کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
بيان: قوله ع على أي طرفي أي طرفي الراحة و البلاء أو الحياة و الموت أو طرفي الأمر الذي أتردد فيه أو أقع مريضا على جنبي الأيمن أو الأيسر أو أقتل فأصرع على الأيمن أو الأيسر و ربما يقرأ بالقاف جمع الطريق و صحح في بعض النسخ طريقي فهما تصحيفان و يؤيد ما ذكرنا ما سيأتي مكانه على أي جنبي.
و قال في النهاية فيه أنه كان إذا اشتكى أحدهم لم ينزل البرمة حتى يأتي على أحد طرفيه أي حتى يفيق من علته أو يموت لأنهما منتهى أمر العليل فهما طرفاه أي جانباه و منه حديث أسماء بنت أبي بكر قالت لابنها عبد الله ما بي عجلة إلى الموت حتى آخذ على أحد طرفيك إما أن تستخلف فتقر عيني و إما أن تقتل فأحتسبك.
4- الفتح، فتح الأبواب قَالَ وَجَدْتُ فِي أَصْلِ الْعَبْدِ الصَّالِحِ الْمُتَّفَقِ عَلَيْهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رِبْعِيٍّ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ مَا اسْتَخَارَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ إِلَّا خَارَ لَهُ وَ إِنْ وَقَعَ مَا يَكْرَهُ.
وَ مِنْهُ نَقْلًا عَنِ الْحُمَيْدِيِّ فِي كِتَابِ الْجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيحَيْنِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ص يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّوَرَ مِنَ الْقُرْآنِ.
وَ مِنْهُ مَا رَوَاهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى جَدِّهِ أَبِي جَعْفَرٍ الطُّوسِيِّ فِيمَا رَوَاهُ إِلَى أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عُقْدَةَ فِي كِتَابِ تَسْمِيَةِ الْمَشَايِخِ عَنْ شِهَابِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْلَى عَنْ إِدْرِيسَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ إِدْرِيسَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ ع قَالَ: كُنَّا نَتَعَلَّمُ الِاسْتِخَارَةَ كَمَا نَتَعَلَّمُ السُّورَةَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.
وَ مِنْهُ مِنَ الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ لِابْنِ عُقْدَةَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: كُنَّا
نَتَعَلَّمُ الِاسْتِخَارَةَ كَمَا نَتَعَلَّمُ السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ ثُمَّ قَالَ مَا أُبَالِي إِذَا اسْتَخَرْتُ اللَّهَ عَلَى أَيِّ جَنْبِي وَقَعْتُ.
وَ مِنْهُ نَقْلًا مِنْ كِتَابِ الدُّعَاءِ لِسَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ قَالَ اللَّهُ مَنْ لَمْ يَرْضَ بِقَضَائِي وَ يَشْكُرْ نَعْمَائِي وَ يَصْبِرْ عَلَى بَلَائِي فَلْيَطْلُبْ رَبّاً سِوَايَ غَيْرِي وَ مَنْ رَضِيَ بِقَضَائِي وَ شَكَرَ نَعْمَائِي وَ صَبَرَ عَلَى بَلَائِي كَتَبْتُهُ فِي الصِّدِّيقِينَ عِنْدِي وَ كَانَ يَقُولُ ع مَنِ اسْتَخَارَ اللَّهَ فِي أَمْرِهِ فَعَمِلَ أَحَدَ الْأَمْرَيْنِ فَعَرَضَ فِي قَلْبِهِ شَيْءٌ فَقَدِ اتَّهَمَ اللَّهَ فِي قَضَائِهِ.
وَ مِنْهُ نَقْلًا مِنَ الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ لِسَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: أَنْزَلَ اللَّهُ أَنَّ مِنْ شَقَاءِ عَبْدِي أَنْ يَعْمَلَ الْأَعْمَالَ وَ لَا يَسْتَخِيرَنِي.
بيان: قال في النهاية الاستخارة طلب الخيرة في الشيء و هي استفعال منه تقول استخر الله يخر لك و نحوه قال في القاموس و الصحاح و قال المحقق رحمه الله صلاة الاستخارة هي أن تصلي ركعتين و تسأل الله أن يجعل ما عزمت عليه خيرة و قال ابن إدريس الاستخارة في كلام العرب الدعاء و قال بعد كلام معنى استخرت الله استدعيت إرشادي و كان يونس بن حبيب اللغوي يقول إن معنى قولهم استخرت الله استقبلت الخير أي سألت الله أن يوفقني خير الأشياء التي أقصدها.
5- مَجَالِسُ الشَّيْخِ، عَنِ الْمُفِيدِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ خَالِدٍ الْمَرَاغِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَيْضِ الْعِجْلِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْحَسَنِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ ص إِلَى الْيَمَنِ فَقَالَ لِي وَ هُوَ يُوصِينِي يَا عَلِيُّ مَا حَارَ مَنِ اسْتَخَارَ وَ لَا نَدِمَ مَنِ اسْتَشَارَ الْحَدِيثَ 11569 .
باب 2 الاستخارة بالرقاع
1- مَكَارِمُ الْأَخْلَاقِ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَيَابَةَ خَرَجْتُ سَنَةً إِلَى مَكَّةَ وَ مَتَاعِي بَزٌّ قَدْ كَسَدَ عَلَيَّ قَالَ فَأَشَارَ عَلَيَّ أَصْحَابُنَا أَنْ أَبْعَثَهُ إِلَى مِصْرَ وَ لَا أَرُدَّهُ إِلَى الْكُوفَةِ أَوْ إِلَى الْيَمَنِ فَاخْتَلَفَ عَلَيَّ آرَاؤُهُمْ فَدَخَلْتُ عَلَى الْعَبْدِ الصَّالِحِ بَعْدَ النَّفْرِ بِيَوْمٍ وَ نَحْنُ بِمَكَّةَ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا أَشَارَ بِهِ أَصْحَابُنَا وَ قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَمَا تَرَى حَتَّى أَنْتَهِيَ إِلَى مَا تَأْمُرُنِي فَقَالَ لِي سَاهِمْ بَيْنَ مِصْرَ وَ الْيَمَنِ ثُمَّ فَوِّضْ فِي ذَلِكَ أَمْرَكَ إِلَى اللَّهِ فَأَيُّ بَلَدٍ خَرَجَ سَهْمُهَا عَنِ الْأَسْهُمِ فَابْعَثْ مَتَاعَكَ إِلَيْهَا قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ كَيْفَ أُسَاهِمُ قَالَ اكْتُبْ فِي رُقْعَةٍ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اللَّهُمَّ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ- عالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ أَنْتَ الْعَالِمُ وَ أَنَا الْمُتَعَلِّمُ فَانْظُرْ لِي فِي أَيِّ الْأَمْرَيْنِ خَيْرٌ لِي حَتَّى أَتَوَكَّلَ عَلَيْكَ فِيهِ وَ أَعْمَلَ بِهِ ثُمَّ اكْتُبْ مِصْراً إِنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ اكْتُبْ رُقْعَةً أُخْرَى مِثْلَ مَا فِي الرُّقْعَةِ الْأُولَى شَيْئاً شَيْئاً ثُمَّ اكْتُبِ الْيَمَنَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ اكْتُبْ رُقْعَةً أُخْرَى مِثْلَ مَا فِي الرُّقْعَتَيْنِ شَيْئاً شَيْئاً ثُمَّ اكْتُبْ بِحَبْسِ الْمَتَاعِ وَ لَا يُبْعَثُ إِلَى بَلَدٍ مِنْهُمَا ثُمَّ اجْمَعِ الرِّقَاعَ وَ ادْفَعْهُنَّ إِلَى بَعْضِ أَصْحَابِكَ فَلْيَسْتُرْهَا عَنْكَ ثُمَّ أَدْخِلْ يَدَكَ فَخُذْ رُقْعَةً مِنَ الثَّلَاثِ رِقَاعٍ فَأَيُّهَا وَقَعَتْ فِي يَدِكَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَ اعْمَلْ بِهَا بِمَا فِيهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ 11570 .
2- الْإِحْتِجَاجُ، قَالَ: كَتَبَ الْحِمْيَرِيُّ إِلَى الْقَائِمِ ع يَسْأَلُهُ عَنِ الرَّجُلِ تَعْرِضُ لَهُ حَاجَةٌ مِمَّا لَا يَدْرِي أَنْ يَفْعَلَهَا أَمْ لَا فَيَأْخُذُ خَاتَمَيْنِ فَيَكْتُبُ فِي أَحَدِهِمَا نَعَمِ افْعَلْ وَ فِي الْآخَرِ لَا تَفْعَلْ فَيَسْتَخِيرُ اللَّهَ مِرَاراً ثُمَّ يَرَى فِيهِمَا فَيُخْرِجُ أَحَدَهُمَا فَيَعْمَلُ
بِمَا يَخْرُجُ فَهَلْ يَجُوزُ ذَلِكَ أَمْ لَا وَ الْعَامِلُ بِهِ وَ التَّارِكُ لَهُ هُوَ مِثْلُ الِاسْتِخَارَةِ أَمْ هُوَ سِوَى ذَلِكَ فَأَجَابَ ع الَّذِي سَنَّهُ الْعَالِمُ ع فِي هَذِهِ الِاسْتِخَارَةُ بِالرِّقَاعِ وَ الصَّلَاةِ 11571 .
3- الفتح، فتح الأبواب قَالَ: رَأَيْتُ مِنْ طَرِيقِ الْجُمْهُورِ مَا هَذَا لَفْظُهُ- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ- عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ كَانَ يَقُولُ فِي الِاسْتِخَارَةِ- اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ وَ لَا أَعْلَمُ وَ تَقْدِرُ وَ لَا أَقْدِرُ وَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ اللَّهُمَّ إِنَّ عِلْمَكَ بِمَا يَكُونُ كَعِلْمِكَ بِمَا كَانَ اللَّهُمَّ إِنِّي قَدْ عَزَمْتُ عَلَى كَذَا وَ كَذَا فَإِنْ كَانَ لِي فِيهِ خِيَرَةٌ لِلدِّينِ وَ الدُّنْيَا وَ الْعَاجِلِ وَ الْآجِلِ فَيَسِّرْهُ وَ سَهِّلْهُ وَ وَفِّقْنِي لَهُ وَ وَفِّقْهُ لِي وَ إِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ فَامْنَعْنِي مِنْهُ كَيْفَ شِئْتَ- ثُمَّ يَسْجُدُ وَ يَقُولُ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ مَرَّةٍ- اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِرَحْمَتِكَ خِيَرَةً فِي عَافِيَةٍ- وَ يَكْتُبُ سِتَّ رِقَاعٍ فِي ثَلَاثٍ مِنْهَا خِيَرَةٌ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ لِفُلَانِ بْنِ فُلَانٍ افْعَلْ عَلَى اسْمِ اللَّهِ وَ عَوْنِهِ وَ فِي ثَلَاثٍ مِنْهَا خِيَرَةٌ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ لِفُلَانِ بْنِ فُلَانٍ لَا تَفْعَلْ وَ الْخِيَرَةُ فِيمَا يَقْضِي اللَّهُ وَ يَكُونُ تَحْتَ السَّجَّادَةِ فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ الصَّلَاةِ وَ الدُّعَاءِ مَدَدْتَ يَدَكَ إِلَى الرِّقَاعِ فَأَخَذْتَ وَاحِدَةً مِنْهَا فَمَا خَرَجَ فِيهِ فَاعْمَلْ عَلَى الْأَكْثَرِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ هُوَ حَسْبِي.
بيان: ظاهر أكثر اللغويين أن الخيرة بهذا المعنى بكسر الخاء و سكون الياء و في أكثر نسخ الدعاء صححوها بفتح الياء و سكونها معا قال في النهاية فيه كان رسول الله ص يعلمنا الاستخارة في كل شيء الخير ضد الشر تقول منه خرت يا رجل و خار الله لك أي أعطاك ما هو خير لك و الخيرة بسكون الياء الاسم منه فأما بالفتح فهي الاسم من قولك اختار الله و محمد خيرة الله من خلقه يقال بالفتح و السكون و في دعاء الاستخارة اللهم خر لي أي اختر لي أصلح الأمرين و اجعل لي الخيرة فيه.
4- الفتح، فتح الأبواب وَجَدْتُ فِي كِتَابِ بَعْضِ الْمُخَالِفِينَ اسْمُهُ مَحْمُودُ بْنُ أَبِي سَعِيدِ بْنِ طَاهِرٍ السِّجْزِيُّ عَنِ الصَّدْرِ الْإِمَامِ رُكْنِ الدِّينِ عَنْ عَبْدِ الْأَوَّلِ بْنِ عِيسَى بْنِ شُعَيْبٍ
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّوَيْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيِّ عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الْمَوَالِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ فِي الْأُمُورِ كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ يَقُولُ إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لْيَقُلِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَ أَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَ أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَ لَا أَقْدِرُ وَ تَعْلَمُ وَ لَا أَعْلَمُ فَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَ مَعَاشِي وَ عَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَ آجِلِهِ فَاقْدِرْهُ لِي وَ يَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ وَ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَ مَعَاشِي وَ عَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَ آجِلِهِ فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَ اصْرِفْنِي عَنْهُ وَ اقْدِرْ لِيَ الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ وَ قَالَ بَعْضُ الْمَشَايِخِ رَحِمَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ لَمَّا صَلَّى هَذِهِ الصَّلَاةَ وَ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ يَقْطَعُ بَعْدَ ذَلِكَ كَاغَذَةً سِتَّ رِقَاعٍ يَكْتُبُ فِي ثَلَاثَةٍ مِنْهَا افْعَلْ وَ فِي ثَلَاثَةٍ مِنْهَا لَا تَفْعَلْ ثُمَّ يَخْلِطُ بَعْضَهَا بِبَعْضٍ وَ يَجْعَلُهَا فِي كُمِّهِ ثُمَّ يُخْرِجُ ثَلَاثَةً مِنْهَا وَاحِدَةً بَعْدَ أُخْرَى فَإِنْ وَجَدَ فِيهَا كُلِّهَا افْعَلْ أَقْدَمَ عَلَى ذَلِكَ الْأَمْرِ طَيِّبَ الْقَلْبِ وَ إِنْ وَجَدَ فِي اثْنَتَيْنِ مِنْهَا افْعَلْ وَ فِي وَاحِدَةٍ لَا تَفْعَلْ فَلَا بَأْسَ بِالْإِقْدَامِ عَلَى ذَلِكَ الْأَمْرِ لَكِنَّهُ دُونَ الْأَوَّلِ وَ إِنْ وَجَدَ فِي كُلِّهَا لَا تَفْعَلْ فَلْيَحْذَرْ عَنِ الْإِقْدَامِ عَلَى ذَلِكَ الْأَمْرِ وَ إِنْ وَجَدَ فِي اثْنَتَيْنِ مِنْهَا لَا تَفْعَلْ فَالْحَذَرُ أَوْلَى فَلِلْأَكْثَرِ حُكْمُ الْكُلِّ.
قَالَ وَ مِنَ الدَّعَوَاتِ الَّتِي وَرَدَتْ فِي الِاسْتِخَارَةِ قَوْلُهُ ص اللَّهُمَّ خِرْ لِي وَ اخْتَرْ لِي.
وَ بَلَغَنِي عَنْ بَعْضِ الْعُلَمَاءِ فِي كَيْفِيَّةِ الِاسْتِخَارَةِ أَنَّهُ قَالَ: يَكْتُبُ ثَلَاثَ رِقَاعٍ فِي كُلِّ رُقْعَةٍ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ خِيَرَةٌ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ افْعَلْ وَ فِي ثَلَاثٍ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ خِيَرَةٌ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ لَا تَفْعَلْ وَ تَضَعُ الرِّقَاعَ تَحْتَ السَّجَّادَةِ ثُمَّ تُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ سُورَةَ الْإِخْلَاصِ ثَلَاثاً ثُمَّ تُسَلِّمُ وَ تَقُولُ- اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ إِلَى آخِرِهِ ثُمَّ تَسْجُدُ وَ تَقُولُ مِائَةَ مَرَّةٍ أَسْتَخِيرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ-
ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ وَ تُخْرِجُ الرِّقَاعَ خَمْسَةً وَ تَتْرُكُ وَاحِدَةً فَإِنْ كَانَ فِي ثَلَاثَةٍ افْعَلْ فَاقْصِدْهُ فَالصَّلَاحُ فِيهِ وَ إِنْ كَانَ فِي ثَلَاثَةٍ لَا تَفْعَلْ فَأَمْسِكْ فَإِنَّ الْخِيَرَةَ فِيهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
وَ مِنْهُ ذَكَرَ شَيْخُنَا الْمُفِيدُ فِي الرِّسَالَةِ الْغَرِيَّةِ مَا هَذَا لَفْظُهُ بَابُ صَلَاةِ الِاسْتِخَارَةِ وَ إِذَا عَرَضَ لِلْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ أَمْرَانِ فِيمَا يَخْطُرُ بِبَالِهِ مِنْ مَصَالِحِهِ فِي أَمْرِ دُنْيَاهُ كَسَفَرِهِ وَ إِقَامَتِهِ وَ مَعِيشَتِهِ فِي صُنُوفٍ يَعْرِضُ لَهُ الْفِكْرُ فِيهَا أَوْ عِنْدَ نِكَاحٍ وَ تَرْكِهِ وَ ابْتِيَاعِ أَمَةٍ أَوْ عَبْدٍ وَ نَحْوِ ذَلِكَ فَمِنَ السُّنَّةِ أَنْ لَا يَهْجُمَ عَلَى أَحَدِ الْأَمْرَيْنِ وَ لْيَتَوَقَّ حَتَّى يَسْتَخِيرَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِذَا اسْتَخَارَهُ عَزَمَ عَلَى مَا خَطَرَ بِبَالِهِ عَلَى الْأَقْوَى فِي نَفْسِهِ فَإِنْ سَاوَتْ ظُنُونُهُ فِيهِ تَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى وَ فَعَلَ مَا يَتَّفِقُ لَهُ مِنْهُ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقْضِي لَهُ بِالْخَيْرِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَ لَا يَنْبَغِي لِلْإِنْسَانِ أَنْ يَسْتَخِيرَ اللَّهَ فِي فِعْلِ شَيْءٍ نَهَاهُ عَنْهُ وَ لَا حَاجَةَ بِهِ فِي اسْتِخَارَةٍ لِأَدَاءِ فَرْضٍ وَ إِنَّمَا الِاسْتِخَارَةُ فِي الْمُبَاحِ وَ تَرْكِ نَفْلٍ إِلَى نَفْلٍ لَا يُمْكِنُهُ الْجَمْعُ بَيْنَهُمَا كَالْجِهَادِ وَ الْحَجِّ تَطَوُّعاً أَوِ السَّفَرِ لِزِيَارَةِ مَشْهَدٍ دُونَ مَشْهَدٍ أَوْ صِلَةِ أَخٍ مُؤْمِنٍ وَ صِلَةِ غَيْرِهِ بِمِثْلِ مَا يُرِيدُ صِلَةَ الْآخَرِ بِهِ وَ نَحْوِ ذَلِكَ وَ لِلِاسْتِخَارَةِ صَلَاةٌ مُوَظَّفَةٌ مَسْنُونَةٌ وَ هِيَ رَكْعَتَانِ يَقْرَأُ الْإِنْسَانُ فِي إِحْدَاهُمَا فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ سُورَةً مَعَهَا وَ يَقْرَأُ فِي الثَّانِيَةِ الْفَاتِحَةَ وَ سُورَةً مَعَهَا وَ يَقْنُتُ فِي الثَّانِيَةِ قَبْلَ الرُّكُوعِ فَإِذَا تَشَهَّدَ وَ سَلَّمَ حَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ وَ صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ ص وَ قَالَ- اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَ قُدْرَتِكَ وَ أَسْتَخِيرُكَ بِعِزَّتِكَ وَ أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَ لَا أَقْدِرُ وَ تَعْلَمُ وَ لَا أَعْلَمُ وَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا الْأَمْرُ الَّذِي عَرَضَ لِي خَيْراً فِي دِينِي وَ دُنْيَايَ وَ آخِرَتِي فَيَسِّرْهُ لِي وَ بَارِكْ لِي فِيهِ وَ أَعِنِّي عَلَيْهِ وَ إِنْ كَانَ شَرّاً لِي فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَ اقْضِ لِيَ الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ وَ رَضِّنِي بِهِ حَتَّى لَا أُحِبَّ تَعْجِيلَ مَا أَخَّرْتَ وَ لَا تَأْخِيرَ مَا عَجَّلْتَ- وَ إِنْ شَاءَ قَالَ اللَّهُمَّ خِرْ لِي فِي مَا عَرَضَ لِي مِنْ أَمْرِ كَذَا وَ كَذَا وَ اقْضِ لِي بِالْخِيَرَةِ فِيمَا وَفَّقْتَنِي لَهُ مِنْهُ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
بيان: كان هذا بالأبواب المتعلقة بالاستخارات المطلقة أنسب و إنما أوردته هنا تبعا للسيد ره.
5- الفتح، فتح الأبواب عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ نَمَا وَ أَسْعَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَعِيدٍ الرَّاوَنْدِيِّ عَنْ وَالِدِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحْسِنٍ الْحَلَبِيِّ عَنِ الشَّيْخِ أَبِي جَعْفَرٍ الطُّوسِيِّ عَنِ الْمُفِيدِ عَنِ ابْنِ قُولَوَيْهِ عَنِ الْكُلَيْنِيِّ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْهَاشِمِيِّ عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِذَا أَرَدْتَ أَمْراً فَخُذْ سِتَّ رِقَاعٍ فَاكْتُبْ فِي ثَلَاثٍ مِنْهَا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ خِيَرَةٌ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ لِفُلَانِ بْنِ فُلَانَةَ افْعَلْ وَ فِي ثَلَاثٍ مِنْهَا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ خِيَرَةٌ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ لِفُلَانِ بْنِ فُلَانَةَ لَا تَفْعَلْ ثُمَّ ضَعْهَا تَحْتَ مُصَلَّاكَ ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ فَإِذَا فَرَغْتَ فَاسْجُدْ سَجْدَةً وَ قُلْ مِائَةَ مَرَّةٍ أَسْتَخِيرُ اللَّهَ بِرَحْمَتِهِ خِيَرَةً فِي عَافِيَةٍ ثُمَّ اسْتَوِ جَالِساً وَ قُلِ- اللَّهُمَّ خِرْ لِي وَ اخْتَرْ لِي فِي جَمِيعِ أُمُورِي فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَ عَافِيَةٍ- ثُمَّ اضْرِبْ بِيَدِكَ إِلَى الرِّقَاعِ فَشَوِّشْهَا وَ أَخْرِجْ وَاحِدَةً وَاحِدَةً فَإِنْ خَرَجَ ثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ افْعَلْ فَافْعَلِ الْأَمْرَ الَّذِي تُرِيدُهُ وَ إِنْ خَرَجَ ثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ لَا تَفْعَلْ فَلَا تَفْعَلْهُ وَ إِنْ خَرَجَتْ وَاحِدَةٌ افْعَلْ وَ الْأُخْرَى لَا تَفْعَلْ فَأَخْرِجْ مِنَ الرِّقَاعِ إِلَى خَمْسٍ فَانْظُرْ أَكْثَرَهَا فَاعْمَلْ بِهِ وَ دَعِ السَّادِسَةَ لَا يُحْتَاجُ إِلَيْهَا.