَ بِالصَّدَقَةِ وَ حَصِّنُوا الْمَالَ بِالزَّكَاةِ وَ مَا عَالَ امْرُؤٌ اقْتَصَدَ وَ التَّقْدِيرُ نِصْفُ الْعَيْشِ وَ التَّوَدُّدُ نِصْفُ الْعَقْلِ وَ الْهَرَمُ نِصْفُ الْهَمِّ وَ قِلَّةُ الْعِيَالِ أَحَدُ الْيَسَارَيْنِ مَنْ أَحْزَنَ وَالِدَيْهِ فَقَدْ عَقَّهُمَا وَ مَنْ ضَرَبَ يَدَهُ عَلَى فَخِذِهِ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ حَبِطَ أَجْرُهُ وَ الصَّنِيعَةُ لَا يَكُونُ صَنِيعَةً إِلَّا عِنْدَ ذِي حَسَبٍ وَ دِينٍ وَ اللَّهُ يُنْزِلُ الرِّزْقَ عَلَى قَدْرِ الْمَئُونَةِ وَ يُنْزِلُ الصَّبْرَ عَلَى قَدْرِ الْمُصِيبَةِ وَ مَنْ أَيْقَنَ بِالْخَلَفِ جَادَ بِالْعَطِيَّةِ وَ لَوْ أَرَادَ اللَّهُ بِالنَّمْلِ خَيْراً مَا أَنْبَتَ لَهَا جَنَاحاً
زَادَ ابْنُ حُمْدُونٍ فِي رِوَايَتِهِ وَ مَنْ قَدَّرَ مَعِيشَتَهُ رَزَقَهُ اللَّهُ وَ مَنْ بَذَّرَ حَرَمَهُ اللَّهُ وَ لَمْ يُورِدْ وَ لَوْ أَرَادَ اللَّهُ بِالنَّمْلَةِ.
78- وَ قِيلَ لَهُ ع مَا بَلَغَ بِكَ مِنْ حُبِّكَ مُوسَى قَالَ وَدِدْتُ أَنْ لَيْسَ لِي وَلَدٌ غَيْرُهُ حَتَّى لَا يَشْرَكَهُ فِي حُبِّي لَهُ أَحَدٌ.
79- وَ قَالَ: ثَلَاثَةٌ أُقْسِمُ بِاللَّهِ أَنَّهَا الْحَقُّ مَا نَقَصَ مَالٌ مِنْ صَدَقَةٍ وَ لَا زَكَاةٍ وَ لَا ظُلِمَ أَحَدٌ بِظُلَامَةٍ فَقَدَرَ أَنْ يُكَافِيَ بِهَا فَكَظَمَهَا إِلَّا أَبْدَلَهُ اللَّهُ مَكَانَهَا عِزّاً وَ لَا فَتَحَ عَبْدٌ عَلَى نَفْسِهِ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلَّا فُتِحَ عَلَيْهِ بَابُ فَقْرٍ.
80- وَ قَالَ ع ثَلَاثَةٌ لَا يَزِيدُ اللَّهُ بِهَا الْمَرْءَ الْمُسْلِمَ إِلَّا عِزّاً الصَّفْحُ عَمَّنْ ظَلَمَهُ وَ الْإِعْطَاءُ لِمَنْ حَرَمَهُ وَ الصِّلَةُ لِمَنْ قَطَعَهُ.
81- وَ قَالَ ع مِنَ الْيَقِينِ أَلَّا تُرْضِيَ النَّاسَ بِمَا يُسْخِطُ اللَّهَ وَ لَا تَذُمَّهُمْ عَلَى مَا لَمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ وَ لَا تَحْمَدَهُمْ عَلَى مَا رَزَقَ اللَّهُ فَإِنَّ الرِّزْقَ لَا يَسُوقُهُ حِرْصُ حَرِيصٍ وَ لَا يَصْرِفُهُ كُرْهُ كَارِهٍ وَ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ فَرَّ مِنْ رِزْقِهِ كَمَا يَفِرُّ مِنَ الْمَوْتِ لَأَدْرَكَهُ الرِّزْقُ كَمَا يُدْرِكُهُ الْمَوْتُ.
82- وَ قَالَ ع مُرُوَّةُ الرَّجُلِ فِي نَفْسِهِ نَسَبٌ لِعَقِبِهِ وَ قَبِيلَتِهِ.
83- وَ قَالَ ع مَنْ صَدَقَ لِسَانُهُ زَكَى عَمَلُهُ وَ مَنْ حَسُنَتْ نِيَّتُهُ زِيدَ فِي رِزْقِهِ وَ مَنْ حَسُنَ بِرُّهُ بِأَهْلِ بَيْتِهِ زِيدَ فِي عُمُرِهِ.
84- وَ قَالَ ع خُذْ مِنْ حُسْنِ الظَّنِّ بِطَرَفٍ تُرَوِّحُ بِهِ قَلْبَكَ وَ يَرُوحُ بِهِ أَمْرُكَ 21068 .
85- وَ قَالَ ع الْمُؤْمِنُ إِذَا غَضِبَ لَمْ يُخْرِجْهُ غَضَبُهُ مِنْ حَقٍّ وَ إِذَا رَضِيَ لَمْ يُدْخِلْهُ رِضَاهُ فِي بَاطِلٍ وَ الَّذِي إِذَا قَدَرَ لَمْ يَأْخُذْ أَكْثَرَ مِمَّا لَهُ.
86- وَ مِنْ تَذْكِرَةِ ابْنِ حُمْدُونٍ قَالَ الصَّادِقُ ع تَأْخِيرُ التَّوْبَةِ اغْتِرَارٌ وَ طُولُ التَّسْوِيفِ حَيْرَةٌ وَ الِائْتِلَاءُ 21069 عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ هَلَكَةٌ وَ الْإِصْرَارُ أَمْنٌ- فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ .
87- وَ قَالَ ع مَا كُلُّ مَنْ أَرَادَ شَيْئاً قَدَرَ عَلَيْهِ وَ لَا كُلُّ مَنْ قَدَرَ عَلَى شَيْءٍ وُفِّقَ لَهُ وَ لَا كُلُّ مَنْ وُفِّقَ أَصَابَ لَهُ مَوْضِعاً فَإِذَا اجْتَمَعَ النِّيَّةُ وَ الْقُدْرَةُ وَ التَّوْفِيقُ وَ الْإِصَابَةُ فَهُنَاكَ تَجِبُ السَّعَادَةُ.
88- وَ قَالَ ع صِلَةُ الرَّحِمِ تُهَوِّنُ الْحِسَابَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى- وَ الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَ يَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ 21070 .
89- وَ قَالَ ع 21071 وَ قَدْ قِيلَ بِحَضْرَتِهِ جَاوِرْ مَلِكاً أَوْ بَحْراً فَقَالَ هَذَا الْكَلَامُ مُحَالٌ وَ الصَّوَابُ لَا تُجَاوِرْ مَلِكاً وَ لَا بَحْراً لِأَنَّ الْمَلِكَ يُؤْذِيكَ وَ الْبَحْرَ لَا يُرْوِيكَ.
90- وَ سُئِلَ ع عَنْ فَضِيلَةٍ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع لَمْ يَشْرَكْهُ فِيهَا غَيْرُهُ قَالَ فَضَلَ الْأَقْرَبِينَ بِالسَّبْقِ وَ سَبَقَ الْأَبْعَدِينَ بِالْقَرَابَةِ.
91- وَ عَنْهُ ع قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- تِيجَانُ الْعَرَبِ.
92- وَ قَالَ ع صُحْبَةُ عِشْرِينَ يَوْماً قَرَابَةٌ.
93- كا، الكافي مِنَ الرَّوْضَةِ 21072 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ حَفْصٍ الْمُؤَذِّنِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع - وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ 21073 عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ كَتَبَ بِهَذِهِ الرِّسَالَةِ إِلَى أَصْحَابِهِ وَ أَمَرَهُمْ بِمُدَارَسَتِهَا وَ النَّظَرِ فِيهَا وَ تَعَاهُدِهَا وَ الْعَمَلِ بِهَا فَكَانُوا يَضَعُونَهَا فِي مَسَاجِدِ بُيُوتِهِمْ فَإِذَا فَرَغُوا مِنَ الصَّلَاةِ نَظَرُوا فِيهَا- قَالَ وَ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ الْكُوفِيِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الرَّبِيعِ الصَّحَّافِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَخْلَدٍ السَّرَّاجِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: خَرَجَتْ هَذِهِ الرِّسَالَةُ مِنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع إِلَى أَصْحَابِهِ- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أَمَّا بَعْدُ فَاسْأَلُوا اللَّهَ رَبَّكُمُ الْعَافِيَةَ وَ عَلَيْكُمْ بِالدَّعَةِ 21074 وَ الْوَقَارِ وَ السَّكِينَةِ
وَ عَلَيْكُمْ بِالْحَيَاءِ وَ التَّنَزُّهِ عَمَّا تَنَزَّهَ عَنْهُ الصَّالِحُونَ قَبْلَكُمْ وَ عَلَيْكُمْ بِمُجَامَلَةِ 21075 أَهْلِ الْبَاطِلِ تَحَمَّلُوا الضَّيْمَ مِنْهُمْ وَ إِيَّاكُمْ وَ مُمَاظَّتَهُمْ دِينُوا فِيمَا بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَهُمْ إِذَا أَنْتُمْ جَالَسْتُمُوهُمْ وَ خَالَطْتُمُوهُمْ وَ نَازَعْتُمُوهُمُ الْكَلَامَ فَإِنَّهُ لَا بُدَّ لَكُمْ مِنْ مُجَالَسَتِهِمْ وَ مُخَالَطَتِهِمْ وَ مُنَازَعَتِهِمُ الْكَلَامَ بِالتَّقِيَّةِ الَّتِي أَمَرَكُمُ اللَّهُ أَنْ تَأْخُذُوا بِهَا فِيمَا بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَهُمْ- فَإِذَا ابْتُلِيتُمْ بِذَلِكَ مِنْهُمْ فَإِنَّهُمْ سَيُؤْذُونَكُمْ وَ تَعْرِفُونَ فِي وُجُوهِهِمُ الْمُنْكَرَ وَ لَوْ لَا أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَدْفَعُهُمْ عَنْكُمْ لَسَطَوْا 21076 بِكُمْ وَ مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنَ الْعَدَاوَةِ وَ الْبَغْضَاءِ أَكْثَرُ مِمَّا يُبْدُونَ لَكُمْ مَجَالِسُكُمْ وَ مَجَالِسُهُمْ وَاحِدَةٌ وَ أَرْوَاحُكُمْ وَ أَرْوَاحُهُمْ مُخْتَلِفَةٌ لَا تَأْتَلِفُ- لَا تُحِبُّونَهُمْ أَبَداً وَ لَا يُحِبُّونَكُمْ غَيْرَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَكْرَمَكُمْ بِالْحَقِّ وَ بَصَّرَكُمُوهُ وَ لَمْ يَجْعَلْهُمْ مِنْ أَهْلِهِ فَتُحَامِلُونَهُمْ وَ تَصْبِرُونَ عَلَيْهِمْ وَ لَا مُجَامَلَةَ لَهُمْ وَ لَا صَبْرَ لَهُمْ عَلَى شَيْءٍ 21077 وَ حِيَلُهُمْ و وَسْوَاسُ بَعْضِهِمْ إِلَى بَعْضٍ فَإِنَّ أَعْدَاءَ اللَّهِ إِنِ اسْتَطَاعُوا صَدُّوكُمْ عَنِ الْحَقِّ يَعْصِمُكُمُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ كُفُّوا أَلْسِنَتَكُمْ إِلَّا مِنْ خَيْرٍ وَ إِيَّاكُمْ أَنْ تُذْلِقُوا 21078 أَلْسِنَتَكُمْ
بِقَوْلِ الزُّورِ وَ الْبُهْتَانِ وَ الْإِثْمِ وَ الْعُدْوَانِ فَإِنَّكُمْ إِنْ كَفَفْتُمْ أَلْسِنَتَكُمْ عَمَّا يَكْرَهُهُ اللَّهُ مِمَّا نَهَاكُمْ عَنْهُ كَانَ خَيْراً لَكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ مِنْ أَنْ تُذْلِقُوا أَلْسِنَتَكُمْ بِهِ فَإِنَّ ذَلْقَ اللِّسَانِ فِيمَا يَكْرَهُهُ اللَّهُ وَ فِيمَا يَنْهَى عَنْهُ 21079 مَرْدَاةٌ لِلْعَبْدِ عِنْدَ اللَّهِ وَ مَقْتٌ مِنَ اللَّهِ وَ صَمَمٌ وَ بُكْمٌ وَ عَمًى يُورِثُهُ اللَّهُ إِيَّاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَتَصِيرُوا كَمَا قَالَ اللَّهُ- صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ 21080 يَعْنِي لَا يَنْطِقُونَ وَ لا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ وَ إِيَّاكُمْ وَ مَا نَهَاكُمُ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ تَرْكَبُوهُ وَ عَلَيْكُمْ بِالصَّمْتِ إِلَّا فِيمَا يَنْفَعُكُمُ اللَّهُ بِهِ مِنْ أَمْرِ آخِرَتِكُمْ وَ يَأْجُرُكُمْ عَلَيْهِ وَ أَكْثِرُوا مِنَ التَّهْلِيلِ وَ التَّقْدِيسِ وَ التَّسْبِيحِ وَ الثَّنَاءِ عَلَى اللَّهِ وَ التَّضَرُّعِ إِلَيْهِ وَ الرَّغْبَةِ فِيمَا عِنْدَهُ مِنَ الْخَيْرِ الَّذِي لَا يَقْدِرُ قَدْرَهُ وَ لَا يَبْلُغُ كُنْهَهُ أَحَدٌ فَاشْغَلُوا أَلْسِنَتَكُمْ بِذَلِكَ عَمَّا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ مِنْ أَقَاوِيلِ الْبَاطِلِ الَّتِي تُعْقِبُ أَهْلَهَا خُلُوداً فِي النَّارِ مَنْ مَاتَ عَلَيْهَا وَ لَمْ يَتُبْ إِلَى اللَّهِ وَ لَمْ يَنْزِعْ عَنْهَا- وَ عَلَيْكُمْ بِالدُّعَاءِ فَإِنَّ الْمُسْلِمِينَ لَمْ يُدْرِكُوا نَجَاحَ الْحَوَائِجِ عِنْدَ رَبِّهِمْ بِأَفْضَلَ مِنَ الدُّعَاءِ وَ الرَّغْبَةِ إِلَيْهِ وَ التَّضَرُّعِ إِلَى اللَّهِ وَ الْمَسْأَلَةِ لَهُ فَارْغَبُوا فِيمَا رَغَّبَكُمُ اللَّهُ فِيهِ وَ أَجِيبُوا اللَّهَ إِلَى مَا دَعَاكُمْ إِلَيْهِ 21081 لِتُفْلِحُوا وَ تَنْجَحُوا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ وَ إِيَّاكُمْ أَنْ تَشْرَهَ أَنْفُسُكُمْ إِلَى شَيْءٍ مِمَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَإِنَّ مَنِ انْتَهَكَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ هَاهُنَا فِي الدُّنْيَا حَالَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَ نَعِيمِهَا وَ لَذَّتِهَا وَ كَرَامَتِهَا الْقَائِمَةِ الدَّائِمَةِ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ أَبَدَ الْآبِدِينَ وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ بِئْسَ الْحَظُّ الْخَطَرُ لِمَنْ خَاطَرَ اللَّهَ بِتَرْكِ طَاعَةِ اللَّهِ وَ رُكُوبِ مَعْصِيَتِهِ فَاخْتَارَ أَنْ يَنْتَهِكَ مَحَارِمَ اللَّهِ فِي لَذَّاتِ دُنْيَا مُنْقَطِعَةٍ زَائِلَةٍ عَنْ أَهْلِهَا عَلَى خُلُودِ نَعِيمٍ فِي الْجَنَّةِ وَ لَذَّاتِهَا وَ كَرَامَةِ أَهْلِهَا وَيْلٌ لِأُولَئِكَ مَا أَخْيَبَ حَظَّهُمْ وَ أَخْسَرَ كَرَّتَهُمْ وَ أَسْوَأَ حَالَهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ اسْتَجِيرُوا اللَّهَ أَنْ يُجِيرَكُمْ فِي مِثَالِهِمْ أَبَداً وَ أَنْ