کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّوَيْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيِّ عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الْمَوَالِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ فِي الْأُمُورِ كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ يَقُولُ إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لْيَقُلِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَ أَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَ أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَ لَا أَقْدِرُ وَ تَعْلَمُ وَ لَا أَعْلَمُ فَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَ مَعَاشِي وَ عَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَ آجِلِهِ فَاقْدِرْهُ لِي وَ يَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ وَ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَ مَعَاشِي وَ عَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَ آجِلِهِ فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَ اصْرِفْنِي عَنْهُ وَ اقْدِرْ لِيَ الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ وَ قَالَ بَعْضُ الْمَشَايِخِ رَحِمَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ لَمَّا صَلَّى هَذِهِ الصَّلَاةَ وَ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ يَقْطَعُ بَعْدَ ذَلِكَ كَاغَذَةً سِتَّ رِقَاعٍ يَكْتُبُ فِي ثَلَاثَةٍ مِنْهَا افْعَلْ وَ فِي ثَلَاثَةٍ مِنْهَا لَا تَفْعَلْ ثُمَّ يَخْلِطُ بَعْضَهَا بِبَعْضٍ وَ يَجْعَلُهَا فِي كُمِّهِ ثُمَّ يُخْرِجُ ثَلَاثَةً مِنْهَا وَاحِدَةً بَعْدَ أُخْرَى فَإِنْ وَجَدَ فِيهَا كُلِّهَا افْعَلْ أَقْدَمَ عَلَى ذَلِكَ الْأَمْرِ طَيِّبَ الْقَلْبِ وَ إِنْ وَجَدَ فِي اثْنَتَيْنِ مِنْهَا افْعَلْ وَ فِي وَاحِدَةٍ لَا تَفْعَلْ فَلَا بَأْسَ بِالْإِقْدَامِ عَلَى ذَلِكَ الْأَمْرِ لَكِنَّهُ دُونَ الْأَوَّلِ وَ إِنْ وَجَدَ فِي كُلِّهَا لَا تَفْعَلْ فَلْيَحْذَرْ عَنِ الْإِقْدَامِ عَلَى ذَلِكَ الْأَمْرِ وَ إِنْ وَجَدَ فِي اثْنَتَيْنِ مِنْهَا لَا تَفْعَلْ فَالْحَذَرُ أَوْلَى فَلِلْأَكْثَرِ حُكْمُ الْكُلِّ.
قَالَ وَ مِنَ الدَّعَوَاتِ الَّتِي وَرَدَتْ فِي الِاسْتِخَارَةِ قَوْلُهُ ص اللَّهُمَّ خِرْ لِي وَ اخْتَرْ لِي.
وَ بَلَغَنِي عَنْ بَعْضِ الْعُلَمَاءِ فِي كَيْفِيَّةِ الِاسْتِخَارَةِ أَنَّهُ قَالَ: يَكْتُبُ ثَلَاثَ رِقَاعٍ فِي كُلِّ رُقْعَةٍ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ خِيَرَةٌ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ افْعَلْ وَ فِي ثَلَاثٍ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ خِيَرَةٌ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ لَا تَفْعَلْ وَ تَضَعُ الرِّقَاعَ تَحْتَ السَّجَّادَةِ ثُمَّ تُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ سُورَةَ الْإِخْلَاصِ ثَلَاثاً ثُمَّ تُسَلِّمُ وَ تَقُولُ- اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ إِلَى آخِرِهِ ثُمَّ تَسْجُدُ وَ تَقُولُ مِائَةَ مَرَّةٍ أَسْتَخِيرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ-
ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ وَ تُخْرِجُ الرِّقَاعَ خَمْسَةً وَ تَتْرُكُ وَاحِدَةً فَإِنْ كَانَ فِي ثَلَاثَةٍ افْعَلْ فَاقْصِدْهُ فَالصَّلَاحُ فِيهِ وَ إِنْ كَانَ فِي ثَلَاثَةٍ لَا تَفْعَلْ فَأَمْسِكْ فَإِنَّ الْخِيَرَةَ فِيهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
وَ مِنْهُ ذَكَرَ شَيْخُنَا الْمُفِيدُ فِي الرِّسَالَةِ الْغَرِيَّةِ مَا هَذَا لَفْظُهُ بَابُ صَلَاةِ الِاسْتِخَارَةِ وَ إِذَا عَرَضَ لِلْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ أَمْرَانِ فِيمَا يَخْطُرُ بِبَالِهِ مِنْ مَصَالِحِهِ فِي أَمْرِ دُنْيَاهُ كَسَفَرِهِ وَ إِقَامَتِهِ وَ مَعِيشَتِهِ فِي صُنُوفٍ يَعْرِضُ لَهُ الْفِكْرُ فِيهَا أَوْ عِنْدَ نِكَاحٍ وَ تَرْكِهِ وَ ابْتِيَاعِ أَمَةٍ أَوْ عَبْدٍ وَ نَحْوِ ذَلِكَ فَمِنَ السُّنَّةِ أَنْ لَا يَهْجُمَ عَلَى أَحَدِ الْأَمْرَيْنِ وَ لْيَتَوَقَّ حَتَّى يَسْتَخِيرَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِذَا اسْتَخَارَهُ عَزَمَ عَلَى مَا خَطَرَ بِبَالِهِ عَلَى الْأَقْوَى فِي نَفْسِهِ فَإِنْ سَاوَتْ ظُنُونُهُ فِيهِ تَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى وَ فَعَلَ مَا يَتَّفِقُ لَهُ مِنْهُ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقْضِي لَهُ بِالْخَيْرِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَ لَا يَنْبَغِي لِلْإِنْسَانِ أَنْ يَسْتَخِيرَ اللَّهَ فِي فِعْلِ شَيْءٍ نَهَاهُ عَنْهُ وَ لَا حَاجَةَ بِهِ فِي اسْتِخَارَةٍ لِأَدَاءِ فَرْضٍ وَ إِنَّمَا الِاسْتِخَارَةُ فِي الْمُبَاحِ وَ تَرْكِ نَفْلٍ إِلَى نَفْلٍ لَا يُمْكِنُهُ الْجَمْعُ بَيْنَهُمَا كَالْجِهَادِ وَ الْحَجِّ تَطَوُّعاً أَوِ السَّفَرِ لِزِيَارَةِ مَشْهَدٍ دُونَ مَشْهَدٍ أَوْ صِلَةِ أَخٍ مُؤْمِنٍ وَ صِلَةِ غَيْرِهِ بِمِثْلِ مَا يُرِيدُ صِلَةَ الْآخَرِ بِهِ وَ نَحْوِ ذَلِكَ وَ لِلِاسْتِخَارَةِ صَلَاةٌ مُوَظَّفَةٌ مَسْنُونَةٌ وَ هِيَ رَكْعَتَانِ يَقْرَأُ الْإِنْسَانُ فِي إِحْدَاهُمَا فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ سُورَةً مَعَهَا وَ يَقْرَأُ فِي الثَّانِيَةِ الْفَاتِحَةَ وَ سُورَةً مَعَهَا وَ يَقْنُتُ فِي الثَّانِيَةِ قَبْلَ الرُّكُوعِ فَإِذَا تَشَهَّدَ وَ سَلَّمَ حَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ وَ صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ ص وَ قَالَ- اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَ قُدْرَتِكَ وَ أَسْتَخِيرُكَ بِعِزَّتِكَ وَ أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَ لَا أَقْدِرُ وَ تَعْلَمُ وَ لَا أَعْلَمُ وَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا الْأَمْرُ الَّذِي عَرَضَ لِي خَيْراً فِي دِينِي وَ دُنْيَايَ وَ آخِرَتِي فَيَسِّرْهُ لِي وَ بَارِكْ لِي فِيهِ وَ أَعِنِّي عَلَيْهِ وَ إِنْ كَانَ شَرّاً لِي فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَ اقْضِ لِيَ الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ وَ رَضِّنِي بِهِ حَتَّى لَا أُحِبَّ تَعْجِيلَ مَا أَخَّرْتَ وَ لَا تَأْخِيرَ مَا عَجَّلْتَ- وَ إِنْ شَاءَ قَالَ اللَّهُمَّ خِرْ لِي فِي مَا عَرَضَ لِي مِنْ أَمْرِ كَذَا وَ كَذَا وَ اقْضِ لِي بِالْخِيَرَةِ فِيمَا وَفَّقْتَنِي لَهُ مِنْهُ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
بيان: كان هذا بالأبواب المتعلقة بالاستخارات المطلقة أنسب و إنما أوردته هنا تبعا للسيد ره.
5- الفتح، فتح الأبواب عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ نَمَا وَ أَسْعَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَعِيدٍ الرَّاوَنْدِيِّ عَنْ وَالِدِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحْسِنٍ الْحَلَبِيِّ عَنِ الشَّيْخِ أَبِي جَعْفَرٍ الطُّوسِيِّ عَنِ الْمُفِيدِ عَنِ ابْنِ قُولَوَيْهِ عَنِ الْكُلَيْنِيِّ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْهَاشِمِيِّ عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِذَا أَرَدْتَ أَمْراً فَخُذْ سِتَّ رِقَاعٍ فَاكْتُبْ فِي ثَلَاثٍ مِنْهَا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ خِيَرَةٌ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ لِفُلَانِ بْنِ فُلَانَةَ افْعَلْ وَ فِي ثَلَاثٍ مِنْهَا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ خِيَرَةٌ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ لِفُلَانِ بْنِ فُلَانَةَ لَا تَفْعَلْ ثُمَّ ضَعْهَا تَحْتَ مُصَلَّاكَ ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ فَإِذَا فَرَغْتَ فَاسْجُدْ سَجْدَةً وَ قُلْ مِائَةَ مَرَّةٍ أَسْتَخِيرُ اللَّهَ بِرَحْمَتِهِ خِيَرَةً فِي عَافِيَةٍ ثُمَّ اسْتَوِ جَالِساً وَ قُلِ- اللَّهُمَّ خِرْ لِي وَ اخْتَرْ لِي فِي جَمِيعِ أُمُورِي فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَ عَافِيَةٍ- ثُمَّ اضْرِبْ بِيَدِكَ إِلَى الرِّقَاعِ فَشَوِّشْهَا وَ أَخْرِجْ وَاحِدَةً وَاحِدَةً فَإِنْ خَرَجَ ثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ افْعَلْ فَافْعَلِ الْأَمْرَ الَّذِي تُرِيدُهُ وَ إِنْ خَرَجَ ثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ لَا تَفْعَلْ فَلَا تَفْعَلْهُ وَ إِنْ خَرَجَتْ وَاحِدَةٌ افْعَلْ وَ الْأُخْرَى لَا تَفْعَلْ فَأَخْرِجْ مِنَ الرِّقَاعِ إِلَى خَمْسٍ فَانْظُرْ أَكْثَرَهَا فَاعْمَلْ بِهِ وَ دَعِ السَّادِسَةَ لَا يُحْتَاجُ إِلَيْهَا.
وَ مِنْهُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حُمْدُونٍ الْوَاسِطِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ سَعِيدٍ الْكُوفِيِّ عَنِ الْكُلَيْنِيِ مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّ فِيهِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ لِعَبْدِهِ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ المتهجد، عن هارون بن خارجة مثله 11572 الكافي، عن غير واحد عن سهل مثله 11573
التَّهْذِيبُ، بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْكُلَيْنِيِ مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ اخْتَرْ لِي 11574 بيان هذا أشهر طرق هذه الاستخارة و أوثقها 11575 و عليه عمل أصحابنا و ليس فيه ذكر الغسل و ذكره بعض الأصحاب لوروده في سائر أنواع الاستخارة و لا بأس به و أيضا ليس فيه تعيين سورة في الصلاة و ذكر بعضهم سورتي الحشر و الرحمن لورودهما في الاستخارة المطلقة فلو قرأهما أو الإخلاص في كل ركعة كما مر أو ما سيأتي في رواية الكراجكي ره لم أستبعد حسنه.
ثم اعلم أن إخراج الخمس قد لا يحتاج إليه كما إذا خرج أولا لا تفعل ثم ثلاثا افعل و بالعكس فإن قلت هذا داخل في القسمين المذكورين قلت إن سلمنا ذلك و إن كان بعيدا فيمكن أن يخرج افعل ثم لا تفعل ثم مرتين افعل و بالعكس و لا يحتاج فيهما إلى إخراج الخامسة فالظاهر أن المذكور في الخبر أقصى الاحتمالات مع أنه يحتمل لزوم إخراج الخامسة تعبدا و إن كان بعيدا.
ثم إنه لا يظهر مع كثرة إحداهما تفاوت في مراتب الحسن و ضده و بعض الأصحاب جعلوا لهما مراتب بسرعة خروج افعل أو لا تفعل أو توالي أحدهما بأن يكون الخروج في الأربع أولى في الفعل و الترك من الخروج في الخمس أو يكون خروج مرتين افعل ثم لا تفعل ثم افعل أحسن من الابتداء بلا تفعل ثم افعل ثلاثا و كذا العكس إلى غير ذلك من الاعتبارات التي تظهر بالمقايسة بما ذكر و ليس ببعيد.
6- الفتح، فتح الأبواب قَالَ وَجَدْتُ رِوَايَةً أُخْرَى بِالرِّقَاعِ ذَكَرَ مَنْ نَقَلْتُهَا مِنْ كِتَابِهِ أَنَّهَا مَنْقُولَةٌ عَنِ الْكَرَاجُكِيِّ وَ هَذَا لَفْظُ مَا وَقَفْتُ عَلَيْهِ مِنْهَا هَارُونُ بْنُ حَمَّادٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ ع قَالَ: إِذَا أَرَدْتَ أَمْراً فَخُذْ سِتَّ رِقَاعٍ فَاكْتُبْ فِي ثَلَاثٍ مِنْهَا- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ خِيَرَةٌ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ
وَ يُرْوَى الْعَلِيِّ الْكَرِيمِ لِفُلَانِ بْنِ فُلَانٍ افْعَلْ كَذَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ اذْكُرِ اسْمَكَ وَ مَا تُرِيدُ فِعْلَهُ وَ فِي ثَلَاثٍ مِنْهُنَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ خِيَرَةٌ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ لِفُلَانِ بْنِ فُلَانٍ- لَا تَفْعَلْ كَذَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ تُصَلِّي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ خَمْسِينَ مَرَّةً قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَ تَدَعُ الرِّقَاعَ تَحْتَ سَجَّادَتِكَ وَ تَقُولُ- بِقُدْرَتِكَ تَعْلَمُ وَ لَا أَعْلَمُ وَ تَقْدِرُ وَ لَا أَقْدِرُ وَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ اللَّهُمَّ بِكَ فَلَا شَيْءَ أَعْلَمُ مِنْكَ صَلِّ عَلَى آدَمَ صَفْوَتِكَ وَ مُحَمَّدٍ خِيَرَتِكَ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ وَ مَنْ بَيْنَهُمْ مِنْ نَبِيٍّ وَ صِدِّيقٍ وَ شَهِيدٍ وَ عَبْدٍ صَالِحٍ وَ وَلِيٍّ مُخْلَصٍ وَ مَلَائِكَتِكَ أَجْمَعِينَ إِنْ كَانَ مَا عَزَمْتُ عَلَيْهِ مِنَ الدُّخُولِ فِي سَفَرِي إِلَى بَلَدِ كَذَا وَ كَذَا خِيَرَةً لِي فِي الْبَدْوِ وَ الْعَاقِبَةِ وَ رِزْقٍ تُيَسِّرُ لِي مِنْهُ فَسَهِّلْهُ وَ لَا تُعَسِّرْهُ وَ خِرْ لِي فِيهِ وَ إِنْ كَانَ غَيْرَهُ فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَ بَدِّلْنِي مِنْهُ بِمَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ- ثُمَّ تَقُولُ سَبْعِينَ مَرَّةً خِيَرَةٌ مِنَ اللَّهِ الْعَلِيِّ الْكَرِيمِ فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْ ذَلِكَ عَفَّرْتَ خَدَّكَ وَ دَعَوْتَ اللَّهَ وَ سَأَلْتَهُ مَا تُرِيدُ قَالَ وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى ثُمَّ ذَكَرَ فِي أَخْذِ الرِّقَاعِ نَحْوَ مَا تَقَدَّمَ فِي الرِّوَايَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ.
قال السيد ره أما هارون بن خارجة لعله الصيرفي الكوفي و وثقه النجاشي و أما هارون بن حماد فما وجدته في رجال الصادق ع و لعله هارون بن زياد و قد يقع الاشتباه في الكتابة بين لفظ زياد و حماد.
7- الفتح، فتح الأبواب قَالَ: وَ مِمَّا وَجَدْتُ مِنْ طَرَائِفِ الِاسْتِخَارَاتِ أَنَّنِي طَلَبَنِي بَعْضُ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا وَ أَنَا بِالْجَانِبِ الْغَرْبِيِّ مِنْ بَغْدَادَ فَبَقِيتُ اثْنَيْنِ وَ عِشْرِينَ يَوْماً أَسْتَخِيرُ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ كُلَّ يَوْمٍ فِي أَنْ أَلْقَاهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ فَتَأْتِيَ الِاسْتِخَارَةُ لَا تَفْعَلْ فِي أَرْبَعِ رِقَاعٍ أَوْ فِي ثَلَاثٍ مُتَوَالِيَاتٍ مَا اخْتُلِفَتْ فِي الْمَنْعِ مُدَّةُ اثْنَيْنِ وَ عِشْرِينَ يَوْماً وَ ظَهَرَ لِي حَقِيقَةُ سَعَادَتِي بِتِلْكَ الِاسْتِخَارَاتِ فَهَلْ هَذَا مِنْ غَيْرِ عَالِمِ الْخَفِيَّاتِ وَ مِمَّا وَجَدْتُ مِنْ عَجَائِبِ الِاسْتِخَارَاتِ أَنَّنِي أَذْكُرُ أَنَّنِي وَصَلْتُ الْحِلَّةَ فِي بَعْضِ
الْأَوْقَاتِ الَّتِي كُنْتُ مُقِيماً بِدَارِ السَّلَامِ فَأَشَارَ بَعْضُ الْأَقْوَامِ بِلِقَاءِ بَعْضِ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا مِنْ وُلَاةِ الْبِلَادِ الْحِلِّيَّةِ فَأَقَمْتُ بِالْحِلَّةِ لِشُغُلٍ كَانَ لِي شَهْراً فَكُنْتُ كُلَّ يَوْمٍ أَسْتَصْلِحُهُ لِلِقَائِهِ أَسْتَخِيرُ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ أَوَّلَ النَّهَارِ وَ آخِرَهُ فِي لِقَائِهِ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ فَتَأْتِي الِاسْتِخَارَةُ لَا تَفْعَلْ فَتَكَمَّلْتُ نَحْوَ خَمْسِينَ اسْتِخَارَةً فِي مُدَّةِ إِقَامَتِي كُلِّهَا لَا تَفْعَلْ فَهَلْ يَبْقَى مَعَ هَذَا عِنْدِي رَيْبٌ لَوْ كُنْتُ لَا أَعْلَمُ حَالَ الِاسْتِخَارَةِ أَنَّ هَذَا صَادِرٌ عَنِ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ الْعَالِمِ بِمَصْلَحَتِي هَذَا مَعَ مَا ظَهَرَ بِذَلِكَ مِنْ سَعَادَتِي وَ هَلْ يَقْبَلُ الْعَقْلُ أَنْ يَسْتَخِيرَ الْإِنْسَانُ خَمْسِينَ اسْتِخَارَةً تَطْلُعُ كُلُّهَا اتِّفَاقاً لَا تَفْعَلْ وَ مِمَّا وَجَدْتُ مِنْ عَجَائِبِ الِاسْتِخَارَاتِ أَنَّنِي قَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْعُمُرِ نَحْوَ ثَلَاثٍ وَ خَمْسِينَ سَنَةً وَ لَمْ أَزَلْ أَسْتَخِيرُ مُذْ عَرَفْتُ حَقِيقَةَ الِاسْتِخَارَاتِ وَ مَا وَقَعَ أَبَداً فِيهَا خَلَلٌ وَ لَا مَا أَكْرَهُ وَ لَا مَا يُخَالِفُ السَّعَادَاتِ وَ الْعِنَايَاتِ فَأَنَا فِيهَا كَمَا قَالَ بَعْضُهُمْ-
قُلْتُ لِلْعَاذِلِ لَمَّا جَاءَنِي -
مِنْ طَرِيقِ النُّصْحِ يُبْدِي وَ يُعِيدُ -
أَيُّهَا النَّاصِحُ لِي فِي زَعْمِهِ -
لَا تُرِدْ نُصْحاً لِمَنْ لَيْسَ يُرِيدُ -
فَالَّذِي أَنْتَ لَهُ مُسْتَقْبِحٌ -
مَا عَلَى اسْتِحْسَانِهِ عِنْدِي مَزِيدٌ -
وَ إِذَا نَحْنُ تَبَايَنَّا كَذَا -
فَاسْتِمَاعُ الْعَذْلِ شَيْءٌ لَا يُفِيدُ .
وَ مِنْهُ قَالَ أَخْبَرَنِي شَيْخِي الْفَقِيهُ مُحَمَّدُ بْنُ نَمَا وَ الشَّيْخُ أَسْعَدُ بْنُ عَبْدِ الْقَاهِرِ الْأَصْفَهَانِيُّ بِإِسْنَادِهِمَا عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَيَابَةَ قَالَ: خَرَجْتُ إِلَى مَكَّةَ وَ مَعِي مَتَاعٌ كَثِيرٌ فَكَسَدَ عَلَيْنَا فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا ابْعَثْ بِهِ إِلَى الْيَمَنِ وَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا ابْعَثْ بِهِ إِلَى مِصْرَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فَقَالَ لِي سَاهِمْ بَيْنَ مِصْرَ وَ الْيَمَنِ ثُمَّ فَوِّضْ أَمْرَكَ إِلَى اللَّهِ فَأَيُّ الْبَلَدَيْنِ خَرَجَ اسْمُهُ فِي السَّهْمِ فَابْعَثْ إِلَيْهِ مَتَاعَكَ فَقُلْتُ كَيْفَ أُسَاهِمُ قَالَ اكْتُبْ فِي رُقْعَةٍ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ عالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ أَنْتَ الْعَالِمُ وَ أَنَا الْمُتَعَلِّمُ فَانْظُرْ فِي أَيِّ الْأَمْرَيْنِ خَيْرٌ لِي حَتَّى أَتَوَكَّلَ عَلَيْكَ فِيهِ فَأَعْمَلَ بِهِ ثُمَّ اكْتُبْ مِصْراً إِنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ اكْتُبْ فِي رُقْعَةٍ أُخْرَى مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ اكْتُبِ الْيَمَنَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ اكْتُبْ فِي رُقْعَةٍ أُخْرَى مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ اكْتُبْ يُحْبَسُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ لَا يُبْعَثُ بِهِ إِلَى بَلْدَةٍ مِنْهَا-
ثُمَّ اجْمَعِ الرِّقَاعَ فَادْفَعْهَا إِلَى مَنْ يَسْتُرُهَا عَنْكَ ثُمَّ أَدْخِلْ يَدَكَ فَخُذْ رُقْعَةً مِنَ الثَّلَاثِ رِقَاعٍ فَأَيُّهَا وَقَعَتْ فِي يَدِكَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَاعْمَلْ بِمَا فِيهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى 11576 .
بيان: هذا عمل معتبر و سنده لا يقصر عن العمل المشهور في الرقاع فإن ابن سيابة عندي من الممدوحين الذين اعتمد الأصحاب على أخبارهم و يمكن تأييده بأخبار القرعة فإنه ورد أنها لكل أمر مشكل ورد أنه ما من قوم فوضوا أمرهم إلى الله إلا خرج لهم الحق لا سيما إذا اختلف الآراء في الأمر الذي يقرعون فيه.
8- الفتح، فتح الأبواب قَالَ وَجَدْتُ رِوَايَةً عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ عَنْ أَحَدِهِمَا ع فِي الْمُسَاهَمَةِ تَكْتُبُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ - اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ عالِمَ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ- أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبادِكَ فِي ما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُخْرِجَ لِي خِيَرَةً فِي دِينِي وَ دُنْيَايَ وَ عَاقِبَةِ أَمْرِي وَ آجِلِهِ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ثُمَّ تَكْتُبُ مَا تُرِيدُ فِي رُقْعَتَيْنِ وَ يَكُونُ الثَّالِثُ غُفْلًا ثُمَّ تُجِيلُ السِّهَامَ فَأَيُّهُمَا خَرَجَ عَمِلْتَ عَلَيْهِ وَ لَا تُخَالِفُ فَمَنْ خَالَفَ لَمْ يُصْنَعْ لَهُ وَ إِنْ خَرَجَ الْغُفْلُ رَمَيْتَ بِهِ.
بيان: قال في القاموس الغفل بالضم من لا يرجى خيره و لا يخشى شره و ما لا علامة فيه من القداح و الطرق و غيرهما و ما لا سمة عليه من الدواب و من لا نصيب له و لا عزم عليه من القداح انتهى لم يصنع له أي لم يقدر له ما هو خير له.